ـ"في ذلك اليوم"ـ قصّة
في ذلك اليوم رغبتُ عن رُكوب سيّارتي.
لماذا؟
لا أعلم.
كان من المعتاد أن أنزل كلّ يوم، وأن أستخدم "عزيزة"، سيّارتي اللذيذة، في كافّة مشاويري.
لماذا فكّرتُ يومها في مقاطعتها؟
ربّما أكون قد سئِمتُ أو مللتُ أو أردتُ التغيير؛ هذا جائز.
بَيْدَ أنّني لم أفكِّر طويلاً في "لماذا". فأنا حرٌّ في استخدام سيّارتي، وحرّ في عدم استخدامها.
وفي اليوم التالي لم أبرَحْ منزلي.
ثم تصادف بعدها أنّه كان لا بد لي من الذهاب إلى مكان بعيد.. بعيد جدّاً.. إلى آخر الدنيا!
اعتدتُ أن تكون "عزيزة" معي حين أذهب إلى هُناك بالذات.
وكيف أذهب دونها؟ إنّها آخر الدنيا!
لكنّني تعجّبتُ. فلم يكُنْ الأمر كذلك قبل أن أشتري عزيزتي اللذيذة. وهو ليس كذلك لمن لا يملك سيّارة.
لا يوجد أمر بعيد ولا مستحيل لديّ!
وذهبتُ بالمواصلات...
يَوْمَها لاحظ الجميع أنّ شيئاً ما قد تغيّر.
يَوْمَها أدركوا أن لامتناعي عن تلك الآلة حكمةً وسبباً.ولا بد أنّه هذا أمرٌ عظيم.
قال صديق: "لا شكّ أنّك تريد أن تُشارِك الفُقراء في كلّ شيء، ولا تحبّ أن تتعالى عليهم".
قال آخر: "بل تَرَكَها لأنّ سعر الوقود ارتفع، ولم يعُدْ في مَقدوره أن يفيَ باحتياج تلك الآلة الشرِهة. هذا منطقيّ جدّاً".
قال ثالث: "بل أنتَ ترى السيّارات من مساوئ الحضارة الحديثة التي تلوِّث الجوّ. كما أنّها غير إنسانيّة، تحرِمك من الاحتكاك المباشِر بالبشر والتلامُس مع الطبيعة".
وقال رابع: "إنّ الناقةَ أفضل".
تعدّدت الأقوال.. ثم تشابكت، وتصادمت، فتطايرت شظاياها...
"بخيل".. "عظيم".. "مُلحِد".. "مؤمِن".. "إنسان".. "رجعيّ".. "تقدميّ"..
مرّ يومٌ رابع وخامس وسادس..
أسبوعٌ مضى ولم أضع قدمي في سيّارتي الحبيبة.
ثم حدَثَ أن همَمتٌ بالعودةِ إليها.
لكنّ شيئاً ما منعني: شعرتُ أنّني أقترِف إثماً وأنا ألمسها.
شعرتُ أنّني أخالف مبادئي بركوبها.
ولكِن أيّ مبادئٍ تِلكَ؟ لا أعلم!
لم ألتفِت للأمر طويلاً؛ فالمواصلات أسهل وأرخص.
*******
مَضَت الأيّام والشهور. وصارَ الأصدِقاء والمعارف في كلّ مكان يُطلِقون عليّ: "عدوّ السيّارة"، وصِرتُ أخجل وأضيقُ بهذا...
فقرّرتُ قراراً نهائيّاً: أن أعودَ إلى "عزيزة" مهما كلّفَني هذا. وكفانا عَبثاً وبَلَهاً.
ولكِن، ويا للمأساة! لقد عجزتُ. عجزتُ تماماً!
إنّني أجد نفسي مدفوعاً بعيداً عن سيّارتي الّتي علاها التُراب.
لا أفهم ما يحدُث.
أقول لنفسي: "أبعد كلّ هذا أعود إليها بهذه السهولة؟"
بعد كلّ هذا؟! بعد ماذا؟؟
أنا لَم "أترُكها"! ما هذا الهراء.
لم أعُد أفهم شيئاً.
ولمّا ركِبتُها، وأصلحتُ ما تَلفَ فيها، ثم أدرتُ المحرِّك ونَوَيتُ الانطلاق...
صَرَخَ صديقٌ رآني مُصادَفةً: "لا! أرجوك! لا تَخُن الرّسالة! لا تضيّعنا بعد أن كافَحنا طويلاً!"
لم أفهم شيئاً. لقد تعقّدت الأمور لديّ. صِرتُ شارداً...
وفي اليوم التالي، قرّرتُ أن أستَيقِظَ مبكِّراً وأهرب بسيّارتي من عيون هؤلاء الناس جميعاً. ولأبدأْ حياةً جديدة في أيّ مكان آخر.
نعم! حياة جديدة!
كانت الشوارع خاليةً، أو هكذا ظَنَنتُ.
لكِنّ سيّارةً مسرعةً فاجأتني، ومنعتني من الذهاب إلى حبيبتي "عزيزة"؛ بل منعتني من أن أُكمِل إقامتي في ذاك الجسد.
لقد فارَقَت الحياةُ جسدي،
ومِن يومِها صِرتُ أهيم بَيْنَ المدن وأشاهِد العجب.
*******
كَوّن أصدِقائي ومعارفي جمعيّةً لمقاطعة السيّارات ومحاربتها. وجعلوني الأبّ الروحيّ لهم.
ودعوا جميع الناس إلى نبذ السيّارات واتّباع مبدَئي النبيل.
صارَت صورتي تُعَلّق وتَُوَزّع: فأنا الرجُل الذي عاشَ يُحارِب السيّارة، ومات شهيداً بسبب سائق غاشم أراد أن ينتقِمََ مِنه.
ومرّت الأعوام، وأسّس أصدقائي هؤلاء حِزباً برنامجه يقوم على أنّ "السيّارة عدوّة الحضارة". وتعدّدت الشِعارات.
فكُنتُ أقرأ اللافِتات وأضحك.
"قُل لا للسيّارة، وهيّا لنبني الحضارة"
"طول ما ندّي ظهرِنا للعربيّة، مش ممكن تصيبنا الأذيّة"
ثمّ ألف صديقٌ لي كِتاباً عن فلسفتي، وأكّد لي أنّني كُنتُ صديقَ الفُقَراء ونصير العدالة الاجتماعيّة والمساواة.
وهُنا كانت الطامةُ الكُبرى!
فقد انقسم حِزبي أحزاباً، حيثُ اختلف الأعضاء حول السبب الحقيقيّ لمقاطعتي تلك الآلة الحمقاء. وانقسموا إلى فريقٍ يُرجِعها لرغبتي في التساوي بالفقراء، وفريقٍ يُؤَكِّد أنّني صديقُ البيئة، وثالِثٍ يُؤَكِّد أنّني أتمسّك بأخلاق السلف الصالح، ورابعٍ يُجزِم أنّ السيّارة ليست شرّاً في ذاتِها، بل حسب استخداماتِها.
صارَ لكلّ فريق حِزبٌ وجريدة، وتراشقَ الجميعُ بالكلِمات والأَيْدي حتّى انبثق حِزبٌ خامِسٌ يُنَدِّدُ بي، ويُؤَكِّد أنّني أنا عدوّ التقدُّم والحضارة.
أكّد أعضاء الحزب الأخير أنّني كُنتُ مَجنوناً، بَِيْنَما أصدَرَ مُحَلِّلٌ نفسيّ كِتاباً عن شخصيّتي يُرجِع فيه سبب عٌقدَتي إلى أنّ "الستّ والدتي" ما كانت تهتمّ بي كثيراً، وكانت تُفضِّل قيادة السيّارات وقِيادة أبي...
كما صَدَرَ كِتابٌ يكشِف أنّ سبب عقدتي الحقيقيّة الشذوذ الجنسيّ، إذ لا شكّ أنّني أحبَبتُ سيّارةً لم تُبادِلني ذلك الحبّ.
وكادَت الحربُ أن تقومَ بَيْنَ هَؤلاءِ وأولئِك كما تعلمون، لَوْلا أنّكم اهتديتُم إلى هذه الفكرة العبقريّة، وجئتم بي إلى هُنا.
ها أنا قد سَرَدتُ عليكُم جميعَ اعتِرافاتي، وأنا أُلاحِظ أنّ سيّدي الوسيط قد أصابه التعب والملل، كما أنّني أتوقُ إلى الانطلاق في الفضاء الواسِع.
فهل تسمحون لي أيّها السادة بالانصراف؟
"انصَرِف! انصَرِف!"
ـ
- تذكّرتُ هذه القصّة القديمة التي تتضّح فيها ملامِح سذاجة كاتب في العشرين من عُمرِه وتبسيطه للأمور حين قرأتُ طقّة الحَنكِ هذه، والمُعَنوَنة: انضمّ لينا يا أخّ.
ـ
لماذا؟
لا أعلم.
كان من المعتاد أن أنزل كلّ يوم، وأن أستخدم "عزيزة"، سيّارتي اللذيذة، في كافّة مشاويري.
لماذا فكّرتُ يومها في مقاطعتها؟
ربّما أكون قد سئِمتُ أو مللتُ أو أردتُ التغيير؛ هذا جائز.
بَيْدَ أنّني لم أفكِّر طويلاً في "لماذا". فأنا حرٌّ في استخدام سيّارتي، وحرّ في عدم استخدامها.
وفي اليوم التالي لم أبرَحْ منزلي.
ثم تصادف بعدها أنّه كان لا بد لي من الذهاب إلى مكان بعيد.. بعيد جدّاً.. إلى آخر الدنيا!
اعتدتُ أن تكون "عزيزة" معي حين أذهب إلى هُناك بالذات.
وكيف أذهب دونها؟ إنّها آخر الدنيا!
لكنّني تعجّبتُ. فلم يكُنْ الأمر كذلك قبل أن أشتري عزيزتي اللذيذة. وهو ليس كذلك لمن لا يملك سيّارة.
لا يوجد أمر بعيد ولا مستحيل لديّ!
وذهبتُ بالمواصلات...
يَوْمَها لاحظ الجميع أنّ شيئاً ما قد تغيّر.
يَوْمَها أدركوا أن لامتناعي عن تلك الآلة حكمةً وسبباً.ولا بد أنّه هذا أمرٌ عظيم.
قال صديق: "لا شكّ أنّك تريد أن تُشارِك الفُقراء في كلّ شيء، ولا تحبّ أن تتعالى عليهم".
قال آخر: "بل تَرَكَها لأنّ سعر الوقود ارتفع، ولم يعُدْ في مَقدوره أن يفيَ باحتياج تلك الآلة الشرِهة. هذا منطقيّ جدّاً".
قال ثالث: "بل أنتَ ترى السيّارات من مساوئ الحضارة الحديثة التي تلوِّث الجوّ. كما أنّها غير إنسانيّة، تحرِمك من الاحتكاك المباشِر بالبشر والتلامُس مع الطبيعة".
وقال رابع: "إنّ الناقةَ أفضل".
تعدّدت الأقوال.. ثم تشابكت، وتصادمت، فتطايرت شظاياها...
"بخيل".. "عظيم".. "مُلحِد".. "مؤمِن".. "إنسان".. "رجعيّ".. "تقدميّ"..
أمّا أنا، فلم أقُل شيئاً.
ـ
*******
ـ
*******
مرّ يومٌ رابع وخامس وسادس..
أسبوعٌ مضى ولم أضع قدمي في سيّارتي الحبيبة.
ثم حدَثَ أن همَمتٌ بالعودةِ إليها.
لكنّ شيئاً ما منعني: شعرتُ أنّني أقترِف إثماً وأنا ألمسها.
شعرتُ أنّني أخالف مبادئي بركوبها.
ولكِن أيّ مبادئٍ تِلكَ؟ لا أعلم!
لم ألتفِت للأمر طويلاً؛ فالمواصلات أسهل وأرخص.
*******
مَضَت الأيّام والشهور. وصارَ الأصدِقاء والمعارف في كلّ مكان يُطلِقون عليّ: "عدوّ السيّارة"، وصِرتُ أخجل وأضيقُ بهذا...
فقرّرتُ قراراً نهائيّاً: أن أعودَ إلى "عزيزة" مهما كلّفَني هذا. وكفانا عَبثاً وبَلَهاً.
ولكِن، ويا للمأساة! لقد عجزتُ. عجزتُ تماماً!
إنّني أجد نفسي مدفوعاً بعيداً عن سيّارتي الّتي علاها التُراب.
لا أفهم ما يحدُث.
أقول لنفسي: "أبعد كلّ هذا أعود إليها بهذه السهولة؟"
بعد كلّ هذا؟! بعد ماذا؟؟
أنا لَم "أترُكها"! ما هذا الهراء.
لم أعُد أفهم شيئاً.
ولمّا ركِبتُها، وأصلحتُ ما تَلفَ فيها، ثم أدرتُ المحرِّك ونَوَيتُ الانطلاق...
صَرَخَ صديقٌ رآني مُصادَفةً: "لا! أرجوك! لا تَخُن الرّسالة! لا تضيّعنا بعد أن كافَحنا طويلاً!"
لم أفهم شيئاً. لقد تعقّدت الأمور لديّ. صِرتُ شارداً...
وفي اليوم التالي، قرّرتُ أن أستَيقِظَ مبكِّراً وأهرب بسيّارتي من عيون هؤلاء الناس جميعاً. ولأبدأْ حياةً جديدة في أيّ مكان آخر.
نعم! حياة جديدة!
كانت الشوارع خاليةً، أو هكذا ظَنَنتُ.
لكِنّ سيّارةً مسرعةً فاجأتني، ومنعتني من الذهاب إلى حبيبتي "عزيزة"؛ بل منعتني من أن أُكمِل إقامتي في ذاك الجسد.
لقد فارَقَت الحياةُ جسدي،
ومِن يومِها صِرتُ أهيم بَيْنَ المدن وأشاهِد العجب.
*******
كَوّن أصدِقائي ومعارفي جمعيّةً لمقاطعة السيّارات ومحاربتها. وجعلوني الأبّ الروحيّ لهم.
ودعوا جميع الناس إلى نبذ السيّارات واتّباع مبدَئي النبيل.
صارَت صورتي تُعَلّق وتَُوَزّع: فأنا الرجُل الذي عاشَ يُحارِب السيّارة، ومات شهيداً بسبب سائق غاشم أراد أن ينتقِمََ مِنه.
ومرّت الأعوام، وأسّس أصدقائي هؤلاء حِزباً برنامجه يقوم على أنّ "السيّارة عدوّة الحضارة". وتعدّدت الشِعارات.
فكُنتُ أقرأ اللافِتات وأضحك.
"قُل لا للسيّارة، وهيّا لنبني الحضارة"
"طول ما ندّي ظهرِنا للعربيّة، مش ممكن تصيبنا الأذيّة"
ثمّ ألف صديقٌ لي كِتاباً عن فلسفتي، وأكّد لي أنّني كُنتُ صديقَ الفُقَراء ونصير العدالة الاجتماعيّة والمساواة.
وهُنا كانت الطامةُ الكُبرى!
فقد انقسم حِزبي أحزاباً، حيثُ اختلف الأعضاء حول السبب الحقيقيّ لمقاطعتي تلك الآلة الحمقاء. وانقسموا إلى فريقٍ يُرجِعها لرغبتي في التساوي بالفقراء، وفريقٍ يُؤَكِّد أنّني صديقُ البيئة، وثالِثٍ يُؤَكِّد أنّني أتمسّك بأخلاق السلف الصالح، ورابعٍ يُجزِم أنّ السيّارة ليست شرّاً في ذاتِها، بل حسب استخداماتِها.
صارَ لكلّ فريق حِزبٌ وجريدة، وتراشقَ الجميعُ بالكلِمات والأَيْدي حتّى انبثق حِزبٌ خامِسٌ يُنَدِّدُ بي، ويُؤَكِّد أنّني أنا عدوّ التقدُّم والحضارة.
أكّد أعضاء الحزب الأخير أنّني كُنتُ مَجنوناً، بَِيْنَما أصدَرَ مُحَلِّلٌ نفسيّ كِتاباً عن شخصيّتي يُرجِع فيه سبب عٌقدَتي إلى أنّ "الستّ والدتي" ما كانت تهتمّ بي كثيراً، وكانت تُفضِّل قيادة السيّارات وقِيادة أبي...
كما صَدَرَ كِتابٌ يكشِف أنّ سبب عقدتي الحقيقيّة الشذوذ الجنسيّ، إذ لا شكّ أنّني أحبَبتُ سيّارةً لم تُبادِلني ذلك الحبّ.
وكادَت الحربُ أن تقومَ بَيْنَ هَؤلاءِ وأولئِك كما تعلمون، لَوْلا أنّكم اهتديتُم إلى هذه الفكرة العبقريّة، وجئتم بي إلى هُنا.
ها أنا قد سَرَدتُ عليكُم جميعَ اعتِرافاتي، وأنا أُلاحِظ أنّ سيّدي الوسيط قد أصابه التعب والملل، كما أنّني أتوقُ إلى الانطلاق في الفضاء الواسِع.
فهل تسمحون لي أيّها السادة بالانصراف؟
"انصَرِف! انصَرِف!"
ـ
كُتِبَت في القاهِرة 8 يوليو 1992
- تذكّرتُ هذه القصّة القديمة التي تتضّح فيها ملامِح سذاجة كاتب في العشرين من عُمرِه وتبسيطه للأمور حين قرأتُ طقّة الحَنكِ هذه، والمُعَنوَنة: انضمّ لينا يا أخّ.
ـ
7تعليقات:
جميل
هل نشرتها بمحل؟
ذكرتني بجماعة من المدافعين عن البيئه كانوا يتضاهرون على جسر إلى مركز المدينه في الصباح الباكر يطالبون الناس بالتخلي عن السياره. وكانت إحدى اليافطات مضحكه جداً
"If you love your car, set it free"
تخيلت نفسي اشغل السياره وادعها تمشي على راحتها من غير سائق. ضحكت طول الطريق وانا سائقه إلى العمل
جميلة يا رامي
جعلوه فانجعل
و لكن ماذا لو كنت صاحب موقف و لست منسحبا و يسقط الآخرون عليك افتراضاتهم؟
عموما ، اخبار المدونة الأخرى ايه؟
هل سنبدؤها في القريب العاجل ؟؟؟؟
جميلٌ فعلاً
ذكرتني بقصة the guru's cat by Anthony deMello
مرحباً بعودتك للبلوجة
رائعة جداً جداً
شكراً على الإطراء. هذا من ذوقكم.
لا لم أنشُر هذه القصّة، ونعم ذكّرتني أنا أيضاً بقطّة الجورو بشكل غير مباشر.
المشكلة الكُبرى أنّها واقعيّة جدّاً
Dear Ramy,
Great topic. Few thoughts I had recently came to mind after reading your article. One, an article I just read today about Global warming hitting Latin America. Two, my weight watchers meeting of how they recomend less use of cars and more use of legs. Three, since I moved to the US I have been wondering how a country can function with less cars until I went to SF and saw how the west coast is very civilized towards bikes.
Amen to civilization man
Keep blogging
D.
لم اتمالك نفسي من الضحك. جميلة جدا و معبرة أوي.
بس
Post a Comment
<< Home