شرم الشيخ ٢٠٠٥: إزّاي نمنعها؟
كتبتُ هذه السطور لأنشرها مباشرةً عقب "شرم الشيخ ٢٠٠٥: مين اللي عملها؟"،
ثم جاءت عدّة أحداث خارجيّة (تصريحات البابا شنودة وأيمن الظواهري) وتدوينيّة (جدالات وخناقات بالقنطار) وشخصيّة (وصول كريم مبكّراً قليلاً) لتعطّلني بعض الشيء،
وربّ عَطَلَةٍ فيها الخير...
فقد دار حوار ثريّ حول حول "من أولى بالرثاء؟" طُرِحت فيه من جديد قضيّة "أسباب الإرهاب" وقضيّة نظريّات المؤامرة ومبرّرات العنف،
وخلال الشهر الماضي أيضاً، استمرّت جهود الساسة في كلّ مكان لمحاربة الإرهاب سواء على الطريقة الأمنيّة المصريّة "امسح البلاط بالمربوط يخاف السايب (وربّي ناس يكرهوك في كلّ مكان)" أو الطريقة الأمريكيّة الجراحيّة الغشيمة: "ابتُر الورم حتّى لو كان بتره سيؤدّي إلى الانتشار والمزيد من الخلايا في كلّ مكان (كراهيّة كمان وكمان)". ثم بدأت انجلترا من جانبها استراتيچيّة "ردّ البضاعة إلى مورّديها"، ونفت رجالاً آوتهم من قبل تحت لواء حقوق الإنسان (إدّيها كمان كراهيّة).
وكلّ من يمارس هذه الأساليب يعتبرها الوسائل الناجعة، متناسين المبادئ الأزليّة التي لم تتغيّر:
١) الوقاية خير من العلاج.
٢) لا سلام بلا عدالة.
٣) عالج الجذور بدلاً من قصقصة الأوراق المصابة.
منذ حادث شرم الشيخ المؤسف في الشهر الماضي، لا يسعني إلاّ إظهار منتهى الإعجاب والاحترام تجاه كلّ مبادرة جاءت ردّاً على حادث شرم الشيخ، سواء المظاهرات التي تمّت هناك، أو مبادرات كريم الصاحي (مثل المظاهرة التلقائيّة، ثم حملة التبرّعات ونبذ الإرهاب)، وكذلك دور قرد الرمال والفرعون الكبير في تلك المظاهرات. ثم تأتي مبادرات علاء وأفريكانو ومحمّد، وغيرها، وأخيراً "سمع هُس".
المدوِّنون يثبتون باستمرار أنّهم ليسوا مجرّد "مثقفين" يكتبون، ولا تابعين يسيرون في مظاهرات، بل هم مبادرون يحوِّلون انفعالاتهم إلى أعمال ناضجة.
أمّا بعد، فأقول إنّ المدوِّنين قادرون على فعل ما هو أكثر من ذلك، وأنّ علينا كمتعلِّمين متعددي التخصصات، مستقلّين متعددي الاتّجاهات، أن نحاول الوصول لحلول جذريّة عادلة عاقلة عاجلة وآجلة لهذا السرطان المستشري: الإرهاب العشوائيّ.
وفي هذا السبيل أفتتح حواراً أتمنّى أن يشارك الجميع فيه بالنقد والتحليل وطرح البدائل.
وسأطرح اقتراحَيْن أول ثلاثة للاستفتاح، وهُم طبعاً من منظور "بعد-طبيعي" {ليس تقليديّاً ولا ضدّ التقليديّة، بل أبعد منهما، ليسّّ جادّاً تماماً ولا كليّ السخريّة، بل بينهما !}
بحسب النموذج* الذي طرحته هناك، وأكمله** في هذه التدوينة أفترض التالي:
١) هناك مناطق شائكة لا يمكننا حلّها آجلاً أو عاجلاً. وهي-في الرسم-المنطقتَيْن الصفراء (منطقة المدبرين رءوس الأفعى) وبعض عناصر المنطقة الزرقاء (المؤثّرات في الثقافة). فالشرّ سيبقى في العالم، وستبقى الأطماع. وحلّ المشكلات الكُبرى كالفقر والظلم والحروب-من خلال خبرة ٧٠٠٠ سنة من التاريخ الإنسانيّ-يفوق قدرات معظم الناس، ولا سيّما المدوِّنين والمواطنين العاديّين البعيدين عن المناصب المسمّاة "حسّاسة".
٢) المنطقتان شديدتا الخطورة، واللتان لا تتوقّفان على هويّة الفاعل (سواء كان القاعدة أو المؤامرة الصهيونيّة أو الحكومة أو حتّى الشيطان ذات نفسه!)، ولا تتطلّبان مناصب سياسيّة أو عملاً حكوميّاً أمنيّاً، هما:
- الاتّصال ونقل الرسالة إلى المنفذين
- تجنيد المنفذين
ولا يخفى على القارئ أنّ النموذج الذي أطرحه متأثّر بعلمَيْ الاتّصال (بحكم دوره في عالَمِنا المُتَعَوْلِم) والكيمياء الحيويّة (بحكم دوره في عالَمي المُتَعَلْوِم)،
فمن منظور علم الاتّصال: هناك الرسالة وصانعها والمرسِل والناشِر والمستقبِل وبالطبع الثقافة المؤثِّرة في الجميع، لا سيّما المستقبِل.
ومن منظور الكيمياء الحيويّة: هناك التفاعل ومساره وخطواته المحوريّة المحدّدة لسرعته. وكي تمنع تفاعلاً (ضارّاً) عليك غلق خطواته المفتاحيّة/المحوريّة.
حلول عاجلة (قصيرة المدى):
أنتظر اقتراحاتكم لمنع عمليّة تكبير الرسالة (signal amplification) وانتشارها بشكل مخيف.
يخرج الظواهري أو غيره من "مُعلني المسئوليّة" فيلهب حديثه آلاف السذّج الأبرياء الراغبين في حماية الأعراض. يخرج شخص ما ويلقي بياناً على الإنترنت فتتلقّفه الفضائيّات وتنشره، وقد يكون هذا البيان قادماً من "المتآمرين" لابساً عباءة "الضحايا المساكين" أو "الموتورين المجاهدين" أو "الباحثين عن العدالة"، والنتيجة واحدة.
نضيف إلى كلّ هذا الشبكات الشائكة من الاتّصالات على الإنترنت ببرامج الدردشة والمنتديات وما إلى ذلك. جميع الحركات الأمريكيّة الخاصة بقطع التمويل لن تفلح في منع هذا.
ما رأيكم في فكرة كهذه:
حلول طويلة الأجل:
ـ هذه الحلول هي التي قد نلعب فيها دوراً أقوى.. هذا الحلّ هو الحلّ المناعيّ! التطعيم! فكرة التطعيم هي "داوني بالتي كانت هي الداء". احقن الطفل (أو البالغ) بمادة مستخلصة من الجرثومة مسببّة المرض، أو بالجراثيم نفسها وقد أضعفت أو قتلت، فتولّد المناعة داخله.
لنعدّ المجتمع لمقاومة الكراهيّة والانتقام الذي سيأتي علينا جميعاً. لندرّب الجميع على الغفران في الأمور الصغيرة (وليس الغفران طبعاً كالتفويت والتنازل عن الحق، بل في عدم الكراهية تسكن القلوب). لنشجّع توليد الأجسام المضادّة antibodies ضد كلّ كراهية أو حقد أو فعل انتقام مرتقب.
لو رأيتُم الفكرة مثاليّة ملائكيّة أفلاطونيّة، فكّروا فيها من منظور مصلحتكم الشخصيّة كما عبّر يحيى بوضوح في هذا التعليق.
ماذا أقصد بالتحديد؟ هل يمكن تغيير الثقافة بطريقة "انسف حمّامك القديم"؟ هذا بالطبع في منتهى الخطورة، وهو أيضاً التغيير على الطريقة الأمريكيّة. استبدال ثقافة بثقافة عن طريق الأفلام والفضائيّات والذي منه. منتهى الخطورة أن تهدم قبل أن تبني، وأن تستبدل ما نشأ بين الناس في إطار معيّن بما جاء من الخارج. أظنّنا عانينا من إشكاليّة كهذه في بداية القرن العشرين (حين تأجّج الصراع بين مدرسة الإحياء والبعث ومدرسة جلب العلم والثقافة من الغرب، وانتهى صراع الجبهتين الساخنة والباردة بعواصف وهطول أمطار ثم ولادة ثقافة جديدة). لا داعي أن نمرّ بالصراع بالشكل نفسه، خاصّةً أنّ ما أتحدّث عنه ليس استبدال ثقافة بثقافة، بل ما أبحث عنه هو "بُعدٌ آخر"، "بُعدٌ غائب" هو في الحقيقة أعمق من الثقافات السائدة وقد تستقي منه جذورها دون إدراكه. أبحث عن التعميق قبل التغيير، الثقافة بعد الطبيعيّة! الثقافة التي تسمو بالكائن الحيّ الناطق إلى ما خُلِق من أجله: أن يصير يوماً إنساناً.
لا داعي للإطالة، فالكرة-كما قلتُ-في ملعبكُم! لو لم تطفئوا نيران الكراهية اليوم، ستلحق بكم غداً. لو لم تقتلوا ڤيروس الانتقام سيصيبكم يوماً.
لا تبخلوا بالاقتراحات لتغيير القاعدة الثقافيّة (في قاع الرسم)، ففي رأيي-غير المتواضع-إن لم نُغَيِّر الثقافة السائدة، وبأسرع ما يُمكن، فقولوا على العالم السلام.
اقرأ أيضاً:
ـ كيف ندمّر قاعدة الإرهاب - لكريم الصاحي (How to destroy the base)
* في حالة عدم وضوح الصور، تُطلَب ملفّات الـ pdf منّي (عنواني بريدي الإلكترونيّ)
** إنّني آخذ هذه النماذج مأخذ الجديّة، وأرجو ممّن يدرسون السياسة والاقتصاد منكُم، وممّن يتعاملون مع جامعات أجنبيّة أن يقيّموها علميّاً، بل وأن يطرحوها للنقاش على الموائد المستديرة، لأنّها قد تصلُح خامةً جيّدة للعصف الذهني والتحاور بشأن إيجاد حلول عميقة حقيقيّة لا عنيفة ولا دمويّة للإرهاب الفتّاك.
ـ
ثم جاءت عدّة أحداث خارجيّة (تصريحات البابا شنودة وأيمن الظواهري) وتدوينيّة (جدالات وخناقات بالقنطار) وشخصيّة (وصول كريم مبكّراً قليلاً) لتعطّلني بعض الشيء،
وربّ عَطَلَةٍ فيها الخير...
فقد دار حوار ثريّ حول حول "من أولى بالرثاء؟" طُرِحت فيه من جديد قضيّة "أسباب الإرهاب" وقضيّة نظريّات المؤامرة ومبرّرات العنف،
وخلال الشهر الماضي أيضاً، استمرّت جهود الساسة في كلّ مكان لمحاربة الإرهاب سواء على الطريقة الأمنيّة المصريّة "امسح البلاط بالمربوط يخاف السايب (وربّي ناس يكرهوك في كلّ مكان)" أو الطريقة الأمريكيّة الجراحيّة الغشيمة: "ابتُر الورم حتّى لو كان بتره سيؤدّي إلى الانتشار والمزيد من الخلايا في كلّ مكان (كراهيّة كمان وكمان)". ثم بدأت انجلترا من جانبها استراتيچيّة "ردّ البضاعة إلى مورّديها"، ونفت رجالاً آوتهم من قبل تحت لواء حقوق الإنسان (إدّيها كمان كراهيّة).
وكلّ من يمارس هذه الأساليب يعتبرها الوسائل الناجعة، متناسين المبادئ الأزليّة التي لم تتغيّر:
١) الوقاية خير من العلاج.
٢) لا سلام بلا عدالة.
٣) عالج الجذور بدلاً من قصقصة الأوراق المصابة.
*****
منذ حادث شرم الشيخ المؤسف في الشهر الماضي، لا يسعني إلاّ إظهار منتهى الإعجاب والاحترام تجاه كلّ مبادرة جاءت ردّاً على حادث شرم الشيخ، سواء المظاهرات التي تمّت هناك، أو مبادرات كريم الصاحي (مثل المظاهرة التلقائيّة، ثم حملة التبرّعات ونبذ الإرهاب)، وكذلك دور قرد الرمال والفرعون الكبير في تلك المظاهرات. ثم تأتي مبادرات علاء وأفريكانو ومحمّد، وغيرها، وأخيراً "سمع هُس".
المدوِّنون يثبتون باستمرار أنّهم ليسوا مجرّد "مثقفين" يكتبون، ولا تابعين يسيرون في مظاهرات، بل هم مبادرون يحوِّلون انفعالاتهم إلى أعمال ناضجة.
أمّا بعد، فأقول إنّ المدوِّنين قادرون على فعل ما هو أكثر من ذلك، وأنّ علينا كمتعلِّمين متعددي التخصصات، مستقلّين متعددي الاتّجاهات، أن نحاول الوصول لحلول جذريّة عادلة عاقلة عاجلة وآجلة لهذا السرطان المستشري: الإرهاب العشوائيّ.
وفي هذا السبيل أفتتح حواراً أتمنّى أن يشارك الجميع فيه بالنقد والتحليل وطرح البدائل.
وسأطرح اقتراحَيْن أول ثلاثة للاستفتاح، وهُم طبعاً من منظور "بعد-طبيعي" {ليس تقليديّاً ولا ضدّ التقليديّة، بل أبعد منهما، ليسّّ جادّاً تماماً ولا كليّ السخريّة، بل بينهما !}
بحسب النموذج* الذي طرحته هناك، وأكمله** في هذه التدوينة أفترض التالي:
١) هناك مناطق شائكة لا يمكننا حلّها آجلاً أو عاجلاً. وهي-في الرسم-المنطقتَيْن الصفراء (منطقة المدبرين رءوس الأفعى) وبعض عناصر المنطقة الزرقاء (المؤثّرات في الثقافة). فالشرّ سيبقى في العالم، وستبقى الأطماع. وحلّ المشكلات الكُبرى كالفقر والظلم والحروب-من خلال خبرة ٧٠٠٠ سنة من التاريخ الإنسانيّ-يفوق قدرات معظم الناس، ولا سيّما المدوِّنين والمواطنين العاديّين البعيدين عن المناصب المسمّاة "حسّاسة".
٢) المنطقتان شديدتا الخطورة، واللتان لا تتوقّفان على هويّة الفاعل (سواء كان القاعدة أو المؤامرة الصهيونيّة أو الحكومة أو حتّى الشيطان ذات نفسه!)، ولا تتطلّبان مناصب سياسيّة أو عملاً حكوميّاً أمنيّاً، هما:
- الاتّصال ونقل الرسالة إلى المنفذين
- تجنيد المنفذين
ولا يخفى على القارئ أنّ النموذج الذي أطرحه متأثّر بعلمَيْ الاتّصال (بحكم دوره في عالَمِنا المُتَعَوْلِم) والكيمياء الحيويّة (بحكم دوره في عالَمي المُتَعَلْوِم)،
فمن منظور علم الاتّصال: هناك الرسالة وصانعها والمرسِل والناشِر والمستقبِل وبالطبع الثقافة المؤثِّرة في الجميع، لا سيّما المستقبِل.
ومن منظور الكيمياء الحيويّة: هناك التفاعل ومساره وخطواته المحوريّة المحدّدة لسرعته. وكي تمنع تفاعلاً (ضارّاً) عليك غلق خطواته المفتاحيّة/المحوريّة.
حلول عاجلة (قصيرة المدى):
وقف الانتشار!
(نسخة أكبر)أنتظر اقتراحاتكم لمنع عمليّة تكبير الرسالة (signal amplification) وانتشارها بشكل مخيف.
يخرج الظواهري أو غيره من "مُعلني المسئوليّة" فيلهب حديثه آلاف السذّج الأبرياء الراغبين في حماية الأعراض. يخرج شخص ما ويلقي بياناً على الإنترنت فتتلقّفه الفضائيّات وتنشره، وقد يكون هذا البيان قادماً من "المتآمرين" لابساً عباءة "الضحايا المساكين" أو "الموتورين المجاهدين" أو "الباحثين عن العدالة"، والنتيجة واحدة.
نضيف إلى كلّ هذا الشبكات الشائكة من الاتّصالات على الإنترنت ببرامج الدردشة والمنتديات وما إلى ذلك. جميع الحركات الأمريكيّة الخاصة بقطع التمويل لن تفلح في منع هذا.
ما رأيكم في فكرة كهذه:
ادفع دولاراً، تنقذ إنساناً من الموت!
ساهموا في القضاء على القتل العشوائيّ بجمع التبرّعات لتحصيل مبلغ ضخم من المال نعطيه للجزيرة وسواها مقابل عدم بثّ البيانات.
نشتري منهم ما يسمّونه بحقّ "السبق الصحفيّ" ونعدم هذه الشرائط فتذهب بلا رجعة.
لا تسخروا من بساطة الفكرة، ولو لم تعجبكُم، الكرة في ملعبكُم: فأدلوا بدِلائكم!!ساهموا في القضاء على القتل العشوائيّ بجمع التبرّعات لتحصيل مبلغ ضخم من المال نعطيه للجزيرة وسواها مقابل عدم بثّ البيانات.
نشتري منهم ما يسمّونه بحقّ "السبق الصحفيّ" ونعدم هذه الشرائط فتذهب بلا رجعة.
حلول طويلة الأجل:
تغيير الثقافة-لنتعدَّ الطبيعيّ
(نسخة أكبر)ـ هذه الحلول هي التي قد نلعب فيها دوراً أقوى.. هذا الحلّ هو الحلّ المناعيّ! التطعيم! فكرة التطعيم هي "داوني بالتي كانت هي الداء". احقن الطفل (أو البالغ) بمادة مستخلصة من الجرثومة مسببّة المرض، أو بالجراثيم نفسها وقد أضعفت أو قتلت، فتولّد المناعة داخله.
لنعدّ المجتمع لمقاومة الكراهيّة والانتقام الذي سيأتي علينا جميعاً. لندرّب الجميع على الغفران في الأمور الصغيرة (وليس الغفران طبعاً كالتفويت والتنازل عن الحق، بل في عدم الكراهية تسكن القلوب). لنشجّع توليد الأجسام المضادّة antibodies ضد كلّ كراهية أو حقد أو فعل انتقام مرتقب.
لو رأيتُم الفكرة مثاليّة ملائكيّة أفلاطونيّة، فكّروا فيها من منظور مصلحتكم الشخصيّة كما عبّر يحيى بوضوح في هذا التعليق.
ماذا أقصد بالتحديد؟ هل يمكن تغيير الثقافة بطريقة "انسف حمّامك القديم"؟ هذا بالطبع في منتهى الخطورة، وهو أيضاً التغيير على الطريقة الأمريكيّة. استبدال ثقافة بثقافة عن طريق الأفلام والفضائيّات والذي منه. منتهى الخطورة أن تهدم قبل أن تبني، وأن تستبدل ما نشأ بين الناس في إطار معيّن بما جاء من الخارج. أظنّنا عانينا من إشكاليّة كهذه في بداية القرن العشرين (حين تأجّج الصراع بين مدرسة الإحياء والبعث ومدرسة جلب العلم والثقافة من الغرب، وانتهى صراع الجبهتين الساخنة والباردة بعواصف وهطول أمطار ثم ولادة ثقافة جديدة). لا داعي أن نمرّ بالصراع بالشكل نفسه، خاصّةً أنّ ما أتحدّث عنه ليس استبدال ثقافة بثقافة، بل ما أبحث عنه هو "بُعدٌ آخر"، "بُعدٌ غائب" هو في الحقيقة أعمق من الثقافات السائدة وقد تستقي منه جذورها دون إدراكه. أبحث عن التعميق قبل التغيير، الثقافة بعد الطبيعيّة! الثقافة التي تسمو بالكائن الحيّ الناطق إلى ما خُلِق من أجله: أن يصير يوماً إنساناً.
لا داعي للإطالة، فالكرة-كما قلتُ-في ملعبكُم! لو لم تطفئوا نيران الكراهية اليوم، ستلحق بكم غداً. لو لم تقتلوا ڤيروس الانتقام سيصيبكم يوماً.
لا تبخلوا بالاقتراحات لتغيير القاعدة الثقافيّة (في قاع الرسم)، ففي رأيي-غير المتواضع-إن لم نُغَيِّر الثقافة السائدة، وبأسرع ما يُمكن، فقولوا على العالم السلام.
والسلام ختام
ـــــــاقرأ أيضاً:
ـ كيف ندمّر قاعدة الإرهاب - لكريم الصاحي (How to destroy the base)
* في حالة عدم وضوح الصور، تُطلَب ملفّات الـ pdf منّي (عنواني بريدي الإلكترونيّ)
** إنّني آخذ هذه النماذج مأخذ الجديّة، وأرجو ممّن يدرسون السياسة والاقتصاد منكُم، وممّن يتعاملون مع جامعات أجنبيّة أن يقيّموها علميّاً، بل وأن يطرحوها للنقاش على الموائد المستديرة، لأنّها قد تصلُح خامةً جيّدة للعصف الذهني والتحاور بشأن إيجاد حلول عميقة حقيقيّة لا عنيفة ولا دمويّة للإرهاب الفتّاك.
ـ
10تعليقات:
تعجبني طريقة تفكيرك يا راء
أن نفكر بطريقة إيجابية لحل المشاكل
كيف نحارب الإرهاب؟
أعتقد الجواب يكمن في تأسيس حركة موازية لمحاربة القمع في الشرق الأوسط
غير مبنية على العنف
لا نستطيع أن نحارب الإرهاب بدون معالجة للمشاكل التي يحاول الإرهاب في حلها
سوف أحاول أن أفكر .... لربما أستطعت أن أقدم شيئ أقيم من مجرد نظريات مجردة وكلام فاضي وفلسفة
وشكراً على إقتراحاتك
ادفع دولاراً، تنقذ إنساناً من الموت!
ساهموا في القضاء على القتل العشوائيّ بجمع التبرّعات لتحصيل مبلغ ضخم من المال نعطيه للجزيرة وسواها مقابل عدم بثّ البيانات.
نشتري منهم ما يسمّونه بحقّ "السبق الصحفيّ" ونعدم هذه الشرائط فتذهب بلا رجعة
تفتكر إن الجزيرة(أو غيرها) محتاجة فلوس علشان تبطل تنشر الرسايل من النوع ده؟ أعتقد ان الحل يكمن في المقاطعة، أو في محاولة الوصول لقرار عالمي من اللجنة الخاصة بالإعلام في الأمم المتحدة (لو فيه حاجة زي كده) بعدم إذاعة النوع ده من الشرايط المشجع على القتل لفئة معينة، وممكن نبدأ مثلاً بالبحث عن الجهة المسئولة في الأمم المتحدة، ونبدأ حملة توقيعات
طبعًا صعب مطالبة الناس بمقاطعة الجزيرة في ظل وجود إعلام مصري مضلل
بالمنظر ده
وياترى الاقتراح ده مش هيدخل تحت بند تضييق حرية التعبير !!
بالنسبة للاقتراح طويل المدى أنا شايف أنه فكرة رائعة، تعليم الجيل القادم وسائل جديدة للمطالبة بالحقوق بعيدة عن العنف، ومحاولة إدخال مصطلح مختلف
اسمه "صالح" في محل "لا تصالح" الشهيرة
وأنه لا يمكن أن يعيش المرء في عداوات أبدية تنقل من جيل إلى جيل، الحلم جميل، بس لازم الناس تقبل الفكرة أولاً، تقبل مجرد التفكير فيها، وبعدين مسألة الاقتناع أكيد محتاجة شغل كتير قوي
حلوة جدا ايجابيتك يا أستاذ راء فانك تفكر بمنتهي الاتقان دا عشان تتوصل لحل مشاكل الارهاب
مشكلة الارهابي عموما أكيد نابعة من ظروف في حياته , غالبا أحقاد قديمة , يا اما اتعذب , او عيلته ماتت في حروب او مدابح , و غالبا عقليتهم مبتبقاش متزنة أكيد , فبيبقي هدفهم كله متركز علي الانتقام من اللي سببو المصايب للعالم , بس ياريت بيقتلو المسئولين عن البلاوي دي في الآخر!!
حتي موضوع شرم الشيخ يقال ان احتمال تكون عناصر مصرية من سيناء عملت التفجيرات بغرض الانتقام من الأمن اللي اتسبب في تعذيب كثير من البدو بعد حادثة طابا
فدول أكيد من الخانة الصفرة اللي بتتكلم عنهم مش كده ؟
أصحاب الخانة الصفرة سهل عليهم أوي يجتذبوا ناس من أمثالهم من اللي مروا بفترات عصيبة (و ما أكثرهم )!!
في باكستان و العرق و فلسطين و طبعا ممكن جدا في مصر نظرا للظروف الكبيسة اللي بتمر بيها من كل النواحي الحياتية
فكرة حلوة جدا و مطروحة في وقتها لأن مش مستبعد خالص ان الفترة الجاية في مصر نلاقي عناصر زي دي تظهر ...لا دي ظهرت فعلا !!:)
بيست بوي:
"تفتكر إن الجزيرة(أو غيرها) محتاجة فلوس علشان تبطل تنشر الرسايل من النوع ده؟"
ما افتكرش، لكن هم حجّتهم كلّ مرة هي "السبق الصحفي". لازم نبطل حجّتهم ولو نعيش مديونين!
ميندونا:
"مشكلة الارهابي عموما أكيد نابعة من ظروف في حياته , غالبا أحقاد قديمة , يا اما اتعذب , او عيلته ماتت في حروب او مدابح "
مش أكيد قوي يا ميندونا. فيه منهم ناس متعلمين كويس ومن عائلات مرفهة إلخ..
لكن طبعاً كلامك سليم، وأنا قلت إنّ هذا يفوق قدرتنا كمدوّنين ومواطنين عاديّين. إنهاء الفقر حلم مرّ عليه ٥٠٠٠ سنة، وإنهاء الحروب كذلك. المشكلة الآن أنّ الحروب تأتي حتى عتبة أبوابنا، حتى لو نحن مسالمون.
نعمل إيه؟
رامي
أنا معجب جداً بفكرة المناقشة
وبأقترح عملياً إنك تعيد طرحها أول ما الانتخابات تخلص
علشان نتكلم فيها برواقة
هاي يا راء.
رأي إن السبب الرئيسي في الإرهاب إنه له منظمين قادرين على تجنيد ناس بيحولوا يقضوا على إحباطهم في الحياة وفراغ حياتهم بتفجير نفسهم ووعدهم بحياة أخرى مالهاش وجود. وإذا كان الفيلم ده حقيقي ما بيروحش كل اللي بيحرض على الإرهاب ويفجر نفسه بدل ما يستغل شباب صغير. ليه الشباب في أى مكان في العالم ما بيروحش يفجر نفسه اشمعنا في المكان المنيل بتاعنا ده "الشرق الأوسط". السبب عدم وجود حرية وعدم وجود فرصة للممارسة الإنسانية قبل الانغراق في ايدلوجيات مخربه. الحرية والديمقراطية هما الحل. أدى فرصة للناس تاكل عيش وتلاقي معني لحياتها بدل ماتروح تخلص منها في مترو ولا في فندق ولا اتوبيس مدرسة أطفال.
Welcome back
ممكن الحل يكون في الأهتمام بالناس المهددة للوقوع في الفخ الارهابي ده
أعتقد ان الارهابي بيعمل موضوع التفجيرات دي كنوع من لفت الانظار , يعني ممكن يكون حاسس مثلا بنوع من الاهدار لحقوقه كانسان
لكن برده زي ما قلت انت
في نوعيات من الارهابيين ظروفهم مش كانت صعبة زي بن لادن أو أيمن الظواهري , بس الرفاهية و التعليم ممكن تخلق عقلية ارهابية لو الشخص قابل لكده,و خاصة لو المجتمع فيها وسط خصب جدا لتنمية الأفكار الارهابية
و دا أكيد أخطر بمراحل من النوع التاني لأنه بيكون مقتنع مية المية باللي بيعمله
بتهيألي موضوع البلوجات دي في حد ذاتها حلوة أوي عشان تحل مشكلة الارهاب بان كل واحد يتطوع و يكتب أي موضوع يخطر علي باله متمحور حوالين المشكلة دي(بس من غير هجوم علي الارهابيين ,ولكن هجوم علي فكرة الارهاب نفسها)
و بكده ممكن نبدأ أي خطوة صغيرة تتشعب و تكبر بعد كده
تدريب جيل جديد على عدم القبول بالدم والبحث عن بدائله
في أي سن يسمع أولادنا لأول مرة قصص الحرب ويشاهدون أول مناظر للقتلى؟
وفي أي سن يعرفون - إن عرفوا على الاطلاق - أن هناك شخصاً عاش وكان انساناً مثلنا في بلد محتل في ظروف صعبة اسمه غاندي؟
أكيد هناك الكثير من الأفكار لتقدم بشأن إعاقة الاتصال بين الارهابيين ورؤوسهم وغيرها من الأفكار العملية قصيرة المدى
بس أنا جاية هنا أحلم شوية:
حركة، حملة، نشاط، اجتماعات، أي شيء يطوف على مدارس أولادنا وأماكن وجودهم ويقدم ثقافة بديلة من خلال أنشطة مناسبة للأطفال
وحكايات جديدة غير حكايات أمنا الغولة
يذهب إليهم حيث يوجدون وفي الأماكن الأكثر تعرضاً للخطر
لا يرتبط بمدرسة أو دين أو نشاط بعينه
سلسلة تجمع المهمومين "بتطعيم" من مازالوا في مرحلة تسمح بالوقاية
ورش عمل عن قدسية حياة الآخروالتدريب على التسامح، وقبول الآخر، والطرق الشرعية لحل المشكلات - بأسلوب يتناسب مع السن بالطبع
الحفاظ على وتقوية الحاجز النفسي بين الأطفال والناس عموماً وبين الدم
أصبح سهلاً على أي منا أن يرى شخصاً ممزق الأحشاء لأننا نشاهد ذلك كل يوم
وأصبح أطفالنا أكثر قدرة على تقبل ذلك لأنهم يشاهدونه كل اليوم
حين عرض فيلم "آلام السيد المسيح" والذي عجزت عن مشاهدته حتى هذه اللحظة قرأت نقداً طريفاً عن أن الفيلم من غير المتوقع أن يحدث نجاحاً لدى المراهقين بالرغم من استيفاءه لشروط توافر العنف والدم بشكل مبالغ فيه
السبب: يريد المراهقون من أبطالهم الوهميين أن يفجروا الأشياء والناس، فالجوع لم يصبح للدم فحسب بل للبطل الذي ينسف الدنيا من حوله
فنبدأ حملة لتقديم بطل من نوع آخر - من نوع غاندي وليس من نوع قادة الحروب المنتصرين على دماء المهزومين
This comment has been removed by a blog administrator.
كعادتك ايجابي في افعالك وقادر دائماونشكر دعوتك لكي نكون الفعل وليس رد الفعل
ندخل في الموضوع المشكله لو ناقشنا اعتقد ان الحل الثاني اكثر فاعليه لان الجزيرة سترفض لا لانها تحتاج لاأموال وليس من اجل السبق الصحفي
ولكن لكونها جهة تابعه لدوله قطر تحقق من خلالها اهداف معينة
والان لكي نحل مشكله الارهاب لابد ان نناقش اسبابها
وعندما نضع ايدينا علي الاسباب سوف نستطيع تقديم الحلول بكل سهولة
الاسباب هي من وجهة نظري سببين اساسين هما القهر الذي تمارسه الحكومه تجاه الافراد (اقرء روايه عمارة يعقوبيان ستجد الدافع الاساسي لطه الشاذلي هوالانتقام
وغياب العداله في المجتمع (كلنا قراء قصه عبد الحميد شتا ولنفترض انه فجر نفسه بدلا من الانتحار
والسبب الثاني هو الجهل
نعم الجهل ولست اقصد الجهل يبالقراءة والكتابه ولكن اقصد افتقاد الحد الادني من الادراك الذي يؤهل لاتخاذ القرار الصحيح فعندما تتحدث مع اي ارهابي ستجده جاهل بالاسلام جهل مطبق ولن تستطيع مناقشته لانك ستشعر اتجاه بالاسي
هذا الجهل الذي يستغله البعض في تجنيد الشباب
(حاولت في احد المرات اقناع بعض الشباب بوجود قدرة علي التواصل بين عقلين وان تستطيع فهم مايدور في عقل الاخر واستخدمت في حديثي بعض الالفاظ العلميه وبعض المعلومات العلميه الصحيحه ولكن اني استخدمتها بطريقه خطاء واقتنع بي كثير من الجالسين ووجدتهم بعد ذلك بيومين يحاولون اقناع اخرين بوجود هذه القدرة الخارقه
هذه هي الاسباب الرئيسيه اضعها امامك وانتظر حلولك الغير تقليديه
Post a Comment
<< Home