أنا والفيران والبكتيريا.. وتحيا مصر
في الواقع، لم يكُن لـ"امتناعي" عن التدوين لمدة عشرين يوماً أيّ سبب نبيل أو غير ذلك. فلا علاقة له بحادثة السودانيين، ولا حالة الحداد التي عاشتها المدوّنة لمقتلهم. ولا علاقة لها باقتراح أحد المدوِّنين احتجاب المُدَوّنات المصريّة لمدة أسبوع أو اثنين، لأنّ الاقتراح لم يتم البت فيه ولأنّنا لو احتجبنا أسبوعاً احتجاجاً على كلّ مظلمة تحدث في مصر، لكتبنا حوالي أسبوعين في العام (لعلّها الأعياد والعطلات الرسميّة).
كلّ ما في الأمر هو أنّ أيامي في العمل بأمريكا في تناقص مستمر، وبدأ العدّ التنازليّ للعودة "النهائيّة أو شبه النهائيّة" لمواصلة العمل في الجامعة بمصر. وهذا معناه أنّ كلّ ما أجّلته مِن قبل من مشروعات والتزامات كسلاً وتكاسلاً وانشغالاً وتشاغلاً صار يطاردني كأشباح لا تكلّ ولا تملّ.
أكثر من ستمائة فأر ينتظرون دورهم في القتل بعد حقنهم ببكتيريا الاستربتوكوككس: فنحن نحقنهم ونرى أيّهم يموت أولاً لنكتشف أيّ جينات تساعد على المقاومة، فحتى في المرض، الناس والفئران ليسوا سواسيّة: البعض يقاومون والبعض كُتِب عليهم في خلاياهم الموت السريع.
وأثناء ذلك، أبدأ في الإعداد للسفر والتساؤل عن العودة للوطن في بداية الصيف القادم. وحالياً أستطيع أن أقول "تحيا مصر"، فلا زالت مصر للطيران تسمح بسبعين رطلاً كوزن لحقائب السفر بينما أنقصت معظم الشركات العالميّة الحد الأقصى إلى خمسين رطلاً (أقل من خمسة وعشرين كيلو) قال إيه "لكي يحموا العمّال" وطبعاً السبب الطمع والفلوس، فهم سيغرمونك مبلغاً على كلّ وزن إضافي، وبرضه العمّال هيشيلوا !
العمل يطاردني إذن، وعشرات الأفكار أتركها يتيمةً على الورق ولا وقت لديّ لإنهائها. أريد أن أتجاوب مع ابن عبد العزيز في تساؤلاته عن الدين والعلمانيّة واليسار واليمين. أريد أن أتساءل مع منال وعلاء وميلاد وغيرهم عن الحريّة وهل لها حدود وحقوق التعبير وحق الفرد والجماعة. أريد أن أكتب الجديد عن البطاطس.
لكنّ كلّ ما أكتبه يخرج عن البكتيريا.. والفئران.. والدي. إن. إيه.
أعمل إيه؟
كلّ ما في الأمر هو أنّ أيامي في العمل بأمريكا في تناقص مستمر، وبدأ العدّ التنازليّ للعودة "النهائيّة أو شبه النهائيّة" لمواصلة العمل في الجامعة بمصر. وهذا معناه أنّ كلّ ما أجّلته مِن قبل من مشروعات والتزامات كسلاً وتكاسلاً وانشغالاً وتشاغلاً صار يطاردني كأشباح لا تكلّ ولا تملّ.
أكثر من ستمائة فأر ينتظرون دورهم في القتل بعد حقنهم ببكتيريا الاستربتوكوككس: فنحن نحقنهم ونرى أيّهم يموت أولاً لنكتشف أيّ جينات تساعد على المقاومة، فحتى في المرض، الناس والفئران ليسوا سواسيّة: البعض يقاومون والبعض كُتِب عليهم في خلاياهم الموت السريع.
وأثناء ذلك، أبدأ في الإعداد للسفر والتساؤل عن العودة للوطن في بداية الصيف القادم. وحالياً أستطيع أن أقول "تحيا مصر"، فلا زالت مصر للطيران تسمح بسبعين رطلاً كوزن لحقائب السفر بينما أنقصت معظم الشركات العالميّة الحد الأقصى إلى خمسين رطلاً (أقل من خمسة وعشرين كيلو) قال إيه "لكي يحموا العمّال" وطبعاً السبب الطمع والفلوس، فهم سيغرمونك مبلغاً على كلّ وزن إضافي، وبرضه العمّال هيشيلوا !
العمل يطاردني إذن، وعشرات الأفكار أتركها يتيمةً على الورق ولا وقت لديّ لإنهائها. أريد أن أتجاوب مع ابن عبد العزيز في تساؤلاته عن الدين والعلمانيّة واليسار واليمين. أريد أن أتساءل مع منال وعلاء وميلاد وغيرهم عن الحريّة وهل لها حدود وحقوق التعبير وحق الفرد والجماعة. أريد أن أكتب الجديد عن البطاطس.
لكنّ كلّ ما أكتبه يخرج عن البكتيريا.. والفئران.. والدي. إن. إيه.
أعمل إيه؟
Labels: علم
24تعليقات:
Hi Rami, just wanted to say good luck and well done with your research, hope you can acheive a fruitful results at the end of it. Great to read something on your blig after this ling period of time.
إن هذه الفئران التي تتحدث عنها لها حق في الحياة مثلك تماما بدون التعرض لهذه التجارب المريضة
رامى قاتل الفئران
و مضطهد البكتريا
يحادثكم
----------------------
بعد ثبوت الدليل القاطع على قيامه بعمل عمليه تطهير غرقي للفئران
اقترح بان تحتجب المدونات المصرية
احتجاجاً على ممارسات رامى المتوحشة
أنا بريء بريء بريء من هذه الدماء الطاهرة..
كلّ ما أفعله يا سيّد الإبليس إنّني أزرع البكتيريا، أمّا الأشرار من زملائي فهم من يأخذون البكتيريا ويحقنوها في الفئران محاولين قتلها شرّ قتلة، وبعد قتل الفئران يشرّحونها ويأخذون منها الكبد والرئة والطحال، ويطحنوها ثم آخذها منهم مرّة أخرى لأرى كم بكتيريا تكاثرت بداخلها...
ـ
ـ"إن هذه الفئران التي تتحدث عنها لها حق في الحياة مثلك تماما"
معك كلّ الحق.
الفئران لها الحقّ في الحياة،
وكذلك الأبقار التي نذبحها لنأكلها،
وكذلك الخراف،
وكذلك الصراصير والذباب،
وكذلك البكتيريا التي نقتلها قبل أن تقتلنا رغم أنّ أكثرها يفيدنا ولا يضرّنا،
بل حتّى النباتات البرئيئة كالخس والجزر والملوخيّة والفلّ المسكين الذي نقتلعه اقتلاعاً لصنع العطور وخداع البنات.
ـ
إن هذه المخلوقات التي تتحدث عنها لها كل الحق في الحياة. فلنتعاهد إذن سويا على الالتزام بهذا الكلام المفيد
"ـ
إن هذه المخلوقات التي تتحدث عنها لها كل الحق في الحياة. فلنتعاهد إذن سويا على الالتزام بهذا الكلام المفيد"
يا عزيزي اللامُسَمّى،
اعذرني من الالتزام بهذا الكلام المفيد.
فأنا لا أستطيع العَيْش يوماً بدون قتل بعض الخضروات لأكلها أو التغذي على بعض الحيوانات المقتولة.
أمّا عن الفئران، فنحن نقتلها بكلّ رقّة!
ـ
حمد الله على السلامة الأول.
أمّا عن الفئران، فنحن نقتلها بكلّ رقّة!
لو سمحت خليك رقيق مع الفئران وغيرها من حيوانات التجارب الضعيفة أمامك أيها السفاح، قاتل البكتيريا والأرانب والفئران المساكين.
لو امن اللي بتحقنهم فعًلا يبقى بالراحة وخللي أصدقائك الملاعين يشرحوهم بهدوء وبدون أي ازعاج.
ودمتم
أحب أن أدافع عن استخدام الحيوانات في التجارب. خاصة الفئران. و أعتقد ان الرد السريع الرافض هو لسببين
1- عدم معرفة كافية
2- الأنحياز اليساري للعديد من المدونين و متصفحي المدونات
و السببين مش عيب أو تقليل من شأن حد.
والتيار الرافض لأستخدام الفئران مهم جدا
العديد من الحاصلين على نوبل في الطب عملوا تجارب على الفئران. تقدم العلوم الطبية في القرن العشرين كان الفئران القربان الأساسى لبرومثيوس. و خاصة فى علم الأدوية . و لكن ده مش معناه أن السبب وراء الأضافة الى حصلت هي الفئران. بمعنى أن تصميم التجارب الصحيح هو السبب.
يعني أن الفئران كانت وسيلة مهمة جدا في اكتشافات طبية كثيرة. ولكن فئران كثيرة ماتت بسبب تجارب لم تكن مفيدة.
وعلشان كده في جهات كثيرة تفرض رقابة صارمة على الأبحاث التى تسخدم الحيوانات. أعضاء اللجان الأخلاقية يدققوا و يراجعوا الأبحاث. وموفقتهم مهمة لتمويل البحث.
أحب أوضح أن مفيش حد بيستخدم الفئران العادية بتاعت المزارع و البيوت. الفئران كلها دلوقت فئران معدلة وراثيا و مصممة لتحاكي مرض أو عضو معين عند البشر.
الفئران دى مش ببلاش. مش العلماء بيجروا ورا الفئران الى فى الجنينة و يحبسوهم و يحقنوهم سموم و يذبحوهم.
الحقيقة أن الفئران المعدلة باهظة الثمن. وده معناة أن الباحث لازم ياخذ حظر شديد فى ان الفلوس لا تهدر على الأرض والبحث يكون لية قيمة. و لازم يتحكم فى متغيرات كثيرة منها الضوء في الغرفة و التغذية و درجة حرارة الغرفة.
فمثلا في قسم الفارماكولوجى بطب عين شمس .. غرفتان بس كان فيهم تكييف. رئيسة القسم و المعملة علشان الفئران!
و أحب أن أنبة كل البيستخدم كلمة "مسرطن" أن غالبا العلماء عرفوا أن X مسرطن بسبب الفئران.
Any how the gouvernment decided not to torture the mice and other animals. Now they text the cancered and the hormonised stuff directly on us, the humans, (see news from all arab countries about the product scandasl).
So don't worry, in our very developed countries the animal rights are guaranteed...
طبعاً مصر حتنور و بلدك عايزاك و البلد دي أحسن من غيرها إلي آخر هذا الكلام
بس في سؤال محشور في زوري
حتيجي مصر لييييييييييييييييييييييه؟
لا يوجد ما يمكن إنقاذه لو كان ده اللي بتفكر فيه .. مش حيكون لعلمك أي تقدير لو كنت معتقد كدة .. عارف إنك عارف .. بس احب أكرر .. هناك أحسن .. أحسن لواحد تعب عشان ياخد دكتوراه .. فحرام يحرقها هنا
كان نفسي كلامي يبقى غلط
ـ"مش حيكون لعلمك أي تقدير لو كنت معتقد كدة .. عارف إنك عارف .. بس احب أكرر .. هناك أحسن .. أحسن لواحد تعب عشان ياخد دكتوراه .. فحرام يحرقها هنا
كان نفسي كلامي يبقى غلط"
لأ كلامك مش غلط. كلامك صح.
أنا باحاول أحوّل توّجهي العلمي للمعلوماتيّة الحيويّة واالمجالات التي لا تحتاج لإمكانيّات ماديّة بل عقليّة ويمكن عملها على الإنترنت.
مرتبي هيقل إلى العُشر غالباً...
العلم في أمريكا أكثر من مذهل، وده اللي باكتشفه دلوقتِ كلّ يوم بعد ما خلصت من ضغط الدكتوراه والدراسة وتفرغت للبحث بس وتعلم ما أحب تعلمه.
وليس له تقدير في مصر ولا يكيّل بالباذنجان ولا البطاطس.
وغالباً الوضع ده مش هيتغيّر قبل ما أموت.
بس فيه حاجة تانية، فيه طلبة في مصر تستاهل إنّ حد يخصّص جزء من عمره ومجهوده علشانهم، زي ما أنا فيه ناس أفنوا عمرهم علشان أطلع بني آدم.
دي حاجة ما أقدرش أتجاهلها.
تفتكر عددهم كام؟
واحد كلّ دفعة؟
لأ أكثر..
خمسة؟
يمكن أكثر..
عشرين مثلاً كلّ دفعة؟
بذمّتك مش دول يستاهلوا؟
فكّر فيها بجد وما تقولش إنّي باعيش في الدور
يا سلام يا دوك، عجبني ردّك جدًا، افرض صحيح خمسو ولا حتى عشرة بس همّا إللي يستاهلوا يتعلموا، طب ليه مانديلهمش الفرصة.
منتظرينك للتعليم :-)
معاك في كل اللي انت قلته و عندك حق فيه .. يا رب تقدر تعمل حاجة بجد
ـ"منتظرينك للتعليم :-)"
شكراً على تشجيعكُم، عايز بس أوضّح إنّي مش باحاول أقول إنّي هاجيب الديب من ديله ولا إنّ عندي مواهب نادرة، المشكلة أنّ كلّ اللي بيطلعوا على المعلومات الجديدة بيسافروا. يعني المشكلة في الأساس مشكلة هجرة ونُدرة.
العلم هنا بيسحر، ده غير إنّ مافيش حرقة دم مستمرة.
بس مين هيفضل مَُتاح للي عايز معلومات جديدة؟
رامي، كلامك عن دوافعك للرجوع والتدريس أثـّر فيّ جدًا. لست متأكدًا إن كان لديّ مثل هذه الدوافع، ولا أعرف ماذا سيكون حالي عندما أوضع في هذا الاختيار بعد أقل من سنتين.
عندما سافرت للدراسة كان "الواجب" تجاه "الوطن" واضحًا وكان قرار رجوعي محسومًا من قبل سفري. الآن وأنا في منتصف الطريق أجد أن "الواجب" أصبح يحمل معاني فضفاضة جدًا، وأن حدود "الوطن" تتغير باستمرار.
ـ
kalamak 3an 2l talba 2ly 2nta rage3 3ashanhom kan belnesbaly 3alamet raga2.Rabena ma3ak.
قرار لسه طازه من البعثات .. 20 كيلو وزن اضافي للمبعوثين :)
ـ"قرار لسه طازه من البعثات .. 20 كيلو وزن اضافي للمبعوثين :)"
المبعوثين لهم امتيازات كثيرة. لهم ييجي سبع حقائب في العودة،
بس خسارة، أنا مش مبعوث.
أنا على حسابي، منحة شخصيّة.
ـ
طيب يا رامي باشا ممكن سؤال خارج الموضوع الاساس و بصفتك بتدرس بمنحة شخصية ... اذا كان معايا بوست دكتور بعد الدكتوراة .. ايه الاجراءات اللي اعملها وانا بره مصر عشان اضم سنة البوست دكتور بعد الدكتوراه مباشرة
و لك جزيل جزيل الشكر
أشرف، لو لك ملف في البعثات والمكتب الثقافي، المفروض تقدم طلب "تدريب عملي" ومن حقّك سنة بدون مرتب بعد الدكتوراه بشرط توثيق الشهادة ورسالة من المشرف وحاجات كده.
ابعت لي إي ميل على العموم بشويّة تفاصيل.
ـ
دوافعك للعودة تُظهرُ جلياً كم أنتَ رائع
أحيي إنسانيتك المرهفة، ودوافعك القديرة
كتب حارس الهاوية:"دوافعك للعودة تُظهرُ جلياً كم أنتَ رائع"
يا سيّدي الفاضل أشكرك،
لكن ما أسهل الكلمات...
كلُّ ما تسمّيه أنتَ دوافعي ليس إلاّ كلمات أكتبها...
العبرة بالتنفيذ.
أتمنّى ألا تحبسني هذه الكلمات وألاّ تخجلني بعد خمسة أعوام أو عشرة!
ـ
لتطمئن يا سيدي، الكلمات الصادقة تمتد جدواها إلى الفعل، وتستمر عبر الزمن
ستصمد.. أنتَ رامي، أليس كذلك؟
Post a Comment
<< Home