وانتهى شهر العسل... ـ

شهور عسل كثيرة توشِك على الانتهاء...

فمع ازدياد مسئوليّات العمل، وتناقص وقت التدوين
إلى واجبات نحو المجتمع التدوينيّ
إلى ما عدا ذلك من مسئوليّات شخصيّة وأسريّة...
أجد نفسي على وشك اتّخاذ قرارات صعبة قمعيّة بتحديد ساعات التدوين في الأسبوع (ممّا سيؤثّر بالتأكيد على قراءتي لما يكتُبه الآخرون وعلى تعليقي عليهُم ثم على ما أضعه في هذه المدوّنة)

ولكنّ شهر العسل الذي أتحدّث عن انتهائه هو أمر آخر
هو الاكتفاء القسم السهل من مدوَّنتي...

حين بدأتُ "لنتعدَّ الطبيعيّ" (منذ قرابة العام) كان في ذهني أن تكون المرحلةُ الأولى هي في نقد "الطبيعيّ" وتحليله ثم أن تكون هناك مرحلة ثانية مكمِّلة وموازية

وها هي الظروف تأتي من كلِّ حدبٍ وصوب
عارمةً كاسحةً كاسرةً قيود الصمت
لا أستطيع أمامَها إخضاع الأمور لجداولي وتصوُّراتي
فلا بدّ ممّا ليس منه بد
لا مفرّ من القسم الأصعب من طريق البحث عن المتاعب

أجدني مدفوعاً إلى الانتقال إلى المرحلة الأصعب: الإيجابيّة!
"ما بعد الطبيعيّ"..
بدلاً من لعن "المألوف"، فلنضئ شموعاً بعدَ طبيعيّة
شموعاً لن تعجب الأغلبيّة
ولو أعجبتهم جميعاً لكان فيها عيبٌ

لا يحتاجُ الأمرُ لشرحٍ
فلن ينتهي نقد الطبيعيّ أبداً
لكنّ الوقت قد حان لبعض التحرُّك
ولتحويل "الصراخ" إلى "النداء"
و"التحليل" إلى "البناء"
والفُرجة إلى المشاركة

هذا ما كُنتُ أقوله لنفسي بعد يومَيْن من الفرحة في وقت حداد
مصحوباً بانقباض وصمت وتخوُّف وتجاعيد
وهذا ما سيتضِّح لي مدى جديّته في الشهور المقبلة