ـ"واعترف الإرهابي القتيل بجريمته الشنعاء"ـ
ـ"واعترف الإرهابيّ المنتحر بجريمته الشنعاء، إذ نطقت رأسه المفصولة عن جسده ساردةً تفاصيل المخطط الإرهابي، ومؤكّدةً أنّ ما حدث لا علاقة له بأيّة تنظيمات كبيرة، بل هو مسألة عائليّة"ـ
لا أستبعد قراءة السطور السابقة في عدد قريب من جريدة الأهرام (التي تتفوّق على نفسها يوماً بعد يوم...)
جال هذا برأسي وأنا أستمع لصديق يحكي لي ما قرأه بـ"الأهرام"، عن سلسلة المصادفات التي تُعجِز علماء الرياضيّات وتفوق حدود نظريّة الاحتمالات والتي أدّت إلى حادث السبت الماضي بوسط مدينة القاهرة.
تقود الصدفة البحتة رجلاً تطارده الشرطة على كوبري أكتوبر للقفز في توقيت مناسب ليسقط على سيّاح إسرائليين. ما احتمال سقوط رجل من كوبري على سيّاح بالصدفة؟ هل يعني هذا أنّ السيّاح يمثلّون ٥٠٪ مثلاً من السائرين في وسط البلد؟
هل يعني هذا أنّ الإسرائيليّين يمثلّون ٥٠٪ من السيّاح في وسط البلد؟
وما توافيق وتباديل إصابة أكثر من إسرائيليّ في هجوم كهذا (وصف بالبدائيّ)؟
وما توافيق وتباديل واحتمالات قيام الشقيقة والخطيبة بعمليّة تالية تتزامن مع حافلة تقلّ ٤٠ إسرائيليّاً بالسيّدة عائشة؟
هم بيعرفوهم إزّاي؟ هل يحمل السيّاح الإسرائيليّون علم إسرائيل ويقولون نحن هُنا أقبلوا علينا؟
(وبالمناسبة قبل أن يتسرّع أحد بالعكّ المعتاد: أجازة فصح اليهود ليست هذا الأسبوع بل كانت الأسبوع الماضي. فالمسيحيّون يتعمّدون إرجاء عيد القيامة أسبوعاً بعد فصح اليهود لأسباب تاريخيّة تعود لأزمنة الاضطهاد المبكّرة جدّاًَ)
تساؤلات نصف مشروعة تُضاف إلى سيل التساؤلات التي تجعل تدويناتي هذا الشهر حافلةً بعلامات استفهام.
ثم أقرأ هذا الخبر، وذاك التفصيل. تسعة محرّرون كُتبت أسماؤهم على هذا الخبر الصغير!! تُرى كم عدد المحقّقين والمخبرين إذن؟
أم أنّ التحقيق قام به تسعة من محرري الأهرام نيابةً عن رجال الشرطة؟
وأزداد حزناً على حزن.
ماذا حدث للمصريّين؟ لماذا صرنا أغبى الشعوب؟
لا لا.. لا أتّهم المحررين بالغباء.
لا.. لا تفهموني خطأً، لا أعني قرّاء الخبر أبداً.
لا لا.. معاذ الله. ينقطع لساني إن كنت أقصد أيّاً من رجال الأمن البواسل.
أعني الإرهابيّين والإرهابيّات.. الأحياء منهم والأموات.. المنتحرين منهم والمنتحرات.
حتّى في الإرهاب نحنُ أغبياء (بحسب الأهرام)؟
لماذا يتقن إرهابيّو العراق (أو مُناضلوه، بحسب ما تحبّ أن تسمّي قاتلي الشيعة والأكراد) إصابة أهدافهم بينما إرهابيّو مصر يضربون بعضهم بعضاً؟
هل يعني هذا أنّهم هواة لأنّ المحترفين في السجون؟ أم أنّّهم "ملخومون" لأنّ عين الشرطة الساهرة-في عزّ الظهر-لهم بالمرصاد؟
سؤال آخر نصف مشروع..
والسؤال ما حرمش (على رأي الواد ابن أبو سليم أبو لسان زالف):
لماذا تزداد القلّة المنحرفة عدداً كلّ يوم؟
فهمنا وبصمنا بالعشرة أنّ هذه ليست تنظيمات إرهابيّة.
وفهمنا وبصمنا بالعشرة أنّها قلّة ضالة موتورة على شاكلة ذلك الرجُل العشوائيّ الذي حاول طعن الرئيس في بورسعيد منذ خمسة أعوام وقُتِل في الحال وشكرت زوجته المنقّبة سيادة الرئيس بعد ذلك لأنّ "زوجها كان يضربها- بحسب تصريحات الأهرام والجمهوريّة وقتها".
ما يمكن يكونوا تنظيم جديد.. تنظيم عائلي.
ماذا لو كان اسمه: تنظيم الأسرة!!!!!
آخر سؤال شبه مشروع:
لو كان المتحدّث مهبوش، فالمستمع مش أهبل!
كيف بالله عليكُم تحكمون في أقلّ من يوم أنّ السيّاح لم يتناقصوا وأنّ حركة السياحة لم تتأثّر.
يعني يا ************ عايزينهم ينطوا في البالوعة؟
السياحة وحركتها لا يُمكن أن تقاس بعدد السيّاح المهرولين على المتحف في صورة مزدحمة منشورة بخيبة بعد أقل من يومين من حادث في وسط البلد.
يذكرني هذا بزلزال ١٩٩٢، حين أكّد ثلاثة وزراء على سلامة الآثار (بعد حوالي نصف يوم من الزلزال).
ثم، أوفد الوزراء بعدها لجاناً لفحص الآثار.
ماذا أقول؟
ارحمونا أرجوكم.
ـ
عيّنة من العكّ المكتوب في جريدة مصر الأولى:
١ـ"وقد كشفت التحقيقات عن قيام المتهمة الأولي بإطلاق الرصاص علي زميلتها ثم اطلقت الرصاص علي نفسها بدافع الانتحار, لفشلهما في عدم تصويب الرصاص علي الاتوبيس السياحي الذي كان في طريقه الي منطقة القلعة"ـ
ما هو يا تري "الفشل في عدم تصويب الرصاص"؟ هل يعني هذا ما يعنيه: النجاح في تصويب الرصاص؟
٢-", إلا أن شرطيا سريا من المكلفين بتفقد الحالة الأمنية بالمنطقة شاهده في وضع اشتباه فحاول مطاردته للامساك به, وخشي الارهابي من القبض عليه دون تنفيذ جريمته فسارع بالقفز من فوق الكوبري وبحوزته حقيبة سوداء بداخلها العبوة الناسفة, التي انفجرت فور ارتطامه بالأرض مما أدي لتطاير جزء كبير من رأسه وذراعه اليمني وكف يده اليسري, بينما تسبب تطاير شظايا العبوة في إصابة ٧ آخرين بينهم المصريون الثلاثة واربعة سائحين, وقد تحسنت حالة المصابين السبعة ومن المنتظر خروج بعضهم خلال ساعات, وقد زار ممثلون عن السفارات الأجنبية بالقاهرة رعاياهم من المصابين وهم اسرائيليان وايطالي وسويدي"ـ
هل عبّر الإرهابيّ المتفجّر أشلاءً لرجال الشرطة عن مخاوفه ونواياه؟ أم أنّ هذا هو تخمين "الشرطي السري"؟ أم هو تخمين محرري الخبر التسعة؟
٣-"كما أثبت تقرير المعمل الجنائي, أن العبوة الناسفة المستخدمة في حادث ميدان الشهيد عبدالمنعم رياض قام الارهابي بتعبئتها داخل حقيبة سوداء بلاستيكية, ووضع فتيلا بها يساعد علي الاشتعال حتي يتمكن من اشعاله والقائها بعيدا عنه, بعد أن تبين له فشل تصنيع العبوة الناسفة التي قام بتفجيرها زميله الارهابي حسن بشندي في حادث الازهر, وانه ألقي بنفسه من أعلي الكوبري وتوجد به آثار حريق بسيطة, الأمر الذي أكد أن المتهم كان يعتزم القاء العبوة والهرب عقب القائها, إلا أن متابعة أمين الشرطة له اصابته بحالة من الهلع والخوف الشديدين, وقد عثر بجوار الجثة علي سواك كان يستخدمه لتنظيف اسنانه, وقد عثر رجال الشرطة علي بطاقته الشخصية وبطاقة حسن بشندي منفذ حادث الازهر ومطواة قرن غزال وبعض المبالغ المالية, وقد تم التأكد من شخصيته من خلال مطابقة بصمات أصبع يده المبتورة وقدميه وتعرف والده علي شخصيته"
طار رأسه ولم يطر السواك... يحمل قنبلة على وشك الانفجار، ولا يصيبه بالهلع إلاّ الشرطي "السريّ"... ومعه بطاقتان !!!
ـ
10تعليقات:
و الله فعلا هم يضحك..و هم يبكي
انا اول ما سمعت حكايه البطاقتين دي ما قدرتش امسك نفسي و امنعها من اللفظ بكلمه نابيه قوي قوي قوي..
بصراحه الظاهر المباحث عندنا تاثرت قوي بالمسلسلات العربي التعبانه
بس الحبكه المره دي ما كانتش تمام
يعني اذا تم العثور على بطاقته - مبلوعه شويه مع ان الراجل كان رايح يفجر نفسه و اكيد ما كانش خايف من انه يتمسك تحري-
لكن الغريب انه ياخد معاه بطاقه حسن بشندي
طيب سؤال مش كان ممكن يربطوا الاتنين ببعض بواسطه السجلات او حتى البصمات؟؟
و بعيدا عن مسخره حسن بشندي اللي قدروا يحللوا ال د ن ا بتاعه خلال ساعات.. و قدروا يوصلولوا مع ان مصر مستحيل يكون فيها قاعده بيانات د ن ا
تقريبا تقريبا انا على وشك الاقتناع ان الحكومه كلها متابعه المسلسل العربي بتاع الساعه 8
و ما فيش مانع من اقتباس فكر الاستاذه هند الحناوي في ال د ن ا لزوم الموضه و الحداثه...
ربنا يشفي
يا جار القمر، رد الفعل الأول عقب قراءة التفسيرات الحكومية ليس كلمة نابية، بل هو صوت مجرد، يعبر عن المعنى بما لا يدع مجالا للبس.
يا رامي انت لم تفهم جيدا: الإرهابي كان اشترى مكونات القنبلة "سايبة"، نصف كيلو مسامير و كيلو ملح بارود و مترين فتيل تفجير، من جمعية تموين الإرهابيين، على بطاقته و بطاقة بشندي، و وضعها في الكيس البلاستيك. و لأن بشندي مات و المفروض أن تنقطع حصته التموينية، و إلا يسدد ثمنها بأثر رجعي، فقد ارتبك الإرهابي من مرأى مفتش التموين المتنكر، و قفز من فوق الكوبري بهدف الانتحار مثل أي راسب في الثانوية أو عاطل لعقد و نصف، و من حظه أن الجو كان حارا في ظهيرة ذلك اليوم، فنضجت الطبخة مبكرا..أما الإسرائيليين فغالبا ما كانوا قد فرغوا لتوهم من التعبير عن رأيهم في الحكومة تحت الكوبري، كما يفعل المصريون في هذه المنطقة من وسط البلد التي تفوح بعبق الديموقراطية تحت الكباري، و ذلك لأنهم محرومون من التعبير عن أنفسهم بحرية في بلدهم. فهمت؟
الحقيقه انا مشفق جدا علي الحكومه والحزب والبوليس لانهم يا ولداه مش عارفين يكدبوا كويس والله ان الصدق اسهل لانهم يبدو بينسوا اللي كدبوه امبارح ما علينا واحد ارهابي وامه وابوه حسب الجرايد بيعاملوه وحش واحوالهم الاجتماعيه زي الزفت "هما عرفوا شخصيته لان هدومه مهلهله " طيب يا جماعه ما الناس صوتها اتنبح ان السرقه والفساد خلوا الناس ارهابيين وبصراحه ما تزعلوش مني عم بوش افندي عنده حق هوه والانسه كوندي ان الشرق الوسط بيبيض ارهلبيين بسبب الديكتاتوريه والفاشيه والنهب المنظم للنخبه الحاكمه
the whole thing is a comedy from the beginning to the end
I don't know if it is government hand made to let the emergencies laws to be contiuned or what
for God ,why would the miserable Ehab carry two ids/
and how fast news went to his sister and his love 'ironically some news said his girl friend !!
I swear a child won't be convinced by such a tale
kamawtena mesreya 2awd fakat 2an 2koul 2ny 3la 2ste3dad 2an 2kabl gehaz 2amn yo3len 27'fakoh w 7kouma towade7 wad3aha 2l rahen bshafafeya w lakeny lasto 3ala 2ste3dad l2an yatom 2l ta3amol ma3y 3ala 2ny ka2en bela 3akl mogarad mn mabade2 2l tafkir 2l manteki ma3zeratan ya sada lsazagat kalematy lada lo3'a 2l sasa :23ref 2nana lasna fi utopiat 2flaton .
lakeny 2ged fi kol maya7dos 3alamat raga2 fi rafd "2l de7k 3al do2oun"
w 2noho kolama 2shtad 2l zalam yolawe7 nour 2l saba7 men ba3id
سأعيد كتابة تعليق ماڤي بحروف عربيّة لتسهل قراءته:
كمواطنة مصريّة أودّ فقط أن أقول إني على استعداد أن أقبل جهاز أمن يُعلن إخفاقَه و حُكومة توضّح وضعها الراهن بشفافيّة ولكنّي لستُ على استعداد لأن يتم التعامل معي على أنّي كائن بلا عقل مجرد من مبادئ التفكير المنطقي.
معذرةً يا سادة لسذاجة كلامي لدى لغة الساسة:
أعرف أننا لسنا في يوتوپيا أفلاطون، لكنني أجد ما يحدث علامات رجاء في رفض"الضحك على الدقون"، وفي أنّه كلّما اشتد الظلام يلوح نور الصباح من بعيد.
ـ
هاها...
شرّ البليّة ما يُضحك فعلاً.
أضحكتني يا ألف.
باقوللك إيه؟ ما رأيك أن نبدأ أنا وأنت جريدة رسميّة جديدة؟
نسمّيها "أغرب من الخيال" ويكون شعارها:
لم يعد الواقع كافياً لتفسير عالمنا.
لنتعدّ الحقيقي لكي نبيع نسخاً أكثر!
أنا عندي في الحقيقة أكثر من سيناريو يُضاف إلى قصّتك الرائعة:
١) إيهاب هو أصلاً أساساً حسن بشندي الحقيقي، وحسن لم يكُن حسناً بل كان إيهاب. بطريقة "أنا البرادعي يا رشدي".
٢) إيهاب مُصاب بانفصام الشخصيّة على طريقة المسلسلات المصريّة (لا على طريقة كُتُب الطبّ النفسيّ).
٣) إيهاب قرأ الجريدة الرسميّة، وتأثّر بحسن (على طريقة شادية)، فتقمّص شخصيّته. ونكتشف في النهاية أنّ المدبّر (عماد حمدي) يتلاعب بالأبطال جميعاً.
٤) حسن بشندي لم يمُت في الحادثة الأولى بل قتل شخصاً آخر، وتظاهر أنّه اختفى. وهذه المرّة حمل حسن صديقه إيهاب، وزرع فيه كيس القنبلة، ورماه من على الكوبري. لكنّ إيهاب في نزاع حلاوة الروح، تشبّث ببطاقة حسن، ليكشف حقيقته للرأي العام.
٥) حسن بشندي هو في الحقيقة كائن فضائي جاء من كوكب آخر لإثارة الذُعر على الأرض.
وأهل كوكبه يتكاثرون بطريقة تجمع بين التبرعُم والانشطار الثنائي، فكلّما انفجرت أجسادُهم أشلاءً، يخرج من كلّ شلو شلوان، ويصير حسن حَسَناً وإيهاب، ثم سيصير "حسن+إيهاب" بالانشطار المتضاعف= حسن^٢ +إيهاب^٢+ حسنين*إيهابين (عذراً للقرّاء من الثانويّة العامّة الجديدة-أدبي والذين لم يدرسوا الجبر أبداً).
والمفاجأة أنّ المنقبتين هما أيضاً حسناء بشندي وحُسنية بشندي، وهما الجزء النسويّ من الإرهابيّ الأوّل قد تبرعمتا وانشطرتا فتاتَيْن. وقد ضربت إحداهُما الأخرى في نهاية العمليّة لا للانتحار، بل لتصيران بالانشطار أيضاً أربعة نساء وثمانية أطفال.
ستتحوّل القاهرة في القريب إلى ملايين الفضائيّين الإرهابيّين.
أنفع؟
Chaosgnosis,
You're right.
The situation is far from laughable. It is so sad. Many people were dead this week, including the "perpetrators" who--after all--are themselves victims.
This blog is not really a political one, I seldom blog about politics for many reasons, including my ignorance about political sciences, my lack of interest and my preference of sleeping at home instead of "Tora Jail". The main focus of this blog is society and media (especially press). The only thing I'm clearly against is violence (including wars); in every other aspect, I'm a non-partisan (maybe just slightly liberal).
However, I exactly expressed my reaction to the first bombing here; surprisingly, I didn't get enough comments on that post...
The bottom line: Such articles by Al-Ahram combined to the way with which the "adult" militaro-police ultraprotective government treats the "baby immature" citizens makes people alienated and indifferent in our own "war on terror".
What do you think?
أنا لا أحب السياسة ولكن ما تكتبه يا رامى بالفعل يعجبنى و يثير اهتمامى هذه المرة الأولى التى أعلق فيها لكن ليس عندى الكثير لأقوله لأننى لا أجدالكلمات ولكن بالفعل ضحكت كثيرا بدون مبالغة وأنا أقرأ ما كتبتم جميعا و لكن بعد أن انتهيت من هذا الضحك اكتشفت أن مرارته بقيت فى حلقى وا أسفاااااااااااه
seems that official Egyptian press (represented by Al-Ahram) got 'jealous' of your popularity R, so they are now resolved to let 'beyondnormalism' be their prime publishing policy.
Just dont forget your patency rights in introducing the 'beyondnormalist' approach in our dear contemporary Egyptian media.
Post a Comment
<< Home