دنشواي ٢٠٠٥
دنشواي ٢٠٠٥
ـ متتالية أسى من مقام "صول" حقير ـ
لا أظنّ أنّني بحاجة لتعريف "دنشواي"، فعلى من لا يعرفها ألاّ يرهق نفسه بقراءة ما سيلي.
إهداء: إلى كلّ وطنيّ ديمقراطيّ لا ينتمي إلى الحزب العفِن.
ـ
ـ متتالية أسى من مقام "صول" حقير ـ
لا أظنّ أنّني بحاجة لتعريف "دنشواي"، فعلى من لا يعرفها ألاّ يرهق نفسه بقراءة ما سيلي.
إهداء: إلى كلّ وطنيّ ديمقراطيّ لا ينتمي إلى الحزب العفِن.
ـ
ـ الدفقة الأولى ـ
موضوعيّةٌ تساؤليّة
منذ البداية تجنّبتُ "السياسة"* في هذه المُدَوَّنة، لكنّ السياسة لم تتجنَّبْني. والناظر إلى الساحة السياسيّة في مصر يتعجّب: هل هذا هو البلد الذي كان له أحد أوائل المجالس النيابيّة في العالم؟ هل هذا هو البلد الذي كان ينبُضُ وعياً سياسيّاً ووطنيّاً في أوائل القرن المنصرِم؟موضوعيّةٌ تساؤليّة
ما بال القوى السياسيّة فيه-من كبيرِها إلى صغيرِها-تبدو خانعةً تائهةً تبحث عن الشعبيّة أوّلاً ثم البرامج بعد ذلك؛ عن الخدمات بدلاً من السياسات؛ عن الترقيع بدلاً من التخطيط. تبحث عن المعطف الفرو الفاخر لتغطّي به ثياباً بالية وملابسَ داخليّةً أكلها العثّ؟
ما بال الأحزاب قد تهرّأت حتّى أنّ خمسين رجُلاً من حركة مستقلّة عشوائيّة هزّوا النظام الحاكم، بينم الأحزاب الـ"شرعيّة" لا تهزّ شارِبَ صرصور (ألهذا يحتاجون إلى التحالف الآن لتقوم لهُم قائمة؟)؟
صوتُ مذياعٍ صدئٌ: ونحنُ نشجُب أحزاب المعارضة التي لا همّ لها سوى الوصول إلى الحُكم!
ـ إخص عليكُم يا أحزاب. عايزين تحكموا؟ ده بُعدُكُم
ـ أمّال شغلة الأحزاب إيه لا مؤاخذة؟ زينة تحت القبّة؟
ـ الدَفقة الثانية ـ
ذاتيّة قرفانة
ـ مواطن يبصُق قائلاً: كفاية بقى ـذاتيّة قرفانة
ما الغريب في ما حدث في ٢٥ من مايو ٢٠٠٥؟
كعادَتي لم أَرغَب في الانسياق وراء الانفعال الأوّل ولا حتّى الثاني.
ولم أشأ أن أُصدر أحكاماً رغم أنّ أصوات الاستغاثة جاءت هذه المرّة من أفواهٍ قريبةٍ مَوْثوقٍ بها، وأفواه أخرى مقهورة لا يُمكن ألاّ يقشعرّ بدن لصرخاتها المكتومة إلاّ من فَقَد الإحساس والنخوة، أو من لم يمتلكهما قَط.
قرأتُ وقرأتُ، واحتفظتُ بصمتي وقتَ فَوَران الدمِ في عُروقي.
كُنتُ مُحتَفِلاً بتَخرُّجي لكنّني
هل يُمكنني التحرُّك الآن أم سأبقى للأبد "أفكِّرُ وأُفَكِّر"؟
وما الذي قد أضيفُه أنا للغَلَيان الناشئ؟
فكّرتُ
كلاهُما ضحيّة..
الجاني والمجني عليه
كلاهُما مُحتاج للعدل
الظالم والمظلوم
ـ الدفقة الثالثة ـ
وساوِس وشُكوك
وساوِس وشُكوك
ـ لعلّك لم تعرف الحقيقة كاملةً
ـ أتكذب الصُوَر؟
ـ مُلَفَّقة، مُبالغة، مُفَبركة
ـ هؤلاء أناس أقرأ لهُم منذ شهور.. أفيكذبون؟
ـ حالات فرديّة
ـ الكمّ قليل- موافق. لكنّ الكيف يا ظلمة!! ماذا تَبَقّى لنا من كرامة وأمان في أرض الأمان؟
ـ مالك ومال المشاكل
ابعد عن الشر وغَنِّ
ـ والشر راح يبعد عنّي؟
ـ يَسْتَعْدُون الأجانب على الوطن..
ـ أجانب؟ من الأجنبيّ ومن الوطنيّ؟ إنّ قريبي هو من يصنع معي الرحمة. من صنع معنا الرحمة؟ أخوة الوطن أم أخوة الإنسانيّة.
ـ وسائل الإعلام الغربيّة كعادتِها بالَغَت، وفي الماء العكِر تَصَيّدت
ـ اذهب يا شيطان! خسِئتَ.
أما جاءَك خبرُ دُنشواي؟ دُنشواي ١٩٠٦
أكانت ظاهرةً أم حادثاً فرديّا؟
أكانت مُبالغةً أم واقعاً دفعت ثمنه امرأة مصريّة؟
ألجأ مصطفى كامل إلى تنابلة سُلطان الوطن أم لجأ لمراكز الفكر الغربيّة؟
دُنشواي
دُنشواي
كيف غابت عن مرآي؟
دُنشواي
كيف غابت عن مرآي؟
ـ الدفقة الرابعة الختاميّة ـ
يقظة
اعتذار: إِلى كُلّ أُخت انتُهِكَت إنسانيّتُها بيد أخي القذرةيقظة
إلى كُلِّ أخٍ-لا يدري ما يفعََل-انتُهِكَت إنسانيّته وهو يمدّ يده القذرة إلى جسدٍ هو جزءٌ من جسدي
إلى كُلّ أخٍ-يدري ما يفعَل-خَدَّرَ ضميرَه سعياً وراء سرابِ مالٍ أو جاهٍ أو سلطان
سامِحوني جميعاً.. فإنّني-بصمتي السابق-شريكٌ في ما حدث لكُم ومنكُم
لا يُمكِن أن أصمُت الآن
ولكنّني في صراخي لا يُمكِِن أن أسقُط في مستنقعاتِكُم
نعم..
سأتّشح بالسواد
سأتضامن معكُنّ ومعكُم أيُّها الظلومون
سأطالب بحقِّكُم بكلّ جوارحيلَكِِن..
سأتّشِحُ بالسواد أيضاً
لأتضامَن معكُم أيُّها الحمقى القوّادون والمُقادون
سأُطالب بحقِّكُم بكلّ جوارحي
وواجبي نحْوَكُم
هو ألاّ يتكرَّر أبداً أبداً
ما فعلتموه بأنفُُسِكُم
فشابَهتُم حُثالة الأرض
وتنازَلتُم عن كرامتِكُم ورجولَتِكُم
نعم..
سأتّشحُ بالسواد
وسأُطالب بفتح التحقيق
وبالعدل إلى أقصى درجاتهلَكِن..
لا أُطالِب باستقالة أحد (إلاّ من اعتَرَف بذنبه من أصحاب الضمير اليقِِظ-إن وُجِدوا)
بل أُطالِب بتحديد المسئولين صغاراً وكِباراً
وأُطالِب بمعاقبَتِهم
عِقاباً لا يُحطِّمهم، بل يرُدُّهم إلى حظيرة الوَطَن.
رغم أصابع الاتّهام،
لن أرضى بكبش فداء (ولو كان كَبشاً سميناً)
أنا وكُلّ مصريّ نستحقّ
أن يُحاسَب المُسئول الحقيقيّ حساباً عادلاً
وألاّ تُستَغلّ الأعراض-كما استُغِلّت من قبل-لأهدافٍ سياسيّة (عُليا أو دُنيا)ـ
نَعَم..
لن ننسى
ولن يَنسى أحد
دُنشواي القرن الحاليلَكِن..
لن نَظلِمَ
ولن ننثنيَ
وقد أوتينا
صبراً جميلا
9تعليقات:
ـ
* هامش للتوضيح:
كُنتُ أتجَنّب السياسة البَحتة لعدّة أسباب ذكرتُها في أكثر من تعليق من قبل، أهمّها:
١) عدم فهمي لمفردات هذا العلم (الذي صار يبتّ فيه كلّ من يعرف ومن لا يعرف شيئاً عن الفصل بين السلطات أو الماجنا كارتا أو العقد الاجتماعي). وقد مررتُ بعمليّة محو أميّة جزئيّ في ١٩٩٨ في دورة تدريبيّة للطلبة (العاديّين) شاركتُ في تنظيمِها، وكشفت لي هذه الدورة مقدارَ جهلي بهذا العلم وهذه المهنة التي يعتبرها البعضُ "ثانيَ أقدم مهنة في التاريخ"، والبعضُ الآخر "أقدَس المِهن وأكثرها تخليّاً عن الذات" وخدمةً للمُجتمع.
٢) "على المرء أن يختار القضيّة التي يموت من أجلها". وقضيّتي ليست الإصلاح السياسيّ بقدر ما هي الإصلاح الاجتماعيّ والمقاومة اللا-عنيفة من أجل أن يصير ابنُ آدم إنساناً.
٣) أنا ضدّ فكرة الاعتراض على وضع بدون طرح بديل واضح وعمليّ. وهذا اختلافي الجذريّ مع كُلّ حركة معارضة مصرية حالية.
٤) لا يهمّني إصلاح القمّة، فهذا ليس ما أراه أولويّة، بل سيؤديّ لكارثة ما لم يتغيّر تحالف المناخ، والقاعدة، والثقافة.
٥) رغم أنّني جذريّ (راديكالي) المبادئ، فأنا إصلاحيّ الوسائل، أومِنُ بالتدرُّجِ عامّةً وبالبناء قبل الهدم، وبالنسبيّة لا المثاليّة في تطبيق أيّ مبدأ.
٦) من خاف سلم.
ـ
يابن الايه ايه الى ربط حكاية دنشواى بالى حصل قدام الزعيم سعد زغلول فى تربته فى دماغك ؟
بس تصدق صح ... اه والنبى بس تفتكر اوجه الشبه عجيبة فعلا مع اختلاف الشخوص
دنشواى 1906
الشخوص :عسكر الانجليز
الضحية :فلاحة مصرية
النتيجة :اعدام الفلاحين وانبثاق تيار وطنى متحمس لتصويب الاوضاع
القاهرة2005
الشخوص : مواطن مصري
الضحية : مواطن مصري
النتيجة:ولا حاجة غير المطالبة بالاتشاح بالسواد واتهام الداخلية التدبير والمطالبة باستقالة الوزير
خلصت المقارنة والنتيجة ان الفلاحة المصرية فى 1906 كان تأثيرها اكبر واهم من الف من مثقفات الايام الحالية
المهم انت برضه عفريت انك ربطت الموضوعين ببعض جت ازاى على بالك انت بتذاكر تاريخ من ورانا ولا ايه يامرسى !!!!؟؟؟؟
as your shadow follows you..
i hope you like this ....
http://elza3eem.BlogSPOT.com/
"!!المحبة والعدالة ..والعنف"
..آه
هذه بعض السطور التي نقلتها من موقع
ربما وافقت رؤيا رامي الي حد بعيد
اننا نريد ان يتعلم اعضاؤنا بعض القيم التي لا توجد في كثير من راغبي التغيير ومن هذه القيم
احترام الراي الاخر
تقبل التعددية بالمعايشة وليس بالشعار والخطابة
تغيير ثقافة الناس المؤسسة علي الديكتاتروية التي لوثت كل شئ لعدة قرون حتي عقليات المطالبين بالتغيير
الحديث عن مشاكل الناس واولوياتهم وعدم اشغالهم بمسائل تاتي في مرحلة لاحقة او متأخرة
ترسيخ معاني العدالة الاجتماعية بكل اشكالها والدعوة اليها والمحاربة من اجل تحقيقها
تفعيل الاسلوب السلمي في مواجهة الظالمين وخلق نواة راي عام قادرة علي المحاسبة والمراقبة وتوجيه الحاكم والمسؤول
رفع مستوي الجراة لدي الناس وغرس معاني تغيير الظلم ومقاومة الظالمين ورد الحق لاهله وان خير الجهاد هو قول الحق امام السلطان الجائر
ان نستمر في تنقيح وتحسين مؤسستنا عن طريق فتح باب النقد الداخلي وزيادة مساحة الشفافية وعدم الاستئثار بالرأي حتي لا نتحول الي غيرنا ممن لا يطبق الديموقراطية علي نفسه بينما يدعو اليها الحكومة وهو من اهم التناقضات التي تفقد هؤلاء المعارضون المصداقية اصلا
نحن نعمل بشكل الاوبن سورس او الكود المفتوح حيث كل عضو ينضم الينا يضيف لنا ويغير فينا ويتغير بنا ومعنا فتظل حركتنا متجددة لا يصيبها الخراب او الفساد ولا سطوة سلطة ولا حب ظهور ولا مصلحة شخصية ولا اولويات غير نابعة من الاغلبية
نريد ان نخلق مشاريع اخري تعمل علي تغيير ثقافة الناس الي فهم حقيقي للحرية ومعني التعدد وقضية العدالة ومسالة الحقوق
نريد القضاء علي ثقافة الديكتاتروية التي تتحكم حتي فيمن يحاربون الديكتاتروية
من أجل خلق جيل من الشباب يقدر حرية الرأي والتفكير ويحترم التعدد في اطار خصوصية حضارتنا وديننا , حرية تقتلع جذور الثقافة التي بذرتها الديكتاتورية في كل بيت مصري وتخلق مجتمعا يواجه الظالمين ويدافع عن ابسط حقوق الانسان ويطبق أركان العدالة الاجتماعية التي تحترم حق كل مواطن ..حرية لا تستمد من الأجنبي ولكن تحترم التجارب الانسانية وتقوم علي العدالة مؤسسة علي أصول الاسلام واحترام الأديان وحقوق الانسان الممنوحة من الله ...للإنسان.
سطور نقلتها من موقع سلام
www.salamegypt.org
"الإصلاح الاجتماعيّ والمقاومة اللا-عنيفة من أجل أن يصير ابنُ آدم إنساناً".
- عندك حق.
ـ
دنشواى.... كان العدو هناك يرتدى القبعة ويتكلم لغة أخرى و له أهدافه الإستعمارية( يعنى )وله خططه الواضحة المستفيضة
ما حدث اليوم.... ليس ممن يتكلم لغة أخرى... بل يتكلم لغة عامية قبيحة الى درجة لا تتخيلها رغم انه درس فى الجامعة و يحمل لقب دكتور
ربما تشابهوا فى الصفع والركل
الغريب
ان الضحية واحد
الشعب
أثلجت صدرى...شكرا
توضيح
طلب اقالة وزير الداخلية ليس مجرد بحث عن كبش فداء بدليل التحقيقات المفتوحة و محاولات تجميع كل البيانات عن المسؤولين و المتواطئين.
المسألة أن النيابة لازم تحقق داخل أجهزة الأمن و للأسف كمان بسبب غياب الاستقلال النيابى لازم تعتمد على رجال الشرطة و المباحث فى عملية التحقيق و طبعا لا يمكن تصور تحقيق عادل داخل الجهاز و باستخدام موارده بينما المتهم باعطاء الأوامر فى مركز سلطة و قادر على التدخل.
و ان كان فى رأيى يجب أيضا المطالبة بلجنة قضائية تقوم بالتحقيق لأن مكتب النائب العام لم يأخذ أى خطوات جدية ضد التعذيب من قبل.
Post a Comment
<< Home