صَدَقَ قرد الرمال
المدوِّنون المصريّون لا يزالون يتساءلون-في حيصهم وبيصهم-عن "مفاجأة" تربّع الإخوان على عرش المعارضة:
- هل هي "صفقة" أو "تربيطة" أو "مؤامرة" مع الحكومة؟
- ولو هي صفقة أو تربيطة أو مؤامرة، من الكسبان منها؟ ومن الداعي إليها؟ وإلى من وُجِّّه الزنبوق؟
- هل هي تخويف لأمريكا لتهرول إلى أحضان الحزب الوطني بدلاً من "الغد" وأشبال المعارضة؟
- هل هي مناورة ترفع الحكومة فيها اليد العليا أم هي مهادنة الحكومة لتهدئة النفوس؟
- لماذا "فوّتت" الحكومة للمعارضة الجديدة وقت انتخابات الرئاسة، و"سمحت" لأيمن نور أن يتفرعن، ولـ"كفاية" أن تتظاهر، و"خنقوا" صوت الإخوان، ثم جاءوا الآن بانقلاب ١٨٠ درجة في السياسة فأطلقوا يد جماعة الإخوان المسلمين أن تجاهر بالترشيح لأوّل مرّة بل تفوز، وقطعوا يد المعارضة المتحالفة أيّما قطع؟
أرجع وأقول أقوالي المأثورة:
بدلاً من الفتي والتحليل.. لنطرح الأسئلة ثم ننتظر.
لنتفرّج بلا ادّعاء للفهم (لأنّ اللي يقول إنّه فاهم وأصلاً ما فيش حاجة تتفهم يبقى بيهجّص)،
ثم لنحيّد مشاعرنا وإحباطنا المزمن، ولنتعلّم "من أين تؤكل الكتف"،
ثم لنراقب ونحاول الفهم بلا حكم (لأنّ الحكم ينهي الفهم)،
ثم لنراقب بإعجاب (وتغزُّل) أساليب "النظام" في فرض النظام، وفي التعامل مع المعارضة (one at a time)، لأنّ الأحكام المسبقة والانفعال والغضب والحنق والحَمقة والفَرسة والنَقطة جميعها تمنع الإعجاب، وكلّ هذا يعود ليمنع الفهم (لو فيه حاجة تتفهم)!!!
ثم... في وسط هذه التساؤلات، أضيف تساؤلات:
ـ لماذا يغلب فكر "المؤامرة الفوقيّة" دائماً على إعطاء أيّ اعتبار للـ"ناس"/"الشعب" أو النسبة القليلة من الشعب (التي هي لا تزال جزءاً منه) والتي تنتخب؟ لماذا لا تكون هناك أيضاً "مؤامرة تحتيّة"؟
ـ لماذا نختزل "الحكومة" دائماً إلى قوّة واحدة "شرّيرة" على شاكلة الأفلام الكرتونيّة؟
أليست الحكومة = مراكز قوى + حزب+ تيّارات + أمن + جيش + مخابرات + أصحاب مصالح ومنتفعون؟
أليس هناك "حرس قديم" و"فكر جديد" وهكذا؟
أليس هناك "البديل الأمنيّ" و"البديل الدبلوماسيّ" و"البديل المخابراتيّ" و"البديل الواطي" ثم طبعاً "الخيار الديمقراطي" و"الفقّوس القومي"؟
أليس هناك "حسين فهمي" و"مصطفى متولّي" في اللعب مع الكبار؟
أليس هناك ذوو توجّهات إسلاميّة بين كبار الضبّاط والقضاة و.. و..؟
{الكلام نفسه -بالمناسبة-ينطبق على التعامل مع المعارضة في السابق منذ ما قبل انتخابات الرئاسة...}
في النهاية، لا أجد أفضل من تحليل قرد الرمال تعليقاً على محمّد (وهذا ليس غريباً على ذكاء الـ Sandmonkey الحاد الذي لا يدركه معظم مخالفيه في الرأي)، وإن كنت ما زلت أضعه تحت الاختبار إلى جانب التحليلات الأخرى.
يقول قرد الرمال (أو هذا ما قاله بحسب فهمي):
في المرحلة الحالية (الحرجة طبعاً) كلّ ما يهم الحزب الوطنيّ هو ضمان انتخابات الرئاسة القادمة (بعد الشرّ بعد عمرِن طويلِن): من المهم ألاّ يحظى أيّ حزب بنسبة الـ٥٪ حتّى لا يكون لأيّ حزب حقّ (أو فرصة) مفاجأة الحزب الحاكم بمرشح للرئاسة غير مرغوب فيه، والأخوان ليسوا حزباً، والقانون "التفصيل" واضح وصريح في عبارته ولن يطبّق باستثناءات في ما بعد. ثم بعد الرئاسة يحلّها حلاّل أو محلِّل...
بس كده؟
في نهاية فيلم "المحلف الهربان" runaway jury،
يسأل المحامي البطل: "كيف قلبت أصواتهم"؟
- قلبت؟ أنا بس سبتهم يقولوا اللي عايزينه...
كلّما شاهدت في الأفلام كيف يسقط البطل الطاغية نفسه في الفخ قرب نهاية الفيلم،
وكيف تجاهل مشورة الحكماء وسمع كلام السفهاء، حتّى أنّ الجمهور يتعجّب كيف أنّه لم يلاحظ قدوم النهاية،
أتعجّب مع الجمهور:
- إزاي عمل في نفسه كده؟
- غروره خلاه يلعب بالنار.. حرقته !
- زي عتريس؟
- هل هي "صفقة" أو "تربيطة" أو "مؤامرة" مع الحكومة؟
- ولو هي صفقة أو تربيطة أو مؤامرة، من الكسبان منها؟ ومن الداعي إليها؟ وإلى من وُجِّّه الزنبوق؟
- هل هي تخويف لأمريكا لتهرول إلى أحضان الحزب الوطني بدلاً من "الغد" وأشبال المعارضة؟
- هل هي مناورة ترفع الحكومة فيها اليد العليا أم هي مهادنة الحكومة لتهدئة النفوس؟
- لماذا "فوّتت" الحكومة للمعارضة الجديدة وقت انتخابات الرئاسة، و"سمحت" لأيمن نور أن يتفرعن، ولـ"كفاية" أن تتظاهر، و"خنقوا" صوت الإخوان، ثم جاءوا الآن بانقلاب ١٨٠ درجة في السياسة فأطلقوا يد جماعة الإخوان المسلمين أن تجاهر بالترشيح لأوّل مرّة بل تفوز، وقطعوا يد المعارضة المتحالفة أيّما قطع؟
(هل تتذكّرون حين قال مهدي عاكف وقت انتخابات الرئاسة: "نحن سنركّز على الانتخابات التشريعيّة"؟)
*****
أرجع وأقول أقوالي المأثورة:
بدلاً من الفتي والتحليل.. لنطرح الأسئلة ثم ننتظر.
لنتفرّج بلا ادّعاء للفهم (لأنّ اللي يقول إنّه فاهم وأصلاً ما فيش حاجة تتفهم يبقى بيهجّص)،
ثم لنحيّد مشاعرنا وإحباطنا المزمن، ولنتعلّم "من أين تؤكل الكتف"،
ثم لنراقب ونحاول الفهم بلا حكم (لأنّ الحكم ينهي الفهم)،
ثم لنراقب بإعجاب (وتغزُّل) أساليب "النظام" في فرض النظام، وفي التعامل مع المعارضة (one at a time)، لأنّ الأحكام المسبقة والانفعال والغضب والحنق والحَمقة والفَرسة والنَقطة جميعها تمنع الإعجاب، وكلّ هذا يعود ليمنع الفهم (لو فيه حاجة تتفهم)!!!
*****
"يا ابني افهم..
كره إيه وحب إيه اللي إنت جاي تقول عليه؟
أعداء الله إيه وحبايبنا إيه؟
إنت في سنة رابعة سياسة ولسة ما فهمتش!؟
في السياسة: لا أبيض ناصع ولا أسود فاقع...
لا صداقات دائمة ولا عداوات دائمة،
بل مصالح مشتركة
أو مصالح ملتقية
مصاااااااااالح
افهم بقى
شكلك عمرك ما هتفهم"
*****
"يا ابني افهم..
كره إيه وحب إيه اللي إنت جاي تقول عليه؟
أعداء الله إيه وحبايبنا إيه؟
إنت في سنة رابعة سياسة ولسة ما فهمتش!؟
في السياسة: لا أبيض ناصع ولا أسود فاقع...
لا صداقات دائمة ولا عداوات دائمة،
بل مصالح مشتركة
أو مصالح ملتقية
مصاااااااااالح
افهم بقى
شكلك عمرك ما هتفهم"
*****
ثم... في وسط هذه التساؤلات، أضيف تساؤلات:
ـ لماذا يغلب فكر "المؤامرة الفوقيّة" دائماً على إعطاء أيّ اعتبار للـ"ناس"/"الشعب" أو النسبة القليلة من الشعب (التي هي لا تزال جزءاً منه) والتي تنتخب؟ لماذا لا تكون هناك أيضاً "مؤامرة تحتيّة"؟
ـ لماذا نختزل "الحكومة" دائماً إلى قوّة واحدة "شرّيرة" على شاكلة الأفلام الكرتونيّة؟
أليست الحكومة = مراكز قوى + حزب+ تيّارات + أمن + جيش + مخابرات + أصحاب مصالح ومنتفعون؟
أليس هناك "حرس قديم" و"فكر جديد" وهكذا؟
أليس هناك "البديل الأمنيّ" و"البديل الدبلوماسيّ" و"البديل المخابراتيّ" و"البديل الواطي" ثم طبعاً "الخيار الديمقراطي" و"الفقّوس القومي"؟
أليس هناك "حسين فهمي" و"مصطفى متولّي" في اللعب مع الكبار؟
أليس هناك ذوو توجّهات إسلاميّة بين كبار الضبّاط والقضاة و.. و..؟
{الكلام نفسه -بالمناسبة-ينطبق على التعامل مع المعارضة في السابق منذ ما قبل انتخابات الرئاسة...}
*****
في النهاية، لا أجد أفضل من تحليل قرد الرمال تعليقاً على محمّد (وهذا ليس غريباً على ذكاء الـ Sandmonkey الحاد الذي لا يدركه معظم مخالفيه في الرأي)، وإن كنت ما زلت أضعه تحت الاختبار إلى جانب التحليلات الأخرى.
يقول قرد الرمال (أو هذا ما قاله بحسب فهمي):
في المرحلة الحالية (الحرجة طبعاً) كلّ ما يهم الحزب الوطنيّ هو ضمان انتخابات الرئاسة القادمة (بعد الشرّ بعد عمرِن طويلِن): من المهم ألاّ يحظى أيّ حزب بنسبة الـ٥٪ حتّى لا يكون لأيّ حزب حقّ (أو فرصة) مفاجأة الحزب الحاكم بمرشح للرئاسة غير مرغوب فيه، والأخوان ليسوا حزباً، والقانون "التفصيل" واضح وصريح في عبارته ولن يطبّق باستثناءات في ما بعد. ثم بعد الرئاسة يحلّها حلاّل أو محلِّل...
بس كده؟
صدقت فعلاً يا قرد الرمال!!
*****
في نهاية فيلم "المحلف الهربان" runaway jury،
يسأل المحامي البطل: "كيف قلبت أصواتهم"؟
- قلبت؟ أنا بس سبتهم يقولوا اللي عايزينه...
*****
كلّما شاهدت في الأفلام كيف يسقط البطل الطاغية نفسه في الفخ قرب نهاية الفيلم،
وكيف تجاهل مشورة الحكماء وسمع كلام السفهاء، حتّى أنّ الجمهور يتعجّب كيف أنّه لم يلاحظ قدوم النهاية،
أتعجّب مع الجمهور:
- إزاي عمل في نفسه كده؟
- غروره خلاه يلعب بالنار.. حرقته !
- زي عتريس؟
ستار
7تعليقات:
ملاحظات صغيرة :
- في مصر فوز مرشح في انتخابات نزيهة لا تعني اختيار الشعب
فنزاهة الانتخابات ليس هي الديمقراطية
كنا نعلم ان مبارك (اي مبارك) سيفوز في الانتخابات الرئاسية حتى لو لم تزور، وقد تم التزوير لتجميل الصورة فقط
ولكن ليست هذه هي الديمقراطية وليست هذه هي الشرعية
- ماهي نسبة المشاركة في الانتخابات وماذا يعني ذلك؟
- ان لم ندعي الفهم فلن نستطيع ان نضع تصور لما يمكن أن نفعله لاحقا :)
انا لفت انتباهي تصريح الشربف وحبيب المتزامن في الموضوع كله يارامي
http://justice4every1.blogspot.com/2005/11/blog-post_17.html
" bass el ekhwan momken yendammo l ay 7ezb wel 7ezb da hayeb2a 3ando aktar men 5%!"
فكرة ظريفة برضه يا ميزو، ممكن ينضموا لحزب الغد مثلاً؟ بس ساعتها هيرشحوا حد من الإخوان ولا الحزب؟
على العموم ما تقلقش. وقتها القضايا بتاعة بطلان الانتخابات هيتنظر فيها وهيتم حلّ مجلس الشعب المزوّر :)
لا تقلق
Rami, just a few thoughts:
The result of the elections is, as you said, an amalgam of several factors, mainly (in ascending importance: The will of the people, the turnover, and NDP manipulations. The will of the people is sadly the least important of the three, and is easily circumvented. The turnover helps the NDP, which ships its supporters and thugs regularly to the polls, and adds a lot of nonresidents to the rolls in key battles, and the Brotherhood, which is very well organized and convinces its member of voting as a religious duty. The majority of Egyptians (including me and you) abstain from elections for the fear of “Bahdala”. Many of us are supporters of the opposition, mainly the liberal parties, which suffers the most from this lack of turnover.
The NDP tricks in my opinion are the deciding factor. The party (i.e. Elhokouma) can control many things before, during, or after the elections. Like microorganisms, the NDP have different regulatory and defense mechanisms that could be switched on and off as needed to achieve the target percentage representation in the parliament. More importantly, most of these controllable factors could still be done within a democratic façade.
Regarding you question of relative strengths / weaknesses of the brotherhood and the opposition. In absence of any real opinion polls, there is no way to know what exactly would be their performance in a fair election. However, it appears to me that the government did not ally itself with the Ikwan per se. It just let them loose and gave them an indirect message regarding a red line not to cross (e.g. fielding no more than 150 candidates). The Ikwan are a real power whether we like it or not, and they know how to win elections. The opposition supporters on the other hand are either "Ghalaba", middle class "welad nas" that doesn't like to get yelled at or beaten by the police and thus stay home.
I think in a real and fair elections (In which everyone is FREE to vote and the NDP stops convincing people that the sky will fall if it looses power), the NDP would get 30-40%. The party has some real support among the poorest (bought by money and promises or have a mafeesh faida attitude), recalcitrant elements in the middle class (What we know is better, at least they stole enough), the business community (Many are either in bed with the government, or afraid of far reaching anti-business pro socialism reforms, or Ikwan control which could scare foreign investment), and (sad to say it but it is generally true) many in the Coptic community. The Ikwan will get 20% (same as they would get now, relief of government harassment and more participation by secular opposition supporters will cancel each other), and the combined opposition will get 40-50%. Liberals (Wafd, Elgahd) will probably get most of that.
Salam
Mostafa
بقول ايه يا رامي....
هو ممكن الاخوان الفايزيين في المجلس يأسسوا حزب او ينضموا لحزب قائم( تحايل على القانون بتاع ال 5 %) زي الناس التانية اللي نزلت مستقلة بعدين رجعت للحزن الوطني تاني؟
This comment has been removed by a blog administrator.
ملاحظات قانونية:
1- يستطيع "الاخوة" الأعضاء بالمجلس أن ينضموا إلى أي حزب سياسي وبذلك يضمنون له نسبة 5 % المطلوبة للترشيح للرئاسة
2- يجب أن يكون هذا الحزب قائما منذ ما يزيد عن 5 اعوام متصلة، أي انه اذا تنازل الرئيس او لا قدر الله حدث له مكروه خلال الاربع اعوام القادمة فان حزب الغد بالذات لا يستطيع ان يرشح احدا للرئاسة، واذا ما صدر قرار ايقاف لحزب الغد ولو بصفة مؤقتة خلال الست سنوات قادمة فانه لا يستطيع ان يرشح احدا
3- المرشح للانتخابات الرئاسية يجب ان يكون عضوا بالهيئة العليا للحزب الذي يريد ترشيحة وبالتالي لا يملك الحزب ان يرشح اي "اخ" لمجرد انه اعلن انضمامه للحزب
4- عضو الهيئة العليا للحزب الحائز على نسبة تزيد عن 5% من أعضاء المجلس لا يستطيع ترشيح نفسه الا اذا امضى اكثر من عام في عضويته للهيئة العليا ، وبالتالي اذا ما تم تنازل الرئيس في وقت غير متوقع، مثل مرو 11 شهرا على انضمام احد "الاخوة" الى الهيئة العليا لحزب ما، فانه لن يستطيع ترشيح نفسه
5- لا يجب ان ننسى ان نسبة 5% تطبق على مجلسي الشعب والشورى، وانتخابات مجلس الشورى عادة اصعب لكبر دوائرها ولا يعلم احد ما سيجرى في هذه الانتخابات
6- بعد استكمال كل هذا يجب ان نتذكر انه اذا لم يحدث مكروه ما للسيد الرئيس، لا قدر الله، ولم يقرر التنازل عن السلطة، فان انتخابات الرئاسة القادمة عام 2011 سوف تعتمد على انتخابات مجلس الشعب عام 2010
صدق من سماهم ترزية قوانين شفتوا تفصيل بالدقة دي؟
Post a Comment
<< Home