أسئلة منغمة
أسئلة مـ(نـ/لـ)ـغمة
* توقّعي الذي هو توقّع الجميع أنّ القضاة لن يقاطعوا الانتخابات.
هل يغيّر ذلك شيئاً؟
" بصَّرتُ.. ونجَّمت كثيراً
لكنّي.. لم أقرأ أبداً
فنجاناً يشبهُ فنجانك"
نزار قبّاني
(هي فنجان ولا فنجال؟
أمّال اللي عينيه مفنجلة يبقى إيه؟
هي مفنجلة ولا مفنجنة؟)
** ممكن حدّ يقول لي ما فائدة هذه الشرائط؟ سؤالي ما فيهوش ألعاب...
أصلي لما بأطالب بدفع أموال طائلة لشرائها من "الجزيرة" ومنعها، تتراوح التعليقات بين (هاها.. بايخة) و(غير واقعي) و(غير عادل).
هو شاف القتلى مين؟
لكنّي.. لم أقرأ أبداً
فنجاناً يشبهُ فنجانك"
نزار قبّاني
(هي فنجان ولا فنجال؟
أمّال اللي عينيه مفنجلة يبقى إيه؟
هي مفنجلة ولا مفنجنة؟)
** ممكن حدّ يقول لي ما فائدة هذه الشرائط؟ سؤالي ما فيهوش ألعاب...
أصلي لما بأطالب بدفع أموال طائلة لشرائها من "الجزيرة" ومنعها، تتراوح التعليقات بين (هاها.. بايخة) و(غير واقعي) و(غير عادل).
"ويقول فقهاء التسول المفتون على مذهب رئيسة كنيسة إنجلترا، إن جرائم بوش وبلير لا يرد عليها بضرب المدنيين، فنقول لهم إن المعاملة بالمثل عدل"."ونقول لهم إن هؤلاء المدنيين هم الذين يدفعون الضرائب لبوش وبلير ليجهزا بها جيوشهما ويعينا بها إسرائيل، وهم الذين يخدمون في جيوش قواتهما، وهم الذين انتخبوهما، وحتى الذين لم ينتخبوهما يعتبروهما حاكمين شرعيين من حقهما أن يأمراهم فيطيعوهما، وأن من حقهما أن يأمرا بضربنا وقتل أبنائنا، ويشنا الحرب باسمهم، ويقتلا نيابة عنهم ويعتبرون الخروج عن أوامرهما جريمة يعاقب عليها القانون".أيمن الظواهري-أو شبيهه
26تعليقات:
more questions
why is it always shown in Aljazeera?
Why is it always after the incident by a period?
Why is it always VHS not DVDs or CDs? silly one I know
for or Dr. Ayman or looklike him words didn't remind me with Nazer Kabani but reminded me with Saeed Salah words in one of his plays 'these are big words people like couldn't understand '
big stupid words
so now it is not Bush or Blair ,it is the people who brought them in !!
Oh God we need Mercy
the question that will remain forever making all the noise, end the terroism first or end the reason first!!!
is injustice a reason for terrorism?
Who is more wrong, the occupation or the terrorism ?
I know you have answers for all those questions but can you convince others with!! I guess you will fail most of the time
"the question that will remain forever making all the noise, end the terroism first or end the reason first!!!"
End the reason?
When has anybody ended injustice in the history of mankind?
Does this mean we have to stay in perpetual terror and killing?
Wars were at least more organized. You could know where to escape if you seek peace; now can you tell me where to escape from an unexpected bomb?
Give me a place and I'll go live there.
it is not to end it in general, i am speaking for those who demand the rights of palestinians before they stop bombing the israeli cities, that is a spicific case, what should end first then? occupation or terror ?
that was a small debat that was solved on lasto adri blog (the english one) but the question remains, can you convince others with your answer ?
Salam
If the reasons they talk about now end, they will have more reasons,
Palestine, Iraq and all is just for us naiive people to believe, they all started by killing their own people, claiming there were "Kofar", who was Dr. Ayman fighting when he was killing his fellow Egyptians?
They will always have a reason, Because it is Power they are after not Justice the hard way,
They say these claims for the simple minded, to think that there is a real justified reason, at least as revenge
Why don't they fight Israel in Israel? why are they fighting it some place else?
If we think that they will stop if the Israelis leave Palestine, the Americans leave Iraq, we are as naiive as they want us to be
Another Holy War will appear: Spreading God's word, Fighting infidels, applying Shariaat as they think it is, or whatever there twisted minds can think of, same as the stupid George Bush who ran out of the "mass destruction weapons" claim, and gave another calling his idiotic war a Holy War or a War against terror or anything. They'll give you reasons, if you eradicate them, they will come up with new ones
From Our War On Terrorism By Howard Zinn
"Yes, we can try to guard in every possible way against future attacks, by trying to secure airports, seaports, railroads, other centers of transportation. Yes, we can try to capture known terrorists. But neither of those actions can bring an end to terrorism, which comes from the fact that millions of people in the Middle East and elsewhere are angered by American policies, and out of these millions come those who will carry their anger to fanatic extremes.
The CIA senior terrorism analyst who has written a book signed "Anonymous" has said bluntly that U.S. policies--supporting Sharon, making war on Afghanistan and Iraq--"are completing the radicalization of the Islamic world."
Unless we reexamine our policies--our quartering of soldiers in a hundred countries (the quartering of foreign soldiers, remember, was one of the grievances of the American revolutionaries), our support of the occupation of Palestinian lands, our insistence on controlling the oil of the Middle East--we will always live in fear. If we were to announce that we will reconsider those policies, and began to change them, we might start to dry up the huge reservoir of hatred where terrorists are hatched."
عمرو شكراً على المقال الرائع كجميع مشاركاتك الرائعة.
أحب توضيح موقفي جيّداً هنا حتّى لا أبدو "إيدي في الميّة" أتحدّث عن ناس "إديها في النار".
أنا موافق أنّ الوسيلة الوحيدة لتحقيق السلام هي العدالة، وأنّ الوسيلة الوحيدة لمحاربة الإرهاب هي معالجة الفقر والظلم إلخ... وقد أوضحت ذلك مسبقاً
أمّا بعد، فأنا أقرّ بشيئين:
لن تتحقّق العدالة على كوكبنا قريباً/
ليس بأيدينا-على الأقلّ نحن المدوّنين-تحقيق ذلك،
فليس من المعقول أن نستسلم لأن تصير حياتنا كمدنيّين مهددة لأنّ أمريكا طاغية ومن قبلها طغى البريطانيّون والفرنسيّون والأسپان والعثمانيّون والعرب والفرس والروم واليونانيّون والمصريّون والمغول والأوروپيّين الصليبيّين و.. و.. ..
كلّ ما يتغيّر هو التقدّم التكنولوجي الرهيب الذي يجعل الطغاة يطغون بالأكثر ويفقدون ضحايا أقل، ويجعل المهزومون في الحروب يلجأون لقتل المدنيّين للانتقام العشوائيّ.
وبعدين؟ نعمل إيه يا عمرو؟
يا رامي .. أولا أنا مختلف معاك في رؤيتك للتاريخ وفيه نقاش داير حول الموضوع ده عند سامية مازال مستمر لو عايز تشارك فيه.
ثانيا لو إنت بتقول مش ممكن تحقيق العدل في حده الأدنى بس مش لازم نستسلم ونحارب الإرهاب. يبقى إنت بتقول إن إللي بيقوله وبيحاول يعمله هوارد زن وكتير من الناشطين السياسين في الغرب كلام فارغ. هوارد زن بيقول: بدون محاولة لرفع الظلم لا سبيل لتجفيف منابع الإرهاب. ودي حقيقة بديهية لأنك لا تستطيع أن تطلب ممن يُضرب ويُهان ويعيش في ظروف غير إنسانية ومهَدد في رزقه وحياته وحياة أسرته ووطنه ودينه وثقافته، لا تستطيع أن تطلب منه هو ضبط النفس والتعقل والتسامح. بينما الآخر، الذي يعيش في أفضل الظروف وغير مهدد على الإطلاق والبادئ بالظلم، لا يتسامح ويتيح لنفسه كل خيارات الرد.
شوف أمريكا مثلا بتعمل إيه لو حصل أي تهديد لمصالحها أو شبهة خطر على مواطنيها أو هيبتها .. ترد بالصواريخ والقنابل فورا. ومابيهمهاش موت المدنيين ومابيهمهاش العدل (وحييجي منين إذا كانت هي المدعي والقاضي والجلاد).
إذا تقبلنا الظلم كواقع مسلم به .. فلنتقبل أيضا الإرهاب كرد فعل مسلم به. (ودعنا لا ننسى أن الإرهاب ليس ظاهرة خاصة بنا وحدنا، ولا أن أمريكا كانت ومازالت أكبر داعم للإرهاب في العالم وهي من مولت وساعدت ودربت أسامة بن لادن والظواهري وأتباعهما في الأصل).
وأرجع وأقول يجب أن يتوقف هذا الجنون كله. لكنه لن يتوقف إلا إذا استطعنا مواجهة أسبابه الحقيقية.
طب نعمل إيه؟ على الأقل نقف في صف المظلومين وندافع عنهم ونحاول نلاقي طرق لنصرتهم ولمساعدتهم وتنويرهم. ومانقفش في صف الظالمين ونفضح - بموضوعية - تسامحهم المزيف وعقلانيتهم المغلوطة. ونقف (بقوة وعقلانية وموضوعية بقدر الإمكان) أمام الهجمة الشرسة على كل مقومات نهضتنا الحضارية من تشويه لتاريخنا وثقافتنا وديانتنا.
بس طبعا كل واحد له أولوياته ورؤيته الخاصة لدوره وتعريفه الخاص للظالم والمظلوم.
يا عمرو أهلاً وسهلاً باختلافك معي في رؤيتي التاريخيّة، ولماذا نناقشها عند سامية؟ ما نناقشها هنا!
أنت تقول:
". ودي حقيقة بديهية لأنك لا تستطيع أن تطلب ممن يُضرب ويُهان ويعيش في ظروف غير إنسانية ومهَدد في رزقه وحياته وحياة أسرته ووطنه ودينه وثقافته، لا تستطيع أن تطلب منه هو ضبط النفس والتعقل والتسامح. بينما الآخر، الذي يعيش في أفضل الظروف وغير مهدد على الإطلاق والبادئ بالظلم، لا يتسامح ويتيح لنفسه كل خيارات الرد"
لا. مش حقيقة بديهيّة! أنا لن أخلط الأوراق بس ممكن تقول لي لماذا لا يوجد من يكافح على نهج غاندي ومارتن لوثر كينج في عالمنا العربيّ السعيد؟ لنا خمسون عاماً في "لا تصالح" و"لا تسامح" و"ضربني وبكى". لم تفرخ السنون الخمسون عن غاندي واحد؟ لماذا؟
لا أدّعي أنّ غاندي وحده أنقذ الهند، ولا أنكر أنّ كفاحه اللاعنيف صاحبه كفاحاً عنيفاًعلى يد جماعات أخري، لكنّني أتساءل سؤالاً طرحه الكثيرون.
ثم لمرة ثانية تقول: "ثانيا لو إنت بتقول مش ممكن تحقيق العدل في حده الأدنى بس مش لازم نستسلم ونحارب الإرهاب".
أولاً، أكرر بلا انقطاع: أنا لم أقل سيب الظلم يحصل. أنا في مواضع أخرى أقول: "يجب أن ننهي الظلم ونحاربه"، وفي مواضع أخرى أحاول محاربته، لكنّني هنا أخاطب من يبرّرون الإرهاب بحجة مقاومة الظلم.
أريد إجابة صافية منك لا ملاوعة فيها: قنابل لندن ومدريد مقاومة مشروعة أم لا؟ هل تؤيّدها وتشجّعها أم لا؟
ثانياً، حين أخاطب الأمريكان، أقول لهم أنتم ظلمة واللي بتعملوه ده غلط، وسبق أن سرت في مظاهرة ضد الحرب واشتركت في أكثر من عمل ضدها هنا. لكن، حين أخاطب القراء بالعربيّة، فلي خطاب آخر. لن أقول "لنا": معلش إحنا مساكين ومنصابين من حقّنا نطللع غضبنا شمال ويمين. لن أفعل ذلك، لأنّنا في سبات عميق ونرضع ثقافة حماقة وكراهية، لأنّنا لسنا الأطفال الرُضّع الذين يجب أن تكون تصرّفاتهم ردود أفعال لظلم "الآخر المفتري الشرير".
"هوارد زن بيقول: بدون محاولة لرفع الظلم لا سبيل لتجفيف منابع الإرهاب"
كلام جميل، وهوارد زن راجل ينتمي إلى تلك الحضارة ويخاطبها. أنا بقى باخاطبنا إحنا. لماذا يظهر في الولايات المتّحدة مئات بل آلاف مثل هوارد زن ومايكل مور وناعوم تشومسكي، ولا يظهر عندنا مثلهم ممّن يمارسون النقد الذاتي بدلاً ممن يعلّقون كلّ شيء على شمّاعات أخرى ويذهبون للنوم الهانئ منتظرين حادثاً إرهابيّاً جديداً يتشفون به "في الغرب ابن الكلب"؟
لماذا يذهب ناشطون أمريكان وإنجليز ليموتوا تحت البلدوزر في فلسطين ويدافعوا عن العراق بأجسادهم كدروع بشريّة؟ ألا يستحق هؤلاء على الأقل حماية من إمكانيّة أن يقتلوا عشوائيّاً بقنبلة حمقاء؟ أم نكافئهم بقنبلة تأتي على أمثالهم وتترك الفعلة الحقيقيّين في السلطة يستغلون القنابل في المزيد من الافتراء؟
لماذا يستطيع دعاة السلام في أمريكا الخروج في مظاهرات ضد الحرب ويقولون في كلّ مكان: "نحن الظالمون"، بينما قد يضرب أمثالهم بالقباقيب في بلادنا إن قالوا: "بل نحن أيضاً ظالمون ومشاركون في الظلم؟"
أنا أرى أنّه من السخافة أن أقف في ميدان التحرير وألعن أمريكا واللي خلفوها وأقول لبني قومي: ناموا يا حبايبي يا مساكين في أمان، أنتم مظلومون دائماً ومعذورون، اكرهوا أمريكا كلّها وافرحوا في ضرب أيّ غربيّ، وصفقوا لبن لادن والظواهري لأنّهم يا عيني شجعان يأخذون حقوقنا من الظلمة. إحنا مساكين ومعذورين، والظلم علينا كبير، أوعوا ترقوا في الإنسانيّة بشكل يتعدى الغرائز الطبيعيّة الأوليّة، واصلوا الكره والانتقام في كفاحكم العادل، وتغذوا بهذا الكره حتى تستطيعوا إفناء العدو.
آسف ثم آسف.
أنا سأواصل النقد الذاتي، وأنا مؤمن كلّ الإيمان أنّ أفضل كفاح من أجل العدالة هو الكفاح المبنيّ على الغفران (وليس ضبط النفس) وعلى منع الظالم من ظلمه دون التحوّل إلى مصاص دماء مثله.
وهذا هو الطريق الصعب الذي اخترته، ولن أتنازل عنه لإرضاء الثقافة السائدة أو للهرولة مع موضة "هاجم أمريكا تبقى في السليم".
سأهاجم سياسات أمريكا في أمريكا ومع الأمريكان، أمّا في مصر، فلدي ما يكفي لأنتقده ممّا فعلناه بأنفسنا ولم يفعله الخارج فينا.
الخلاصة:
اللي بيعمله هوارد زن ونشطاء السلام في أمريكا عظيم، ويجب أن نفعل مثلهم، لا بترديد خطابهم (كما تفعل أمريكا حين تردد خطاب "الديمقراطيّة يا لاللي" من بعض ناشطي مصر)، بل بتبني خطاب مماثل في نقد الذات ومحاربة العنف.
ـ
رامي يقول:
"أولاً، أكرر بلا انقطاع: أنا لم أقل سيب الظلم يحصل. أنا في مواضع أخرى أقول: "يجب أن ننهي الظلم ونحاربه"، وفي مواضع أخرى أحاول محاربته، لكنّني هنا أخاطب من يبرّرون الإرهاب بحجة مقاومة الظلم."
وأنا لم أقل سيب الإرهاب يحصل. أنا في مواضع أخرى أقول "يجب أن نحارب التطرف والإرهاب"، وفي مواضع أخرى أحاول محاربته، لكنني هنا أخاطب من يقولون الإرهاب هو السبب وهو الأصل وهو شر مطلق وليس رد فعل للظلم الأصلي وأخاطب من يبررون لمنطق أن الإرهابيين مجرد ناس رافضة قيم المجتمعات الغربية في المطلق زي بوش وبلير وبرنارد لويس وأمثالهم.
أما بالنسبة لغاندي .. فبخلاف ما قلته أنت عن كفاح الآخرين، ودون سرد لظروفه ولظروف الهند الخاصة التي تحتاج لمقال طويل، وبغض النظر عن عدم اتفاقي التام مع أفكاره، أود أن أقول باختصار شديد أن غاندي جاء بعد أكثر من 150 عاما تقريبا من احتلال بريطانيا للهند فكان تتويجا أخيرا لكفاح طويل ودموي في سبيل استقلال الهند، كما أن الإمبراطورية البريطانية حينما جاء غاندي كانت قد ضعفت وبدأت تتفكك خاصة بعد حربين عالميتين استنزفاها تماما، كما أن أفكار غاندي لم تنتصر تماما ولم تهتدي بها الهند من بعده. فغاندي لم يكن يريد تقسيم الهند إلى دولة مسلمة ودولة هندوسية ولكن الاستعمار نجح في فرض حل الدولتين وظل هذا ذريعة لحروب طويلة بين الهند وباكستان لم يسترشد فيها أحد بمبادئ غاندي في المقاومة السلمية وعدم التعاون.
أما "مارتن لوثر كينج" فهو خارج السياق هنا. لأنه لم يكن يحارب دولة مستعمرة ولكنه كان يسعى لمساواة حقوق المواطنين الأمريكيين السود بأقرانهم من البيض.
وطب ليه مانبصش كمان ل نيلسون مانديلا إللي بدأ كفاحه مسترشدا بمبادئ المقاومة السلمية وبعدين بعد القمع والسجن والتعذيب والدموية إللي قوبلت بيها مظاهراتهم وتحركاتهم السلمية وبعد المذابح اللي حصلت من عينة مذبحة "شاربفيل" سنة 1960 اللي فتح فيها البوليس النار على مظاهرة سلمية ضد التمييز العنصري وقتل وجرح العشرات وبعديها تم حظر الأحزاب والجماعات المعارضة اكتشف إنه المقاومة السلمية مش حتنفع. وتحول للكفاح المسلح وعملياته طالت الجيش والحكومة والمدنيين كمان، وبعد ما قبضوا عليه وحطوه في السجن من سنة 1962، جم سنة 1980 وطلبوا منه إنه يدين "العنف" وهما يخرجوه، فرفض وفضل في السجن لغاية ما طلع في 1990. ولما طلع ألقى خطاب قال فيه إن كفاحنا المسلح كان ضروري ولسه ضروري.
نيلسون مانديلا كان محظوظ لأنه برغم إنه لم يدن أبدا العنف والعمليات - الإرهابية بمنطق النهارده - اللي ساهم فيها وحرض عليها برغم ده كله حصل على جايزة نوبل للسلام مناصفة مع دي كليرك!
طب سيبك من مانديلا .. ليه شعوب أوروبا ماتبعتش أسلوب المقاومة السلمية ضد ألمانيا النازية وليه حاربوها حرب ضارية حتى التحرير. وليه مثلا الفرنسيين حاربوا الألمان وحكومة فيشي المتعاونة مع الاحتلال بكل الوسائل المتاحة لهم؟
طيب نرجع لسؤالك "قنابل لندن ومدريد مقاومة مشروعة أم لا؟ هل تؤيّدها وتشجّعها أم لا؟"
وأنا أسأل "وما هي وأين هي الشرعية في هذا العالم يا عزيزي؟"
أنا لست مع العنف والقتل والتطرف أيا كان مصدره. ولكني أيضا لا أساوي بين الضحية والجلاد. بين الفعل ورد الفعل. أدين القتل على الجانبين ولكن أحمل الطرف الباغي المسؤولية. أحزن حتى للقتلى من الجنود الأمريكيين والبريطانيين .. أحزن لهؤلاء الشبان في عمر الورد الذين يموتون من أجل قضية ظالمة، ولكني أحمل من أرسلهم المسؤولية عن ذلك. أحمل المسؤولية لكل من دعم القرار بإرسالهم إلى الجحيم ولكل من وافق وسكت أو لم يبالي بالأرواح التي ستزهق.
على الجانب الآخر حينما تحرم الناس من أي أمل في الحياة حينما تقتل فيهم كل عزيز وغالي فأنت المسئول إذا تحولوا لقنابل موقوتة. وليس معنى هذا أن الحل هو الإرهاب. أبداً. كل ما نحاول أن نكشفه هو زيف وملاوعة الأصوات من أمثال بلير التي تقول أن ما حدث في تفجيرات لندن كان إرهابا بربريا "barbaric terrorism" بينما عشرات الآلاف من القتلى المدنيين في العراق مجرد أضرار عرضية "collateral damage"!! وأن التفجيرات لا علاقة لها بالحرب على الإرهاب وهي فقط لأن الإرهابيين يكرهون قيمنا وديموقراطيتنا أو" "what we hold dear""!! طب وليه مابيكرهوش السويد مثلا على رأي روبرت فيسك.
الجزء الأخير من ردك مليء بالخلط والتعميم. فليس صحيحا على الإطلاق أننا ليس عندنا "من يمارسون النقد الذاتي". و تعليق "كلّ شيء على شمّاعات أخرى" ليس هو المعادل الموضوعي لمن يبحث عن السبب الرئيسي الداعم للتطرف والإرهاب وإيضاح حقيقة النوايا الأمريكية تجاهنا (وتجاهلت أنت موضوع تبني أمريكا للإرهابيين ودعمهم لهم). وليس صحيحا أن من ينتقد أمريكا ويهاجم سياساتها يصفق لبن لادن وأيمن الظواهري! أنا أنتقد أمريكا ولا أصفق لبن لادن ولا للظواهري. ولا أقول "اكرهوا أمريكا كلّها وافرحوا في ضرب أيّ غربيّ". أنت بهذا الكلام تخلط خلطا غير مقبول وبتقولب الناس وتقع في الفخ نفسه اللي بتقول أن الذين تهاجمهم بيقعوا فيه.
وليس صحيحا أن "الثقافة السائدة أو للهرولة مع موضة ’هاجم أمريكا تبقى في السليم‘" ولا يسعني إلا أن أندهش من هذا القول لأن ما أراه واضحا أمام عيني هو أن كل الأنظمة الحاكمة عندنا متحالفة ومتواطئة مع الأمريكان تفعل كل ما يريدون وحتى فتحت قواعدها لتنطلق منها القوات الأمريكية لضرب العراق. أما القوى المعادية للأمريكان فهي القوى المقموعة والمهمشة.
أما عن ما تريده لنفسك، فلا داعي للأسف. فلا أحد يريد أن يمنعك على الإطلاق. كل منا له رؤيته ومنهجه وخلافنا في الرأي يفتح المجال لنا وللآخرين للتعرف على الأفكار المختلفة.
يا عمرو، سأبدأ بنوع من "إعلان النوايا"...
أنا لا أريد أن يفلت الخيط مني (ومنك) وراء محاججات لامتناهية، لذلك أريد-للحظات-أن أعود لنقطة البدء.
١) أنا أنشأت مدوّنة بعنوان "لنتعدَّ الطبيعيّ" ورسالتي فيها أنّ "الطبيعيّ والمعتاد" قد فشلا في الارتقاء بالعالم بما يكفي أو يليق بإنسانيّتنا، لذلك فأنا أبحث في مدوّنتي عن "مدينة أفضل" (وليس مدينة فاضلة)، لذلك فمدوّنتي ليست أيديويوجيّة ولا أصوليّة، بل هي تبحث عن حلّ لم يوجد بعد أفضل من كلّ حل طرح من قبل بما فيهم حلّ المهاتما غاندي. هذا كان أوّل هام
٢) انتهزت فرصة حدوث تفجيرات شرم الشيخ ولندن من قبلها لأطرح أطروحةً غريبة وغير محبّبة للأكثرين، وهي أنّنا نرضع العنف واقترحت أنّ العلاج لها ذو شقيّن: شق ليس بيدي حالياً، وهو تحقيق العدالة، وإن كنت أسعى له بكلّ ما أستطيع، وشقّ بيدي وبيد المدوّنين، وهو تغيير الثقافة السائدة وبناء ثقافة "بعد-طبيعيّة".
٣) ما أوصلنا لهذا الموقف الحالي أنّني طرحتُ فرضيّةً أيّدها البعض وأنت هنا تعترض عليها، وأنا هنا أدافع عن حقّي في الطرح ليس إلاّ، وأعرف تمام المعرفة أنّ ما أقوله غير مقبول من الأكثريّة، ولو كان مقبولاً فلا داعيَ لأن أضيّع وقتي في طرحه.
لذلك أظنّنا نتّفق أنّ الموضوع الرئيسيّ هو دعوتي للا عنف، وإدانتي الشديدة للقتل العشوائيّ للمدنيّين بغض النظر عن مسبّباتها.
الواقع الذي أراه أنّنا في جمهوريّة مصر العربيّة في سباتٍ عميق، وأنّ عدداً كبيراً سُكّان مصر يقولون ما لا يعلمون، ويردِّدون بغباء ببغاء ما لا يفهمون لا سيّما إزاء حوادث التفجيرات وما إلى ذلك. وأنا اخترت هذه المهمّة المتعبة التي قد تقضي عليّ يوماً، أن أقول لهؤلاء وأولئك: "جاتكُم خيبة! إيه اللي بتقولوه ده. فوقوا وشوفوا بترضّعوا عيالكم إيه. هتدمروا العالم".
أمّا عن سكّان ولاية تنسي وغيرها من الولايات المتّحدة، فمتى أتيحت لي الفرصة أقول لهم: "جاتكُم خيبة. رئيسكم المنتخب خرب لنا الدنيا لأجيال وأجيال قادمة".
أظنّ هذا واضحاً ولا خلاف عليه..
الآن وبعد هذه المقدّمة (التي قد لا تكون مهمّة لك بل لمتابعي هذه المناقشة) أستطيع أن أتناقش في تعليقك الأخير.
ـ
"الواقع الذي أراه أنّنا في جمهوريّة مصر العربيّة في سباتٍ عميق، وأنّ عدداً كبيراً سُكّان مصر يقولون ما لا يعلمون، ويردِّدون بغباء ببغاء ما لا يفهمون لا سيّما إزاء حوادث التفجيرات وما إلى ذلك. وأنا اخترت هذه المهمّة المتعبة التي قد تقضي عليّ يوماً، أن أقول لهؤلاء وأولئك: ’جاتكُم خيبة! إيه اللي بتقولوه ده. فوقوا وشوفوا بترضّعوا عيالكم إيه. هتدمروا العالم‘.
أمّا عن سكّان ولاية تنسي وغيرها من الولايات المتّحدة، فمتى أتيحت لي الفرصة أقول لهم: "جاتكُم خيبة. رئيسكم المنتخب خرب لنا الدنيا لأجيال وأجيال قادمة".
أظنّ هذا واضحاً ولا خلاف عليه.."
لأ ليس واضحا وسأختلف معك .. أنظر كيف تنظر إلى المصريين وتعمم وتنظر إلى الأمريكيين وتعمم. تقول للمصريين عامة: "فوقوا وشوفوا بترضّعوا عيالكم إيه. هتدمروا العالم" أما الأمريكيين فتنتقد رئيسهم فقط وكأنه هو الوحيد المسئول! صحيح تشير إلى انتخابهم له ولكنها لا تشير إلى جهلهم وتعصبهم هم أيضا وتفضيلهم لنفسهم ومصالحهم على الآخرين. أعترض على التلميح إلى أننا أسوأ من الأمريكيين إذا كنت تلمح لذلك.
دا غير طبعا إني معترض على كلمة "هتدمروا العالم" وشايف إنها مبالغة وتهويل غير مبرر وغير مقبول.
يا عمرو: سوف أطرح بعض الملاحظات الصغيرة (أو سمِّها تحابيك).
بادئ ذي بدء، قد استغربتُ قليلاً لأخذك بعض الأمور على محمل شخصيّ فأخذت تؤكّد أنّك "لا تصفِّق للإرهاب ولا أنت ضدّ أمريكا على طول الخط، إلخ..." وأنا أعرف ذلك جيّداً لأنّني أقرأ مدوَّنَتَك؛ إنّما كنت أتكلّم عن ثقافة سائدة في المجتمع.
" لكنني هنا أخاطب من يقولون الإرهاب هو السبب وهو الأصل وهو شر مطلق وليس رد فعل للظلم الأصلي ."
١- الإرهاب شرّ مطلق في رأيي مثله مثل الحرب. لا أستطيع أن أعتبره "شرّاً نسبيّاً" ولا مبرَّراً.
٢- ما هو "الظلم الأصليّ"؟ وهل الظلم الأصليّ فعل أم ردّ فعل؟
هل تستطيع أن تحدِّد لي أوّل فعل سبّب جميع ردود الأفعال؟
على الجانب الآخر حينما تحرم الناس من أي أمل في الحياة حينما تقتل فيهم كل عزيز وغالي فأنت المسئول إذا تحولوا لقنابل موقوتة.
لا! أعترض. لستُ مسئولاً وحدي. كلّ إنسان له إرادة حرّة، ومادامَ قد وٍُجِد عبر التاريخ أشخاص لم يتركوا حُرِموا من أيّ أمل في الحياة لكن لم يتركوا للانتقام الكلمة الأخيرة، فأنا لا ألتمس أدنى عذر لمن يتسبب في قتل شخص لم يؤذِه حتّى إن تفهمت فلن أعذر. وقد دارت في هذا الشأن مناقشة طويلة هنا
ـ
"أما بالنسبة لغاندي"
غاندي لم يُرِد التقسيم، لكنّه احتراماً لرغبة شعبه (حتّى لو كان ذلك تحت ضغط الاستعمار أو تآمره) فقد سمح بذلك.
شوف، قد نتجادل للأبد حول كون غاندي نجح أم فشل، لكنّ هذا يتوقّف في الأساس حول مفهومنا للنجاح.
غاندي بالنسبة لي نجم سطع في سماء البشريّة وترك علامةً لن تُطفأ، بغضّ النظر عن استفادة الهنود بها في يومنا هذا (وقد ندخُل في مناقشة جانبيّة أخرى عن سبب كوننا أكثر تخلفاً من الهند وپاكستان).
وسيظلّ مثال غاندي والفكر الذي أضافه للبشريّة وتضحيته المطلقة بنفسه في سبيل ما آمن به (دون إلحاق أذى بدنيّ بأيّ شخص) نبراساً لي.
سيكون كلامي بالمثل عن مارتن لوثر كينج: أتحدّث عن فكره وخطبه وليس عن حالته السياسيّة، ومع ذلك فأنا أرى أنّ موقفه ضدّ عنف السود تجاه البيض (انتقاماً من حرق عصابات البيض لبيوت السود) موقفاً رائعاً أتعلّم منه.
ولن أتحدّث عن نيلسون مانديلا لأنّني لم أذكره في الأساس.
ولن أتحدّث عن أوروپا في الحرب العالميّة الثانية أيضاً، مع أنّني مثلاً لم أقُل إنّني ضد عمليّات مقاومة ضد الجنود الأمريكان في العراق. حديثي حالياً منصبّ على التفجيرات العشوائيّة في أماكن أكثرها مدنيّون.
"الجزء الأخير من ردك مليء بالخلط والتعميم".
ربّما، فقد كنت متعجّلاً ولم أراجِع ما كتبته.
لكنّني-حين أقرؤه الآن ثانيةً-لا أرى فيه تعميماً إلى هذا الحد الذي تذكره.
كلّ ما قلته إنّني لن أقف في ميدان التحرير لألقي الخطاب الذي يعجب الجموع بشتم أمريكا والتبرير لبن لادن، ولم أعمّم أو أقُل إنّ كلّ كاتب ومثقف يفعل ذلك.
ما رأيك في الناشطين الأمريكان الذين ذهبوا إلى فلسطين ومنهم الفتاة التي قتلها البلدوزر؟ وما رأيك في الناشطين الذين ذهبوا ليكونوا دروعاً عسكريّة في العراق؟ كم تظنّ عدد أمثالهم بمصر والدول الأعضاء في جامعة الدول العربيّة؟
يا عزيزي، نحن (أي المصريّون) في مأزق غير مسبوق. ثقافتنا الحالية الممزوجة بشيخوخة حضارتنا وبالإحباط الناتج من الكبرياء المكسورة بالإضافة إلى الفقر المتفشّي واختلال العدالة الاجتماعيّة هي وصفة قنبلة موقوتة مدمّرة للذات والآخر. ألا تتنبّه لذلك؟ أظنّك متنبهاً!
جميل مثال هوارد زن ومن على شاكلته من دعاة السلام. كم من هؤلاء في بلدنا؟
كم كاتباً ومثقفاً في مصر يروِّج للكفاح اللاعنيف؟
هل تعرف أنّ هوارد زن شخصيّاً وغيره ممّن يتبنون قضايانا العادلة قد يسقطون ضحيّة لقنبلة غبيّة، وسيحمّل مطلقو القنبلة "بوش وبلير" المسئوليّة؟ وسنجد في بلدنا أكثر من صوت يلتمس الأعذار ويلوم الآخر.
هذا بالتحديد ما يثير غضبي، وما يجعلني أقول: "كفى إرهاباً عشوائيّاً."
خلاص، بوش زوّد الخراب خراباً. نعمل إيه بقى؟ هل نبقى عمرنا كلّه رهناً لفعلته الحمقاء؟ هل يدمّر حضارتنا مرتين مرّة بفعلته ومرّة بردود أفعالنا؟
نعود إلى مربط الفرس. هل يبرّر الظلم والإجحاف والاستعمار إنهاء حياة الأبرياء؟
ـ"وليس صحيحا أن من ينتقد أمريكا ويهاجم سياساتها يصفق لبن لادن وأيمن الظواهري..... أنت بهذا الكلام تخلط خلطا غير مقبول وبتقولب الناس وتقع في الفخ نفسه اللي بتقول أن الذين تهاجمهم بيقعوا فيه."
بيني وبينك التحدُّث عن كيان اسمه "أمريكا" هو في حدّ ذاته تعميم. لكنّني لم أقُل ما فهمتَه أنت. أنا كُنت أتحدَّث عن أمثلة بعينها، وطبعاً الاشتراكيّون مثلاً يهاجمون السياسات الأمريكيّة وبن لادن معاً.
ـ"ليس صحيحا أن "الثقافة السائدة أو للهرولة مع موضة ’هاجم أمريكا تبقى في السليم‘" ولا يسعني إلا أن أندهش من هذا القول"
ولا يسعني أنا إلاّ أن أندهش من اندهاشك.
أنا لا أتحدّث عن الأنظمة الحاكمة واللعب من تحت الموائد، أنا أقول إنّ الموضة في مصر هي مهاجمة أمريكا. الحزب الوطني يهاجم أمريكا. الوفد الليبرالي يهاجم أمريكا. اليسار الماركسي يهاجم أمريكا. الناصريّون يهاجمون أمريكا. الأخوان يهاجمون أمريكا. السلفيّون يهاجمون أمريكا. عامة الشعب يهاجم أمريكا. ألا يعبّر هؤلاء عن الثقافة السائدة؟
من تبقّى؟ ده حتّى كمال الشاذلي بيهاجم أمريكا، وستغلّ هذا للردح لأيمن نور!
يا عمرو سؤالي الأساسيّ لك يتكرّر:
هل تؤيّد تفجيرات لندن ومدريد؟ قلت إنّك لست مع العنف.
أستمرّ في السؤال: هل تلتمس العذر لمن قاموا بالتفجيرات؟
لو فرضنا عبثاً أنّك محلّف في محاكمة هؤلاء: هل تحكم عليهم بالإعدام أم السجن المؤبّد أم تطلق سراحهم بحجّة أنّ ما فعلوه دفاع عن النفس.
أنت تحمّل بوش ومن معه (من أرسلوا الجنود للعراق) المسئوليّة عن ماذا بالتحديد؟
ولماذا لا تحمّل المسئوليّة أيضاً للنبيّ موسى والملك داود والخليفة عمر بن الخطاب وريتشارد قلب الأسد وهولاكو والسلطان محمّد الفاتح؟
من الضحيّة ومن الجلاّد؟ متى يمكن أن نضع خطاً يفصل بين الفعل وردّ الفعل؟ سؤال متكرّر...
تقول: " أحمل المسؤولية لكل من دعم القرار بإرسالهم إلى الجحيم ولكل من وافق وسكت أو لم يبالي بالأرواح التي ستزهق."
عظيم. أنا أيضاً سكتُّ أو لم أتكلّم بما فيه الكفاية، فأنا مسئول أيضاً-حسناً. ماذا عنكَ؟
هذا هو ما يهمّني بصراحة. والأهم. ماذا نفعل؟
ـ"أنظر كيف تنظر إلى المصريين وتعمم وتنظر إلى الأمريكيين وتعمم. تقول للمصريين عامة: "فوقوا وشوفوا بترضّعوا عيالكم إيه. هتدمروا العالم"
إيه يا عمرو؟ أنت هتقوّلني ما لم أقله؟
كتبت بالحرف:
"الواقع الذي أراه أنّنا في جمهوريّة مصر العربيّة في سباتٍ عميق، وأنّ عدداً كبيراً سُكّان مصر يقولون ما لا يعلمون، ويردِّدون بغباء ببغاء ما لا يفهمون لا سيّما إزاء حوادث التفجيرات وما إلى ذلك. وأنا اخترت هذه المهمّة المتعبة التي قد تقضي عليّ يوماً، أن أقول لهؤلاء وأولئك: "جاتكُم خيبة! إيه اللي بتقولوه ده. فوقوا وشوفوا بترضّعوا عيالكم إيه. هتدمروا العالم".
"
يعني لم أعمِّم ولا حاجة. قلت "عدداً كبيراً من سكّان مصر (من سقطت سهواً لكنّها مفهومة يعني)". وقلت : "اخترت أن أقول لهؤلاء ولأولئك..." متحدّثاً عن اختيار أخذته في حياتي.
وقد اخترتُ هذا الاختيار بالأساس لأنّني أحمل الجنسيّة المصريّة، وأهتم بهذا البلد. ولا يهمّني كثيراً من أمريكا-التي لا أحمل جنسيّتها ولا كارتها الأخضر-أن أصلح مشاكلها الخارجيّة. ومن العبث أن أقول إنّ الأمريكان الذين أعرفهم يشاركون بوش المسئوليّة لأنّ معظم من أعرفهم شخصيّاً يكرهونه ولم ينتخبوه، وحتّى من انتخبوه ممّن أعرفهم ناس في منتهى الاحترام والأخلاق، لا أستطيع وصفهم بما حملته أنت من أوصاف.
". أعترض على التلميح إلى أننا أسوأ من الأمريكيين إذا كنت تلمح لذلك.
"
لم أكُن ألمِّح لذلك، ولا حتّى أعرف ما معنى كلمة "أسوأ"، لكنّني-كما أسلفت-لستُ بصدد إصلاح عيوب الأمريكان الاجتماعيّة. ما أستطيع أن أقوله أنّه في المتوسّط، الأمريكان الذين أعرفهم على قدر أعلى من التربية من المصريّ المتوسّط، وعلى قدر أعلى من قبول الاختلاف واحترام الغير. لكنّني أكره نمط الحياة الأمريكيّ بصفة عامة، ولا أحب الطريقة التي ينظرون بها إلى النجاح والفشل وإلى العامل الخارجيّ.
باختصار، أنا ولدت مصريّاً، والآن أنا أختار أن أكون مصريّاً. مالي أنا وما للأمريكان؟
يحلوا هم مشاكلهم وإلا هيروحوا في ستين داهية هم كمان. خليني أنا في مصيبتي ومصيبة مجتمعي.
ـ
بتسألني نعمل إيه؟ نعمل زي رتشيل كوري ونقف في صف المظلومين ونفهم ظروفهم ونحارب معاهم.
دي حتة من واحدة من رسائلها لأمها قبل موتها المأساوي تحت البلدوزر الإسرائيلي:
"f any of us had our lives and welfare completely strangled, lived with children in a shrinking place where we knew, because of previous experience, that soldiers and tanks and bulldozers could come for us at any moment and destroy all the greenhouses that we had been cultivating for however long, and did this while some of us were beaten and held captive with 149 other people for several hours - do you think we might try to use somewhat violent means to protect whatever fragments remained? I think about this especially when I see orchards and greenhouses and fruit trees destroyed - just years of care and cultivation. I think about you and how long it takes to make things grow and what a labour of love it is. I really think, in a similar situation, most people would defend themselves as best they could. I think Uncle Craig would. I think probably Grandma would. I think I would.
You asked me about non-violent resistance.
When that explosive detonated yesterday it broke all the windows in the family's house. I was in the process of being served tea and playing with the two small babies. I'm having a hard time right now. Just feel sick to my stomach a lot from being doted on all the time, very sweetly, by people who are facing doom. I know that from the United States, it all sounds like hyperbole. Honestly, a lot of the time the sheer kindness of the people here, coupled with the overwhelming evidence of the wilful destruction of their lives, makes it seem unreal to me. I really can't believe that something like this can happen in the world without a bigger outcry about it. It really hurts me, again, like it has hurt me in the past, to witness how awful we can allow the world to be. I felt after talking to you that maybe you didn't completely believe me. I think it's actually good if you don't, because I do believe pretty much above all else in the importance of independent critical thinking. And I also realise that with you I'm much less careful than usual about trying to source every assertion that I make. A lot of the reason for that is I know that you actually do go and do your own research. But it makes me worry about the job I'm doing. All of the situation that I tried to enumerate above - and a lot of other things - constitutes a somewhat gradual - often hidden, but nevertheless massive - removal and destruction of the ability of a particular group of people to survive. This is what I am seeing here. The assassinations, rocket attacks and shooting of children are atrocities - but in focusing on them I'm terrified of missing their context. The vast majority of people here - even if they had the economic means to escape, even if they actually wanted to give up resisting on their land and just leave (which appears to be maybe the less nefarious of Sharon's possible goals), can't leave. Because they can't even get into Israel to apply for visas, and because their destination countries won't let them in (both our country and Arab countries). So I think when all means of survival is cut off in a pen (Gaza) which people can't get out of, I think that qualifies as genocide. Even if they could get out, I think it would still qualify as genocide. Maybe you could look up the definition of genocide according to international law. I don't remember it right now. I'm going to get better at illustrating this, hopefully. I don't like to use those charged words. I think you know this about me. I really value words. I really try to illustrate and let people draw their own conclusions.
Anyway, I'm rambling. Just want to write to my Mom and tell her that I'm witnessing this chronic, insidious genocide and I'm really scared, and questioning my fundamental belief in the goodness of human nature. This has to stop. I think it is a good idea for us all to drop everything and devote our lives to making this stop. I don't think it's an extremist thing to do anymore. I still really want to dance around to Pat Benatar and have boyfriends and make comics for my coworkers. But I also want this to stop. Disbelief and horror is what I feel. Disappointment. I am disappointed that this is the base reality of our world and that we, in fact, participate in it. This is not at all what I asked for when I came into this world. This is not at all what the people here asked for when they came into this world. This is not the world you and Dad wanted me to come into when you decided to have me. This is not what I meant when I looked at Capital Lake and said: "This is the wide world and I'm coming to it." I did not mean that I was coming into a world where I could live a comfortable life and possibly, with no effort at all, exist in complete unawareness of my participation in genocide. More big explosions somewhere in the distance outside.
When I come back from Palestine, I probably will have nightmares and constantly feel guilty for not being here, but I can channel that into more work. Coming here is one of the better things I've ever done. So when I sound crazy, or if the Israeli military should break with their racist tendency not to injure white people, please pin the reason squarely on the fact that I am in the midst of a genocide which I am also indirectly supporting, and for which my government is largely responsible.
I love you and Dad. Sorry for the diatribe. OK, some strange men next to me just gave me some peas, so I need to eat and thank them.
Rachel"
ـ"بتسألني نعمل إيه؟ نعمل زي رتشيل كوري ونقف في صف المظلومين ونفهم ظروفهم ونحارب معاهم."
ما تقول كده من الأوّل، أنا موافق تماماً. ما ده اللي بالمّح له من زمان:
رتشيل كوري/ غاندي/ مارتن لوثر كينج
(أظنّ أنّني أشرت لهذاهنا لكن غاندي ومارتن لوثر كينج أيضاً تركا تراثاً وكنزاً لأجيال بعدهما، وناديا بتغيير الثقافة.
كلّهم ماتوا دفاعاً عن قضيّة ناس مظلومين ولم يزهقوا روحاً واحداً (لا برئ ولا مذنب) بل اختاروا أن يضحّوا بأرواحهم هم.
وما سأضيفه شخصيّاً لاقتراحك هو:
"نحارب معاهم بأسلوب لا عنيف"
وكلّ ما سأضيفه هو التساؤل الأشهر: من المظلوم ومن الظالم- من الأولى بالدفاع؟
والإجابة عن الجزئيّة الأخيرة هي بالطبع تتوقّف على رسالة كلّ شخص في الحياة.
بس برضه جاوبني: "اللي ماتوا في لندن ذنبهم إيه؟"
اوعَ تقول لي مسئوليّة بلير، هازعل منّك قوي!
ـ
عذراً رامي، عذراً عمرو،
عيب يعني حد يدخل وسط المناقشة دي
بس أنا رزلة :))
أنا مش بأصدق الكلام الأهبل بتاع جورج بوش، وكل ما أشوفه أقول: جتك خيبة في أيامك السودة، انت وأبوك تهلوا المصايب تنزل، مش بأصدق كلامه لما يقوللي أسلحة دمار شامل ونشر ديمقراطية، ونشر العدل، والشعب العراقي بقى حرية، ومثل هذا الهبل الذي يفترض إن المستمعين بهايم
فليس عندي استعداد أيضاً أن أصدق الدكتور أيمن والشيخ أسامة في إنهم بيحاربوا الظلم
معلش يا دكتور أيمن لو فيها إساءة أدب مني: كنت بتحارب مين في المنيا وأسيوط وملوي؟
وساعتها ماكنش القتل عشوائي، كنت بتختار إللي تدبحهم، يا ترى بقى كان إيه الظلم "العالمي" إللي كنت واقف ضده؟
كانوا بيحاربوا ظلم مين في أفغانستان وقت حكم الطالبان لما دوروا القتل في المدنيين الغلابة؟
وكانوا بيكافحوا ضد ظلم مين في الجزائر لما قتلوا الشابة "كاتيا بن قنة" ذات الست عشر ربيعاً لرفضها الإنصياع لزيهم الذي فرضوه؟ (انظر تقارير منظمة العفو القديمة بخصوص الجزائر)
حاولت أختار بعض الأمثلة إللي بعيدة عن القتل العشوائي أو الغير مقصود
إذا كنت بأرفض إن بلير وبوش يضفوا قدسية على جرايمهم فبالتأكيد بأرفض إن "باقي" الإرهابيين يضفوا قدسية على أفعالهم
حاسة إني هابقى ساذجة لو صدقت إن الأمريكان لو خرجوا من العراق والإسرائيليين سابوا فلسطين إن العنف هيقف
عشان الإرهاب هيلقاله حجة "إعلامية" تانية
كل ما في الأمر إن السياسيين معتنقي مذاهب العنف سهلوا لهم المهمة، بس بالنظر لأهدافهم، وإنهم دايماً مجاهدين متسربلين بهالة دينية من السهل علىً أن أرى إن الحجج لن تنتهي للوصول لغايات لا علاقة لها لا بدفع الظلم ولا بالدفاع ولا بأي من هذه الأغاني
غير كدة بقى: إيه نتايج العمليات الإرهابية وقتل المدنيين عملياً يعني؟
لا الأمريكان هيطلعوا ولا يفرق معاهم، إذا كانت حكومتهم بايعاهم إلى حد إرسالهم لحرب لم يكن لها داع هتخاف عليهم لا يموتوا؟ وهو فيه حكومة هيهمها كام واحد هيموتوا؟ يموتوا عشرين ألف، طب ماهم بيموتوا في مصر في حوادث العربيات أكتر منهم كل سنة والحكومة مطنشة ولا هي هنا
الناس بالنسبة للحكومات أرقام وده مجرد استغلال لشهوة انتقام بدائية عند الناس، لعبة أتقنوها، خصوصاً مع الاحباط الشديد إللي مالي العالم العربي بسبب أوضاع داخلية، والحكومات فرحانة، العنف بيتوجه على شبح، بدل ما يروح مكانه في العمل ومحاربة الظالم الحقيقي: إللي جوة
هيتأثروا شوية ... صح، لكن عملياً إيه النتايج إللي تستاهل ضياع حياة أبرياء، حتى لو كانوا "هما إللي ابتدوا" مع إختلافي مع هذه النظرية
إللي رتشيل كوري عملته إنها راحت شافت وحست ولمست وفهمت. وبعدين زي ما هو واضح في جزء الرسالة اللي ضمنته في ردي السابق استطاعت أن تفهم أن العنف ناتج طبيعي للظلم والقهر وأنها شخصيا تظن أنها لو تعرضت لنفس الظروف لفعلت مثل المقاومين الفلسطنيين تماما. رتشيل كوري لا قالت غاندي ولا لوثر كينج، ولا جابت معاها حلول مسبقة التجهيز وقابلة للتطبيق في أي زمان ومكان. لأ راحت تشوف بعنيها وتعايش الناس وتسمع منهم وتدوق معاهم الحلوة والمرة وبعدين قالت إنها لم تكن لتفعل إلا ما يفعله الفلسطنيون، ولم تترفع عليهم ولم تصفهم بالجهل، ولم ترى في "كرههم" لظالميهم ومحاولتهم الدفاع عن أنفسهم بكل الوسائل المتاحة و"as best they could" لم ترى في ذلك رفضا ل "الترقي في الإنسانيّة بشكل يتعدى الغرائز الطبيعيّة الأوليّة". بالعكس بتوضح إزاي مضيفيها الفلسطنيين كانوا بيعاملوها برقة وعناية برغم مواجهتهم للموت في كل لحظة "I'm having a hard time right now. Just feel sick to my stomach a lot from being doted on all the time, very sweetly, by people who are facing doom."
الفلسطنيين بيعملوا كده وهما بيكرهوا "أمريكا" (أستخدم الكلمة عامدا) بس بيعرفوا الفرق بين "أمريكا" و"ريتشيل كوري" اللي متعاطفة معاهم وبتدافع عنهم.
أما عن السؤال الأزلي "اللي ماتوا في لندن ذنبهم إيه؟" (واللي مش عارف ليه لازم نجاوب عليه بره السياق وفي المطلق) أنا جاوبتك عليه بس حاجاوبك عليه تاني وحزعلك مني قوي.
أنا أدين تفجيرات لندن كجزء من إدانتي للحرب إللي بيدعوا إنها على الإرهاب.
وأضع المسئولية ودماء الضحايا في رقبة توني بلير ومن ساعده وأيده في مشاركة بلاده في الحرب.
بريطانيا بلد في حالة حرب.
تخيل لو ألمانيا النازية كانت أدانت البريطانيين أو الفرنسيين عشان عملوا تفجير في مدينة أو اتنين من المدن الألمانية وقتلوا شوية مدنيين!!
وتخيل كمان لو هتلر قال: البريطانيين، اللي مثلا عملوا التفجير الإرهابي الأخير اللي مات فيه مية ولا ميتين ألماني، مش بيقتلونا عشان حربنا ضدهم لأ عشان بيكرهوا حريتنا ونازيتنا!!!!
والكلام اللي بقوله ده مش رأيي لوحدي دا رأي كثير من عقلاء بريطانيا اللي فهموا .. أما نحن فمازلنا ندور في دوائر حول أنفسنا!
The reality of this barbaric bombing by Robert Fisk
London is Burning by Gilad Atzmon
The Message from the London Bombings by Kim Petersen
London Bombings by Mike Marqusee
Stop All The Terror by Alison Dellit
المقالات تاني بالوصلات:
The reality of this barbaric bombing by Robert Fisk
London is Burning by Gilad Atzmon
The Message from the London Bombings by Kim Petersen
London Bombings by Mike Marqusee
Stop All The Terror by Alison Dellit
"وأضع المسئولية ودماء الضحايا في رقبة توني بلير ومن ساعده وأيده في مشاركة بلاده في الحرب."
بريطانيا بلد في حالة حرب
حتى في حالة الحرب ليس قتل المدنيين مباحاً، وإن فعلته بريطانيا فهي ليست رخصة أن يفعله الجميع بعدها
وأن يفجر العراقيون لغماً في بريطانيا فهذه نقرة
وأن يفجره مدعوا محاربة الظلم اصطياداً للفرص وهم أفضل قناصو فرص ويشهد لهم تاريخهم فهذه قصة أخرى
الألمان يحاربون البريطانيون فيفجر البريطانيون لغماً في ألمانيا؟ ما علاقة ذلك بمجموعة مرتزقة يسعون وراء أهدافهم الخاصة؟ ألعل هؤلاء الآن هم ممثلو الشعوب وهم من يدافعون عنهم؟ سافكو دماء بني أوطانهم؟ لن أمل من تكرارها فهنا يكمن نصرهم: أن نفقد الذاكرة
إن نصرهم الحقيقي هو ذاك: أن نظنهم جنود الحق وما هم بأكثر ممن فتوات
تماماً مثلما يريدنا بوش وبلير أن نظن بهم، أولهما يريدنا أن نظنه النبي الجديد وثانيهما أن نظنه منقذ البشرية
ألا يشير ما حدث بالأمس في غزة من اغتيال موسى عرفات أن من يستعملون العنف من مدعيي "رد الفعل" لن يعدموا الحجة؟ وهدفهم الأساسي الذي يذرون الرماد في الأعين عنه هو "السلطة"؟
لو كان غيرهم لتباحثنا
ولكن عفواً، تاريخهم "الملوث" بدماء بني أوطانهم لا يسمح بمثل هذا النوع من الرفاهية
ترى ألا يستطيع هؤلاء اغتيال "بلير"؟ لا أظنهم يريدون ذلك، فبعدها سيضطرون للبحث عن حجة جديدة، ومن أكثر حماقة منه هو وبوش ليضمن لهم مجموعة من الحجج صعب أن يؤتي التاريخ بمثلها ثانية؟
بلير أحمق وراء أحمق؟ بالقطع، ولكني لن أسمع حجج درء الظلم من أصحاب المبادئ الذين ذهبوا وتعلموا واحتضنتهم تلك البلاد وبعدها قالوا: آسفين، أنتم ظالمون، لم نعرف هذا من عشر سنوات حين التجئنا إليكم عندما هددتنا في بلادنا أحكام الاعدام وعرفناه الآن،
فتلك مكيافيلية مطبقة
لماذا حولنتنا الجماعات الإرهابية لشعوب بلا ذاكرة؟ نتحدث عنهم وكأنهم مثلاً جماعات وطنية ولا جماعات دفاع عن الحقوق ولا حتى جماعات ضد الإجهاض؟ قراءة تاريخهم تشهد أنه لا الظلم يهمهم ولا هذه القصة تهمهم أكثر من كونها مانشيت دعاية عريض، وليذهب بلير إلى الجحيم!
انتخبتم بلير فسأقتلكم؟ ماذا يحدث بالله عليكم؟ هناك يردد بلير كلماته فيرددها وراءه الكثيرون، ويردد الظواهري كلماته فيرددها وراءه الكثيرون وأين ستنتهي الدائرة؟ بأن يعرف بلير إنه مخطئ؟ لن يعرف ولا يهمه أن يعرف، فهل هذا أوان الدفاع عن "ردود أفعال" القاعدة أو غيرها من الجماعات المسلحة على حرب أمريكا وبريطانيا على الإرهاب التي هي رد فعل لهجمات 11 سبتمبر التي هي رد فعل لما يحدث في فلسطين (على حد قول الإرهابي) والتي هي رد فعل للاحتلال الأجنبي للشام التي هي رد فعل لضعف الدولة العثمانية الذي هو رد فعل لإنغلاقهم الثقافي والذي يذهب بنا للاحتلال العربي الذي هو رد فعل لضعف الرومان الذي هو رد فعل لإدمانهم النبيذ والنساء؟ أين تنتهي لعبة ردود الأفعال؟ عندما نحاكم آدم على أول جريمة في التاريخ،ونستريح من الجنس كله؟
خلافاً لذلك أعتقد أن ما كانت رتشل كوري تتحدث عنه هو "الدفاع المباشر عن النفس"، وهذا مختلف تماماً عن الجرائم مع "سبق الإصرار والترصد"، وإلا فأعتقد أنها كانت ستتجه إلى مكان آخر خلاف البقعة التي تقع أمام بلدوزر الهدم
سؤال أخير سأتركه: هل نحن في محاولة للبحث عن حل، أم في محاولة لتبرير شهوة الانتقام أم في محاولة لتبرير الذات من الخطأ أم لسنا في أي محاولات وتاركين أنفسنا للريح؟
فلنتركها حتى يقف آخر انسان أمام آخر انسان ويتباحثا: هو مين إللي غلط الأول؟ ده لو واحد منهم طبعاً افتكر
يا سقراط إنتي بتتكلمي في حتة تانية خالص. محدش هنا بيدافع عن بن لادن ولا الظواهري ولا التطرف بأي شكل من الأشكال وإرجعي لكلامنا السابق.
أنا قلت أكتر من إللي أنتي قلتيه كمان. قلت إن بن لادن والظواهري أمريكا هي إللي كانت بتمولهم وتدربهم وتدعم في الأصل.
أنا ماعرفش مين اللي نفذ عمليات لندن. أنا برد على الناس إللي بتدين العنف في المطلق وسعيد إنك بتقولي: "أن يفجر العراقيون لغماً في بريطانيا فهذه نقرة
وأن يفجره مدعوا محاربة الظلم اصطياداً للفرص وهم أفضل قناصو فرص ويشهد لهم تاريخهم فهذه قصة أخرى"
أنا لا أدافع عن اللي بيصطاد في المية العكرة ولا عن المرتزقة الذين يسعون وراء أهدافهم الخاصة على الإطلاق.
أرجوكي لا تخلطي الأوراق.
"أنا أدين تفجيرات لندن كجزء من إدانتي للحرب إللي بيدعوا إنها على الإرهاب.
وأضع المسئولية ودماء الضحايا في رقبة توني بلير ومن ساعده وأيده في مشاركة بلاده في الحرب.
بريطانيا بلد في حالة حرب."
عزيزي عمرو
لم يسع إلى بريطانيا التي تُحَمِل توني بلير المسئولية عن تفجيراتها إلا المرتزقة
أنت لا تعرف من الذي ارتكب تفجيرات لندن؟ ليسوا العراقيون ولا الفلسطينيون على أي حال
وأعتقد أن راء أدرج الحديث الذي كان على الشريط الذي تحدث فيه الظواهري إلى بريطانيا باعتبار أن مسئولية العملية المباركة يقع شرفها على عاتقه
لقد استخدمت المثل الذي استعملته أنت ولم أحضر أوراقاً من عندي
ومن الذي يقوم بأغلب عمليات العنف المستهدفة للمدنيين؟ ليست الشعوب المطحونة إنما هم أيضاً: المرتزقة الذين نجحوا في إقناعنا إنهم يدافعون عن الحقوق
أنت تتحدث فحسب عن الكفاح المسلح ضد الجنود؟ حسناً هذا موضوع آخر
ولكنني لا أظن أن هذا هو ما كنت تتحدث عنه، خاصة وأنت تحمل "بلير" مسئولية أفعال "المرتزقة،"، على إنها "رد فعل" اعتبرته مشروعاً بدليل أن حملت نتيجته لبلير وليس لفاعلوه المباشرون، وإعفاءك إياهم من المسئولية استنتجت منه أنك تعتبر رد فعلهم مبرراً
ثقافة قتل المدنيين خارج الجبهة كلها من صاحبها؟ أليست نفس الفئات الساعية لمكاسب خاصة؟ لسبب بسيط هو أنني لا أعتقد أن أحداً يظن أن الحرب تنتهي بمثل هذه العمليات، والشعوب التي تسعى لحقوقها تفكر في النتائج ومادامت النتيجة ليس استعادة حقوقها فلا أظنها ستبذل الجهود "الإرهابية" الرهيبة
بينما "المرتزقة"، لأن عودة الحقوق ليست هي موضوعهم الأساسي يستفيدون من كل عملية ارهابية ولو "بالزعزعة" ليس إلا، وهم يعرفون تماماً أن لا حرباً ستنتهي بهذا الأسلوب ولا أرضاً ستعود بقتل ركاب مترو تحت الأرض
وسعيد إنك بتقولي"أن يفجر العراقيون لغماً في بريطانيا فهذه نقرة
وأن يفجره مدعوا محاربة الظلم اصطياداً للفرص وهم أفضل قناصو فرص ويشهد لهم تاريخهم فهذه قصة أخرى"
لا أريد أن أقلل من سعادتك ولكنني أشعر أن قصدي لم يكن واضحاً، كنت أقصد أن المناقشة ستكون مختلفة لو كنا نتحدث عن العراقيين بشكل مباشر، بمعنى أن الحوار كان سيأخذنا إلى منحىً آخر، ولكن عفواً ليس بقصد القبول أو اعتبار ذلك مشروعاً، قتل المدنيين خطأ على العراقيين وخطأ على البريطانيين وخطأ على الجن الأزرق ولا يبرره لا فعل ولا رد فعل - من وجهة نظري طبعاً
لذا أتمنى أن يكون استنتاجي خطأ، وأتمنى أن أكون قد خلطت الأوراق
يا ستي طب سيبك مني أنا خالص. وروحي إقري مقالات روبرت فيسك وجيلاد عتصمون وكيم بيترسون وهوارد زن وأمثالهم.
كل دول قالوا نفس الكلام وحملوا بلير ومؤيديه المسئولية.
هل كل الناس دي مجانين وبيؤيدوا العنف والإرهاب والتطرف!!!!
آسف يا عمرو لكلّ هذا الصمت...
لقد كتبت تعليقاً على تعليقك ولكنّني قرّرت ألا أنشره قبل مراجعته حتّى لا يكون مجرد محاولة للصد والرد. ثم أردت قراءة بعض ما ربطتَ أنتَ من مقالات ومن حوار لدى سامية... وكان أن استغرق كلّ ذلك ثلاثة أسابيع!
١)عن المسئوليّة:
شكراً وصلتني إجابتك. وهي بالفعل كما توّقعت أنتَ، زعلّتني! لكن مش للدرجة التي كنت أتصوّرها يعني. لكنّني لا أزال لا أفهمها تمام الفهم:
فالمسئوليّة ليست أدبيّةً فحسب. وإن كنت تضع المسئوليّة ودماء الضحايا "في رقبة توني بلير" فأنا أعتقد أنّك بهذا تعني أنّه لو فرضنا جدلاً أن وُجِدَت جهة عالميّة محايدة (كمحكمة العدل مثلاً) ولجأ إليها أهل الضحايا متّهمين المخططين للحادث، فبحسب رأيك في المسئوليّة، على هذه المحكمة أن تقتصّ من توني بلير وتلحق به العقاب. هل ترى أنّ المخططين المباشرين للحادث يجب محاكمتهم أيضاً أم تبرئتهم بحجّة الدفاع عن النفس، وتحميل بلير كلّ المسئوليّة الجنائيّة؟
في هذا الصدد أحبّ أن أحمّل نفسي جزءاً ضئيلاً من المسئوليّة (١ر.٪ مثلاً) لأنّني لم أفعل ما فيه الكفاية لمقاومة تلك الحرب المسماة حرباً على الإرهاب، واكتفَيتُ بغسل ضميري بالوقوف في مظاهرة واحدة وحضور ندوتين أو ثلاثة ضدّها.
وهنا تغلبني فكرة ساخرة لا أستطيع مقاومتها، وسامحني عليها-إن شئت أو استطعت-فأنا بالأمس (يوم كتابة التعليق) كدتُ أن أحمّلك المسئوليّة كاملةً عن فشل التجربة التي كنت أجريها في المعمل، وذلك لأنّ تعليقاتك الدسمة وما بها من روابط استحوذت عليّ وشتّتني فأهملت عملي. كدتُ أن أحمّلك المسئوليّة ولم أستطع في النهاية لأنّني أومن أنّ الإنسان (اللي هو أنا) مسئول مسئوليّة كاملة عن تصرفاته وخياراته وردود أفعاله، وفي مثاليّتي المزعومة أعتقد أنّ من يتصرّف بردود الأفعال ما هو إلاّ أراجوز أو عروسة ماريونيت. لكنّني لا أستبعد على العموم أن أتغيّر، ووقتها سوف أعلن عن تغيير نواياي.
أما عن روبرت فيسك وجلعاد عتصمون وكيم پيترسون وهوارد زن وأمثالهم، فهم في موقف آخر حين يحمّلون بلير المسئوليّة، فهو تحميل من باب "المشاركة في الذنب" لا اتّهام الآخر.
مرّة أخرى، النقد الذاتيّ ونقد الآخر يختلفان كثيراً.
روبرت فيسك مثلاً بريطانيّ ذهب للشرق ليتعلّم ما به ويفهم ظروفه ويخبر "العقلاء" في بلده.
فهل من الممنوع على واحد مصريّ أن يقول لأهل بلده أيضاً إنّ ما يحدث في أمريكا غير ما يقرؤونه في الصحف؟ وأنّهم مشاركون في المسئوليّة عن تشويه صورتهم وعن تفريخ ثقافة غضب غير عقلانيّ؟
(يُتبَع)
ـ
ـ(تابع)
٢) عن اللاعنف المستورد والمحلي:
عقّبتُ على تعليقك عن المسئوليّة، أمّا بعد، فلا أعرف إن كان هناك داعٍ لاستمرار المناقشة أبعد من تلك النقطة:
فلا يزال الأمر يفلت ويتشعّب ويقفز إلى قضايا العدوان الأمريكيّ والقضيّة الفلسطينيّة، مع أنّ مداخلتي الرئيسيّة هي في التعجُّب من ردود الأفعال بشأن تفجيرات لندن، والتعجّب من تحوّل مقاومة الظلم الأمريكيّ إلى نفي تام للمسئوليّة الذاتية في مساحات واسعة من الخطاب المصريّ السياسيّ والثقافيّ.
هل هناك داعٍ لاستمرار هذه المناقشة؟
أظنّ أنّ كلاً منّا قد أوضح موقفه. أنا تقريباً أفهم موقفك، وهو ليس غريباً، وأنا لا أرفضه، لكنّني لا أختاره: التضامن مع المظلوم ومقاومة الظالم وفضحه، وعدم تبنّي أفكار مستوردة معلّبة بل النزول إلى أرض الواقع وسبر الوقائع، وكشف دور أمريكا في تخريب العالم ورعاية الإرهاب.
وأنت قد فهمت ما أريد قوله تقريباً، وإن كان واضحاً أنّك لا تؤمن به:
فما قلته أنتَ يكاد يصفني:
"رتشيل كوري لا قالت غاندي ولا لوثر كينج، ولا جابت معاها حلول مسبقة التجهيز وقابلة للتطبيق في أي زمان ومكان. لأ راحت تشوف بعنيها وتعايش الناس وتسمع منهم وتدوق معاهم الحلوة والمرة "
أنا طبعاً مقتنع بالجزئيّة الثانية-كما قلتُ مسبقاً-وهي ضرورة المشاركة والتعايش والتضامن، لكنّني أصررتُ على انحيازي الشخصيّ للاّعنف مهما كانت المؤثرات الخارجيّة.
لا يهمّني "ماذا كانت ريتشيل ستفعل لو كانت مكانهم"، ما يهمّني هو ما فعلته بالفعل تضامناً معهم: الوقوف أمام البلدوزر حتّى الموت (إلا لو كان حد زقّها)!
هذا الإيمان المُطلق شبه الساذج لا يزال هو إيماني، ويصل أحياناً إلى درجة "العقيدة"، فأنا اخترتُ اللاعُنف طريقاً لحياتي ودعوةً أدعو إليها، وأكاد-في سذاجة أيضاً-أزعُم أنّه لن يوجدَ موقف في الحياة سيُجبرني إلى اللجوء للعنف أو قتل إنسان بشكلٍ ما.
لكنّني لم أزعم قط أنّني ضد الكفاح المسلّح للدفاع عن النفس أو تحرير الأرض، لكنّ لهذا الكفاح المسلّح شروطاً صعبة وهو لا يشمل القتل العشوائيّ وتخريب الممتلكات بأي شكل من الأشكال.
وهُنا-إذ قد وصلنا إلى إيمان شبه "عقيديّ"-لا يكون لجدالنا الدائر معنى، فكلانا قد سلّم بحقّ الآخر في تبنّي ما يريد من نظريّات أو من طريق للحياة، ويكون موقفي الوحيد في هذه "الحارة السدّ" أن أقول لك: لن أستطيع أن أبرّر رأيي بالكلام. فليس هناك إلاّ أن نلتقي بعد عشرين أو ثلاثين عاماً-أعطاني الله وإيّاك العمر الطويل-وأن يواجه أحدنا الآخر بما أنجزه في كفاحه من أجل العدل والسلام، كلّ بطريقته.
وأعدك إن تراجعت عن فكرتي "المُطلقة مسبقة التجهيز وقابلة للتطبيق في أي زمان ومكان" سوف أعتذر علناً وأعلن على الملأ تراجُعي عنها.
(يُتبَع)
ـ
ـ(تابع)
٣) عن اختياري الشخصيّ:
بقيَ أن أضيف تعقيباً آخر: نعم.. أظنّك فهمتني بشأن إيماني "المطلق" بالكفاح اللاعنيف، وإدانتي "المطلقة" للإرهاب، لكنّني لا أجد مبرّراً لظنّك بأنّني أجلب أفكاراً "سابقة التجهيز"، ولستُ هنا بصدد درء هذه الشبهات، فرغم حديثي عن اللاعُنف في المُطلق، إلاّ أنّني مقتنع أنّ لكلّ حالةٍ ظروفها، بل أنا-وسأوضح في مقالات لاحقة أتمنى إنهاَءها قريباً-ضدّ استيراد الأفكار المعلّبة. كلّ ما أقوله هو أنّ إضافة غاندي ومارتن لوثر كينج للتراث الإنسانيّ يتخطى مرحلة "الحلول المعلّبة" إلى القدوة والومضة في التاريخ الإنسانيّ.
وليس هَذَان فقط، فهناك ديسموند توتو في جنوب أفريقيا، وأوسكار روميرو في السلڤادور. وأعتقد أنّ مشكلة هؤلاء جميعاً هي أنّهم نجوم فرادى (ربّما كانت تلك طبيعة أبطال القرن السابق) بينما يتطلّب كفاحنا المعاصر العمل في مجموعات لا يرتفع فيها البطل الأوحد فوق الجميع. وأحب أن أعتذر هنا عن انفعالي المبدئيّ بنفي وجود "غاندي" عربي، ففي الحقيقة كان هذا تجنيّاً، فهناك محاولات جادة للاّعنف الإيجابيّ ظهرت في فلسطين وفي الجزائر وفي لبنان أثناء الحرب وبعدها. وإن كانت تبقى خفيّةً وسط ضوضاء "الأبطال" المسلحين.
هل فكر غاندي وغيره محدود بتجربة تاريخية؟ نعم ولا...
هل مثلاً يقول أحد عن الديانات السماويّة أنّها "أفكار شرق أوسطيّة" مستوردة؟ نعم يوجد من يقولون ذلك، لكنّ التاريخ ليس في صفّهم إذ أثبت كيف تمكّنت تلك الديانات القديمة من التفاعل والتكيّف في حضارات شتّى.
أمّا إن كنتَ تظنّني أتحدّث نظريّاً، ودون خبرات مسبقة في التضامن مع ضحايا معيّنين، أو دون التقاء بأشخاص تمسّكوا بخيار الغفران واللاعنف في عدّة بقاع
من كوكبنا، فلن أنزلق إلى فخ استعراض تاريخ حياتي أو التنابز بالسير الذاتيّة
CVs
لأنّنا في النهاية نتناقش في أفكار نظريّة، لا في خبرات في الحياة.
سعدت بالمناقشة الجارية، لكنّ ما أبغي نقله إليك هو أنّ كلماتي-وإن بدت لك رنّانة ساذجة-هي خيار حقيقيّ اخترتُه منذ عدّة سنوات وأجدّده كثيراً جدّاً كلّما أثبتت لي الأيّام أنّ الانتقام مدمّر للبشريّة، وأنّ العنف سيقضي على سلالاتنا عن قريب. ومرّة أخيرة: الغفران ورفض الانتقام لا يعنيان الاستسلام أو ترك الظالم يعيث فساداً، بل هما موقفان داخليان يغذّيان الكفاح ولا يجهضانه (على عكس الهرولة والعمالة المسماة سلاماً).
ولن تجدي المناقشات في تغيير هذا الخيار، بل الواقع والتجارب والخبرات هي التي ستحدّد نجاحه من فشله، وبالأخص ملاءمته لرسالتي في الحياة. وستحمل الأيّام لي ولك المفاجآت، أتمنّى أن تكون سارة!
ـ
Post a Comment
<< Home