مزيد من التسويس (٤-ا): من قلّل أصوات مبارك؟
تنويه:
تحدي سوسو لِـلْمُهَندِس غاندي (المدوِّن؛ مش موهانداس غاندي الماهاتما) لا يمنع ذكر أفضاله عليّ شخصيّاً. فكاتب هذه السطور يعلن على الملأ أنّ مهاراته الإحصائيّة محدودة وأنّه كثيراً ما لجأ للباشمهندس لحلّ مشكلات إحصائيّة، سيّما منذ ١١ عاماً حين كنتُ أدرس الـ"مُعايَرات الأحيائيّة"Bioassay والـ"إحصاء الأحيائيّ" Biostatistics وكان غاندي يساعدني على تصوّر منحنيات التوزيع وذيولَها!
لكنّ سوسو® -المقترب سريعاً من سن الرشد-ليس متيّماً بالرياضيّات فحسب بل في فن عرض الإحصائيّات. ولذا فهو يعلن تحدّيه العلني لغاندي، والبادي أظلم :)
لاحظ سوسو، عند النظر لهذه الرسوم البيانيّة (القِ نظرة كده)،
دون الحاجة للحصول على درجة في الهندرة وقبل إجراء اختبارات إحصائيّة مُعَقّدة،
لاحظَ أنّ هناك شيئاً من تكرار للمحافظات التي زاد فيها الإقبال وتلك التي حصل فيها مبارك على أعلى النسب-لا الأعداد (الوادي الجديد مثلاً) والعكس بالعكس.
ثم دَفَسَ سوسو رأسَه في معدّلات الأصوات الباطلة، وتساءل ما إذا كانت قد زعزعت أرقام مبارك العالية.
ولمّا كان سوسو ذا إلمام قليل بمعادَلات الارتباط والتراجُع (ترجمة عفويّة لـ correlation and regression)،
ولمّا كان صاحبه مشغولاً بإحصاء استجابة الفئران للبكتيريا، لـجأ لحامل الماچيستير/ ميلاد يعقوب-الجدير بلقب إحصائيّ المدوِّنين-فسأله السؤالين (عن الإقبال والإبطال).
وكان ميلاد عند حُسن الظنّ، فعاجله بالإجابة في وقتٍ قليل، ومعها تحليلات إضافيّة.
ثم فوجئ سوسو بأنّ غاندي قد اقتحم الملعب ونشر النتائج أوّلاً (مذكّراً إيّاه بالتنافس في مجال النشر العلميّ)، فقال سوسو "لا بأس" وقبل غاندي التحدي.
وهُنا أطلق سوسو لمعادلاته العنان،
ومارس ما يُعرف بالـmultiple regression analysis
وقاكُم الله شرّ خداعه،
غَيرَ مُكتَفٍ بتحليل أثر الإقبال والإبطال فحسب،
بل تعدّاهُما متسائلاً: أيّ هؤلاء قد أضعف "شوكة" مبارك في الانتخابات بمقدارٍ أكبر:
١) نسبة الإقبالعلماً بأنّه من المهم أن تكون هذه العوامل مستقلة، فلا يجوز مثلاً تحليل عدد الصناديق إن كُنّا سنحلّل عدد المسجّلين في المحافظة أو عدد سُكّانها لأنّ جميع هذه العوامل مرتبطة: عدد الصناديق يزيد بزيادة عدد المسجّلين، وكلاهما يتوقّفان-بقدر أو بآخر-على عدد السُكّان. كذلك طبعاً من البديهيّ أنّه لا يجوز مقارنة الأرقام المجرّدة بل النسب المئويّة لأنّ ١٠٠٠ صوت باطل في الدقهليّة لا تشكّل شيئاً كما يشكلّ ١٠٠ صوت في جنوب سيناء.
٢) إبطال الأصوات
٣) أيمن نور
٤) نعمان جمعة
٥) بقيّة المرشّحين
٦) عدد سكّان المحافظة
بالمناسبة، حصل العجرودي على صوتين (٢-Twoالمصدر)، ضارباً جميع الأرقام القياسيّة.
أترك لكُم وقتاً قليلاً للتخمين، ثم أعود سريعاً بالنتائج السوسيّة والميلاديّة.
Labels: انتخابات