رأيتُه مرّةً أخرى

هل تذكرون العصفورالأحمر؟
رأيتُه* اليومَ مرّةً أخرى.
وتعجَّبتُ لماذا تمكّنتُ من رؤيتِه وقت الغروب لفترة طويلة نسبيّاً؟
هل لَمْ يعُد يخشى أن يراه جميع أعدائه الذين ينجذبون للونه الزاهي؟

اقتربتُ أكثر. العصفور يطير بالكاد. يقفز بصعوبة على ارتفاعات منخفضة.
فرصةٌ ذهبيّة لالتقاط صورة معقولة له بآلة التصوير.
لكن للأسف آلة التصوير مشلولة، لا تتحرّك عدستها قيدَ أنمَلة، تحتاج للإصلاح-أعني التصليح.

خفتُ أن يمسّه سوء، لكنّني لستُ القادر على الاهتمام بالعصافير حتّى إن شئتُ. فلم أكُن أنا من حماه من الانقراض عبر ملايين السنين، ولن أكون أنا من سيمنع انقراضه إن حان الحين.

في النهاية تمالك نفسه، وفقز فوق السور الحديديّ،
على ارتفاعٍ منخفضٍ حلّق ورفرف
واختفى في إحدى الأشجار
طار!

ــــــــ
* بالطبع لا أقصد أنّني رأيتُ العُصفورَ عَيْنَه، بل إيّاه أو أحدَ بني جنسه، لذا لزم التنويه.
ـ