لماذا سأصوم يوم الإثنين؟
ما رُبع ما يتمنّاه المرء يدركه
تأتي الرياحُ بما لا تشتهي السُفُنُ!!
تأتي الرياحُ بما لا تشتهي السُفُنُ!!
اشتهت السُفُن مبادرةً تضامنيّةً في أوّل رمضان، وإعلاناً صادقاً لحسن النوايا،
فأتت رياحُ القبح بالشائعات الممتزجة بالحقائق المضخّمة،
وكنست رواسب الكراهيّة الكامنة فأثارت أتربة النوايا السيّئة،
وهبّت بعصفٍ صاخبٍ لا ينقطع من الـ"نحنُ" والـ"هُم" والـ"بادي أظلم" والـ"بقاء للأقوى".
اشتهت السفن في بداية رمضان يوماً روحيّاً مشتركاً،
يصوم فيه مسيحيّون مع بداية الشهر الذي يتأهّب فيه مسلمون كثيرون للتركيز على وصل ما انقطع بخالقهم، وتقوية ما اتّصل بذي الجلال والإكرام،
ودارت في الكواليس محاورات حول مغزى يوم الصوم المشترك، وحول أهميّة أن يتمّ في وقار وهدوء لتفادي الصخب و"المنظرة" وفلسفة "الأحضان وتقبيل اللحى"، مع عدم إغفال إعلانه "على الضيّق" ليشارك فيه من لا يحبّون الضجيج...
كان هدف المسيحيّين المبادرين بالصوم إعلان احترامهم الحقيقيّ لصوم أخوتهم المسلمين، ورغبتهم في أن تكون علاقة الأخوّة في الإنسانيّة (والوطن) علاقةً "أمام الله" لا مجرّد ترابط اجتماعيّ سياسيّ لتفادي الأزمات،
كان الهدف أيضاً التضامن مع كلّ مسلم مظلوم في العالم ومع كلّ مسلم فقير لا يجد ما يكفيه في شهر الخير،
ثم حدث ما حدث،
وصار لصومِنا الآن معنىً "علاجيّاً" لا وقائيّاً..
وها هو-للأسف-يبدو كـ"ردّ فعل" و"مبادرة رومانسيّة لطيفة رقيقة"، لكنّه لم يكُن أبداً كذلك!
لا بأس!
وها هو-للأسف-يبدو كـ"ردّ فعل" و"مبادرة رومانسيّة لطيفة رقيقة"، لكنّه لم يكُن أبداً كذلك!
لا بأس!
سأصوم يوم الإثنين،
لا كجزء من حركات "ترقيعيّة" لنسيج المجتمع المصريّ،
ولا كمبادرة "تليڤزيونيّة"،
ولا بالطبع كفعل تقويّ (كتهذيب للجسد، أو للتدرّب الروحيّ أو أو..) فلهذا أوقاته الأخرى...
بل...
سأصوم تضامناً مع كلّ مسلم مظلوم في العالم كلّه في الشهر الذي يضع فيه كلّ إنسان مسلم الله أولويّةً قبل كلّ طعام وشراب،
سأصوم لأقول: الله أولاً، نقف أمامه معاً، نستغفره معاً عمّا تقاعسنا عنه، ونسأله ألاّ يؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا، ونسأله أن يذكّرنا أنّه الأوّل والآخر في حياتنا جميعاً،
لو أعطينا كرامتنا الأولويّة قبله صرنا نعبد كرامتنا،
لذلك أنا صائم عن كرامتي يوم الإثنين
لو جعلنا مصالحنا أولويّةً قبله صرنا نعبد مصالحنا،لذلك أنا صائم عن مصالحي يوم الإثنين
لو جعلنا كبارَنا أولويّةً قبله صرنا نعبد الكِبار،لذلك أنا صائم عن اتّباع "الكِبار" يوم الإثنين
لو خصّصنا لاستقرارنا الأمنيّ والنفسيّ الأولويّةَ قبله صرنا نعبد استقرارنا، لذلك أنا صائم عن تفضيل الاستقرار يوم الإثنين
لو جعلنا طعاماً أو شراباً أو ملبساً أو عقاراً أو بنينَ أو مالاًأو قريباً أو بعيداً أو حياةً أو مماتاً الأولويّةَ قبله،
فقد صرنا نعبد هؤلاء وأولئك من دونه تعالى،
لذلك سأحاول الصيام يوم الإثنين
وبهذا المعنى فقط،
أدعوكم للصيام معي يوم الإثنَيْن...
معاً...
أمام الله،
لا سواه!
أدعوكم للصيام معي يوم الإثنَيْن...
معاً...
أمام الله،
لا سواه!
Labels: مصارحة ومصالحة, وحدة وطنية
17تعليقات:
ممكن يا رامي توضح أكثر كانت إيه فكرة الصيام المشترك قبل الأحداث الأخيرة
إيه الأسباب؟؟ شاركت الفكرة مع كام واحد؟؟ كانت إيه ردود فعلهم؟؟
أنا حاسس إن توضيح ده مهم، لأنه بجد فيه مسيحيين كثير جداً بيتكلموا مابينهم وبين بعض عن الإسلام بمنتهى الحب والتقدير والاحترام
بمنتهى الحب فعلاً
وأي كلام بيتقال دلوقت مش تلميع سياسي، الكلام ده متروك للكبار
مش متأكّد إني فاهم سؤالك قوي. عايزني أوضّح إيه؟
أنا شاركت الفكرة مع خمسة ستة وكلّهم وافقوا بس البعض كان خايف تكون شكلها منظرة لو أعلنّا عنها في المدوّنات، وتم الاتّفاق على المبدأ لكن لم يحدد الموعد.
وكان الهدف من ذلك اليوم التعبير عن شعور هؤلاء المسيحيين بما يعانيه الكثير من المسلمين من مشكلات في أنحاء مختلفة من العالم لا سيّما بسب "شبهة الإرهاب" التي صارت تلكيكة، إلى جانب نوع من التضامن الروحي.
ممكن توضّح إنت؟
"أنا حاسس إن توضيح ده مهم، لأنه بجد فيه مسيحيين كثير جداً بيتكلموا مابينهم وبين بعض عن الإسلام بمنتهى الحب والتقدير والاحترام"
هو أنا قلت عكس ذلك؟
ذكرتني بزمان. قبل سنوات كثيرة .... عندما كنت أعتبر نفسي متدينة. كانت والدتي تصوم رمضان معي مع أنها مسيحية كاثوليكية. كنت دائما أقول لها أنه مفيش داعي تحرم نفسها من الأكل والشرب لمجرد أنني صائمة. كانت دائما ترد بنفس الرد "لا أستمتع بالأكل عندما تكون إبنتي جائعة"
مبادرة في غاية الإحترام فعلا
للأسف ما قصد به أن يتعدى الطبيعي حولته وطأة السلبيات إلى *يا دوب* المعقول.
أنا بس يا دكتور كنت حاسس إنك بتتكلم كأن الناس كلها كانت معانا وإحنا بنتكلم، وكان نفسي تشارك أكثر بالمشاعر الحقيقية الموجودة في وسط الناس اللي أنت تعرفهم، ومشاعرك أنت الشخصية - ليه فكرت أصلاً -؟
كده فهمت؟
ـ"كده فهمت؟"
آه فهمت.
لكن أنا مش باكتب مذكراتي :)
ممكن أنت تقوم بواجب التوضيح لو شايفه مهم...
أنا مش حاسس إني عايز أبوّظها بتفسيرات.
ـ
I do support the idea waiting for initiation. I'm with u. I propose to break the fast together in a known please (for example, in El Bohira resturant in Azhar Park)??
Tagged here
بص يارامى هيه فكرة جميلة جدا وفيها روح التألف الى موجود بين المصريين
بس عارف ايه الى عجبنى اكتر ؟ الجزء ده :-
"لو أعطينا كرامتنا الأولويّة قبله صرنا نعبد كرامتنا،
لذلك أنا صائم عن كرامتي يوم الإثنين
لو جعلنا مصالحنا أولويّةً قبله صرنا نعبد مصالحنا،
لذلك أنا صائم عن مصالحي يوم الإثنين
لو جعلنا كبارَنا أولويّةً قبله صرنا نعبد الكِبار،
لذلك أنا صائم عن اتّباع "الكِبار" يوم الإثنين
لو خصّصنا لاستقرارنا الأمنيّ والنفسيّ الأولويّةَ قبله صرنا نعبد استقرارنا،
لذلك أنا صائم عن تفضيل الاستقرار يوم الإثنين
لو جعلنا طعاماً أو شراباً أو ملبساً أو عقاراً أو بنينَ أو مالاً
أو قريباً أو بعيداً أو حياةً أو مماتاً الأولويّةَ قبله،
فقد صرنا نعبد هؤلاء وأولئك من دونه تعالى،
"
لانك فهمت روح الصيام والهدف منه فعلا لان كتير من الناس فاكرين ان الصيام هو شوية جوع وعطش وبس اتمنى ان كل الناس تقراء الكلمتين بتوعك الى فاتوا دول ويفكروا فيهم كويس
"لو أعطينا كرامتنا الأولويّة قبله صرنا نعبد كرامتنا،
لذلك أنا صائم عن كرامتي يوم الإثنين
لو جعلنا مصالحنا أولويّةً قبله صرنا نعبد مصالحنا،
لذلك أنا صائم عن مصالحي يوم الإثنين
لو جعلنا كبارَنا أولويّةً قبله صرنا نعبد الكِبار،
لذلك أنا صائم عن اتّباع "الكِبار" يوم الإثنين
لو خصّصنا لاستقرارنا الأمنيّ والنفسيّ الأولويّةَ قبله صرنا نعبد استقرارنا،
لذلك أنا صائم عن تفضيل الاستقرار يوم الإثنين
لو جعلنا طعاماً أو شراباً أو ملبساً أو عقاراً أو بنينَ أو مالاً
أو قريباً أو بعيداً أو حياةً أو مماتاً الأولويّةَ قبله،
فقد صرنا نعبد هؤلاء وأولئك من دونه تعالى،
"
عمال اقرا يا رامي العبارات دي وكل مرة افهمها بشكل مختلف
:)
مش حقولك كام معني جه في دماغي
بما انك انت الوحيد اللي ف امريكا واعرفه
يبقي حنصوم مع بعض...بال
network :)
ana hassoum el etnin, 3alashan ana 3arfa eno yefre7 alb rabena eno yeshoufna kolna saymin ma3 ba3d, benbosselo howa mosh hadafna ay 7aga tania...
"I propose to break the fast together in a known place"
I think anybody can do their initiative. The idea is already discussed by Africano but everyone can add their parts.
أهم حاجة ما تتحوّلش للتركيز على المظهر وإهمال البعد الروحي: الاتّحاد أمام إله واحد أكبر من اختلافاتنا.
ـ
ـ"
للأسف ما قصد به أن يتعدى الطبيعي حولته وطأة السلبيات إلى *يا دوب* المعقو"
"تعدّي الطبيعي" إيه يا ألف دلوقتِ... أنا طمعان في تعدّي الجمود والشلل ليس أكثر :)
خسارة أنّ أصحاب العمائم السوداء والبيضاء كلّ ما يركزّون عليه هو موائد الإفطار المشترك والأحاديث المعسولة مع حسابات التوازنات وإرضاء الأتباع من اليمين واليسار، لكنني لم أسمع أحداً منهم يدعو أبداً لتضامن روحي.
هل يعكس هذا أولويّاتهم؟؟؟
ـ
الفكرة كانت حلوة من ساعة ما عرضت للمرة الأولى قبل كل الأحداث الأخيرة
كان جمالها إنها بعيدة عن القبلات أمام التليفزيون وتعانق الذقون الهادف لرتق ثوب تهرأ ولم يعد يجدي فيه ترقيع
الآن صارت "ضرورة" على أمل أن ننقذ شيء تبقى من محبتنا لبعضنا البعض
نوقشت الفكرة وقتها على أن تكون بعيدة عن الإعلان، الآن ها هي تُعلن رغماً عنا جميعاً
عل هذا اليوم أيضاً يخرجنا من دائرة الكآبة والعجز الخانقة التي جثمت علينا، أمام أخبار "الوحدة الوطنية"
"تضامن روحي"؟ حلو جداً التعبير
"طبعًا لأ، مش لازم أحداث إسكندرية ولا حاجة علشان آجي أتسحر عندك، أنا جاي طبيعي"
كان هذا رد أحد أعز أصدقائي وهو مسلم عندما دعوته و6 آخرين من أصدقائي المسلمين على وجبة السحور في منزلي منذ أيام. أعجبت برأيه العفوي جدًا ولم أذكر لباقي أصدقائي علاقة فكرة دعوتهم على السحور بأي أحداث لأننا بالفعل لا نحتاج إلى ذلك. (على فكرة طبخطتلهم اختراع من اختراعاتي وكان جامد وعجبهم جدًا).
للأسف لن أصوم غدًا بسبب الأدوية التي وصفها لي الطبيب الأفريقي وزملاء مهنته ... لكني صمت بالفعل يومين خلال هذا الشهر، وكان ذلك قبل الأحداث، لأني كنت مدعوًا على إفطار مرة ومشارك مع دفعتي مرة ثانية وذلك لأني أرى أن مائدة الإفطار الرمضانية مرتبطة بالصيام إما أختارهما معًا أو أترك كلاهما: إفطار بلا صيام يبقى دلع :) ساعتها لم أفكر في التضامن بمعناه الحالي ولم أفصح عن صيامي لأي شخص سوى أهل بيتي كيلا ينتظروني للغذاء، كان المعنى فقط مشاركة وجدانية.
ـ
this is very noble from you ya Doctor
really noble
wish that many people think in the same way like you
thanks you for noble feeling my dear friend
يا ابن عبد العزيز، طبعاً طبعاً،
واليوم في أمريكا الصيام أسهل لأنّ التوقيت الشتوي بدأ: يعني الفطار خمسة وعشرة.
يا ميلاد، يا سيدي خذ الأدوية وصوم برضه معانا/ ما إحنا قلنا الطعام والشراب دول آخر حاجة نهتم بها.
يا زينب أشكرك، بس بجد مافيش داعي لتحميل الفكرة أكثر ممّا تحتمل. الأفكار دائماً سهلة (خاصةً حين تكون أفكار "شيك" تجلب المديح)، لكن ربما يكون الأصعب هو حين نقف معاً على خط النار... ساعتها النبل الحقيقي سيُمتَحَن: هل ينقذ أحدنا الآخر ولا هنطلع نجري.
ـ
Post a Comment
<< Home