لنتعدَّ الطبيعيّ، عاماً آخر؟

ليس اليوم ذكرى الثورة الفرنسيّة فحسب، بل هو أيضاً ذكرى إنشاء هذه المُدَوَّنة: لنتعدَّ الطبيعيّ، ومن بعدها ملحقاتها (وحيدات السطور، أنباء وآراء، عناوين بلا أخبار).

أتعجّب حين أعود بالذاكرة إلى الوراء،
حين أتصوّر نفسي في ذلك اليوم منذ عام، أنقر على المفاتيح بكلّ جديّة وحماس لأكتب سلسلة مقالات أفرِّغ فيها بعضَ ما كان يكتظُّ برأسي.

أتعجّب لأنّني لم أتوقّف عن الكتابة منذ وقتها، بل تطوّر الأمر (والفضل الأكبر للقرّاء وتجاوبهم ومطالبهم).

أبتسم وأنا أقرأ سطوري الأولى المكتوبة بأسلوب منمّق محذلق بطريقة المقال، وكيف تحوَّل تدريجيّاً إلى التدوين المتعجِّل المليء بالوصلات والروابط والصور بدلاً من الاستعارات والتشبيهات.
وأتساءَل إلى أينَ ستستمرّ المسيرة؟

عام؟ عام غريب.
نشرتُ فيه أكثر من ٣٠٠ تدوينة بين مقال وعنوان وصورة وخبر وسطر، منهم ١٣٧ "مكتوباً" في هذه المدوّنة،
وبينما بدأتُ وسط أخبار مظاهرات محتجّة على فيلم "باحبّ السيما"، ورسائل غاضبة دفاعاً مُدافعة عن عمرو خالد، إذا بي أصل إلى هذه النقطة والساحة المصريّة تتغيّر بشكل كبير بين مظاهرات متنوِّعة كلّ يوم وتحالفات وبيانات وعرائض تعيد تشكيل جبهة وطنيّة.

وأبتسم مرّةً أُخرى حين أقرأ ما كتبتُه في مقالي الأوّل، متسائلاً على لسان قرّائي:
"من الذي فقد عقله بالضبط، أنت أم من حولك؟"

هل وصلتُ لإجابة هذا السؤال؟

سأطلب منكم طلباً "طفوليّاً": ما هو أكثر ما يعجبكم في هذه المدوّنة وما أكثر ما يضايقكم؟ ما أكثر ثلاثة تدوينات أعجبتكم شكلاً ومضموناً، وما اقتراحاتكم/طلباتكم؟ أعدكم بأخذ الاقتراحات في الاعتبار، وطبعاً سيكون لديّ تصوُّر آخر!
ــــــــ
إحصائيّاً: حظيت المدوّنة بما يشرف على الـ ٣٤ ألف زيارة، وأكثر من ٥٠ ألف مطالعة للصفحات. ولها اليوم أكثر من ٦٠ قارئ دائم (أو شبه دائم).

الرسم البيانيّ (فوق) يوضِّح عدد التدوينات في العام الماضي موزّعةً على الشهور (لاحظ أنّ شهرَيْ يوليو غير كاملَيْن بل متكاملَيْن).
ـ