انتخِبوني... ولَكِن
ـ"انتخِبوني ولكنّني لستُ خيرَ مَن يمَثِّلُكُم..."
هل تتصوّر أيّها القارئ أن تسمع عِبارةً كهذه من أيّ مُرَشّحٍ لأيّة انتِخابات؟
أعتقد أن الإجابة بالنفي، ليس لأنّ كلّ مرشّح "يظنّ" أنّه خير من يُمَثِّل ناخبيه، بل لأنّ كلّ مرشّح "مضطرّ" أن يقول هذا لناخبيه. فالجماهير لا تُحِبّ المُرَشّح المتردد، ولا يريدونه يذكِّرهم بضعفهم، بل يريدون مُرَشَّحاً يعبّر عن قوّةٍ ليست فيهم، وبطولة يحلمون بها، وهيبةٍ يخافونها. والموضوع جادّ أيضاً، إنّها انتخابات وليست لُعبة، الفوز يعني مال وجاه وسلطان!
لإرضاء الجماهير والقِطعان البشريّة، يُضطرّ المرشحون أحياناً إلى التجمُّل –لا أريد أن أقول الكذب- بادّعاء بعض ما لا يملكون من خِصال، وبالوعد بما لا قِبل لهم بِه من أعمال.
ما الموضوع؟
أعنِ الانتخابات الأمريكيّة سأتحدّث؟ لا. ولكنّ موسم الانتخابات في أمريكا وفي دُوَلٍ أخرى أوحَى لي بهذه المُقدِّمة.
الموضوع عن انتخابات أبسَط كثيراً، عن مُسابَقة وجدت نفسي فيها، وها أنا مُضطرٌّ للوقوف موقف المُرَشّح المُتعِب، وللتخلّي عن موقف "المشاهد" أو "الناقِد" المريح! فها هو اختبارٌ حقيقيٌّ لي، ليس اختباراً لجودة مَوقِعي فحسب، بل أيضاً لكيفيّة سلوكي. أبنُبلٍ سأسلُك أم بنفعيّة؟ أسأتبع المثاليّات الجميلة، أم سأومن بأنّ الغايةَ تُبرّر الوسيلة؟
مُسابَقة "أفضل بلوج" تنظّمها هيئة الإذاعة والتلفزة الألمانيّة، وأخبرتني بِها أختي التي تعيش في ذلك البلد الراقي ماديّاً ومعنويّاً، فشجّعتني أن أنضمّ إليها في الوقت شبه الضائع: قبل إغلاق باب الاشتراك بأيّامٍ. لم أكُن أدري ما إذا كُنتُ قادِراً على الفوز –لحداثة عمُر بلوجّي وقلّة عدد مقالاته— ولا إن كنتُ مستعدّاً للاشتراك، لكنّن أخذتُ خطوةً جريئة وقدّمتُ مُعظم بلوجّاتي (سجلاتي الإلكترونيّة) ووضعتُها حيثُ تنتمي. فوضعتُ هذا البلوج مثلاً في فئة أفضل بلوج صحفيّ باللغة العربيّة، وهكذا.
وأنا الآن أدعوكم ببساطة لانتخابي –إن كنتم تفضّلون هذه المكاتيب— بالذهاب إلى ذلك الموقع، والتصويت نعم لأفضل بلوج صحفيّ باللغة العربيّة.
هل أستطيع أن أزعم أنّ ما أكتبه يحوي أفضل مقالات صحفيّة باللغة العربيّة؟ لأصدقكم القول: الإجابة هي نعم ولا.
لا! ما أكتبه ككُلّ ليس الأفضل صحفيّاً، فهناك بلوج أتمنّى لو كُنتُ رشّحته وهو طقّ حنك. إنّه ممتاز في الروح الصحفيّة والتنوّع والقِدم ومتابعة الأحداث؛ ولكِنّني ربّما أتفوّق عليه في وجود فكرة عامّة متصاعِدة تسعى المقالات لتوصيلها. هذا اعتِراف يبدو أنّه ضروب الجنون، لكنّ الاعتراف بالحقّ فضيلة! والمشكلة أنّني اكتشفتُ ذلك البلوج بعد إغلاق باب الاشتراك.
نعم! ما عدا ذلك، فأنا أزعُم أنّ ما أكتبه أفضل الموجود في المسابقة صحفيّاً، والحُكمُ لكُم. والانتخابات ستستغرق خمسة وثلاثين يوماً! ما أطوَلها مِن فترة.
ما المُشكِلة؟
ليسَ هذا بالطبع كلّ ما أريد أن أقوله! فقد بدأتُ بالتساؤل إن كانت المثاليّات تصلُح على أرض الواقع. الّذي دفعني لذلك التساؤل هو أنّني بدأتُ الانتخابات وكلّي حماس، وسألتُ بعضاً من قرّائي المداومين أن ينتخِبوني. ولكِن!
ما بَينَ عشيّةٍ وضحاها، اكتشفتُ أنّ هناك منافساً آخر قويّاً قد أحرز ثلاثة أضعاف أصواتي (النتيجة حالياً 112/44 بالمناسبة). ما العَيبُ في ذلك؟ إنّ ذلك البلوج في الحقيقة هو أفضل بلوجّات الفئة من حيثُ التصميم، ولكنّه ليسَ صحفيّاً بالمعنى المعروف بل شخصيّاً. وقد رأيتُه من قبل وأعجبني أسلوبه وتصميمه. المشكلة أنّ ذلك البلوج لا يمكن الوصول إليه وقراءته اليوم! مختفٍ تماماً من الإنترنت، يرفُض المُتَصَفِّح الإلكتروني الوصول لعنوانه!
كيف حَصَد ذلك البلوج الأصوات التي فاقَت المئة دون أن يكون مُتاحاً للقرّاء؟
هذا ما لا أفهمه! هذا معناه إمّا أنّ الناخبين لم يقرأوا، أو أنّهم قرأوا ذلك البلوج منذ زمانٍ وقرّروا انتخابه بغضّ النظر عن حالته يوم المسابقة وعن حالة منافسيه، أو أنّ الناخبين يختارون لمجاملة صاحب الموقِع، أو أنّ شيئاً ما غامضاً يمنعني وغيري من الوصول إليه..
لُغزٌ: كيف يحصل موقع غير مُتاح على عدد أصوات يفوق بكثير ما حصل عليه موقعي الذي ساهم الحظّ في حصوله على أكثر من 3000 زائر في يومين؟ أتمنّى ألاّ يكون الموضوع هو الجدعنة والعِزوة وانتِخاب الصديق وابن البلد بغضّ النظر عن المحتوى.
هل يكون الحلّ إذن استخدام السلاح نفسه، ودعوة جميع أهل مصر (الأكثر سكّاناً) لانتخابي كما حدث في مسابقات الطرب على القنوات الفضائيّة لانتخاب "عطيّة المصري"؟
ما الحلّ؟
سُؤِلتُ: لماذا تريد أن تفوز؟
أجبت: أريد أن أعرِف تقييم القرّاء لما أكتُب، ومستواه.
سُؤِلت: أم تُريد الفوز بالجائزة الماديّة (وهي جهاز بالم بالمناسبة)؟
أجبتُ: الجهاز إن فزتُ به سأفقده بعد فترة، لكنّه مجرّد حافز، لو كان آي بوك مثلاً لأغراني :)
سُؤِلتُ: الحلّ الآن أن تُرسِل لجميع الأهل والأحباب والأصدِقاء كي ينتخبوك؟
تساءلتَ: دونَ أن يقرأوا؟
- لا أحد لديه الوقت...
- وماذا سأجني إن حصلتُ على ألفَ صوتٍ ولم أعرِف التقييم الحقيقيّ؟ هناك أكثر من مائة شخص أعرِفهم في الولايات المتّحدة سيرحبون بانتخابي. ولكنّهم لا يعرِفون العربيّة!
- هذا هو الحلّ الوحيد. أفتخسر؟
- أخسر! يا للهول! الخسارة مرّة؟ ولكِن ما معنى الفوز إذن؟
لم ينتهِ الحِوار بعد... وأتمنّى أن تشاركوني فيه.
أطلب المساعدة منكم في صورتين:
1) اذهبوا بأنفسكم واحكموا. وإن كان الحُكم لصالحي، فانتخبوني.
2) ما رأيُكم في ما ينبغي أن أفعل؟ أنا لا أريد إساءة النيّة بالبلوج الآخر، فهو ممتاز. وإن كان عدد الأصوات التي حصَدَها قد فاق العدد الكلّي للناخبين في الفئات الأخرى، فما زِلتُ أتمنّى أن أجد تفسيراً مقنعاً لهذا. أفيدوني برأيكم. بكلّ صدقٍ أريد نصيحتِكم.
ـ
تحديث في 2 نوفمبر 2004
- اليوم صار الموقع المُتقَدِّم في التصويت متاحاً، وهو موقع يحرّره عذبي من الكويت، ويُدعى البلوج
moodless.net
ـ
هل تتصوّر أيّها القارئ أن تسمع عِبارةً كهذه من أيّ مُرَشّحٍ لأيّة انتِخابات؟
أعتقد أن الإجابة بالنفي، ليس لأنّ كلّ مرشّح "يظنّ" أنّه خير من يُمَثِّل ناخبيه، بل لأنّ كلّ مرشّح "مضطرّ" أن يقول هذا لناخبيه. فالجماهير لا تُحِبّ المُرَشّح المتردد، ولا يريدونه يذكِّرهم بضعفهم، بل يريدون مُرَشَّحاً يعبّر عن قوّةٍ ليست فيهم، وبطولة يحلمون بها، وهيبةٍ يخافونها. والموضوع جادّ أيضاً، إنّها انتخابات وليست لُعبة، الفوز يعني مال وجاه وسلطان!
لإرضاء الجماهير والقِطعان البشريّة، يُضطرّ المرشحون أحياناً إلى التجمُّل –لا أريد أن أقول الكذب- بادّعاء بعض ما لا يملكون من خِصال، وبالوعد بما لا قِبل لهم بِه من أعمال.
ما الموضوع؟
أعنِ الانتخابات الأمريكيّة سأتحدّث؟ لا. ولكنّ موسم الانتخابات في أمريكا وفي دُوَلٍ أخرى أوحَى لي بهذه المُقدِّمة.
الموضوع عن انتخابات أبسَط كثيراً، عن مُسابَقة وجدت نفسي فيها، وها أنا مُضطرٌّ للوقوف موقف المُرَشّح المُتعِب، وللتخلّي عن موقف "المشاهد" أو "الناقِد" المريح! فها هو اختبارٌ حقيقيٌّ لي، ليس اختباراً لجودة مَوقِعي فحسب، بل أيضاً لكيفيّة سلوكي. أبنُبلٍ سأسلُك أم بنفعيّة؟ أسأتبع المثاليّات الجميلة، أم سأومن بأنّ الغايةَ تُبرّر الوسيلة؟
مُسابَقة "أفضل بلوج" تنظّمها هيئة الإذاعة والتلفزة الألمانيّة، وأخبرتني بِها أختي التي تعيش في ذلك البلد الراقي ماديّاً ومعنويّاً، فشجّعتني أن أنضمّ إليها في الوقت شبه الضائع: قبل إغلاق باب الاشتراك بأيّامٍ. لم أكُن أدري ما إذا كُنتُ قادِراً على الفوز –لحداثة عمُر بلوجّي وقلّة عدد مقالاته— ولا إن كنتُ مستعدّاً للاشتراك، لكنّن أخذتُ خطوةً جريئة وقدّمتُ مُعظم بلوجّاتي (سجلاتي الإلكترونيّة) ووضعتُها حيثُ تنتمي. فوضعتُ هذا البلوج مثلاً في فئة أفضل بلوج صحفيّ باللغة العربيّة، وهكذا.
وأنا الآن أدعوكم ببساطة لانتخابي –إن كنتم تفضّلون هذه المكاتيب— بالذهاب إلى ذلك الموقع، والتصويت نعم لأفضل بلوج صحفيّ باللغة العربيّة.
هل أستطيع أن أزعم أنّ ما أكتبه يحوي أفضل مقالات صحفيّة باللغة العربيّة؟ لأصدقكم القول: الإجابة هي نعم ولا.
لا! ما أكتبه ككُلّ ليس الأفضل صحفيّاً، فهناك بلوج أتمنّى لو كُنتُ رشّحته وهو طقّ حنك. إنّه ممتاز في الروح الصحفيّة والتنوّع والقِدم ومتابعة الأحداث؛ ولكِنّني ربّما أتفوّق عليه في وجود فكرة عامّة متصاعِدة تسعى المقالات لتوصيلها. هذا اعتِراف يبدو أنّه ضروب الجنون، لكنّ الاعتراف بالحقّ فضيلة! والمشكلة أنّني اكتشفتُ ذلك البلوج بعد إغلاق باب الاشتراك.
نعم! ما عدا ذلك، فأنا أزعُم أنّ ما أكتبه أفضل الموجود في المسابقة صحفيّاً، والحُكمُ لكُم. والانتخابات ستستغرق خمسة وثلاثين يوماً! ما أطوَلها مِن فترة.
ما المُشكِلة؟
ليسَ هذا بالطبع كلّ ما أريد أن أقوله! فقد بدأتُ بالتساؤل إن كانت المثاليّات تصلُح على أرض الواقع. الّذي دفعني لذلك التساؤل هو أنّني بدأتُ الانتخابات وكلّي حماس، وسألتُ بعضاً من قرّائي المداومين أن ينتخِبوني. ولكِن!
ما بَينَ عشيّةٍ وضحاها، اكتشفتُ أنّ هناك منافساً آخر قويّاً قد أحرز ثلاثة أضعاف أصواتي (النتيجة حالياً 112/44 بالمناسبة). ما العَيبُ في ذلك؟ إنّ ذلك البلوج في الحقيقة هو أفضل بلوجّات الفئة من حيثُ التصميم، ولكنّه ليسَ صحفيّاً بالمعنى المعروف بل شخصيّاً. وقد رأيتُه من قبل وأعجبني أسلوبه وتصميمه. المشكلة أنّ ذلك البلوج لا يمكن الوصول إليه وقراءته اليوم! مختفٍ تماماً من الإنترنت، يرفُض المُتَصَفِّح الإلكتروني الوصول لعنوانه!
كيف حَصَد ذلك البلوج الأصوات التي فاقَت المئة دون أن يكون مُتاحاً للقرّاء؟
هذا ما لا أفهمه! هذا معناه إمّا أنّ الناخبين لم يقرأوا، أو أنّهم قرأوا ذلك البلوج منذ زمانٍ وقرّروا انتخابه بغضّ النظر عن حالته يوم المسابقة وعن حالة منافسيه، أو أنّ الناخبين يختارون لمجاملة صاحب الموقِع، أو أنّ شيئاً ما غامضاً يمنعني وغيري من الوصول إليه..
لُغزٌ: كيف يحصل موقع غير مُتاح على عدد أصوات يفوق بكثير ما حصل عليه موقعي الذي ساهم الحظّ في حصوله على أكثر من 3000 زائر في يومين؟ أتمنّى ألاّ يكون الموضوع هو الجدعنة والعِزوة وانتِخاب الصديق وابن البلد بغضّ النظر عن المحتوى.
هل يكون الحلّ إذن استخدام السلاح نفسه، ودعوة جميع أهل مصر (الأكثر سكّاناً) لانتخابي كما حدث في مسابقات الطرب على القنوات الفضائيّة لانتخاب "عطيّة المصري"؟
ما الحلّ؟
سُؤِلتُ: لماذا تريد أن تفوز؟
أجبت: أريد أن أعرِف تقييم القرّاء لما أكتُب، ومستواه.
سُؤِلت: أم تُريد الفوز بالجائزة الماديّة (وهي جهاز بالم بالمناسبة)؟
أجبتُ: الجهاز إن فزتُ به سأفقده بعد فترة، لكنّه مجرّد حافز، لو كان آي بوك مثلاً لأغراني :)
سُؤِلتُ: الحلّ الآن أن تُرسِل لجميع الأهل والأحباب والأصدِقاء كي ينتخبوك؟
تساءلتَ: دونَ أن يقرأوا؟
- لا أحد لديه الوقت...
- وماذا سأجني إن حصلتُ على ألفَ صوتٍ ولم أعرِف التقييم الحقيقيّ؟ هناك أكثر من مائة شخص أعرِفهم في الولايات المتّحدة سيرحبون بانتخابي. ولكنّهم لا يعرِفون العربيّة!
- هذا هو الحلّ الوحيد. أفتخسر؟
- أخسر! يا للهول! الخسارة مرّة؟ ولكِن ما معنى الفوز إذن؟
لم ينتهِ الحِوار بعد... وأتمنّى أن تشاركوني فيه.
أطلب المساعدة منكم في صورتين:
1) اذهبوا بأنفسكم واحكموا. وإن كان الحُكم لصالحي، فانتخبوني.
2) ما رأيُكم في ما ينبغي أن أفعل؟ أنا لا أريد إساءة النيّة بالبلوج الآخر، فهو ممتاز. وإن كان عدد الأصوات التي حصَدَها قد فاق العدد الكلّي للناخبين في الفئات الأخرى، فما زِلتُ أتمنّى أن أجد تفسيراً مقنعاً لهذا. أفيدوني برأيكم. بكلّ صدقٍ أريد نصيحتِكم.
ـ
تحديث في 2 نوفمبر 2004
- اليوم صار الموقع المُتقَدِّم في التصويت متاحاً، وهو موقع يحرّره عذبي من الكويت، ويُدعى البلوج
moodless.net
ـ
2تعليقات:
لربما إنها موامره صهوينيه هدامه تحاول ان تفشل ظاهرة البلوج العربي
:-)
This comment has been removed by a blog administrator.
Post a Comment
<< Home