مُتَناثِرات عن الأمس والغد

إهداء: إلى محمّد من وحي تدوينته عن المرنيسي والدين، وإلى إبليس... سطور كُتِبَت كـوحيدات جُمَل (وقد أنقلها ّهُناك)

(١)

أجمل ما في الآثار المعروضة في المتحف هي قِدَمها وتفرُّدها؛ أراها فتبعَث فيّ الفخر وتقول لي إنّه لا يوجد مستحيل أمام الإبداع الإنسانيّ، لا سيّما لو كان إبداع جدّي الذي أورثني جُلّ چيناته.

(٢)

ما أجمل كونشرتو الپيانو الأوّل لتشايكوفسكي و مطوّلات أمّ كلثوم؛ أستمتع بها جدّاً لكنّني إن ألّفت موسيقى أو أغانيَ لن أضعها في القالب نفسه بل ستخرُج مُشَبَّعة برحيق حياتي وزحام أيّامي.

(٣)

ما أروع اجتهادات الأوّلين من السلف الصالح والآباء الكبار، تُعَبِّر عن إيمانهم العميق ورغبتهم في ترجمته إلى أدب جميل وفكر معاصر وسلوك نابض بالحياة؛ أقرأها فتبعث فيّ الأمل وتوحي إليّ أن أجتهد بالمثل لترجمة إيماني إلى نبض حيّ يستخدم مفردات فلسفة العصر ويُجيب على أسئلته وتحدّياته.

(حدّوتة أجيال)

يُحكَى أنّ أخين مُنِحا بذوراً نادرة ورثها أبوهما عن جدّهما. خبّأها الأوّل في خزنة في أَقْيَم مكان في بيته، وزرعها الآخر في الطين ممّا أثار حنق أخيه.
ماتت جميع بذور الأخير إلاّ واحدةٌ نمت وترعرعت شجرةً عظيمةً أَوَت طيرَ السماء وطرحت ثماراً ذات بذور لا حصرَ لها.
مازالت بذور الأخ الأكبر قابعةً في خزينته الجديدة القيّمة لم تنقُص واحدةً، مغلّفة ًفي الحرير ومحفوظة في عُلبة من ذهب ينتظر أن يرثها ابنه الوحيد كي يواصل حمايتها من الطين ومن عبث الرعاع.

ـ(تَذَكُّر)ـ
كان المسيح يُعَلِّم بالأمثال ثم يقول "من له أذنان للسمع فليسمع".

(تداعٍ)
كان أحد أصدقائي يردّد كثيراً-نقلاً عن أحد أصدقائه: "الفراعنة خلّفوا... صراصير"

(خلاصة)
من لم يفهم بالمثل ولا بالتكرار، يبقى-ولا مؤاخذة- حمار.
(مع الاعتذار للحمار الجميل، صديق الستّ نعامة)
ـ

ـ