حلّ الفزّورة: ناس بتتسابق في العِلم.. وناس بتتخانق على فيلم! ـ
وآدي الحكاية ببساطة..
زي ما قلت لكُم: اليومين دول الشغل أثّر على واقعي وخيالي...
*****
جلستُ صباح الأمس والنعاس يغالبني بعد أقلّ من ثلاث ساعات من النوم أستمع لهذا الرجُل ذي اللكنة الجنوبيّة يتحدّث ببساطة عن منتجه الجديد الذي يزمع تصنيعه بعد اختباره في نطاقات ضيّقة....
الرجُل هو تشارلز بارنيت، طبيب باطنيّ ملّ الطب بعد دراسته وممارسته حوالي عشر سنوات، وترك ممفيس منذ أكثر من ربع قرن ليعمل في الأبحاث التي تربط العلوم الحيويّة بالتكنولوچيا الحَوْسَبيّة ثم ليؤسس شركة من شركات النانوتِكنولوچيا: Nanodetection
جاء تشارلز ببساطة ليعرض علينا تطبيق مشروعه الجديد: النانودتكتور العجيب، الشريحة الصغيرة التي تلتقط الموجات الضوئيّة المنبعثة من عدد من التفاعلات الدقيقة (من ٢٥-٤٠٠ تفاعل يمكن قراءتها بشريحة واحدة) ثم تكبّر الإشارات.
يعني إيه؟
يعني هو قد قام بعمل جهاز حساس يلتقط الموجات المنبعثة، وعلينا نحن تصميم التفاعلات التي تكشف وجود الپروتينات أو جزيئات الأحماض النوويّة المميِّزة لأيّ شيء نريد الكشف عنه (تفاصيل).
وما هو أهم شيء وأخط شيء هذه الأيّام "الذي يهدد بمحو نصف سُكّان العالم" على حدّ تعبيره المبالغ فيه؟
طبعاً.... إنفلونزا الطيور.
يقول تشارلز: "إنّها قادمة قادمة. سواء أنكروا أو تباطأوا. أمّا نحن فعلينا الاستعداد لها"...
فعلاً... اتفضلّي يا إنفلونزا على أمريكا. وطبعاً مصر سليمة ١٠٠٪ إحنا طيورنا تاكل الزلط...
*****
يريد تشارلز منّا أن نساعده في "تظبيط" الأجسام المضادة المَوْسومة tagged بجزيئات باعثة للضوء أو الـfluorescence، لتلتقط الپروتنيات التي تميِّز إنفلونزا الطيور دون غيرها من ڤيروسات الإنفلونزا، كما يمكنها التقاط الأنواع المختلفة من هذا الڤيروس سريع التَطَفُّر. وجهازه، إن تمّ تصنيعه، لا يكلّف أكثر من دولارات قليلة لكلّ تفاعُل (طبعاً الجهاز نفسه غالي)، كما أنّه يمكن قراءته بمُعالِج processor في حجم كبير، أو بمعالج صغير على حاسوب كَفّي (palm). ويمكن لأيّ عامل أو فلاّح تنفيذه: ابصق على الشريحة الزجاجيّة التي سنصمّمها نحنُ (أو ضع عيّنة من طيورك)، ثم ضع الشريحة الزجاجيّة في الجهاز الكبير (وهو ليس أكبر من صفيحة كوكاكولا)، أو الجهاز الكَفيّ...
وفي ثوانٍ سيعيّن الجهاز وجود الڤيروس، ولو كان من النوع الخطير، يمكن إجراء اختبارات تَوْكيديّة أكثر تعقيداً.
إحنا طبعاً مش تخصُّصنا انفلونزا الطيور،
بس اندهشنا كيف أنّ العلم نور،
واتّفقنا مع السيّد تشارلز أن نعرّفه على "بيل" أجدع واحد يطبع التفاعلات على الشرائح الزجاجيّة في منطقتنا ....
ثم على "ريتشارد ويبي"، أحد خبراء الإنفلونزا (البشريّة) في العالم، وهو واحد من الفريق الذي ينتج تطعيم الإنفلونزا للعالم كلّه كلّ عام.
سيعطينا ريتشارد الأجسام المضادة، ونقوم نحن بتجربتها في المعمل في أطباق بعد لطع الـ"تاج" fluorescent tag عليها، ثم نعطيها لبيل ليطبعها على الشرائح الزجاجيّة...
انفرجت أسارير تشارلز بارنِت،
فقد توفّر له كلّ شيء ولم يتبقَّ سوى البحث عن تمويل...
أما أنا فكُنتُ أحلم بالسَرير
وأتحسّر على ما يحدث في سوق الحمير....
Labels: علم