Wednesday, August 31, 2005
عن العجل والسكاكين والذي منه
ولفت انتباهي-أصلي لمّاح شويّة-أنّ الضجّة دائماً تأتي حين يخرج المسئول الكبير من مكانه.
حقيقة بديهيّة يعني مش محتاجة أعمل لكم فيها استطلاع رأي، من طراز:
هل تصدّق ما يُقال بشأن إبراهيم نافع؟
- نعم
- لا
- أميل للتصديق
- أميل لعدم التصديق
- لا أعرف
- ربّنا أمر بالستر
أو على طريقة استطلاعات الجزيرة (اللي أنا مش مستقصدها ولا حاجة!) :
هل تنخدع بإنكار إبراهيم نافع للاتّهامات؟ومن أجل هذا أقترح مشروع قانون، أرجو أن يفتيني القانونيّون في دستويّته وجدواه:
- لا طبعاً
-نعم
إذا حوسِبَ المسئول أثناء توليّه منصب/مسئوليّة ما، أوقعت عليه العقوبة الملائمة-إن ثبت الاتّهام-بحسب قانون العقوبات.
أمّا إذا حوسب بعد خروجه من المنصب أو بعد تقاعده، يُحاسب معه مسؤله المباشر، ويتقاسمان العقوبة.
ما رأيكم؟
من يُحاسَب في حالة إبراهيم نافع؟
في هذه الحالة رئيسه المباشر هو رئيس مجلس الشورى: يُحاسب الحالي أم السابق أم كلاهما يا ترى؟
كفاية بقى استهانة بنا! حاكموا هذا الرجُل بتهمة إزعاج الشعب
بالمناسبة هناك من يطالب ولاية لويزيانا بمساءلة من رفضوا إخلاء بيوتهم (وربما محاكمتهم) لأنّهم أضاعوا وقت رجال الإنقاذ بمواقفهم العنتريّة المتعنّتة وبقائهم في قلب العاصفة.
طيّب.. ما رأيُكُم في تُهمة إزعاج الشعب؟
لمّا واحد محترم يرشّح نفسه لرئاسة شئون البلاد، ويضيع وقتنا على التلافز ووقت القراءة ويأخذ من وقت بقيّة المرشّحين، وكمان ينال مبلغاً ما لتمويل حملته (وهو بالطبع من فلوس دافعي الضرائب المعضّدة بالعمولات الخارجيّة للحكومة)،
ثم يأتي حضرة المحترم ويقول:
"علي صعيد اخر اعلن الشيخ أحمد الصباحي (90 عاما) واحد من عشرة مرشحين يخوضون انتخابات الرئاسة في مصر. لكنه علي خلاف أي مرشح يقول انه لو لا سمح الله نجحت في الانتخابات فسوف اتنازل عنها للرئيس حسني مبارك"ماذا نفعل معه؟
المصدر: موقع "القدس العربيّ"
أنا فاهم أنّنا "ملطشة"، وأنّ الفساد والغباء والاستخفاف والإعلام والبيروقراطيّة يعاملوننا يوماً بعد يوم على أنّنا بهايم وتركة فرّط فيها أحمس الثاني...
لكن..
ارحمونا بقى في عرضكم!
______
* العنوان القاهرة 2 مكرر شارع أمين سامي المنيرة المبتديان عمارة العرائس
هاتف: 202.7923501
مصدر الصورة والعنوان: القرار العربيّ
Tuesday, August 30, 2005
بص.. شوف.. كاترينا عملت إيه! ـ 2 ـ
يقدّمها أبو كريم الممفساوي بلا مسخرة
فيه شويّة حاجات ممكن تخلّيكم تتصوّروا أبعاد المشكلة...
أوّلاً، كاترينا ثالث أكثر الأنواء الاستوائيّة تدميراً في التاريخ الأمريكيّ
ثانياً، ما أصاب ممفيس هو النذر القليل من "هدب ثوب" كاترينا، فقد كُنّا على الحدود الغربيّة لمسار العاصفة وليس في قلبِها، وكانت العاصفة-حين وصلت إلينا بعد الفتك بالمسيسيپيّين الغلابة-قد فقدت نصف عنفوانها.
ثالثاً، ما أحدثته في ممفيس بسيط مقارنةً بإعصار دمّر بضعة بيوت منذ عشرة أعوام، وعواصف ثلجيّة قطعت التيّار في بضعة أماكن، وعاصفة رياح كاسحة فتكت بنا منذ عامَيْن وطرحتنا أرضً: انقطعت الكهرباء حوالي ما بين يومَيْن وأسبوع (بحسب المنطقة وكثافة الأشجار فيها. لا .. ليس بحسب غنى المنطقة، بل على العكس. الأغنياء اشتروا مولّدات أو استأجّروها، بينما الفقراء يسكنون في أماكن قريبة من وسط المدينة، حيث التصليح أسرع والأشجار أقلّ)..
رابعاً، انقطاع التيّار يعني توقُّف الحياة: لا تكييف ولا تسخين (في معظم المنازل التي لم تعُد تستخدم الغاز). والأهم...
لا إشارات مرور
وفي هذه الحالة، يلتزم الناس بالقواعد البسيطة: عربيّة من كلّ اتّجاه وبالدور.
...
لكن في التقاطعات الهامّة،
يضطرّ رجال الأمن البواسل الأبطال-الذين يعانون من بطالة مقنّعة لندرة المظاهرات وصغر الأقفية، طبعاً ما عدا المخدّرات-
للنزول للشوارع، وتنظيم المرور بأنفسهم
مع أنّ هذا لا يحدُث حين تعمل الإشارات، لأنّ الناس متبلّدة هنا، تتوقّف ببساطة في الإشارات، لعلّهم غير مستعجلين!
وحيث أواصل معكُم التجوّل بالشوارع القريبة،
أجد بعض المجتهدين النشطاء قد قاموا بتقطيع الخشب لإماطة الأذى عن الطريق العام، وبالأخصّ عن مداخل بيوتهم،
إيه النظافة دي؟
لكن.. ليس الجميع محظوظين!
ألم أقُل لكُم إنّ شجرنا كبير شويّة؟
.
.
.
وأخيراً... أصلحوا الكهرباء في "حتّتنا" كما في معظم الأماكن
ربّنتا يخليلنا "حضرة العمدة" وسيادة المحافظ، والعمدة متّهم بالفساد ويعشق العمولات على فكرة هو وبالأخصّ على خلاف مع شركة المرافق، وكلّ ده بيقلّل الشعور بالغربة.
ولكي لا "أقطع عادة"، أقفز إلى موضوعي المحبّب..
انظروا إلى هذا المبنى وما حاق به من دمار!!
من أساليب الضحك على الذقون "خلط الأوراق" والزجّ بالصور في غير موضعها (كصورة الفلسطينيّين المحتفلين عقب الهجمات السبتمبريّة)، وهو في البحث العلميّ اسمه "الغشّ والتلاعب والتزييف"، أمّا في بعض وسائل الإعلام، فاسمه "الفنّ والمونتاچ والشطارة"... طبعاً الصورة الأخيرة للمبنى-رغم أنّها ملتقطة اليوم-لا علاقة لها بالعاصفة، بل هو مبنى يهدمونه منذ شهور (بجوار ذاك) ببطء لاحتوائه على مادة الأسبستوس التي تجعل تفجيره خطيراً على البيئة والبشر.
لكنّ أنا ما يهونش عليّ أضحك على ذقونكم،
وكفاية عليكُم اللي في بالي.
بص.. شوف.. كاترينا عملت إيه! ـ 1 ـ
ولا يكترث أحد بما أحدثته كاترينا في ممفيس
لكن...
وعلى رأي الوَلَد الوَحْش.. لازم شهرزاد تكمّل الحدّوتة
هممتُ بأن أغادر المعمَل في وش الفجر،
خرجتُ إلى الشوارع طامعاً في ساعتين من النوم،
فالاجتماع غداً في الثامنة، أقصد اليَوْم،
وإذا بي أدرك أنّني لم أكُن بشيءٍ داريا،
فقد فوجئتُ بأصواتٍ تصُمُّ المُناديا
وكأنّ شوارعنا قد شهدت ساحةَ قِتال،
فنورُ البروقِ يظهر طريق بيتنا كالقنال،
نور؟ هو فين النور؟؟؟
آه... تبدّد حلمي في دُشٍّ ساخِنٍ أنا المُتَفائلْ
حين أدركتُ انقطاعَ الكَهَارِبِ عن منطقتنا بالكامل ...
وللأسف حال الظلام بيني وبينَ التقاط صورة،
ونمتُ على أمل أن أنقل لكُم كلّ تفصيلة صغيّورة
...
صباح الخير
كان هذا أوّل ما شاهدته من البلكونة، شويّة ورق شجر...
بس.. ما أدراكُم بحجم الشجر.. وكمّ الشجر..
جزء من السور ناوي يسقُط؟
ده "غصن صغنّون" وقع قدّام عمارتنا...
وجيرننا أخذوا نصيبهم
والطريق مفروش...
طبعاً دلوقتِ نفهم ليه رياح+أشجار=انقطاع تيّار
هالحق الشغل، ولاّ هاصوّر وأعمل حادثة؟
ناس ذوق ذوق... ما حدّش زمّر، بس أكيد عايزين يضربوني! (لاحظ الزحام على اليمين، لأنّ محسوبكُم قافل اليسار، وده في صالح أيمن نور!)
وشويّة آثار ثانية...
حتّى العمود ما استحملش؟ ولاّ أنا اللي مش نايم كويّس؟
ـ"فاتت جنبنا"... ـ
بناءً على قلق الجماهير الغفيرة، المنعكس في عدم وجود أيّ تعليق حتّى الآن هنا :)، أحبّ أطمئنكم أنّ سرّي طلع باتع، وكاترينا مش هتقدر تهوّب ناحيتنا. هيّ ما فاتتش لسّة بس بتفوت حالياً جنبنا، ومش هتضحك لنا ولا هتبلّنا!
مالت كاترينا لليمين قليلاً لتغرق بشراً آخرين، وكفاية عليّ الأمطار الأغسطسيّة المُستعارة من سبتمبر والتي تغرقنا منذ يومَيْن أو أكثر قليلا.
* العنوان مستعار من أغنيّة عبد الحليم حافظ من كلمات الشاعر الرقيق حسين السيّد وألحان محمّد عبد الوهاب (بتاع مصر)
تحديث: (في الواحدة والنصف بعد منتصف ليل ممفيس)
قُلت لنفسي:
ما بالي قد صِرتُ أشبهَ بالجيل المُستَحدَث
وعن أشياءٍ لمْ أرَها رؤى العيانِ أتحدّث،
أجلسُ في معملٍ معدومِ النوافذِ
وأكتُب كلاماً ينقده المؤاخِذ،
متصَفِّحاً مَوْسوعةً ويكيّة ومواقع نشراتِ الجويّة،
ثم أوافيكُم بأنباءٍ إلكترونيّة؟
فكان أن تركتُ مقعدي الوثير،
وخرجتُ إلى الممرّ القصير،
وإذا بأصواتٍ كخيل راكضة
كحصى تخبط الزجاج شاردة،
وخرجتُ إلى الخارج للحظةٍ
فاتحاً البابَ نصفَ فتحةٍ
فإذا السماءُ قد فتحت صنابيرَها
والريحُ تُلاعِبُ الأشجار صغيرَها وكبيرَها،
فكان أن قُلتُ يا الله يا لطيف
يا مُنزِلَ الأمطار قبل حلول الخريف
أهذا ما يحدُث حين تمرُّ كَترينةُ بنصفِ قوّتِها
وحين لا يصلنا سوى حفيف تنوّرتها
فما حالُ أهل أورليانزِ الجديدةِ يا ستّار
وكيف تعامَلوا مع هذه النوّة الأشبه بالإعصار؟
وهَرْوَلتُ عائداً إلى شاشة الحاسوب
أكتب لكُم كلاماً عن عاصِفة لعوب
ها هي صورة كمان تقول إنّنا تحت كاترينا شخصيّاً (في الحزام الأخضر حيث العاصفة من ٢٠-٤٩٪ من قوّتها الأصليّة!)دوس تشوف أحسن
Monday, August 29, 2005
اوعَ تجيلك كاترينا! ـ
أحكمت العاصفة الاستوائيّة المطيرة "كاترينا"-المسمّاة خطأً إعصاراً-قبضتها على مدينة نيو أورليانز الأمريكيّة.
ومن فرط شدّة "نوّة كاترينا" تم إخلاء المدينة، وبدأ جمع التبرُّعات بالفعل (كما كان مذياع السيّارة يردّد هذا الصباح).
أتوّقع أنّه كما تتكالب الجوارح على الجيَف ويتكاثر الذباب على الفضلات سوف يأتي الصائدون في الماء العكِر والراقصون عند القبور من كلّ حدبٍ وصوب، ويوحِّدوا أصواتهم في جوقة پوليفونيّة ناشذة
ـ
"إنّما هذا غضب الله على بوش لأنّه وافق على المهازل التي تحدث لشعب الله المختار وشجّع انسحابهم من الأرض التي وعدهم بها الله مسكناً أبديّاً"
"بل هو غضب الله على الأمريكان لأنّ ٥١٪ منهم يؤيّدون بوش ويوافقون على قتل العراقيّين والأفغان"
"إنّما هو انتقام الطبيعة من بوش. هذه نتيجة حتميّة لسياساته الغبيّة تجاه البيئة"
"بل هو غضب الله على نيو أورليانز المدينة الفاسقة. لقد أمهلهم الله والآن جاء عربون العقاب. ألا يسمحون بالرذيلة في شارع البوربون؟ ألا تكثُر لديهُم نوادي الشلحنيس (الشلح التحنيسيّ)؟ احذري الآن يا لاس ڤيجاس، فإنّ دورَكِ قادم!"
أتذكّر أيضاً المذيع الغبيّ الذي كان يعلّق على أحد هذه العواصف منذ بضعة أشهر ويقول: سيأتي مركز العاصفة من الخليج كالعادة، لكنّ "الخبر الحلو" هو أنّه لن يمسّ أرض الولايات المتّحدة بل سيذهب إلى المكسيك!
يا غبي.. يعني بتوع المكسيك دول بهايم؟
الغريب أنّ العلماء يخبروننا أنّ: النوّات الاستوائيّة تأتي كلّ عام بعدد متفاوت، وبعضها يمطر في خليج المكسيك بلا خسائر، بينما يمتد البعض إلى اليابس ليغسل مدنَ السواحل الشرقيّة والجنوبيّة للولايات المتّحدة أو سواحل المكسيك وبعض دول أمريكا الوسطى. كما يؤكّدون أنّ التغيّر طبيعة المناخ، وأنّه من قصر النظر الحكم على مناخ ما باستخدام الذاكرة البشريّة التي لا يزيد مجالها على بضعة عشرات من الأعوام (في أحسن الحالات وأطول الأعمار).
سيبَك...
ما أتعجّب منه هو تلك الأسماء التي يعطونها للنوّات: فلويد، إميلي، كاترينا، ... ومعظمها أسماء مؤنّثة (وهناك نكتة لا أتذكّرها تفسّر ذلك).
أفضّل أسماء نوّات الأسكندريّة: "المكنسة/ الميلاد/ الغطاس/ الشمس الكبيرة/ إلخ..."
بعد هذا أعود لأسئلتي الغلسة: هل يوجد مكان على الأرض في هذه اللحظة من الزمان ليس فيه "شرّ" يكفي لإيقاع الغضب الإلهيّ عليه؟
لعلّه على مُهَنْدِرِنا غاندي أن يدرس الاحتمالات الإحصائيّة لوقوع الكوارث ومحاولة ربطها بخير سكّانها أو شرّهم، لإعطائنا فكرة علميّة عن كونها عشوائيّة أم فيها حكمة خفيّة.
كذلك نحتاج للاطّلاع على نظريّة أخرى (ما سمعتش عنها بس أكيد موجودة) أنّ البشر سكنوا أوّلاً الأماكن معتدلة المناخ الآمنة من الزلازل والبراكين والأعاصير، ثم-كلمّا ازدادوا تقدّماً وبالتلي طمعاً-نزحوا إلى أماكن أخطر حيث يستطيعون بناء بيوت أقوى وتدفئتها أو تبريدها ويستطيعون (أو يظنّون أنّه بإمكانهم) اتّقاء شرّ (أو خير؟) الطبيعة!
أمّا بعد،
فكلّ ما يهمّني الآن هو أن أطمئنّ على الواد باهر صاحبنا الغلبان الذي قادته الدكتوراه إلى نيو أورليانز. يا ترى عمل إيه مع كاترينا؟ هل سقط تحت رحمتها؟ يا ما حذّرناه من بنات أمريكا :)
بعدُ مكتوبِن:
كاترينا غالباً جايّة بكرة على ممفيس، لكن بعد ما يكون نفسها اتقطع، قولوا إنشالله!!!!
مصدر الخريطة: الويكيپيديا
ــــــ
تحديثٌ:
وجدت التالي أمام باب الشقّة : رسالة من إدارة العمارة (ألخّصها وأترجمها بتصرّف لا يخلّ بالمحتوى بل بالأسلوب):
إنذار: رياح عاتية!
كاترينا جاية علينا
مابين التَلات والأربع
الأشكال دي بتعمل ريح وبلل شديد
أحسن لكم تعملوا التالي:
١) شيل أي حاجة سايبة برة الشقّة أو في البلكونة.
٢) ممكن بيتك يتبلّ ويغرق. خذ احتياطاتك وحافظ على ثرواتك.
٣) ظبّط التأمين بتاعك علشان إحنا ملناش دعوة.
٤) خلّيك في دارك وخذ لك ساتر. لمّا النوّة تمر، خذ بالك وانت خارج: أسلاك الكهرباء والشظايا ممكن تؤذيك.
٥) لما النوّة تمر وتخرج بأمان، ابقَ بلّغنا لو حصل مصيبة.
وماتنساش: خلّيك في أمان! (يعني قد أعذر من أنذر)
ـ
اضغط على الصورة تُسقِط أمطاراً (لو نيّتك صافية) وإلاّ توّقع-من فرط شرورك-إعصاراً
Sunday, August 28, 2005
ما هي ديانتك الثانية؟
هي تقريباً مثل اللغة الثانية!
يكشف لك الاختبار التالي تفضيلاتك الدينيّة. قد يفاجئُك كون الديانة الأوى غير ما تنتسب-رسميّاً-إليه، لكنّ هذا سيكون نادر الحدوث، الأظرف هو أنّ الاختبار سيكشف لك تفضيلك الثاني والثالث.
هذا الاختبار وجدته أوّلاً لدى محمد سمير وهوبلا شكّ أعمق من كلّ اختبار خضناه من قبل، فأسئلته كثيرة كما أنّه يتعلّق بالإيمان والدين.
رغم أنّ بعض الأسئلة مباشرة زيادة عن اللزوم، مع أنّ كلّ شيء في الإيمان فيه درجات وألوان، إلاّ أنّ ما يغني الاختبار هو أنّ لك أن تجيب خمسة إجابات وليس "نعم/لا" فحسب.
أنا طلعت منفصم الشخصيّة الظاهر!!
مشتاق لرؤية نتائجكم، وتذكّروا:
ولن يترتب عليه الجنّة ولا النار!
ـ
* بالمناسبة: من أغبى ما في الاختبار تلك الأسئلة بشأن المسيح، والتي إن أجبتَها وضعت إمّا في سلّة المسيحيّة أو في سلّة اليهوديّة والإسلام، ولهذا أستبعد أن يجمع أحد بين الديانات السماويّة في نتائجه الخمسة الأوائل. وسنرى...
- مدوِّنون آخرون: نورتان/ لستُ أدري (بلو)/ هيثم/ كريستيان/ محمّد
Which religion is the right one for you? (new version)
created with QuizFarm.com
Which religion is the right one for you? (new version) created with QuizFarm.com |
لسبب ما فكّرت في إعادة الاختبار، بتركيز أكثر. النتيجة لم تختلف كثيراً مع استثناء تقدّم البوذيّة قليلاً على اللاأدريّة!
ـ
Which religion is the right one for you? (new version) created with QuizFarm.com |
Saturday, August 27, 2005
إيه الشياكة دي؟
بالذمّة مش شيك شيك شيك الصراحة؟
وألوان وحركات...
أكثر حاجة عجبتني: "إبداء الرأي"!
كأنّنا رايحين نزهة خلويّة وديّة نبدي الرأي، مش نمارس حقّنا ونوظّف الرئيس الذي سيخدمنا في السنوات القادمة!
بالمناسبة، في البطاقة الأمريكيّة خانة إضافيّة لاقتراح أسماء في حالة رفض المرشحين الموجودين. طبعاً في مصر دي مستحيلة!
بالمناسبة أيضاً، حلوة قوي "السيّد"!!!
هناك عدد لا طائل له من الفكاهات التي قد تنشأ من محاولات ربط المرشحين برموزهم، لكنّ أكثرهم مناسبة أنّ الأقصريّ رمزه شمس تذكّرنا ببلد السواح المشمسة ٣٦٥ يوماً، وطبعاً الصبّاحي متعلّم ودي معروفة!
هل هلال مبارك هلال وليد أم هلال يوشك على الاختفاء؟ أفيدونا يا أهل الفلك!
ـ
Thursday, August 25, 2005
شرم الشيخ ٢٠٠٥: إزّاي نمنعها؟
ثم جاءت عدّة أحداث خارجيّة (تصريحات البابا شنودة وأيمن الظواهري) وتدوينيّة (جدالات وخناقات بالقنطار) وشخصيّة (وصول كريم مبكّراً قليلاً) لتعطّلني بعض الشيء،
وربّ عَطَلَةٍ فيها الخير...
فقد دار حوار ثريّ حول حول "من أولى بالرثاء؟" طُرِحت فيه من جديد قضيّة "أسباب الإرهاب" وقضيّة نظريّات المؤامرة ومبرّرات العنف،
وخلال الشهر الماضي أيضاً، استمرّت جهود الساسة في كلّ مكان لمحاربة الإرهاب سواء على الطريقة الأمنيّة المصريّة "امسح البلاط بالمربوط يخاف السايب (وربّي ناس يكرهوك في كلّ مكان)" أو الطريقة الأمريكيّة الجراحيّة الغشيمة: "ابتُر الورم حتّى لو كان بتره سيؤدّي إلى الانتشار والمزيد من الخلايا في كلّ مكان (كراهيّة كمان وكمان)". ثم بدأت انجلترا من جانبها استراتيچيّة "ردّ البضاعة إلى مورّديها"، ونفت رجالاً آوتهم من قبل تحت لواء حقوق الإنسان (إدّيها كمان كراهيّة).
وكلّ من يمارس هذه الأساليب يعتبرها الوسائل الناجعة، متناسين المبادئ الأزليّة التي لم تتغيّر:
١) الوقاية خير من العلاج.
٢) لا سلام بلا عدالة.
٣) عالج الجذور بدلاً من قصقصة الأوراق المصابة.
منذ حادث شرم الشيخ المؤسف في الشهر الماضي، لا يسعني إلاّ إظهار منتهى الإعجاب والاحترام تجاه كلّ مبادرة جاءت ردّاً على حادث شرم الشيخ، سواء المظاهرات التي تمّت هناك، أو مبادرات كريم الصاحي (مثل المظاهرة التلقائيّة، ثم حملة التبرّعات ونبذ الإرهاب)، وكذلك دور قرد الرمال والفرعون الكبير في تلك المظاهرات. ثم تأتي مبادرات علاء وأفريكانو ومحمّد، وغيرها، وأخيراً "سمع هُس".
المدوِّنون يثبتون باستمرار أنّهم ليسوا مجرّد "مثقفين" يكتبون، ولا تابعين يسيرون في مظاهرات، بل هم مبادرون يحوِّلون انفعالاتهم إلى أعمال ناضجة.
أمّا بعد، فأقول إنّ المدوِّنين قادرون على فعل ما هو أكثر من ذلك، وأنّ علينا كمتعلِّمين متعددي التخصصات، مستقلّين متعددي الاتّجاهات، أن نحاول الوصول لحلول جذريّة عادلة عاقلة عاجلة وآجلة لهذا السرطان المستشري: الإرهاب العشوائيّ.
وفي هذا السبيل أفتتح حواراً أتمنّى أن يشارك الجميع فيه بالنقد والتحليل وطرح البدائل.
وسأطرح اقتراحَيْن أول ثلاثة للاستفتاح، وهُم طبعاً من منظور "بعد-طبيعي" {ليس تقليديّاً ولا ضدّ التقليديّة، بل أبعد منهما، ليسّّ جادّاً تماماً ولا كليّ السخريّة، بل بينهما !}
بحسب النموذج* الذي طرحته هناك، وأكمله** في هذه التدوينة أفترض التالي:
١) هناك مناطق شائكة لا يمكننا حلّها آجلاً أو عاجلاً. وهي-في الرسم-المنطقتَيْن الصفراء (منطقة المدبرين رءوس الأفعى) وبعض عناصر المنطقة الزرقاء (المؤثّرات في الثقافة). فالشرّ سيبقى في العالم، وستبقى الأطماع. وحلّ المشكلات الكُبرى كالفقر والظلم والحروب-من خلال خبرة ٧٠٠٠ سنة من التاريخ الإنسانيّ-يفوق قدرات معظم الناس، ولا سيّما المدوِّنين والمواطنين العاديّين البعيدين عن المناصب المسمّاة "حسّاسة".
٢) المنطقتان شديدتا الخطورة، واللتان لا تتوقّفان على هويّة الفاعل (سواء كان القاعدة أو المؤامرة الصهيونيّة أو الحكومة أو حتّى الشيطان ذات نفسه!)، ولا تتطلّبان مناصب سياسيّة أو عملاً حكوميّاً أمنيّاً، هما:
- الاتّصال ونقل الرسالة إلى المنفذين
- تجنيد المنفذين
ولا يخفى على القارئ أنّ النموذج الذي أطرحه متأثّر بعلمَيْ الاتّصال (بحكم دوره في عالَمِنا المُتَعَوْلِم) والكيمياء الحيويّة (بحكم دوره في عالَمي المُتَعَلْوِم)،
فمن منظور علم الاتّصال: هناك الرسالة وصانعها والمرسِل والناشِر والمستقبِل وبالطبع الثقافة المؤثِّرة في الجميع، لا سيّما المستقبِل.
ومن منظور الكيمياء الحيويّة: هناك التفاعل ومساره وخطواته المحوريّة المحدّدة لسرعته. وكي تمنع تفاعلاً (ضارّاً) عليك غلق خطواته المفتاحيّة/المحوريّة.
حلول عاجلة (قصيرة المدى):
أنتظر اقتراحاتكم لمنع عمليّة تكبير الرسالة (signal amplification) وانتشارها بشكل مخيف.
يخرج الظواهري أو غيره من "مُعلني المسئوليّة" فيلهب حديثه آلاف السذّج الأبرياء الراغبين في حماية الأعراض. يخرج شخص ما ويلقي بياناً على الإنترنت فتتلقّفه الفضائيّات وتنشره، وقد يكون هذا البيان قادماً من "المتآمرين" لابساً عباءة "الضحايا المساكين" أو "الموتورين المجاهدين" أو "الباحثين عن العدالة"، والنتيجة واحدة.
نضيف إلى كلّ هذا الشبكات الشائكة من الاتّصالات على الإنترنت ببرامج الدردشة والمنتديات وما إلى ذلك. جميع الحركات الأمريكيّة الخاصة بقطع التمويل لن تفلح في منع هذا.
ما رأيكم في فكرة كهذه:
ساهموا في القضاء على القتل العشوائيّ بجمع التبرّعات لتحصيل مبلغ ضخم من المال نعطيه للجزيرة وسواها مقابل عدم بثّ البيانات.
نشتري منهم ما يسمّونه بحقّ "السبق الصحفيّ" ونعدم هذه الشرائط فتذهب بلا رجعة.
حلول طويلة الأجل:
ـ هذه الحلول هي التي قد نلعب فيها دوراً أقوى.. هذا الحلّ هو الحلّ المناعيّ! التطعيم! فكرة التطعيم هي "داوني بالتي كانت هي الداء". احقن الطفل (أو البالغ) بمادة مستخلصة من الجرثومة مسببّة المرض، أو بالجراثيم نفسها وقد أضعفت أو قتلت، فتولّد المناعة داخله.
لنعدّ المجتمع لمقاومة الكراهيّة والانتقام الذي سيأتي علينا جميعاً. لندرّب الجميع على الغفران في الأمور الصغيرة (وليس الغفران طبعاً كالتفويت والتنازل عن الحق، بل في عدم الكراهية تسكن القلوب). لنشجّع توليد الأجسام المضادّة antibodies ضد كلّ كراهية أو حقد أو فعل انتقام مرتقب.
لو رأيتُم الفكرة مثاليّة ملائكيّة أفلاطونيّة، فكّروا فيها من منظور مصلحتكم الشخصيّة كما عبّر يحيى بوضوح في هذا التعليق.
ماذا أقصد بالتحديد؟ هل يمكن تغيير الثقافة بطريقة "انسف حمّامك القديم"؟ هذا بالطبع في منتهى الخطورة، وهو أيضاً التغيير على الطريقة الأمريكيّة. استبدال ثقافة بثقافة عن طريق الأفلام والفضائيّات والذي منه. منتهى الخطورة أن تهدم قبل أن تبني، وأن تستبدل ما نشأ بين الناس في إطار معيّن بما جاء من الخارج. أظنّنا عانينا من إشكاليّة كهذه في بداية القرن العشرين (حين تأجّج الصراع بين مدرسة الإحياء والبعث ومدرسة جلب العلم والثقافة من الغرب، وانتهى صراع الجبهتين الساخنة والباردة بعواصف وهطول أمطار ثم ولادة ثقافة جديدة). لا داعي أن نمرّ بالصراع بالشكل نفسه، خاصّةً أنّ ما أتحدّث عنه ليس استبدال ثقافة بثقافة، بل ما أبحث عنه هو "بُعدٌ آخر"، "بُعدٌ غائب" هو في الحقيقة أعمق من الثقافات السائدة وقد تستقي منه جذورها دون إدراكه. أبحث عن التعميق قبل التغيير، الثقافة بعد الطبيعيّة! الثقافة التي تسمو بالكائن الحيّ الناطق إلى ما خُلِق من أجله: أن يصير يوماً إنساناً.
لا داعي للإطالة، فالكرة-كما قلتُ-في ملعبكُم! لو لم تطفئوا نيران الكراهية اليوم، ستلحق بكم غداً. لو لم تقتلوا ڤيروس الانتقام سيصيبكم يوماً.
لا تبخلوا بالاقتراحات لتغيير القاعدة الثقافيّة (في قاع الرسم)، ففي رأيي-غير المتواضع-إن لم نُغَيِّر الثقافة السائدة، وبأسرع ما يُمكن، فقولوا على العالم السلام.
اقرأ أيضاً:
ـ كيف ندمّر قاعدة الإرهاب - لكريم الصاحي (How to destroy the base)
* في حالة عدم وضوح الصور، تُطلَب ملفّات الـ pdf منّي (عنواني بريدي الإلكترونيّ)
** إنّني آخذ هذه النماذج مأخذ الجديّة، وأرجو ممّن يدرسون السياسة والاقتصاد منكُم، وممّن يتعاملون مع جامعات أجنبيّة أن يقيّموها علميّاً، بل وأن يطرحوها للنقاش على الموائد المستديرة، لأنّها قد تصلُح خامةً جيّدة للعصف الذهني والتحاور بشأن إيجاد حلول عميقة حقيقيّة لا عنيفة ولا دمويّة للإرهاب الفتّاك.
ـ
Wednesday, August 24, 2005
الصحافة البديلة كمان وكمان: للأهرام بالمرصاد! ـ
لم تعِ بعد أنّ هناك مراصدَ لحقوق الإنسان،
وأنّ هناك مدوّنين أيضاً...
رغم أنّ أكثر من مركز يراقب "عدالة توزيع المساحة المعطاة لكلّ ناخب"، كما حدّدت المادة ٧٦ معدّل بالدستور، بناءً على توجيهات الستّ كوندوليزا وصديقها المخلص چورچ دبليو بوش،
إلاّ أنّ ذكاء الباشمهندس "غاندي" وخبرته الإحصائيّة والفنيّة قد أضفيا لمسةَ جمال على ما قام به من مراقبة للمسكينة "الأهرام".
فقد أوضح أنّ مبارك-اللي مش محتاج دعاية-واخد حق تسع رجّالة!
طبعاً دي مش غلطة الحزب، إنّما غلطة اللي ما بيختشوش!
وهذه فرصة أدعو الزملاء الذين لديهم بعض وقت فراغ في ما تبقّى من أجازة دراسيّة لعمل دراسة سهلة جداً.
راقبوا الصحف إيّاها لمدّة أسبوعين،
وقوموا بعمل حصر للصور المنشورة فيها:
كم صورة للرئيس، ولأفراد أسرته؟
هل تتكرّر الصور؟
كم صورة لكلّ مرشح آخر؟
ثم... (والأهم)
كم صورة للحاشية؟
وللوزراء؟
وللنوّاب؟
أتوّقع مثلاً أن يكون لصفوت الشريف نصيب أكثر من أيّ رئيس مجلس شورى سابق،
لكنّني أشتاق لرؤية النتائج الأخرى..
ستخبرنا الكثير عمّن يحكمون مصر وعن مراكز القوى!
هل من متطوّع؟
ـ
Labels: blogging, تدوين, تهافت الصحافة التقليدية
Monday, August 22, 2005
Thank God I'm not a woman*
**الحمد لله أنّني لستُ امرأة
أعرف أنّه قد يصدم الكثيرات والكثيرين...
لكنّه حقيقيّ. وفي النهاية، هذا موقف شخصيّ لا مجال لأحد أن يقول "مالكش حقّ تشعر كده"
ـ
إلى أختي (التي تكاسلتُ طويلاً عن ربط مُجَمِّع مقالاتها)
اتشدّ ضَهري واتسَنَد
ولمّا قالوا دي بنيّة
سقف البيت وقع عليّ"
لا تزال هذه الكلمات ترنّ في جزء ما من خلايا مخّي، مغنّاةً بصوت جدّتي الناعم الأشبه بالأنين. كانت تهدهدني لأنام مُدَندِنةً كلمات تلك الأغنيّة الصعيديّة الشهيرة.
لم أكُن أفهم معنى "اتشدّ" و"اتسند" لكنّني فهمت جيّداً "سقف البيت وقع عليّ"، وكان هذا يخيفني. كانت الصورة المصحوبة بهذه الأغنية وأنا بين يدَيْ جدّتي هي صورة بيت صغير ينهار وسقف يسقُط وكان لاهتزار أرضيّة بيت جدّتي القديم تحت دَبّة أيّ قدم مفعولٌ يُضاعِفُ ذاك الخوف.
كذلك، حين أتذكر "الغنّيوة" الآن، تداخلني بعض الدهشة أن تأتي هذه الكلمات على لسان جدّتي التي كانت من أوائل من تعلّمنَ القراءة والتي أنجبت-إلى جانب الصبيان-ثلاثةً من أنجح النساء المصريّات وظيفيّاً وأسريّاً (بجميع المقاييس: صيدلانيّة ووكيلتَيْ وزارة إلى جانب أمومتهن).
مع أسئلة الطفولة الساذجة من نوع: "ليه أنا اتولدت في البيت ده؟" و"ماذا لو كُنت أنا ابن خالتي؟" و"ماذا لو كنت ولدت لعمّ فلان الفلاني أو لبوّاب عمارة الجيران؟"، هل تمنّيتُ أبداً أن أكون "بنتاً"؟
بالتأكيد لم يحدُِث هذا في مراحل الطفولة. فما الذي يجعلني أتمنّى أن أكون بنتاً، وأنا لي كافة الحقوق التي تحظى بها البنت وربّما نصيباً أكثر؟
لكنّ سِني الجامعة بدأت تجلب لي وعياً بالامتيازات النسائيّة. فمن السهل جدّاً ملاحظة أنّ أي سؤال تسأله زميلة يحظى باهتمام أكثر، سواء كان المسئولُ دكتوراً بِصباصاً أو معيدةً شابة. من الأسهل التقاط ذبذبات الصوت الأنثويّ ذي التردد الأعلى، وهذا هو التفسير الأبسط؛ إلى جانب التأثيرات السايكو سوسيولوچيّة التي لا داعي للاسترسال فيها.
أقول إذن: بالرغم من الامتيازات النسائيّة التي لاحظتُها، بدءاً من اللطف في التعامل من قبل الجميع ومروراً بسهولة إيقاف سيّارة الأجرة وانتهاءً بأجازتي الوضع ورعاية الطفل، إلاّ أنّني-بكلّ فظاظة-أقول هذه الجملة مدويّةً:
ففي يومنا هذا بالتحديد-وقد صارت المرأة شريكاً في العمل، وعليها الأعباء المنزليّة نفسها إلى جانب عملها بكلّ مجال حتّى الخدمة العسكريّة، لم يعُد كون الإنسان امرأةً يهبه أيّة مميّزات. في المقابل...
ـ
ـ لا أضطر للمعاناة من الآلام الشهريّة ولا الدماء المصاحبة، ولا نظرة المجتمع وضغطه أنّ هذا مرض يمنعني من أداء الكثير من الوظائف.حقّاً وصدقاً، أحمد الله أنّني لستُ امرأةً، فهذا كان سيفوق احتمالي.
ـ أستطيع الذهاب إلى معظم الأماكن المأهولة بالسكّان في معظم أوقات اليوم.
ـ أستطيع النوم على العشب في أيّ "جنينة" ووضع ساقاً فوق ساق وقراءة كتابي المفضّل.
ـ أستطيع التمشية بمفردي على شاطئ البحر دون أن يخرج عليّ أحمق قائلاً: "ما كانش له حقّ يسيبك لوحدِك" ولا "يا جميل يا مْقَلْوَظ" ولا "مش عايزة حد يونِّسِك" ولا حتّى "Do you need company? Here is my phone number" على الطريقة الأمريكيّة...
ـ لا أحتاج لحمل أيّة أسلحة بيضاء أو سوداء أو تليفونات محمولة أو دبابيس حادّة عند الذهاب لشراء الخبز أو البقالة.
ـ لا يوجد عليّ ضغط نفسي في سنّ المراهقة لتغيّرات جسدي، ولا أدخل يوميّاً في جدل وفي حساب للذات حول ما إذا كانت خطواتي وحركاتي وضحكاتي قد تجاوزت المعقول والمقبول وأَعْثَرَت أحداً أو أغْوَت أحداً. فأيّ ذنب يتحمّله الإنسان أكثر من إعثار غيره؟
ـ قبحي ووسامتي قد يلعبان دوراً بسيطاً في حياتي، ربّما بالأكثر في مرحلة الجامعة وما بعدها بقليل، لكنّ مظهري الخارجي بالتأكيد لن يحدّد مصيري في الحياة.
بالمثل، نحافتي أو بدانتي قد تثيران بعض النكات لدى زملاء الدراسة، لكنّ الأمر سينتهي غالباً عند هذا، فلن أسمع في الطريق من يقول: "هزّ يا وزّ" أو "بطّل تمشي لا يقوم زلزال"، كذلك لن يطالبني المجتمع بفقد نصف وزني كي أجد ابن الحلال. هو لو ابن حلال بجد كان همّه؟"
ـ لا أتحمّل آلام الوضع المتعبة ولا ما قبلها من تغيّرات الحمل ولا ما بعدها من فترة نقاهة، في المقابل أستطيع-ولو نظريّاً-إنجاب الآلاف من الأطفال بلا مشاكل، وفي النهاية سَوْفَ يُنسَب جميع هؤلاء الأطفال لي وسوف يحملون اسمي واسم أبي وجدي (وجميعهم من الرجال). يعني لو ابني طلع لعيب كورة أو بنتي طلعت عالمة ذرّة، سيذكُر التاريخ لي-وحدي-هذا الإنجاز. لا يقف الأمر عند ذلك، فلو سبّ أحدهم أبنائي، فعادةً ما ستطالني "شتيمة خفيفة" كالوصف بالكلب أو الحمار، بينما لو كنتُ امرأة فسوف أوصف بأقذع الألقاب ولن تسلم أجزاء جسمي الخاصّة جدّاً من الذكر على ألسنة كلّ شتّام همّاز لمّاز لئيم.
ـ لو شاركتُ في أعمال المنزل فهذا لا بأس به، ولو لم أشارك فلن يلومني أحد. بل قد يغضب أصدقائي الذكور إن شاركت بشكل ملحوظ لأنّ ذلك سيعطي "مثالاً سيّئاً" يُطالَبون باحتذائه.
ـ عندما أرتدي ملابسي في الصباح، أتساءل فقط عن ملاءمة الألوان ومناسبتها لدرجة الحرارة، لكنّني في غنى عن أسئلة من نوع:
هل طولها مناسب/ هل أنا ذاهب لمكان فيه "فلان الفلاني" ذي النظرة السخيفة/ هل سأقابل "علاّن" اليوم، الذي ينظر إلى صدري قبل النظر لوجهي ملقياً تحيّة الصباح/ هل سأسير في الطريق؟
ـ لا أحتاج في أيّة فترة من حياتي لاتّخاذ قرارات مصيريّة مثل نوع الزيّ الذي سألبسه ولن أرجع فيه طوال حياتي. ولن يشكّل شعري لي مشكلةً كبيرة إلاّ إن أُصِبتُ بالصلع المبّكر، مع أنّ الصلع للبعض علامةٌ على الفحولة، والشيبة هيبة.
ـ كلّ أفعالي وتصرّفاتي، بما فيها نزواتي الجنسيّة وجنوحي وأخطائي وخطاياي، قابلة للإصلاح والرجوع. فليس لديّ شيء "مثل عود الكبريت" ولن تكلّفني النزوات سمعتي للأبد، بل سيسعد المجتمع لو كُنتُ "صايع عاد إلى الصواب" بينما لن يسامحني أبداً-برجاله ونسائه-لو كنت "فاسقة عادت إلى الصواب بعد أن فقدت أعزّ ما تملك"
ـ وفي النهاية، لن يتجادل الناس أبداً (وحتّى القرن الواحد والعشرين) إن كان مكاني المنزل أم أنّ العمل مسموح لي (عند الضرورة!)؛ ولا إن كان من حقّي تنظيم النسل أم لا، أوللجوء للتخدير أثناء الولادة أم لا (بحجّة أنّ الله حكم عليّ أن ألد الأطفال بالوجع، مع أنّه-في السياق نفسه-حَكَم على الرجُل أن يأكل العيش بالعرق والتعب ومع ذلك اخترع الرجُل آلات تريحه وأجهزة تكييف تقلّل من عرقه بلا اعتراض من قادة الكنيسة الذين يستخدمون الآلات والتكييف أيضا)؛ ولن تتجادل الفرق الدينيّة إن كُنتُ قد خُلِقتُ لأجل الرجُل أم خُلِق كلّ منا لأجل الآخر؛ ولن يقول أحد أبداً أبداً إنّني أخطر من السيجارة!
ـ
يكفيني أنّني زملكاوي مسيحي في بلد أكثره أهلاوية ومسلمون.
هل الله الذي فعل بها هذا أم أبوها وأخوها وزوجُها الرجُل؛
أم تُرى فعلتن هذا بأنفسكنّ يا حاملات الكروموسومَيْن إكس إكس؟
هل أنا أيضاً مسئول عن كلّ هذه المهازل في حقّ نصف البشريّة؟
ــــــــــــــــــــــ
** كتبتُها تأثّراً بما دار لدى الزملاء:
إي. زي. ـ إبليس ـ سقراط ـ يحيى ـ محمود ـ والتوابع لدى محمّد جمال وواحد من مصر
يا خيبتكم! ـ
أنا شخصيّاً لا أفهم أن تسأل سؤالاً تعرف إجابته؟ هل تريد خداع القرّاء أم خداع نفسك؟
الأرقام يا سادة يجب أن يكون لها معنى. مش كلّ سؤال في الدنيا يصلُح لاستطلاع رأي؛ لا سيّما الأسئلة التي تبدأ بـ"هل" وممكن تسألوا ميلاد يعقوب، صاحب الاستطلاع الرائع عن المدوّنين.
انظروا استطلاع الجزيرة الحالي:
هل تعتقد أن مرشحي انتخابات الرئاسة المصرية يحظون بفرص متساوية في حملة الانتخابات؟فعلاً، صدقت يا شادي يا يوسف: ما قالوش حاجة!
ـ نعم: ٦.٩٪
ـ لا: ٩٣،١٪
ـ(النتيجة مسجّلة يوم الإثنين ٢٢/٨ في الساعة ٧:١٨ بتوقيت "غرينتش")ـ
أو على رأي أي ابن بلد (هو لسّة فيه؟): "طيب يا فالح. ماهو أيّ عيّل غبي عارف إن المرشحين ما لهمش فرص متساوية. زوّدت إيه بسلامتك؟"
أفكّر قليلاً. ثم أنّى للملايين من قرّاء الجزيرة بمعرفة الوضع في مصر؟ أليست الجزيرة-بلا شكّ-هي مصدرهم لمعرفة أخبار مصر؟
إذن فهذا لم يكُن "استطلاع رأي"، بل "اختبر معلوماتك" و"اختبار مدى تأثر الجزيرة على غسل مخ القراء".
أمتحامل أنا؟
معلش. استحملوا تحامُلي، أصلها حاجة تنقط!
عايزينّي أقترح بديلاً؟ ممكن يكون السؤال مثلاً:
ـ باستثناء حسني مبارك، هل يتمتع المرشحون المصريّون بفرص متساوية للدعاية؟
ـ ما هو العامل الأكبر لتمتّع حسني مبارك بفرص لا يتمتّع بها المرشحون المنافسون: (التلفاز/ الإذاعة/ الصحف القوميّة/ المحافظون وحكّام المحليّات/ تعسف الشرطة ضد لافتات الأحزاب الأخرى/ إلخ...)
يعني من الآخر: اسألوا سؤالاً يقدّم معلومةً لكُم قبل القارئ، مش سخافة وخيبة وتحصيل حاصل وفرد عضلات من نوع: (خذ بالك منّنا: نحنُ نغسل مخ القرّاء حتى هؤلاء الذين لا يعرفون عن الأمر شيئاً--> تعال اعلن عندنا/ تتَّقِ يا حلواً شرّنا).
نيجي بقى للنكتة الأكبر:
موقع الدعاية للرئيس الحالي والتالي "مبارك ٢٠٠٥"
يقول الموقع:
سؤال اليوم
|
من هو العبقريّ الذي أتى بهذه الخيارات الثلاثة؟ طب يا راجل خلّيهم أربعة. طيّب إشمعنى الثلاثة دول؟
لمّا أكثر شيء يترددعلى الألسنة هو الفساد، لماذا لم يُدرج؟ ولا مش ناويين؟
طيب إيه أخبار الفلاحين؟ لا يخصّهم السؤال أصلاً؟
وماذا عن المعتقلين؟ قانون الطوارئ؟
وماذا عن الاقتصاد المحلي؟ سعر العملات؟ الرقعة الزراعيّة؟
يعني أغفلوا حتّى النقاط التي أوردها الرئيس في خطابه الدعائيّ؟
حتّى في الأسئلة بيعاملوا الشعب إنّه مرتشي عايز لقمة عيش أو لقمة حريّة ويسكت بعدها! كأنّ لا هم لنا سوى الأجور وطظ في مصلحة البلد الاقتصاديّة والاستراتيچيّة و.. و.. و..
ما فائدة الاستطلاع يا ترى؟
على العموم كويّس أنّ "مزيد من الحريّة والديمقراطيّة" (حلوة مزيد دي!) قد تقدّمت القائمة (٤١٪).
بالمناسبة، حتّى وقت قريب لم يكُن مُتاحاً للقرّاء متابعة النتيجة، لكن يبدو أنّ هناك من يقرأ بجديّة تعليقاتنا لدى طقّ حنك :)
الأظرف هو أنّك تستطيع أن تكتب تعليقاً على الحملة... بل حتّى رسالةً للرئيس.
لكن-طبعاً كما تتوّقعون-لن تستطيع أن تقرأ لا تعليقك ولا تعليقات من قبلك. مش ناقصين سفالة!
والآن عزيزي قارئ "لنتعدَّ الطبيعيّ"،
بعد أن استَعْوَبتَ الضَرسَ جيّداً،
أجب عن السؤالين التاليين:
١) هل استطلاعات الجزيرة ناجحة وفعّالة أم صوريّة ومنحازة وخايبة!خذ بالك.. أجب إجابة سليمة لحسن أحطّك في دماغي واحذف كلّ تعليق ليك وأسلّط عليك إبليس :)
ـ ناجحة فعّالة
ـ صوريّة
ـ منحازة
ـ خايبة
ـ صوريّة وخايبة
ـ صوريّة ومنحازة
ـ منحازة وخايبة
ـ صوريّة ومنحازة وخايبة
٢) هل موقع حملة الرئيس مبارك يستخدم وسائل منهجيّة في استطلاع الرأي أم عشوائيّ؟
ـ منهجيّ
ـ عشوائيّ
ـ خايب
ـ عشوائىّ وخايب
ـ
صفقات.. بطحات.. نفي النفي إثبات؟
الكنيسة القبطيّة تنفي إجراء صفقات مع الحكومة.
ـ (عن جريدة أرثوذكس تايمز المستقلة التيـ تصدر في كاليفورنيا)
ـ أمريكا تنفي إجراء اتّصالات مع الأخوان/ أيمن نور يزور عاكف/ الأخوان يرفضون المقاطعة
أكملوا القائمة بأنفسكم
الصحافة البديلة تتألّق: طق حنك: من يراقب الانتخابات؟
من أجمل وأشمل ما يمكن أن تقرأ.
المدوِّنون لا يكتفون بمجرّد التنفيس والمناقشة من خلف الشاشات، بل يقدّمون ما لا يقدّمه أحد وفي الوقت المناسب.
هي دي الصحافة البديلة ولا بلاش.
توضيح:
بناء على تساؤل من محمّد بشأن سرّ إعجابي بالمقال الذي يراه هو مجرّد تجميع معلومات!
أعجبني المقال لأنّه يقدّم لي كقارئ ما أحتاجه من معلومات ضروريّة لأتّخذ قرارات: هل أدعو لمقاطعة الانتخابات؟ هل أدعو للانتخاب؟ هل أدعو لإبطال الأصوات؟ هل أقول: مافيش فايدة هتتزوّر هتتزوّر! (أقول أدعو لأنّ المغتربين ليس لهم حقّ الانتخاب-حتّى الآن).
أعجبني المقال أيضاً لموسوعيّته، فقد جمع-ببساطة-معلومات ضروريّة وشاملة، كما وضع لي صوراً لروّاد في الدفاع عن الحقوق المدنيّة وحقوق الإنسان.
هل تقرأ مثل هذا في الصحافة؟ أمّال هتروح تنتخب على أساس إيه؟ كلام المرشحين المدهون بزبدة؟
Wednesday, August 17, 2005
Me, myself, and the future...
تنتخبوا مين؟
منـاظرة رئاسيّة
Mubarak's (new program) or (Mubarak's new) program?
ـ(برنامج مبارك) الجديد أم برنامج (مبارك الجديد)ـ
Sunday, August 14, 2005
طَفْحَة سُخَام
كان "بلوجر" آمناً بفضل جهود أبنائنا البواسل (مين دول؟) لفترة لا بأس بها، وإذا بنا يوماً بعد يوم نستقبل الإعلانات السخيفة المتنكّرة في صورة تعليقات أسخف.
أنا-بهدوء أعصاب شبه مصطنع-أمسحها كلّ مرّة...
إبليس-بالتخصُّص-يكيد السخاميّين أكثر ويبقيهم
يحيي يبادلهم الشتيمة "مخبرش يا خواجه لكن استحراسا أهو انت" :)
والعمل يا ألف؟ ألست مخلّصنا من السخام؛ أم ستقول لنا: ما دامَ سپاماً وليس سُخاماً، فلا شيء بيدي؟
لقد اعترفت لك أخبار الأدب بحقّ سكّ المصطلح (على وزن طيّ المتّصل على فكرة)
ـ مع الاعتذار المزدَوَج للزوّار من خارج حيّنا، أوّلاً عن السخام ذي الرائحة الذي يلوّث التعليقات، وثانياً عن عُسر فهم هذه التدوينة، ولا نيّة لديّ لشرح المفردات ـ
Friday, August 12, 2005
من أربع أسئلة عرفوني
معقول من أربع أسئلة عرف الاختبار حقيقتي وذكائي :)
ـ
Your Blogging Type is Confident and Insightful |
Both creative and logical, you come up with amazing ideas and insights. A total perfectionist, you find yourself revising and rewriting posts a lot of the time. You blog for yourself - and you don't care how popular (or unpopular) your blog is! |
شكراً لأحلامها المبعثرة، ووجهة نظر لا مرئيّة.
Thursday, August 11, 2005
تليفونات
ـ حلوة قوي المدوّنة بتاعتك فعلاً. بس خلّيك بقى في الحاجات اللي دمّها خفيف اللي إنت معوّدنا عليها، بلاش دخول في الدين والسياسة!
ـ أمّال أكتب في إيه بس؟ وبعدين أنا بس باطرح تساؤلات، وماشي جنب الحيط.
...
ـ وبعدين معاك. فرعون كبير إيه اللي بتكتب عنّه. أنا فاهم قصدك مين كويّس... ومين حاء كمان بتاع مذبحة القلعة؟
ـ الفرعون الكبير ده مدوِّن !!
حاء... هاها.. ما جاتش في بالي خالص، كان قصدي "حد" تاني :)
...
ـ الله. إنت كمان مش عاجبك بوش وكوندوليزا. ده أنت عايش في خيرهم.
ـ مالهم دول كمان. أهم دول بالذات مهاجمتهم مش خطر. بالعكس، دي موضة.
...
ـ إيه ده بقى.. ما تخفّ شويّة. إنت مالك ومال الانتخابات. طبعاً هو أحسن واحد موجود، وأيمن نور مزوِّر والجيش مش معاه.
ـ أنا ما قلتش حاجة؛ أنا باعلّق على خبر موجود في الجرايد.
...
- وبابا روما: مبارك السادس عشر؟ "زيتنا في دقيقنا"؟ ليه الكلام ده؟
- دا ترجمة اسم بابا الفاتيكان، والزيت في الدقيق ده يعني نفس السياسة المحافظة. ما أقصدش حد تاني...
...
ـ لاا.. إنت زوّدتها قوي. كلّه إلا المظاهرات. اللي يعمل مظاهرة يستاهل اللي يجراله. إنت أصلك ما عشتش أيّام الستينات، إحنا في نعمة.
ـ إنتوا في نعمة علشان وضعكم اتحسّن. لكن إحنا؟ وبعدين أنا بعلّق على حدث حصل بالفعل. فضيحة يعني من الآخر!
وكمان أنا نفسي ييجي يوم أقول للي بعدي: إنتوا في نعمة، إنتوا أصلكم ماعشتوش أيّام بندكتس...
...
ـ البابا شنودة والسادات كمان؟
ـ مش شبه بعض بالذمّة في الصور. أقصد الاتنين ولاد آدم، وبيقعدوا على الأرض!
...
ـ لا بقى. كده كفاية قوي. وكمان بتكتب عن الظواهري؟ إنت هتلاقيها منين ولا منين. فاضل مين ما زعّلتوش.
ـ أنا قلت حاجة؟ ده أنا باحلّل كلامه وأشوف تأثيره على الناس.
ـ كفاية بقى، علشان خاطر كريم حتّى.
ـ لكن يا بابا،
ـ ما فيش لكن...
ـ
والعبرة من الحدّوتة:
رفقاً بوالديكم، لا تعطوهم عنوان مدوّناتكم.
اقرأ أيضاً:
عندما تكتشف أمّك بلوجّك (رابط في: أمّك ورئيسك وبلوجك)
والتداعيات: (تحديث ١٤ أغسطس)
ـ محمد والعائلة
ـ سقراط وشللو والإنجيل والقرآن
ـ
Wednesday, August 10, 2005
الله الكريم
منذ ستّ سنوات دخلتُ ههنا وفي يدي حقيبتين، ومخيّلة خالية من التوقّعات
كمن يقفز بكلّ سلاسة في محيط مظلم،
وها أنا اليوم عاجز عن إحصاء النعم التي ملأت حقائبي وفاضت حتّى كدت أن أقول: كفى كفى،
"الحبّ ده ما أقدرش عليه"...
ما أختبره عنيف عذب أعجز عن التعبير عنه بأيّ شكل، وأعبّر عنه بكلّ شكل: ضحكاً وبكاءً، رقصاً وصلاةً، صمتاً وكلاماً،
ما أكرمك يا منبع الكرم والسخاء...
ـــــــــــــــــــ
ـ" وقال يعقوب يا إله أبي إبراهيم وإله أبي إسحق
الرب الذي قال لي ارجع الى أرضك وإلى عشيرتك فأحسن إليك .
صغير أنا عن جميع ألطافك وجميع الأمانة التي صنعت إلى عبدك . فإنّي بعصاي عبرت هذا الأردنّ والآن قد صرت جيشين" ـ
ـ" فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيّدة فكم بالحري أبوكم الذي في السموات يهب خيرات للذين يسألونه " ـمتى 7: 11ـ"وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى.أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى. وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى. وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى. فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ. وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ. وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ."ـسورة الضحى: 5-11
المناقشة تزداد سخونة، لا تتركوها بلا رأيكم! ـ
وأذكّركم بأنّ الموضوع الأصليّ كان بالتحديد عمّا قاله الظواهري على الشاشات، وعن استنكاري لتحميله بلير المسئوليّة وتنصلّه هو منها، وهو في هذا يفعل مثل شارون الذي يحمّل عبّاس (وعرفات من قبله) كلّ عمليّة في إسرائيل، ولم يحمّل وزراءه مثلاً مسئوليّة الاغتيال الوحشيّ الأخير في شفا عمرو.
ــــــــ
التساؤلات التي ترد هنا:
- ٥٠ أو ٥٠ مليون قتيل: جميعنا نتأثّر بالأعداد، لكنّ هذا فعلاً منطق غريب. إنسان مظلوم أو ١٠٠ مظلوم. هل يغيّر هذا من طبيعة الظلم؟
- لم تعُد الانتماءات تُفصل جغرافيّاً. فلا يمكن لأيّ ساكن على الأرض أن ينشد الأمان الآن. فهل حرام أن نسأل الظواهري والزرقاوي أن يكفّوا عن الدعوة لقتل الأمريكان "حيث وجدوا" ولمقاومة النظام المصريّ بالسلاح لا بالمظاهرات (كما قال الظواهريّ من قبل). هل يلومنا البعض قائلين، الظواهري مش مسئول، إنّه بوش وبلير وشارون؟ الغلطة غلطة من بدأ بالعدوان ووسّعه؟
لثقتي بكم وبأنّ بيننا الآن نوع من "حسن النوايا المتبادَل"، سأسأل أسئلة صعبة:
١) هل تعتقد أنّ أيمن الظواهري-كإنسان يعيش في العالم-خطر ينبغي إيقافه؟ هل يجب القبض عليه ومحاكمته؟ هل لو وقع في يدك تسلّمه للأمن المصريّ/ أم تعاتبه وتدعه ينطلق/ أم تأويه وتحميه/ أم تقول له: أنا معك في الجهاد يا بطل؟
٢) سؤال أصعب وأرجو تفهّمه:
كلّ من الأشخاص التالين أمروا بحملات عسكريّة بشكل أو بآخر، وكلّهم اعتبروا حملاتهم ذات غايات نبيلة، ومعظم حملاتهم لم تكن دفاعاً عن النفس (على الأقلّ بشكل مباشر):
- داود النبيّ والملك، أوّل ملوك دولة إسرائيل الموحّدة في التاريخ.
- عُمر بن الخطاب
- معاوية بن أبي سفيان
- ريتشارد قلب الأسد
- السلطان سليم الأوّل
- شارل دي جول
- تشرشل
- چورچ بوش الصغير وتابعه المخلص توني بلير
ما الفارق بينهم وهل يمكن أن نحمّلهم جميعاً المسئوليّة عمّا يحدث اليوم من حروب انتقاميّة وعمليّات إرهابيّة في الشرق والغرب؟ رتّبهم من حيث المسئوليّة عن المشاكل العالميّة في جميع العصور.
لا تعلّقوا هنا، بل هناك.ـ
أجمل طفل في الدنيا؟
نعم.. بالطبع. هذا ما كنّا نقوله: القرد في عين أمّه غزال!
ـــــــــــ
هو ليس أجمل طفل في الدنيا، وهو أجمل
هو ليس أكثرهم تميّزاً، وهو أكثر
لماذا نحبّ دائماً استخدام أفعل التفضيل،
لا سيّما مع ما يتعلّق بنا؟
وكأنّنا نستمدّ أماننا وقيمتنا ممّا نمتلك، وما نظنّ أنّنا نمتلكه؟
لو فرضنا جدلاً أنّ الفيلم العربي حصل،
وأنّ الأطفال تبدّلوا في الحجرة إيّاها،
سأظلّ أحبّ الطفل الذي سيُعطى لي، وسأظلّ أراه أجمل طفل في الدنيا
وهذا ببساطة
لأنّ كلّ طفل
هو أجمل طفل في الدنيا
وأكثرهم تميُّزاً
فلماذا ينعم البعض ويشقى البعض؟
لماذا يجوع البعض ويشبع البعض؟
أرجو لكلّ طفل ما أرجوه لطفلي،
لكنّه من ائتُمِنتُ عليه على قدر طاقتي...
ـــــــ
زهّقتُكُم؟
عفواً. إنّ كريماً هو حالياً "أهمّ" ما في حياتي!
ثاني؟ أفعل التفضيل! مش هتعلّم أبداً ممّا أكتُب؟
خذوا صورة مركّبة كمان (وتكبيرها)
إحنا لسّة أوّل يوم.. سيبني أناااااااام
ـ
Tuesday, August 09, 2005
وصل أخيراً الحمد لله
أزعجتكم بهذا الساسپنس المتوالي، لكن ما دمت بدأتها، فلا بدّ أنهي القصّة...
وصل "كريم" في الثالثة والنصف من صباح الثلاثاء التاسع من أغسطس ٢٠٠٥ بتوقيت ممفيس،
المناظر للثالث من مسرى ١٧٢١ للشهداء والرابع من رجب ١٤٢٦ للهجرة، ومعرفش ماذا بالتوقيت الصينيّ والعبريّ،
والموافق اليوم القومي لسنغافورة ويوم إقالة/تنحّي نيكسون و أشياء أخرى كثيرة...
وهو يوم أيضاً يوافق آخر أيّامي في مصر مذ ستّ سنوات (عدا الأجازت)...
وصل كريم، ونلتُ شرف قطع حبله السرّي، بمساعدة الطبيبة وتشجيع الممرضتين،
وأرجو له أن ينقطع حبله السريّ لكلّ ما يتعلّق به يوماً بعد يوم
حتّى يصل يوماً إلى الحريّة والنضج والاستمتاع بكلّ ما في الحياة دون السكر من متاعها،
والسباحة في جميع البحور دون الانحناء أمام أمواجها،
أرجو له أن يكون أحد الذين يحتفلون بعيد ميلادهم وسط بشر يهنّئونه بكلّ تقويم على الأرض، وكلّ لغة،
دون أن ينظر أحدهم لاسمه واسم أبيه وجنسه وجنسيّته وديانته على البطاقة وممارسته الروحيّة وآرائه السياسيّة
قبل أن يقرّر إن كان سيصافحه أم لا، سيحترمه أم لا،
بل ينظر لوجهه فحسب، ويرى فيه فيض سخاء الكريم
ــ
أبحث بجنون عن وسيلة لإنزال الصور من كاميرا
Olympus D-460 ZOOM
استعرتها لأنّ آلة تصويري عطلانة..
والآن لا أجد طريقة لإخراج الصور: لم أرَ من قبل كاميرا بلا
USB
حد عنده حلّ؟
لسّة
٢٢ ساعة منذ الإشارة الأولى...
ولسّة
لكنّنا اقتربنا جدّاً
دعواتكم
Monday, August 08, 2005
من المستشفى أو البرود القاتل... ـ
عدتُ إلى المنزل
أعددنا حقائب المستشفى،
ذهبنا للتسوّق!!! نعم.. فالموعد لم يأتِ بعد.. مازلنا في مرحلة مبكّرة من آلام الولادة.
باردين؟ ربّما.. من يحبّ البقاء في المستشفى قبل الموعد ومن يحبّ ساعات الانتظار الطويلة؟
تسوّقنا. ابتعنا كاميرا الڤيديو التي أجّلنا شراءها طويلاً،
نريد تسجيل لحظات الطفل الأولى لعلّها تعلّمه شيئاً لم نتعلّمه نحن (مع العلم بأنّ هذه رفاهية مستفزّة)
أكتب الآن من المستشفى،
مستشفى في منتهى النظافة،
ممرّضات في منتهى الابتسام والصبر والتفهّم،
أظنّهن ظننّ بنا الجنان!
فنحن شابان، صبوران، مبتسمان، آتيان للمستشفى في ثياب مكويّة وشكل هادئ،
بتمثلوّا يا باردين؟ المدام جايّة تولد ولا جايين تتفسّحوا؟
لا.. لم يقولوا هذا. فنحنُ لسنا في مستشفى الشاطبي ولا قصر العيني.
أكّدت الممرّضة اقتراب الموعد (من ساعتين لستّة)...
وهكذا..
لا نزال في الانتظار..
أضعتُ ساعة وشويّة أبحث عن وصلة لاسلكي ثم أعبث بوصلة التليفون حتّى دخلت على الشبكة،
قضيتُ وقتاً أشحن بطارية الكاميرا،
شيء يظهرنا بمظهر البرود والجنان ربّما مقارنةً بأزواج آخرين...
لدينا أربعة أصدقاء في الغرفة،
نرغي،
زوجتي تتحمّل الآلام وتبتسم حتّى الآن،
الممرّضة دخلت الآن للمرّة العاشرة في ساعتين،
للاطمئنان...
ننتظر المولود في خلال ساعات قليلة.. قد تكون ساعة، اثنتان.. أربعة على الأكثر؟
لا شيء متوّقع مع المولود الأوّل!
أشعر لسبب ما أنّني أريد أن أشارككم في كلّ هذا،
وهذا على خلاف عادتي في كتمان الأمور الخاصّة.
ــــــــ
آسف لن أستطيع مراجعة هذه التدوينة، أعتذر عن الأخطاء اللغويّة مقدّماً.
أنا مش بارد للدرجة دي
بس فعلاً: مطمئنّ لسبب ما،
ولسبب ما أستمتع بالانتظار!
ـ
الإنسان الذي سيغير حياتي
يمثلّون قدوةً بأعمالهم وكلّ حياتهم،
أو بتعاليمهم،
أو إخلاصهم.
في حياتي عدد من هؤلاء،
من العائلة،
مدرسّون،
مرشدون،
أصدقاء،
قادة،
لكنّك لا تعرف أبداً أنّ إنساناً سيغيّر حياتك حتّى تلقاه.
هذه المرّة الأمر مختلف،
منذ شهور وأنا أعرف أنّ إنساناً سيغيّر حياتي،
قبل أن ألقاه وجهاً لوجه،
وها هو يقترب..
يقترب جدّاً...
يا خبر...
ده جاي!
صورته؟
آه.. دي قديمة شويّة...
يجب أن أذهب الآن...
ممكن تقرأوا بعض ما كتبته له، وخاصةً هذه...
ـ
Sunday, August 07, 2005
المناقشات سُخنة، اتفضّلوا معانا
أدعو جميع قرّاء هذه المدوّنة المنتظمي وعابري السبيل إلى إلقاء النظر على التعليقات على آخر تدوينتين، ومن ثمّ المشاركة (بالأسلوب المتحضّر نفسه الذي يسير عليه الحوار)، فالمناقشات في منتهى السخونة، ولغة الحوار في منتهى الاحترام والصدق:
١) "أنا وبابا والظواهري": حول أولويّات التعاطف مع الضحايا، ومبرّرات العنف والعنف المضاد، وأهميّة التسامح، وواقعيّة اللاعنف.
٢) "مبارك الآتي باسم الربّ": حول جدوى استخدام نصوص من الكتب المقدّسة للتعامل مع موضوعات سياسيّة، وحول مدى ملاءمة نصوص الكتب المقدّسة للأوضاع الحالية، ومدى صحّة استخدامها خارج أطرها التاريخيّة.
ـ
Saturday, August 06, 2005
أنا وبابا والظواهري
ـ فصل من حياة عيّل ـ
حيث إنّ كلام الكبار ما عادش نافع، خذوا الحكمة من أفواه الأطفال...
ـ
source: BBC
ـ بابا.. مين دول*؟
ـ دول يا حبيبي الناس اللي فرقع فيهم المترو والأوتوبيس في لندن الشهر اللي فات.
ـ يا حراام!! ماتوا؟
ـ أيوه طبعاً.. كان انفجار ضخم قوي
ـ هم كانوا وحشين؟
ـ هه؟ لا؟ آه؟ أقصد ما اعرفش، مش كلّهم.. الله أعلم يابني، دي ناس كتير، فيهم الكويّس وفيهم الوحش.
ـ ماتوا ليه؟
ـ قدرهم يا ابني. إنت مش هتاكل سندوتش الجبنة علشان تكبر وتبقى أطول منّي؟
ـ ويفرقع فيّ الأوتوبيس؟؟؟؟
ـ بابا بابا... مين الراجل الي عالجزيرة ده.. إنت متابعه كده ليه؟ أنا عايز الفيلم!
ـ استنّى يا حبيبي.. خلّينا نسمع، المذيع الحمار مغطّي على كلامه
ـ ده شكله زعلان قوي. المَتْفَع ده حقيقي ولا لعبة؟
ـ شششش
ـ مين ده يا بابا؟
ـ ده الشيخ.. امم. الدكتور أيمن الظواهري. ده يا حبيبي كان معايا في الكليّة. ومدوَّخ الدنيا كلّها دلوقتِ.
ـ طب وليه مكشّر كده، وحاطط المتفع جنبه ليه؟
ـ هو بيقول إنّ توني بلير زنبه على جنبه علشان عمايله.
ـ مين توني ده. الواد توني اللي معايا في الفصل برضه غلس وأنا هاضربه تاني بكره لو جاه جنب السندوتش بتاعي. على طول يرمي ساندوتشات الفول بتاعته، وياخد لحمة حلْواني بتاعتي.
إيه بقى عمايله؟
ـ يا حبيبي ده كلام معقّد. هو توني بلير ده زي رئيس إنجلترا كده، وهو اللي جابه لنفسه علشان وقف مع بوش وحارب أفغانستان والعراق.
ـ طب وأنكل أيمَن ضربه على كده؟
ـ أنكل؟ مش أنكل يا سمسم.. أنا بس كنت باشوفه من بعيد في الكليّة... إنت هتجيبلي نصيبة؟!
لأ.. ما قدرش يضربه، بس هو بيقول إنّه يستاهل اللي حصل في لندن ولسّة هيشوف اللي هيجراله.
ـ لندن؟ هو ده اللي فرقع الأوتوبيس.
ـ أوتوبيس؟ إنت لسّة فاكر؟ ما حدّش عارف. الجزيرة بتقول ما فيش إثبات. لكن هو بيقول إنّه يستاهل الفرقعة.
ـ هو الأوتوبيس كان بتاع توني الحمار ده؟
ـ لا يعني.. بس في وشّه. لما يموت له خمسين واحد، معناها إنّه مش عارف يحمي شعبه.
ـ بس هو أيمن استفاد إيه؟ لو مش هو اللي عملها، ولو توني ما حصلّوش حاجة؟ أمّا عبيط صحيح.
ـ بسّ ما تقولش كده. ده راجل ضحّى بعمره كلّه.
ـ طب والناس دول ذنبهم إيه؟
ـ ما هو كمان إخواتنا في العراق وفلسطين والبوسنة ذنبهم إيه؟
ـ هم ليه بتوع لندن مش إخواتنا؟
ـ إيه؟ أصلهم شُقر، إزّاي يبقوا إخواتنا؟
... إيه ده. إنت لسّة ما لعبتش حرب الفضاء اللي جبتهالك عالپلاي ستيشن؟ روح العب واضربهم كلّهم...
ـ يا باباااااااا
ـ إيه.. هه.. يابني فزعتني، كنت عايز أنام الضهر. الپلاي ستيشن باظت؟
ـ لأ.. بص في الصور. مش كُلُّهم شُقر يا بابا.. فيهم ناس سُمر وسود كمان. يعني كان فيهم ناس ينفعوا إخواتنا!
ذنبهم إيه؟
ـ قدرهم بقى. عمرهم، وربّنا عارف الأحسن لكلّ واحد، يمكن ده أحسن لهم.
ـ إنت قلت مش كلّهم وحشين.. يعني ممكن يروحوا الجنّة؟
ـ يابني الله أعلم.. إحنا مالنا بالناس. الكويّس هيروح الجنّة، بلاش تسأل في الحاجات دي، ما يصحّش.
ـ وأيمن أبو مَتْفع ده هيروح الجنّة معاهم ولا النار مع توني الجبان؟
ـ همم.. يابني دي حاجة بتاعة ربّنا، هو اللي يحكم في الناس مش إحنا.
ـ أنا بس مش عارف لو أيمن راح الجنّة مع حدّ بتوع الأوتوبيس اللي فرقع، هيورّيهم وشّه إزّاي؟ هيقولّهم توني هو السبب؟
ــــ
* هل تعرف من هؤلاء؟
هؤلاء الممثلون في الصور هم ضحايا انفجارات لندن الشهر الماضي، قصصتُ بعضها من صفحة هيئة الإذاعة البريطانيّة، وكدتُ أملّ وأكتفي باثنين أو ثلاثة، لولا أن ّ خاطرةً عنّت لي وأصابتني بالقشعريرة: أنّ وراء كلّ صورة حياةٌ كاملةً ذهبت وانتهت.
ـ
Wednesday, August 03, 2005
مبارك الآتي باسم الرب !!!! ـ
شاعت نُكتة في الثمانينّات كانت شيئاً يشبه ما يلي:ـ
قبل مفارقة روح السادات الأرض في طريقها إلى الدار الآخرة، زارت الروح البابا شنودة، الذي فزع بعض الشيئ للقائه..
ـ إيه ده! إنت تاني؟ جاي ليه.. إنت مش كفّاك اللي عملته ؟
ـ عاجبك كده! قعدت تقول "مبارك الآتي باسم الربّ**.. مبارك الآتي باسم الرب!"
أهه جَه يا سيدي!
تَنْ تارارارَنْ تَنْ تَنْ
واليوم...
أيّهما أضرّ بالبابا شنودة أكثر:
ا) موقفه (المعارِض؟) من السادات
ب) موقفه (المؤيّد؟) من مبارك
جـ) ا وب
د) لا ا ولا ب
هـ) اللي تشوفه
* "مبارك الآتي باسم الربّ" (مت٢١: ٩) هو هتاف جماهير أورشليم (القدس) عند دخول المسيح إليها في أيّامه الأخيرة. وكان الهتاف يعكس رجاءهم في أن يحرّرهم هذا الرجُل الذي شاعت بشأنه الأقوال المختلفة-ومنها أنّه "المسيح المخلّص، ابن داود"-من عبوديّة الرومان وشقاء العيش. بيد أنّهم أحبطوا جدّاً حين أدركوا أنّ المسيح يقول: "مملكتي ليست من هذا العالم" (يو١٨: ٣٦)
** و"مبارك الآتي باسم الرب" (مت٢٣: ٣٩) هي أيضاً ما يردّده مئات الملايين من المسيحيّين في العالم كلّه في كلّ صلاة قدّاس، محتفلين بحضور الربّ بينهم ومترجّين حضوره في اليوم الأخير ليعتقهم من العبوديّة والشقاء.
بعدُ مكتوبِِـن (پوست سكريپتُم):
١ـ في القدّاس القبطيّ الأرثوذكسيّ، يرفع الكاهن والشعب طلبات من أجل معظم الأمور الروحيّة والجسديّة، الأخرويّة والدنيويّة. ومنها مثلاً سلام الكنيسة وآبائها، الزرع والعشب ومياه الأنهار، الفقراء والأرامل واليتامى، إلخ...
قد يهمّ بعض القرّاء سماع المقطعين التاليين:
"اذكر يا ربّ رئيس كهنتنا البابا الأنبا/... (وأخويه البطريرك الأنطاكيّ/ ... وأبونا/... بطريرك إريتريا)،
حفظاً احفظهـ(م) لنا سنين كثيرة وأزمنة سالمة مديدة ،مكمّلاً (مكمّلين) رئاسة الكهنوت التي ائتمنتهـ(م) عليها لخدمتك كإرادتك المقدّسة الطوباويّة، مفصِّلاً (مفصلّين) كلمة الحقّ باستقامة، راعياً (راعين) شعبَك بطهارة وبرّ، وجميع الأساقفة الأرثوذكسيّين ..."
تكرّر هذه الـ"طلبة" عدّة مرّات في القدّاس الواحد.
يذكر المصلّون أيضاً "الرئيس والجند و..." ربّما مرّةً أو مرّتين:
"... بل وسلامة(سلام) هذا العمر أنعِم بها علَيْنا إنعاماً: الرئيس والجند والوزراء والمشيرين والجموع وجيرننا ومداخلنا ومخارجنا، زيّنهم بكلّ سلام. يا ملك السلام أعطنا سلامك..."
كأنّ الشعب لا ينتمي أبداً لهذه الطبقة: الرئيس والجند. لعلّ هذه الصلاة عمرها ١٤ قرناً أو أكثر؟
(لو تحبّ تسمع كلّ الكلام ده، ها هي الروابط)
أمّا في الكنيسة اليونانيّة الأرثوذكسيّة، فمن الملفت للنظر تكرار الصلاة والدعاء من أجل البلد والرئيس و"كلّ من في القوّات المسلّحة".
Furthermore we pray for this country, its ruler, (title and name of the ruler), its people, civil authorities and armed forces. [Source]
٢- إليكُم أحد مقاطع الكتاب المقدّس حمّالة الأوجه، إذ يختلف في تفسيرها حول من هم السلاطين المقصودون (الصالحون أم أيّ سلاطين) وحول ما إذا كانت تنطبق على عصرها فقط أم جميع العصور، وهي بالمناسبة من رسالة بولس الرسول إلى مؤمني روما في القرن الأوّل للمسيحيّة:ـ
"١ لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة. لانه ليس سلطان الا من الله والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله.
٢ حتى ان من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله والمقاومون سيأخذون لانفسهم دينونة.
٣ فان الحكام ليسوا خوفا للاعمال الصالحة بل للشريرة. أفتريد ان لا تخاف السلطان. افعل الصلاح فيكون لك مدح منه.
٤ لانه خادم الله للصلاح. ولكن ان فعلت الشر فخف. لانه لا يحمل السيف عبثا اذ هو خادم الله منتقم للغضب من الذي يفعل الشر.
٥ لذلك يلزم ان يخضع له ليس بسبب الغضب فقط بل ايضا بسبب الضمير.
٦ فانكم لاجل هذا توفون الجزية ايضا. اذ هم خدام الله مواظبون على ذلك بعينه.
٧ فاعطوا الجميع حقوقهم. الجزية لمن له الجزية. الجباية لمن له الجباية. والخوف لمن له الخوف والاكرام لمن له الاكرام
٨ لا تكونوا مديونين لاحد بشيء الا بان يحب بعضكم بعضا. لان من احب غيره فقد اكمل الناموس"
رو١٣: ١-٨
ـ