فَوْزٌ لا رَيْبَ فيه
في الساعات الأخيرة من العدّ وفرز الأصوات، أضحى من الواضِح البَيِّن أنّ الرئيس الأمريكيّ جورج و. بوش سوف يحتفظ بمكانه، إذ سيُعاد انتخابه بفارِقٍ ضئيل ولكنّه حاسم.
ما زالت وسائل الإعلام تمارس لعبتها الأخيرة لإبقائنا -القرّاء والمشاهدين- على أعصابِنا ساهرين وقد تجاوزت الساعة منتصف الليل بتوقيت وسط الولايات المتّحدة. لكنّ الحقيقة الواقعة التي حاولت إنكارها لسويعات وما زال الديمقراطيّون (أعضاء الحزب الديمقراطيّ الأمريكيّ) ينكرونها، هي أنّ جورج بوش الثاني قد فاز فَوزاً بيِّناً لا رَيْبَ فيه، وليس هذا الفوز الصعب هو مربط الفرس، بل قد فاز الحزب الجمهوريّ بأغلبيّة مجلسي الشيوخ والنوّاب، ومازال حُكّام الولايات الجمهوريّون يفوقون الديمقراطيّين عدداً: الخلاصة لكلّ لبيب: الجمهوريّون هم الأقوى، وهم الذين يريدهم الأمريكان. أضعف هؤلاء الجمهوريّين الفائزين هو بالطبع الرئيس الفائز "بالعافية" الذي سيخرج بعد دقائق من عنق زجاجة الانتخابات (والله أعلم متى سيخرج من عُنق زجاجة الحرب).
الحقيقة التي على الديمقراطيين مواجهتها هي أنّهم خسِروا على جميع الجبهات، وعليهم أن يفعلوا ما يفعله الإنسان الناضج عند الهزيمة: الاعتراف، مراجعة الذات، ثمّ تعديل السياسة.
فشل الديمقراطيّون في إسقاط رئيس جمهوريّة دفع البلاد إلى حرب يعارضها قرابة نصف الشعب وغالبيّة العالم. فشلوا في التحكم في البرلمان. فشلوا في إيجاد مرَشّح واحد لإسقاط أحد أضعف الرؤساء الأمريكان شعبيّةً.
لماذا؟
تفاءل الديمقراطيّون هذا الصباح لكثرة عدد الناخبين، ظنّاً منهم بأنّ الأعداد الزائدة هي من الشباب الذين لا يشاركون عادةً. لكنّ الأرقام قالت إنّ الناخبين الجدد كان بهم نسبة كثيرة أيضاً من المسيحيين المحافظين الّذين خرجوا لحماية ما يعتبرونه -وما يعتبره المحافِظون في كلّ مكان- القِيَم المؤسّس عليها المجتمع: وأهمّها رفض الإجهاض، حِماية قدسيّة الزواج بمنع زواج بني الجنس الواحد، حِماية القِيَم الدينيّة عامّةً. لعب بوش بسهولة على هذه القِيَم، مع أنّه تسبّب وحده في موت العديد من بني وطنه والأوطان الأخرى في الوقت الذي يُدافِع فيه عن حياة الأجِنّة في الأرحام.
الخُلاصة هي أنّ الحزب الجمهوريّ فاز فَوزاً مُستحَقّاً -مع اختلافي الشديد مع مبادئه وسياساته- وأنّ الحزب الديمقراطيّ فشل فشلاً ذريعاً سيلاحقه لأجيال (مع اختلافي أيضاً مع الكثير من سياساته). وأنّ مزايدة الحزب الديمقراطيّ على الحرب (وتراجعه عن رفضِها لإرضاء الشعب) لم تشفع له. الدرس السياسيّ الذّي عرفه أجدادُنا الحُكماء: لا تُزايد على مزايا خصومِك، ولا تبِع المياه في حارة السقّايين.
مازال مقدِّمو البرامج المتلفزة خلفي -بعد نصف ساعة أكتُب فيها- يثرثرون في حسبة بِرما واحتِمالات فوز كيري وهزيمة بوش، مازالون على أمل أو عشمٍ كعشم إبليس في الجنّة: أعشم في فوز كيري أم عشم في إبقائي يقِظاً؟
فاز بوش.. خسِر كيري.
فاز الجمهوريّون.. خسِر الديمقراطيّون.
على المهزوم أن يراجِع سياساته، ويتساءل عمّا يريده الشعب: لا ما تريده القوى السياسيّة.
والكلام لكُم يا جميع الجيران...
الحمدُ لله أنّنا في مِصر لا ننهزم في الانتخابات: فالجميع يفوزون!!
ـ
ما زالت وسائل الإعلام تمارس لعبتها الأخيرة لإبقائنا -القرّاء والمشاهدين- على أعصابِنا ساهرين وقد تجاوزت الساعة منتصف الليل بتوقيت وسط الولايات المتّحدة. لكنّ الحقيقة الواقعة التي حاولت إنكارها لسويعات وما زال الديمقراطيّون (أعضاء الحزب الديمقراطيّ الأمريكيّ) ينكرونها، هي أنّ جورج بوش الثاني قد فاز فَوزاً بيِّناً لا رَيْبَ فيه، وليس هذا الفوز الصعب هو مربط الفرس، بل قد فاز الحزب الجمهوريّ بأغلبيّة مجلسي الشيوخ والنوّاب، ومازال حُكّام الولايات الجمهوريّون يفوقون الديمقراطيّين عدداً: الخلاصة لكلّ لبيب: الجمهوريّون هم الأقوى، وهم الذين يريدهم الأمريكان. أضعف هؤلاء الجمهوريّين الفائزين هو بالطبع الرئيس الفائز "بالعافية" الذي سيخرج بعد دقائق من عنق زجاجة الانتخابات (والله أعلم متى سيخرج من عُنق زجاجة الحرب).
الحقيقة التي على الديمقراطيين مواجهتها هي أنّهم خسِروا على جميع الجبهات، وعليهم أن يفعلوا ما يفعله الإنسان الناضج عند الهزيمة: الاعتراف، مراجعة الذات، ثمّ تعديل السياسة.
فشل الديمقراطيّون في إسقاط رئيس جمهوريّة دفع البلاد إلى حرب يعارضها قرابة نصف الشعب وغالبيّة العالم. فشلوا في التحكم في البرلمان. فشلوا في إيجاد مرَشّح واحد لإسقاط أحد أضعف الرؤساء الأمريكان شعبيّةً.
لماذا؟
تفاءل الديمقراطيّون هذا الصباح لكثرة عدد الناخبين، ظنّاً منهم بأنّ الأعداد الزائدة هي من الشباب الذين لا يشاركون عادةً. لكنّ الأرقام قالت إنّ الناخبين الجدد كان بهم نسبة كثيرة أيضاً من المسيحيين المحافظين الّذين خرجوا لحماية ما يعتبرونه -وما يعتبره المحافِظون في كلّ مكان- القِيَم المؤسّس عليها المجتمع: وأهمّها رفض الإجهاض، حِماية قدسيّة الزواج بمنع زواج بني الجنس الواحد، حِماية القِيَم الدينيّة عامّةً. لعب بوش بسهولة على هذه القِيَم، مع أنّه تسبّب وحده في موت العديد من بني وطنه والأوطان الأخرى في الوقت الذي يُدافِع فيه عن حياة الأجِنّة في الأرحام.
الخُلاصة هي أنّ الحزب الجمهوريّ فاز فَوزاً مُستحَقّاً -مع اختلافي الشديد مع مبادئه وسياساته- وأنّ الحزب الديمقراطيّ فشل فشلاً ذريعاً سيلاحقه لأجيال (مع اختلافي أيضاً مع الكثير من سياساته). وأنّ مزايدة الحزب الديمقراطيّ على الحرب (وتراجعه عن رفضِها لإرضاء الشعب) لم تشفع له. الدرس السياسيّ الذّي عرفه أجدادُنا الحُكماء: لا تُزايد على مزايا خصومِك، ولا تبِع المياه في حارة السقّايين.
مازال مقدِّمو البرامج المتلفزة خلفي -بعد نصف ساعة أكتُب فيها- يثرثرون في حسبة بِرما واحتِمالات فوز كيري وهزيمة بوش، مازالون على أمل أو عشمٍ كعشم إبليس في الجنّة: أعشم في فوز كيري أم عشم في إبقائي يقِظاً؟
فاز بوش.. خسِر كيري.
فاز الجمهوريّون.. خسِر الديمقراطيّون.
على المهزوم أن يراجِع سياساته، ويتساءل عمّا يريده الشعب: لا ما تريده القوى السياسيّة.
والكلام لكُم يا جميع الجيران...
الحمدُ لله أنّنا في مِصر لا ننهزم في الانتخابات: فالجميع يفوزون!!
ـ
0تعليقات:
Post a Comment
<< Home