النُبل وأشياء أُخرى
لم أكُنْ أعرِف الكثير عن "علي سالم"، الكاتب المسرحيّ والمفكِّر المصري حين رأيتُه لأوّل مرّة (وكانت هي المرّة الوحيدة حتّى الآن!). كان هذا منذ ما يقرُب من عشرة أعوام (ربّما أكثر أو أقل) حين حضرتُ مع أحد أصدقائي ندوةً ثقافيّةً رمضانيّة عن المسرح (حين كان رمضان يأتي في قلب الصَيْف) أقامتها الهيئة المصريّة العامّة للكتاب في مقرّها بكورنيش النيل بالقاهرة.
قبل حضوري تلك الندوة، كنتُ أعرِف –بالكاد- أنّ علي سالم هو مؤلّف (أو مترجم) مسرحيّة مدرسة المشاغبين، وكنتُ قد شاهدتُ له مسرحيّةً قصيرة (قرأتُها في ما بعد) بعنوان "المتفائل" مثّلها دارسو المسرح بالجامعة الأمريكيّة بالقاهرة. وإلى جانب تلك الشذرات القليلة من المعلومات عن الرجُل، كُنتُ أحبّ أن أقرأ ما يكتُبه علي سالم شهريّاً بمجلّة الشباب، التي كان رئيسُ تحريرِها آنذاك المرحوم/ عبد الوهاب مُطاوع، والتي كان يكتُب في صفحاتِها الأخيرة –إلى جانب علي سالم- المرحوم (رغم أنّ البعض لا يطلب له الرحمة) فرج فودة، والفنّانة (رغم أنّ البعض لا يعترف بهذا اللقب) إسعاد يونس. ومن الجدير بالذكر أنّ عبد الوهاب مُطاوِع كان ذكيّاً بما يكفي كي يجمع في مجلّته الشهريّة هؤلاء الكُتّاب الثلاثة –ذوي الاتّجاهات الليبراليّة الواضحة- دون أن يُثير غضب القراّء في بدايات عصر سيادة الفكر المُحافظ والأصوليّ (باستثناء إسعاد التي أثارت القلاقِل بمقالٍ عن زيارتها لمصفف الشعر، وتعقيب –أُجبِرت عليه- دافعت فيه عن كَوْنِها سافرةً –أيْ غير مُغطّاة الشعر- تسمح لرجلٍ أجنبيّ –أي ليس من المحارم الشرعيّين- أنْ يلعبَ بأصابعه في شعرها!) أّنهي هذا الاستطراد بأنّ قمّة ذكاء مُطاوِع تجلّت في استضافة فرج فودة ليكتُب مقالاتٍ عن سفريّاته وعن المُدُن التي زارها، ذلك الكاتب ذو الكتابات العديدة المنادية جهراً بالعلمانيّة والناقِدة بشدّة للحُكم الدينيّ وللجماعات الأصوليّة –سواء لجأوا للعنف أم لا. وأنا حين أصِف رئيس تحرير "الشباب" بالذكاء، أوَكٍّد أنّن أعني الذكاء وليس أيّة صفة أخرى. فالذكاء قد يقترن بالمكر أو العبقريّة أو الحكمة أو المراوغة أو الخبث أو الخداع أو الفضيلة أو الشجاعة أو الجُبن؛ وأنا أتحدّث عن الذكاء فحسب.
أُنهي مقدِّمتي بالتلخيص، بعد تنقية المقطع السابق من الجُمَل الاعتراضيّة. أقول: لم أكُن أعرِف الكثير عن علي سالم إلاّ بضعة مقالات في مجلّة الشباب، وبضعة مسرحيّات قصيرة إلى جانب كتابته لنصّ مدرسة المشاغبين، حتّى حضرتُ ندوةً كان عليٌّ ضيفاً فيها.
الندوة
لا أذكُر بالتحديد موضوع الندوة، لكنّني أذكر أنّ علي سالم ولينين الرملي وضيوفاً آخرين كانوا يتحدّثون عن المسرح المصريّ، وبالتأكيد عن أزمته آنذاك! وتصوّروا أنّ تلك الندوة كانت قبل المسرحيّات التي تُعرض حالياً، والتي عُرِضت عبر الأعوام العشر الأخيرة. كان توقيت الندوة أيضاً مُتزامِناً مع وصول الثنائيّ محمد صُبحي/ لينين الرملي إلى قمّة الشهرة بعد إنجاز مسرحيتيْ "بالعربي الفصيح" و"وجهة نظر"، ووقتَها كانت بضعة خلافات –ربّما ينسبها البعضُ إلى الحسد- قد نشبت بين الثنائيّ فلم يصيروا ثُنائيّاً في ما بعد، وأنا لا أعرِف حالة تعاونهما الآن. وقد وصلت المناقشات إلى حدّ التوتّر على الأقلّ مرّتَيْن: مرّةً حين خرج من وسط الحاضرين الفنّان المُحترم عبد العزيز مخيون، وقال بحِدّة وعروقه تنفُر –كعادتِه حين يغضب في المسلسلات: "آسف يا أستاذ لينين. دور محمّد صُبحي في مسرحيّة انتهى الدرس يا غبي لم يمثِّل شخصيّة "سطوحي" المتخلّف عقليّاً بأيّ شكل راقٍٍ، بل كان ساخراً مستهيناً بحالةٍ كهذه؛ على خلاف من مثّل شخصيّةً كهذه في الآداب العالميّة".
كان عبد العزيز غاضباً، وكاد غضبه أن يقلب المائدة –معنويّاً- على المتحدّثين بالندوة، فقد كان هؤلاء قد اكتسبوا احتراماً لدى المستمعين، وأقنعوهم بشكل شبه كامل أنّ أعمال لينين/صبحي كانت قمّة الرقيّ ومثالاً يُحتذى في المسرح الذي يجني المال والاحترام من جيب المشاهد وقلبه. لكنّ صِدق عبد العزيز مخيون، وغضبه الذي رآه الحاضِرون –وأنا منهم- مُنَزّهاً عن الملاوعة والمراوغة والرغبة في كسب الأضواء، استطاع أن ينتزع الإعجاب والتقدير من قلوب الحاضرين، والتصفيق من أيادي بعضهم. لكنّ هذا لا يمنع أنّ الكثيرين منّا أرادوه أن "يهدّئ من رَوْعِه" إذ إنّ الأمر لا يستحقّ، فنصف الرُقيّ خيرٌ من الإسفاف، ومسرح نصف محترم خير من مسرح يستحي روّاد الكباريهات من الذهاب إليه مع عائلاتهم.
كانت غُضبة "مخيون" هي أولى حالات التوتُّر في تلك الندوة، وكانت الثانية –والأقلّ حدّةً- هي غُضبة علي سالم نفسه، الّذي شعر ببعض الضيق حين بدا كأنّ لينين الرمليّ هو الكاتب الوحيد الّذي أخرج مسرحاً "مُحترماً" وجّذاباً، فسرد عليٌّ قائمة من مسرحيّاته قائلاً ما معناه "نحنُ هنا".
موقف عبد العزيز مخيون، وموقف علي سالم، وأحاديث لينين الرمليّ دفعتني إلى الحوار مع صديقي، حواراً فريداً من نوعه. فقد كان كلٌ منّا يفكّر في الأمر نفسه، ونتخاطب فيه دون صوت، مع علمنا التام بأنّنا نتحاور. تمثّل في تلك الندوة ومناقشاتها، موقفان مُعتادان للمُخلصين ممّن يريدون تغيير الأوضاع –أيّة أوضاع: الفنّ، المسرح، الوطن، المستقبل...
موقف الصِدام ذي النزعة المثاليّة الراديكاليّة والّذي مثّله عبد العزيز مخيون: لا حلول وسطى، إمّا تقديم حلّ جذريّ أو لنصمُت. ويشابه هذا موقف الحِزب الوطنيّ المصري القديم، الّذي أسّسه مصطفى كامل، وكان لسان حاله: لا مفاوضة قبلَ الاستقلال. يُشابه هذا الموقف موقف من يرفضون أيّ تطبيع مع إسرائيل قبل إنهاء الاحتلال، وموقف من يرفضون أيّ تصالح مع السُلطة الحاكِمة.
أمّا الموقف الآخر، موقف الإصلاحيّين والبراجماتيين أحياناً، فهو يقبل الحلول الوسطى، وشعاره الكِفاح للإصلاح، و"ما لا تستطيع أن تربحه كلّه، لا تخسَرْه كلّه"، فقد مثّّله موقف لينين الرملي ومحاولاته هو ومحمد صبحي آنذاك، وموقف محمد صبحي نفسه في ما بعد: بدلاً من أن تلعن الظلام، أضئ شمعةً، حتّى إن كانت شمعة ذات شُعلة مترنّحة. وكان ذاك هو موقف حزب الوفد المصريّ، الذي تفاوض مع الاحتلال قبل الاستقلال، ونال لمصر بعض استقلالها، وأهداها ديمقراطيّةً لم تشهد مثلها في تاريخها الحديث ولا القديم.
كلاهما موقفان –في رأيي- حسنا النيّة. كلاهما يبغيان التغيير. كلّ منهما ينجح حيناً ويفشل أحياناً، ولا أتصوّر مجتمعاً يعيش بغير إصلاحيين وثوّار يعملون معاً، شريطة... أن يتحاوروا، ولكي يتحاوروا بالطبع يجب أن يقبَلَ بعضُهم بعضاً.
عظيم.. كلّ هذا حدث في ندوة عن المسرح. لماذا بدأتُ بالتحدُّث عن علي سالم إذن ودوره حتّى الآن يبدو ثانويّاً؟
النُبل:
في لحظةٍ ما مِن تلك الندوة، وردّاً على سؤال، قال علي سالم جملةً لا أذكُرُها، لكنّني أذكُرُ كلمةً واحدةً ترنّ في أذني الآن كما رنّت في أذني –وأذن صديقي- وقتها، وكأنّها الكلمة الوحيدة التي قيلت. رنّت رنيناً محى همهمات الحاضرين، محى أفكاري الشاردة التي تراوحت جيئةً وذهاباً أثناء إنصاتي للندوة، محى بقيّة كلمات الجُملة. أذكر رنّة الكلمة، وأذكر وجه الكاتب المسرحيّ –الذي كان يصرّ أن يُسمّى أيضاً "مثقّفاً"- حين كان يقولُها، فوجهه قال لي أنّه صادق في قوله: "النُبل"
النُبل؟
قال لي صديقي: "مِن زمان طويل لم أسمع هذه الكلمة". وكان على حقّ. الكلمة ليست شائعة في الخطاب الخاص أو العام. نسمع عن الشرف، عن الحِكمة، عن الإيمان، عن الثورة، عن الغضب، عن العدل، عن الحقّ، عن الجمال، عن الديمقراطيّة، عن الفنّ... لكنّ كلمة النُبل لم ترِد في حديثٍ سمعناه من قبل، وقد كانت بالفعل كلمة مناسبة للتحدُّث عن الفنّ الراقي.
النُبل، قالها علي سالم، ولم نَسمَع ما قيل بعد ذلك. النُبل، كلمةٌ ظلّت ترنّ في مسامعنا طويلاً، ورغم قلّة تواترها إلاّ أنّها ما زالت تتردد في أذني وفي قلبي حتّى اليوم.
بدا لي ولصديقي، أنّ النُبل كلمة تساعد في حلّ المعادلة الصعبة: ما الأفضل الإصلاح التدريجيّ أم الثورة؟ أثمّة أمل في توازن بين الحلول الجذريّة وبين التدرج والحلول الوسط؟ ماذا نُصَدِّق في كلّ ما نسمع؟ ومَنْ نصدِّق؟ هل أعمالهم تؤيّد أقوالهم؟ أم نيّاتهم سليمة؟
هل كان عبد العزيز مخيون على حقّ أم كان لينين الرملي؟ كيف نحكُم. بالنُبل! بالصدق ونقاء النوايا وأخلاق الفروسيّة.
النبيل لا يصيد في المياه العكرة
والفارس لا يطعن خصمه في ظهره
النُبل لا يسارع بالحُكم والهجوم
والفُرسان لا يرقصون عند قبور أعدائهم
النُبل لا يتغذّى بسوء النيّة
والفارس لا يتحالف مع خسيسٍ لتحقيق فوز سهل على مبارزه
النبيل يلتمس الأعذار
والفارس لا يزكي نيران الفتنة اشتعالاً لتحقيق أهدافه
جرّت كلمة النُبل شلاّلاً من الكلمات الأُخرى التي لم نعُد نسمعها، وربّما انقرضت مع انقراض أفلام الأبيض والأسود: الأصالة والأصيل والأصول.. الفارس والفروسيّة.. التروّي .. الجِدْعَنة..
ألعلّ تلك الكلمات هي نفسها التي روّج لها الكاتب المصريّ/ أسامة أنور عُكاشة سواء في أحاديثه أو كتاباته أو في مسلسله الأشهر "ليالي الحلميّة". ماذا حدث إذن بعد ذاك ببضعة أعوام؟ رأينا أسامة أنور عُكاشة، المُبَشِّر بالأصالة (ممثلة في بطله المفضّل سليم البدري) يناظر علي سالم، الذي أدين له بفضل تذكيري بكلمة النُبل، على شاشة التلفاز.
المذبحة
أكانت مُناظَرة؟ أجمع مُشاهِدو ذلك البرنامج أنّها كادت أن تكون وَصلة ردح أو حتّى مذبحة، اتّهم فيها أسامة –المدافع عن اتّحاد الكُتّاب- عليّاً بما يُقارِب الخيانة العُظمى، لأنّ الكاتب الأخير –المُجاهر بليبراليّته- زار إسرائيل أكثر من مرّة.
كما قُلتُ في أوّل سطر، لا أعرف الكثير عن علي سالم، ولا عن نواياه، ولا قِبَل لي بقياس النوايا. كلّ ما أعرفه أنّ ذلك الرجُل أمتعني بمقالاتٍ ومسرحيّاتٍ وحديثٍ عن النُبل، وأنّ لديه الحقّ –من حيثُ- المبدأ أن يفعل ما يُريد. لا أعرف الكثير عن علي سالم، ولا أعرف مبرراته الحقيقيّة لزيارته إسرائيل –التي لم يُخفِها ولم يعتذر عَنْها. لكنّني لم أفهم، ولا أفهم، لماذا سُنّت السكاكين وأشهِرت الأسلحة ضدّه بالهجوم، حتّى بعد أَنْ فُصِل من اتّحاد الكُتّاب.
لا أفهم لماذا رَدَح الكاتب المُحترم أسامة أنور عُكاشة، لزميله في المهنة، وزميله السابق في عضويّة اتّحاد الكُتّاب.
ولو كان علي سالم قد أخطأ أو أساء الحِسابات، ففكِّر معي يا عزيزي القارئ: هل ما حدث أعطاه فرصة لالتقاط أنفاسه وتغيير موقفه؟ بالطبع، من باب النُبل والفروسيّة والمثاليّة، قد يرفُض الكاتِب إنكار "التُهمة". لكن، ما حدث بعد الاتّهام هو الإعدام. لقد أعدم اتّحاد الكُتّاب عضواً فيه –ذا تاريخ- وقطع عليه طريق العودة وإعادة الحسابات. لقد تكاثرت السكاكين على كاتب حرّ اقتنع بسياسة قليلة الشعبيّة: سياسة التطبيع. وكأنّ الكُتّاب الذين لا يقدرون على الحِمار، يتلذذون بصب غضبهم على البردعة (كما يقول المثل المصريّ)، وما سمِعنا أنّ الكثير منهم قد فعلوا شيئاً ضد سياسات القمع ا لإسرائيليّة، اللهم إلا الندب والتنديد والاحتجاج والمقاطعة.
إِن كان أحد القُرّاء يعرف أكثر عن علي سالم، أو يعرف أكثر عن اتّحاد الكُتّاب، فليُفِدني.. أمّا أنا، فبغضّ النظر، لن أنسى لذلك الرجُل درسه عن "النُبل".
كانت هذه حكاية ندوتي الرمضانيّة...
على هامش الندوة:
* أذكر أيضاً أنّ علي سالم قال، ردّاً عن سؤال بشأن دور الدولة في تعضيد المسرح: "لا تتوقعوا مساعدة الدولة؛ فلا تُطلب المساعدة من عاجز"!
اقرأ أيضاً:
* عن فصل علي سالم من اتّحاد الكُتّاب
"أصدر مجلس إدارة اتحاد الكتاب أمس قرارا بفصل الكاتب علي سالم من عضوية اتحاد الكتاب، بسبب دعوته للتطبيع الثقافي مع إسرائيل، وممارسته الفعلية له.
وكان المجلس قد عقد مساء أمس الأول، جلسة برئاسة رئيس الاتحاد فاروق خورشيد لتفعيل قرارات الجمعية العمومية، ووضعها موضع التنفيذ، وعلى رأس هذه القرارات ضرورة اتخاذ موقف ضد الكتاب المطبعين مع إسرائيل.
وكان المجلس قد أرسل من قبل خطابا إلى علي سالم لمثوله أمام لجنة للتحقيق معه فيما هو منسوب إليه من أعمال تطبيعية إلا أنه رفض ذلك، واستمر في دعوته للتطبيع، الأمر الذي دفع اللجنة القانونية للاتحاد بالتقدم إلى المجلس بأدلة ثبوتية تؤكد ممارسة علي سالم للتطبيع، ومنها زيارته لإسرائيل عدة مرات، وإصداره لكتاب يشمل كل ما قام به في زياراته.
واتخذ مجلس اتحاد الكتاب قراره ليلة أول أمس بالإجماع، وتم إبلاغ علي سالم بالقرار، ويمكن له أن يلجأ للقضاء للتظلم من القرار، لكن فاروق خورشيد قال إذا لجأ سالم إلى القضاء فسيواجهه الاتحاد في ساحات المحاكم مواجهة فاصلة. المصدر: وكالات 26/5/2001
* عن أسامة أنور عُكاشة وحِواره مع علي سالم
"لماذا كنت حادا مع علي سالم لهذه الدرجة.. حتى إن البعض أخذ عليك اتهامك إياه بالخيانة.. وتهكمك عليه؟ لماذا لم تحكم نفسك رغم حنكتك في سائر الحوارات التي رأيناك فيها؟
لم أتعمد أسلوبا معينا في الرد على كراهات السيد علي سالم، بالعكس كانت الإجابة من نسيج الموقف الذي تمادى فيه المذكور إلى حد استفزاز مشاعر الجميع، وبالتالي بما أن الجزاء من جنس العمل كان لا بد أن تكون الإجابة حادة، وهو الأسلوب الوحيد الذي يصلح مع غوغائية وسفسطة السيد علي سالم، هو لم يعتمد المنطق الموضوعي في كلامه، بل اعتمد على مجموع من المغالطات التي يرددها مع صحبة من أدعياء السلام، ويريدون بها أن يقفزوا فوق كل الثوابت في الموقف العربي، وبالتالي كان من العبث التحاور معهم بأي منطق، وكان الأسلوب الوحيد المجدي والنافع أن يجلدوا بمنطق ملايين الناس الذين يحذ في نفسهم كل يوم ما يحدث على أرض فلسطين، وما يوجه إليهم كل يوم من إهانة مشاعرهم القومية والدينية."