ها ها ها... "خطأ وحيد"ـ
أعزّائي القرّاء،
موعدنا مع النُكتة اليوميّة من الصحف المصريّة
نشر موقع أخبار اليوم على الشبكة العنكبوتيّة الخبر التالي، ممنوع قراءته للحوامل ومرضى القلب ومن مات أحد جدوده من الضحك سابقاً:
هاههاااهوووووويهيييهيههي
هه
أسئلة قارئ ساذج:
1) الفريق المصري ده اللي بيلعب مع الأهلي؟
2) هو مش الملك توت بلا قافية ليه مومياء وتابوت وزعبوط؟ إيه أهميّة تمثال زهرة اللوتس أصلاً؟
3) ما هي بالضبط روح الفراعنة؟
4) يعني إيه-برضه بلا قافية-كلمة "حَسَمَ"؟ هل هي ما غنّاها عدويّة: "سلامتها أمّ حَسَم"؟
5) هل الدكتور خالد جلال السعيد دكتور برتبة فريق؟ أم ماذا يقصد الخبر بكلمة "نجح الدكتور" ثم "الفريق ارتكب خطأً"؟؟؟
استخرج من القطعة:
ـ طباقاً يقضي على المعنى ويزيد الشكل قُبحاً
ـ تكراراً يجعل القارئ على وشك القيء والغثيان
ـ عشرة أخطاء في رسم الهمزات (أو عدم رسمها طبعاً) {طلبتُ عشرة لتوفير وقتك... هناك قرابة العشرين}
سؤال من القارئ إيّاه اللي عنده بارانويا ويسقط كلّ شيء على الواقع السياسي:
ـ" لرغبة الفنان المصري القديم في اظهار الفرعون في اجمل صورة وفي شكل مثالي وبدون اي عيوب خلقية أو اضطراب في النسب الجمالية"
هو السيّد الفنّان المصري القديم ده هو اللي بيقيّف الصفحة الأولى للأهرام/أخبار/ جمهوريّة؟
أنا شخصيّاً أرى النموذج الفرنسيّ يشابه صور الأطفال في الريف المصري بعد حلاقة رءوسهم بينما النموذج المصري أقرب لتمثال المومياء في أفلام الخيال العلمي... طبعاً أنا غير متخصّص، ولا تنسوا أنّي مجرّد قارئ- ورأيي غير حاسم...
ـــــــــــ
ملحق:
موعدنا مع النُكتة اليوميّة من الصحف المصريّة
نشر موقع أخبار اليوم على الشبكة العنكبوتيّة الخبر التالي، ممنوع قراءته للحوامل ومرضى القلب ومن مات أحد جدوده من الضحك سابقاً:
د.حواس يحسم الخلاف بين المصريين
والاجانب حول ملامح توت غنخ آمون
كتب إسلام عفيفي:
والاجانب حول ملامح توت غنخ آمون
كتب إسلام عفيفي:
|
حسم د.زاهي حواس امين عام المجلس الاعلي للآثار الخلاف بين العلماء الامريكيين والفرنسيين من جهة وبين العلماء المصريين من جهة اخري حول تصميم صورة تخيلية لشكل وملامح الملك الشاب توت غنخ امون.. وذلك عندما اعلن د.حواس انحيازه كعالم مصريات إلي التصميم المصري لما يتمتع به من روح مصرية نجح في تجسيدها د.خالد جلال السعيد. واكد د.حواس ان الفريق المصري ارتكب خطأ وحيدا في هذا التصميم حيث تبدو ملامح الوجه في سن الثلاثين رغم ان 'الملك توت' توفي وهو في التاسعة عشرة من عمره. واضاف قائلا: ان التصميم الامريكي الفرنسي يتشابه مع تمثال الملك الشاب وهو يخرج من زهرة اللوتس مثل الاله 'نفرتم' إله الشمس الذي يحيا في الصباح مع شروق الشمس ويتأكد هذا التشابه فيما يتعلق بالأنف والوجنتين وشكل الجمجمة. وقد اتفق العلماء 'المصريون والفرنسيون والامريكيون 'علي شكل الوجه والعيون والجمجمة إلا انهم لم يتفقوا علي شكل الانف والاذن وقد توصل العلماء إلي كبر وطول حجم الجمجمة حيث كان يعتقد فيما مضي ان تلك الملامح التشريحية للجمجمة ليست حقيقية بل انها نتيجة لرغبة الفنان المصري القديم في اظهار الفرعون في اجمل صورة وفي شكل مثالي وبدون اي عيوب خلقية أو اضطراب في النسب الجماليةهاها ها ها ها
هاههاااهوووووويهيييهيههي
هه
أسئلة قارئ ساذج:
1) الفريق المصري ده اللي بيلعب مع الأهلي؟
2) هو مش الملك توت بلا قافية ليه مومياء وتابوت وزعبوط؟ إيه أهميّة تمثال زهرة اللوتس أصلاً؟
3) ما هي بالضبط روح الفراعنة؟
4) يعني إيه-برضه بلا قافية-كلمة "حَسَمَ"؟ هل هي ما غنّاها عدويّة: "سلامتها أمّ حَسَم"؟
5) هل الدكتور خالد جلال السعيد دكتور برتبة فريق؟ أم ماذا يقصد الخبر بكلمة "نجح الدكتور" ثم "الفريق ارتكب خطأً"؟؟؟
استخرج من القطعة:
ـ طباقاً يقضي على المعنى ويزيد الشكل قُبحاً
ـ تكراراً يجعل القارئ على وشك القيء والغثيان
ـ عشرة أخطاء في رسم الهمزات (أو عدم رسمها طبعاً) {طلبتُ عشرة لتوفير وقتك... هناك قرابة العشرين}
سؤال من القارئ إيّاه اللي عنده بارانويا ويسقط كلّ شيء على الواقع السياسي:
ـ" لرغبة الفنان المصري القديم في اظهار الفرعون في اجمل صورة وفي شكل مثالي وبدون اي عيوب خلقية أو اضطراب في النسب الجمالية"
هو السيّد الفنّان المصري القديم ده هو اللي بيقيّف الصفحة الأولى للأهرام/أخبار/ جمهوريّة؟
أنا شخصيّاً أرى النموذج الفرنسيّ يشابه صور الأطفال في الريف المصري بعد حلاقة رءوسهم بينما النموذج المصري أقرب لتمثال المومياء في أفلام الخيال العلمي... طبعاً أنا غير متخصّص، ولا تنسوا أنّي مجرّد قارئ- ورأيي غير حاسم...
ـــــــــــ
ملحق:
أخطاء أخرى في النحو والأسلوب (مهداة إلى المدوِّنين الذين طلبوا منّي نصحاً لغويّاً-ليس لكوني متخصّصاً، بل مجرّد نصف متعلِّم):نعم.. أنا "باتلكُّك"، بس معي كلّ الحق. أصل حرام اللي بيعملوه فينا ده! ما ذنب طالب يقرأ هذه الصحف للتثقُّف (كما ينصحه أساتذته) ثم يرسُب في امتحانات اللغة العربيّة؟
1)" لشكل وملامح الملك الشاب": أسلوب ركيك ينتُج من النقل عن الإنجليزيّة،
والصواب: لشكل الملك الشاب وملامحه (عند العطف يجب تكرار المضاف إليه أو ضمير يعود عليه)
2) بالمثل: "إلي كبر وطول حجم الجمجمة" خطأ،
والصواب: إلى كبر حجم الجمجمة وطولها. الخطأ الآخر هُنا أنّه لا يوجد طول للحجم!!
ما معنى "كبر وطول حجم الجمجمة" بالتحديد؟ هل هو كبر حجم الجمجمة وطولها كما استنتجتُ أنا؟
3) وذلك عندما اعلن د.حواس انحيازه كعالم مصريات إلي التصميم المصري لما يتمتع به من روح مصرية نجح في تجسيدها د.خالد جلال السعيد.
هذه الجملة غير مفيدة. أظنّ الخطأ نشأ من وضع علامة ترقيم عجيبة (..) قبل الجملة. هذه العلامة مبهمة تكثُر في الشعر وفي عناوين جريدة الجمهوريّة وصفحتها الأخيرة، ولكن لا مبرّر لها في ا الموقع الذي استُخدمت فيه في الفقرة المقتبسة. الصواب هو استخدام الفاصلة (،).
ـ
Labels: تهافت الصحافة التقليدية
9تعليقات:
شكراً يا سمسم... أقدّر مجهوداتِك...
في الحقيقة موضوع حذف المضاف إليه الثاني (وكذلك المفعول به) هو أحد نقاط الخلاف؛ ومعك حقّ: هو ليس خطأً نحويّاً، وقد أسميته أنا ركاكةً في الأسلوب شاع في لغة الصحافة والكتب المترجمة.
من ناحية، هو يقصّر الجملة قليلاً، وهذا محمود؛ ومن ناحية أخرى، فهو يزيد الغموض، وهذا مرذول.
لم أرجع لمراجع، لكنّني أعرف أنّني انحزتُ للنحو القديم. ورغم أنّني لستُ ضدّ تجديد النحو، إلاّ أنّني ضد أن يكون هذا التجديد نابعاً من محاولة تقليد لغة أجنبيّة.
مثل هذا الصراع يحدُث كلّ يوم بين الفرنسيّين المحافظين والمحدثين، الذين يتّهمون الأجيال الجديدة بالتأمرُك والنزعة الإنجليزيّة
Americanisme et Anglicisme
لا أنكر أنّني كنت عنيفاً في موقفي، لكنّني لا أزال أفضّل:
"قابلتُ أخا محمّد وغلامه"
على
"قابلتُ أخا وغلامَ محمّد"...
ماذا لو قُلت...
"قابلت أخا وغلام وابن عمّ وأخت وخادمة زيد"؟؟؟ هل سينتظر القارئ كلمة زيد ليفهم النسب؟
والأوضح في رأيي:
"قابلتُ أخا زيد وغلامه وابن عمه وأخته وخادمته"
حتّى الموسيقى التي تنشأ عن هذا أفضل (إلى جانب الوضوح).
ومن هذا استهلال اخطباء المسلمين قولهم بـ:"اللهم صلِّ على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه"
ولم أسمع قطّ من قال:"على آل وأصحاب سيّدنا محمّد"
ما رأيك في عطف الأفعال وتكرار المفعول به؟
مثل: "شاهدت وسمعت الفيلم"
أو..
"شاهدتُ وسمعتُ وأعجَبَني الفيلم"
... أنا طبعاً أفضِّل:
"شاهدتُ الفيلم وسمعته وأعجبني"
لأخطر هو استخدام أفعال يلزمها حروف جرّ مختلفة.
فما أكثر ما نقرأ:
بدلاً من: "غضبتُ من هشام وتآثرتُ بكلامه"
"غضبتُ من وتأثرت بكلام هشام"
ده كلام؟
أمّا عن علامات التنقيط،
فهي مشكلةٌ كُبرى.
فأكثر علامات التنقيط مستحدثة في اللغة.
في الإنجليزيّة مثلاً، لا تُستخدم الفاصلة المنقوطة (؛) إلا إن أعقبتها جُملة مفيدة (لكنّها متعلّقة بما قبلها)، أمّا الفاصلة (،) فلا يُشترط بعدها أن تكتمل عناصر الجُملة من فعلٍ وفاعل أو مبتدأ وخبر.
ولأنّ قواعد التنقيط (كقواعد رسم الحروف الأعجميّة الچيم والپاء والڤاء) تختلف من مكان لآخر في العالم العربيّ، فمن العسير إيجاد قاسم مشترك.
مع ذلك، أنا وأنت نتّفق أنّ النقطتين العجيبتين (..) لهما استخدام محدود يكثُر في الشعر والروايات. أمّا استخدامها في الصحف (وبالذات الجمهوريّة) فهو يوحي إليك أنّ.. الكاتب.. يريد أن يقول.. شيئاً.. بالتقسيط.. ربّما لأنّه.. يظنّ.. أنّ ما يلي النقطتين.. يستحقّ.. بعض التصفيق؟
كلامك صح يا رامي. أنا مترجم محترف واعرف أن القاعدة الأقرب إلى اللغة العربية هي قولك "حذاء الولد وجواربه" لا "حذاء وجوارب الولد" الأقرب إلى اللغات الأوروبية.
تجد فائدة هذه القاعدة في عطف أكثر من مضاف مثل قولك "ساعة أبيك وكتابه وقلمه ومعطفه" تبدو ركيكة الجملة التالية "ساعة وكتاب وقلم ومعطف أبيك"!!!!
الخلاف - من وجهة نظري - بسبب تفضيل البعض اتباع القاعدة (الصحيحة) في اللغة رغم أنها أقل شيوعا، بينما يفضل البعض الآخر الاختيار (الخاطئ) بسبب شيوعه نسبيا سيرا على القاعدة التي يعرفها المترجمون: خطأ شائع خير من صحيح مهجور!!!
أنت عايز الخبر يقول نجح الدكتور
وبعدين يقول إرتكب الدكتور خطأ
الدكاتره عندنا لا يخطئون
يعنى مسمعناش عن دكتور مثال نسى مشرط جوه التمثال
وبالنسبه للأخطاء اللغويه والنحويه
يا سيدى جل من لا يسهو
انت عارف الجريده فيها كام صفحه... وكل صفحه فيها مكان فاضى اد ايه مفهيوش اعلانات
شكرا يا سمسم على الرد المطول والمفيد بس حبيت أعلق على أن كلامي "غير دقيق". كون التعبيرين الأول والثاني "صحيح" لغويا أو بالأحرى بلاغيا كما ذكرت لا ينفي التهمة عن كتاب اللغة الصحفية الذين تأتي كتاباتهم أقرب إلى "الترجمة" منها إلى "التأليف" (يمكنك الرجوع إلى بحث منشور لي في مجلة أفق www.ofouq.com) تحدثت فيه عن هذه المسألة.
الفصاحة لا تقاس بما يقوله الشعراء لأن هناك - ولعلك تعرف هذا جيدا - ما يسمى "الرخصة الشعرية" وهي أن يخرق الشاعر - عامدا - إحدى قواعد النحو أو العروض لأي سبب يضطره لذلك وتورد كتاب التراث في النقد الأدبي أمثلة لذلك.
الأمر الثاني أن الكثير منا (أقصد المهتمين) ينسى مسألة وجود "مدرستين" من مدارس النحو وهما مدرسة البصرة والكوفة وكان لكل منهما أدلته "المقنعة" على صواب رأيه - وفساد رأي صاحبه!!!
تطور اللغة ليس عيبا - سواء على مستوى المفردات أو القواعد أو حتى الصوتيات وطبعا على مستوى الاستخدام (التداولية pragmatics) يكفي أن تقرأ مقالات ماثيو آرنولد في القرن التاسع عشر ومقالات تيري إيجلتون في النقد الأدبي لتدرك الفرق الشاسع، ونفس الشيء ينطبق على لغة الصحافة العربية ففي كتاب "شاهد على العصر" الذي أورد 100 مقال صحفي نشر بالأهرام على مدار 100 عام تجد الفرق واضحا بين أسلوب الشيخ محمد عبده وأنيس منصور مثلا.
لم أناقض نفسي في الكلام عن الخطأ الشائع والصحيح المهجور فمثلا لا تختلف معي أن استخدام الأفعال المساعدة مثل يقوم - يكون - يتم الخ ركيك لغويا لكنه شائع لذا "يجوز" استخدامه من باب "شيوعه" فقط رغم استثقال العامة لأسلوب يخلو من هذه "المحسنات" من وجهة نظرهم!!! بعبارة أخرى أنا لم أقصد الحكم بالصحة أو الخطأ (التام) عندما أتيت بهذا المثل - كل ما أردت قوله فهمي لنقد رامي للصحفيين المصريين الذين لا يهتمون بضبط لغتهم والارتقاء بأسلوبهم فضلا عن الارتقاء بمستواهم العلمي والمهني الخ.
على العكس يا سمسم،
أنا لا أستغرب بالمرّة هذه المناقشة
ولا مكانها. أين تريد أن تقرأها يا رجُل؟
بالطبع في مُدَوَّنة.
اقرأ للمدوِّنين وراقب جودة لغتهم وجزالتها بالمقارنة بلغة الصحافة.
والمدوِّنون الذين أقصدهم يتراوحون بين البساطة والتعقيد في اللغة، ومع ذلك لا يهملون جمالها وسلامتها. (مثلاً: صاحب الأشجار، ألِف، حمُكشة، طقّ حنك، ...).
مرّةً أخرى أشكرك على الإدلاء بدلوِك، ومن الواضح أنّك مطّلعٌ كثيراً فيه.
أنا أوضحتُ في البداية موقعي كمحبّ للغة وكنصف متعلِّم في آنٍ واحد، فأنا انتهى تعلُّمي اللغة رسميّاً في الثانويّة العامّة، وما زاد علي ذلك كان من قراءاتي الخاصّة.
ولا أريد أن أطيل في المناقشة، فلسنا بصدد قرع الحُجّة بالحُجّة، ولا التعنُّت في الآراء. لذلك لن أعود إلى حُجَج المناقشة، بل إلى مداخلتي الأصليّة.
١) هل تختلف حول ما قُلته:
" بالمثل: "إلي كبر وطول حجم الجمجمة" خطأ"
هذا خطأٌ بَيِّنٌ في المعنى والمبنى.
فحجم الجُمجُمة لا طول له. وصياغة الجُملة في منتهى اللخبطة.
٢) أعترف بخطأي في موضوع النحو القديم والجديد. وأنا في الحقيقة لا أنحاز إلى النحو القديم ولا الجديد، بل ألجأ إلى "السماعيّ" في قياس الأمور التي لا تحسمها قاعدة. وفي الحقيقة أيضاً، ما قصدتُه هو قواعد النحو التي سار عليها الأوّلون قبل ظهور العلم نفسه (أم تريدني أن أقول "نفس العلم"؟). أمّا كُتُب تفسيرات تفسيرات التفسيرات فهذه ليست ما أقصده بالقواعد القديمة.
تصوّر يا عزيزي لو صارت تحيّةُ الإسلام مثلاً : "السلام عليكُم ورحمة وبركات الله"!!
لا تقُل لي هذه مسألة أذواق.
ما علاقة هذه ببيت الفرزدق؟
٣) أمّا عن الفرزدق، فهو شاعرٌ كبير (على العين والرأس- وشوقي ضيف على رأس الرأس)، لكنّ الشعر-في رأيي-أضعف مرجِع لقواعد النحو. فالفرزدق اختار الاختيار الصالح بحذفه المضاف إليه في ما أَوْرَدتَه من أبيات، ليحافظ على الوزن والقافية.
أمّا الصحافة، وبالتحديد العنصر الإخباريّ في الصحافة، فأستميحك عُذراً إن قُلتُ: لا! الصحافة ليس لها الخيار بين الغموض وعدمه. الخبر الصحفيّ يجب أن يكون واضحاً تمام الوضوح ولا يترُك مجالاً للّبس. فكاتب الخبر عن زاهي حوّاس لا يبغي جائزةً في الأدب والبلاغة، بل هدفه إعلام القارئ بما قاله شخص مسئول عن موضوع عام.
يُستَثنى من هذا العمود الصحفيّ، وبعض المقالات السياسيّة التي قد يُنقذ الغموض فيها صاحبه من المُعتَقل وقلّة القيمة.
أخيراً أشكرك على المناقشة القيّمة، وأدعوك لنشرها في مدوّنتك أو الاسترسال في موضوعات كهذه.
ثم، أريدك أن تسترسل في موضوعات أخرى شائكة يمرّ عليها البعض مرور الكرام، مثل:
- ما رأيك فيما قُلتُ؟/ ما رأيك في ما قُلتُ؟/ ما رأيك في ما قُلته؟
- فعلت نفس الشيء/ فعلت الشيء نفسه
- قرأتُ وفهمتُ الكتاب/ قرأتُ الكتاب وفهمته
أحسنتَ يا سمسم.
كم أنا مستمتع بهذه المناقشة، وكم أتمنّى أن يشاركنا فيها البعض رغم طولها.
في الحقيقة كتاب الركن/ أنطوان الدحداح هو أحد مراجعي المفضّلة، رغم أنّني تركته في مصر واكتفيت هنا (في أمريكا) بكتاب فؤاد نعمة وكتاب آخر أظنّه لحفني ناصف.
وبهذه المناسبة أقول إن إنّني أظنّ أنّ مدارس النحو الحالية هي مدرسة شاميّة (تميل للفصاحة وأحياناً التعقيد، وتكتب "مسؤول" بهمزة على الواو مثلاً)، ومدرسة مصريّة ، تميل إلى التبسيط ولكن تلتزم أكثر بلغة القرآن، فتكتب "مسئول" بهمزة على النبرة اتّباعاً لما جاء في القرآن "لله في خلقه شئون". وهناك مدرسة ثالثة شمال أفريقيّة (أقرب إلى الشاميّة) ومدرسة رابعة ناشئة في الخليج.
سأفتي هنا وأعمّم وأقول، لعلّ صرامة القواعد الفرنسيّة أثّرت وأثرت في النحو الشاميّ والشمال أفريقيّ (أو: أثّرت في ... وأثرتهما :)))
أنا شخصيّاً أميل إلى بساطة النحو المصريّ، ولكنّني تأثّرتُ كثيراً بأكثر من "صدمة حضاريّة" إثر تعاملي مع سوريّين ولبنانيّين وتوانسة، وإثر احتكاكي بأشخاص صُقِلت لغتهم في هذه البلاد.
المؤسف أنّنا في مصر لا نتعلّم إلاّ قشور النحو في المدارس، والمدهش أنّ الصحوة الدينيّة المعاصرة واكبها تدهور في اللغة العربيّة بشكل غير مفهوم، والمؤسف أيضاً أنّ مفردات الكتّاب المصريّين رغم وضوحها وبساطتها فقيرة بالمقارنة بمفردات بلاد أخرى.
في ١٩٩٥، طُلِب منّي أثناء معسكر عمل في تونس، أن أساعد بعض الطلاّب الراسبين؛ وكانوا في الصفّ السادس الابتدائيّ!!! أدهشني غزارة منهج النحو لهؤلاء الأحداث الصغار، وأدهشني احتياجي للقراءة والتحضير الجيّد قبل مساعدتهم.
أكرّر: أنا أعمّم وأتحدّث بشكل عفويّ عن المدارس النحويّة المعاصرة.
لكنّني أظنّ أنّه لا خلاف على أنّنا لم نتعلّم جيّداً في المدارس. أستمع لأبي مثلاً يقرأ قراءةً سليمة هو ومعظم جيله، وأستمع إلى زملائي وهم لا يستطيعون نطق الضاد ولا الذال ولا الظاء.
وأتحسّر
بس
شكرا يا سمسم على الرد الوافي والمفيد والممتع. وكما قال رامي "هكذا يكون النقاش في المدونات"!
يمكنك زيارة هذا الرابط وقراءة ما كتبت عن الترجمة والتأليف: http://ofouq.com/today/modules.php?name=News&file=article&sid=907
في انتظار ردك يا سمسم ورامي بعد قراءة مقالي المنشور في أفق. يا ريت تنورني يا سمسم في مدونتي الغلبانة (على الأقل من حيث التصميم)...
Post a Comment
<< Home