احمل سريرك وقوم
احمل سريرك وقوم!
(آخر دقائق الحداد)
-كَتَبتُ هذه السبيكة على عُجالة حتَّمَتها عجلة الزمان؛ وهي دفقات خَرَجَت من القلب إلى الأصابع دون استئذان القشرة المُخيّة الرقيبة،
وأرجو ألاّ يقرأَها إلاّ من تتصّل أذناه بقلبه، لأنّني لن أشرح ما لا يُشرَح ولن أبرِّر ما لا يُبَرَّر-
ـ
إهداء: إلى حدّوتة التي تكتب من القلب وتعرف كيف تستخدم الأغاني(آخر دقائق الحداد)
-كَتَبتُ هذه السبيكة على عُجالة حتَّمَتها عجلة الزمان؛ وهي دفقات خَرَجَت من القلب إلى الأصابع دون استئذان القشرة المُخيّة الرقيبة،
وأرجو ألاّ يقرأَها إلاّ من تتصّل أذناه بقلبه، لأنّني لن أشرح ما لا يُشرَح ولن أبرِّر ما لا يُبَرَّر-
ـ
تنويه (على مضض):
أعرف أنّ الاقتباس من نصٍّ دينيٍّ (مقدّس لدى البعض وغير ذلك لدى البعض الآخر) قد يُقَسِّمُ القُرّاء وقد يثير نفورَ بَعضِهم. إلاّ أنّني لا أشعرُ أنّ عليّ الاعتذار عند الاقتباس من كتابٍ مُتَغَلغِل في كياني، بل أراهُ واجباً كي يعرفني "الآخر" كما "أنا" لا كما "يتمنّى"، لا سيّما أنّنا نقتبس-بلا حرج-من هوميروس ونيرودا والمتنّبي وكليلة ودمنة.
٤لأَنَّ ملاَكاً كَانَ يَنْزِلُ أَحْيَاناً فِي الْبِرْكَةِ وَيُحَرِّكُ الْمَاءَ. فَمَنْ نَزَلَ أَوَّلاً بَعْدَ تَحْرِيكِ الْمَاءِ كَانَ يَبْرَأُ مِنْ أَيِّ مَرَضٍ اعْتَرَاهُ. ٥وَكَانَ هُنَاكَ إِنْسَانٌ بِهِ مَرَضٌ مُنْذُ ثَمَانٍ وَثلاَثِينَ سَنَةً. ٦هَذَا رَآهُ يَسُوعُ (عيسى) مُضْطَجِعاً وَعَلِمَ أَنَّ لَهُ زَمَاناً كَثِيراً فَقَالَ لَهُ: «أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ؟» ٧أَجَابَهُ الْمَرِيضُ: «يَا سَيِّدُ لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ يُلْقِينِي فِي الْبِرْكَةِ مَتَى تَحَرَّكَ الْمَاءُ. بَلْ بَيْنَمَا أَنَا آتٍ يَنْزِلُ قُدَّامِي آخَرُ». ٨قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «قُمِ. احْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ». ـيفسّر الكثيرون نصّ الإنجيل السابق بطرق شتّى لا مجالَ لسردِها ولا سبب، فلستُ بالتفسيرِ معنيّاً هُنا.
بل حين أقرَؤُه،
أفكّرُ في كُلِّ ماءٍ رَكَد
أدخُلُ في تحالُفٍ شعوريٍّ مع المشلول (المريض) القعيد البائس اليائس
الصورةُ الكُليّةُ مهيّأةٌ
وتشابهها مع الواقع مُذهِل
الماء شديد الركود..
والملاكُ لا يأتي
وإن أتى لا يُجدي
والشعبُ الجالسُ في الظُلمة
ما زالَ في الظُلمةِ راقِداً
الشعبُ الراقِدُ في العجز
الساكِنُ في قلبِ اليأس
ما زال بالعجزِ مُكَبّلاً
ينتظرُ ملاكاً مُخَلِّصاً
ينتظرُ عملاً خارقاً
ثمانية وثلاثون عاماً مضت
مُنذُ ابتُلينا بالداء
داء انهيار الكبرياء
داء انتفاء أوهام التعالي
مُنذُ دخلنا في العَماء
الجُرحُ غائر
الصفعة كانت قاسية
حتّى لم يفق الشعبُ منها أبداً
تخبّطنا يميناً ويساراً
ورقدنا ننتظرُ الخلاص
عن يد أيّة قوّة خارجيّة
شرقيّة غربيّة
فوقيّة غيبيّة
وبقينا نلقي المسئوليّة
الاحتلال
الاستعمار
العَلمَنة
الاستحمار
وبإصرارٍ عجيب
يُماثِلُ عُمقَ الجرح
نرفَُضُ التصديق
ونرفُضُ الاعتراف:
إنّما فعلناها بأنفسنا
وهي ليست نهاية الكون
*****
الشعبُ الجالسُ في الظُلمة
ما زالَ في الظُلمةِ راقداً
وبالأوهامِ ثملاً
ما زالَ-كالماءِ-راكِداً
ينتظرُ ملاكاً لا يأتي... ـ
يا شَعْبْ راقِدْ في الخَراء
وتبات تحلم بالرخاء
قُم.. احمِل سريرَ دائك
قُم.. ففي يدِكَ الشِفاء
*****
وتبات تحلم بالرخاء
قُم.. احمِل سريرَ دائك
قُم.. ففي يدِكَ الشِفاء
*****
باستنظرك
باستنظرك
رغم القساوة
ف منظرك
لحظة هروبك يا رباب
م الجب لما استنصرك
باستنظرك
باستنظرك
باستنظرك
رغم الشتا
والبرد والرعد المخيف
*****
تعتب عليّ لييييييييييييه
أنا بإيديّا إييييييه...
أنا بإيديّا إييييه... إييييييييييه؟
فات المعاااااااااااااد.. فات...
فات المعااااد
*****
أنا بإيديّا إييييييه...
أنا بإيديّا إييييه... إييييييييييه؟
فات المعاااااااااااااد.. فات...
فات المعااااد
*****
ـ"الشخصيّة المصريّة يمكن وصفها بالشخصيّة المرحة-الاكتئابيّة
فالمصريُّ متقلِّبٌ بين حالاتٍ من المرح تصل إلى حدّ النشوة، إلى حالاتِ اكتئابٍ يعلمُ اللهُ وحده مدّتها. ويشكِّل هذا نظرته للحياة، ويحدِّد أسلوبه في العمل."ـ
عن د./ يوسف إدريس- من كتاب "اكتشاف قارّة"-مكتبة مصر بالفجّالة (بتصرُّف لضعف الذاكرة)ـ
*****
- مش يسترجِل شويّة؟
*****
ودخلت البلاد في فترة انهيار، فتفكّكت الأقاليم.وكان العامّة ينشغلون بأكل المنزول والتفرّج على النساء.
واستمرّت فترة الانهيار ٣٠٠ عام، حتّى ...
(من ورقة كتاب تاريخ ملفوف بها سندوتش "سُدُقّ" إسكندراني)
*****
الصورةُ التي يكَوِّنُها الفردُ عن ذاته تشكِّل الجُزء الأَكبَر من الطريقة التي يتعامل بها مع الآخر. وتتكوّن صورة الذات عبر سلسلة من الرسائل التي يستقبلها المرءُ منذ الطفولة. وبقدر واقعيّة الصورة تكون واقعيّة الأفعال التي تخرُج عن الشخص. وللأسف، يحدُث أن تتكوّن لدى الفرد باقة من الصور غير الواقعيّة والمعتقدات غير العقلانيّة* عن ذاته وعن الآخر. وتتراكم هذه الصور وهذه المعتقدات لتشكِّل منظومة الأفكار التي تحدِّد كيفية تعامله مع الآخر.
*irrational beliefs
وبالمثل، تتشكّل لدى المجتمعات منظومات مماثلة عن الذات وعن الآخر. وبقدر عقلانيّة الصور وواقعيّتها يكون المجتمع ناضجاً. وبقدر خياليّة مثل هذه المنظومات، تكون هشاشة المجتمع لا سيّما إن صاحبتها منظومة من الشبكات الانفعاليّة التي تجعل المرء يتصرّف دائماً بردود أفعال بدلاً من أن يكون فاعلاً.الشرط الآخر لنضج أيّ فرد-وبالتالي أيّ مُجتمع-هي قطع الحبل السريّ. قطع الحبل السريّ للوليد عن بطن أمّه، ثم قطع الحبل السريّ المعنويّ المتمثِّل في تعلُّق الفرد/المجتمع بمغذيات تؤدي للإدمان.
كلّما ازداد التعلُّق بحبال سُريّة (أيديولوجيّة، "خياليّة"، غيبيّة) كلّما كانت الصدمات أقسى وكان النضجُ أصعب.
لكنّ الضربات التي لا تقتُل، قد تشفي (بإذن الله!).
ـ(جزء من محاضرة سوسيوسايكولوجي -من تأليفي)ـ
- يا أستاذ كفاية، ما حدّش فاهم حاجة
- إنت كمان بتقول كفاية؟ طب خُد.
*****
- هو كده يا دَكتور.. يا حبّة عين أمّهمن ساعة الضربة وهو موكوس ومبحلق.. ساكت بقاله سنين.. معظم الوقت ساكت، ولمّا يتكلّم، مش بيقول كلام مفهوم.
ساعة بيقول أنا فرعون، موّحد القطرين، خادم الهرمين، سبع البرمبة، سليل الشهداء الأقباط، خير أجناد الأرض، حفيد صلاح الدين،
وساعة بيعيّط ويريّل ويلحس تراب الأرض ويقول: راح راح راح