إحنا بتوع البطاطس ١

السطور التالية أنهيتُها يوم ١٤ سبتمبر ٢٠٠٥ بعد عدّة شهور استغرقتها في تجميع المعلومات عن البطاطس... ولا أرى داعياً لإلقائها في سلّة المهملات ولا حلّة الخضروات..
تذكّرتُها ضمن أمور أخرى وأنا أقرأ عن "الشبراقولاّ" المسمّاة-خطأً-"شبرقولة" ...
ولا أجد ما أغيّره فيها رغم اختلاف هذه الانتخابات عن تلك...
أليس التدوين هو الشخبطة على حوائط الأثير والنقش على جدران الذكريات والبرقشة على أنسجة الكائنات؟

---

بدأتُ هذا الموضوع منذ شهور، ورأيتُ مناسباً أنّ أنشره اليوم
بعد فضّ الغشاء الحيائيّ المطاطيّ لأحلامنا الواهية (نا=بعض المدوِّنين)،
وانفضاض المولد الانتخابيّ بلا حمّص،
وانقضاض من لا يَختَشون على محاولاتنا لنفض العار الذي يلحق بنا منذ قبلنا ألاّ نتقلّد أمورنا(نا=بعض المصريّين).
وعليّ أن أذكر السبقَ في التحدُّث عن الخضار، لـزرياب الذي كتب عن الخيار.

*******

في حِوار بريديّ إلكترونيّ عابر القارّات مع محمّد، كُنّا نتساءل:

"إحنا إيه اللي عمل فينا كده؟"
ما الّذي زجّ بنا في بحور سياسيّة غويطة؟

نحنُ الّذين بدأنا التدوين لإخراج ما بِنا من أفكار متراكمة وللتعبير الأدبيّ بأشكال تقليديّة وغير تقليديّة..
نحنُ الذين مللنا الهَلس والجعجعة والهلهلة والغوغائيّة واللاعقلانيّة والـ"طبيعيّة" في مجتمعنا وأبواقِه الإعلاميّة،
فخرجنا لنعبّر عن نبض الأفراد العاديّين غير المرتبطين بمصالح سياسيّة أو اقتصاديّة؟

تساءلنا بالفعل عمّا يحدُث لنا-نحنُ المواطنين المسالمين-إذ ننساق إلى "القلّة المنحرفة" التي قد تتكلّم في السياسة عن غير علم ودون انتماء لحزب محترم (دي مالهاش معنى) له مقاعد في البرلمان (هاها).
ماذا لو جَرْْجَرَنا (جرجيراً) ما نكتُبه إلى المتاعب؟

وما الذي قد يأتي بالمتاعب؟
إن رُحتَ شرقاً قد تغضب الحكومة المصريّة، وإن رُحتَ غرباً قد تخدِش حياء القانون "الوطنيّ" الأمريكاني، ويا ويلك إن رُحتَ يساراً أو يميناً فأغضبتَ من لا يتفاهمون ولا يعتقلون، ولا حتّى ينذرون، بل يغتالون دون قراءة...

- خيرٌ لنا ألاّ نكتُب إذن؟
- لا.. لا نستطيع. لقد خرج المارد من القمقم، وقد خرج الدُخّان المضغوط من الغلاّية، فكيف نوقف السيل؟
- فماذا نفعل؟
- لماذا لا نُدَوِّن عن البطاطس؟ طِس.. طِس.. طِس.. طِس..
- البطاطس.. فكرة ممتازة. لندَوِّن عن البطاطس.
- يا خوفي لا نتمسك، وما يصدّقوش إنّنا بتوع البطاطس!
- أو ييجي واحد من إيّاهم برضه ويقول إنّ البطاطس اشتريتها بتمويل أجنبي.. أو ربّما بطاطس ذات تقاوي صهيونيّة. أو حتّى أنّ البطاطس رمز خبيث. (ربّما شفرة: من "بطـلوا اطـمئنان سـاذج" أو "بطالة وطـلـسـأة: مصر مش كده!" أو "الشعب لـا بـد طـافح الكوتة.. طـب سـيبه!").

يُتبَع....