نبدأ كلامنا عن التدوين... عشوائيّاً
نبدأ كلامنا عن التدوين... عشوائيّاً
ـ(مُداخلات عشوائيّة حول المدوّنات العربيّّة)ـ
ـ(مُداخلات عشوائيّة حول المدوّنات العربيّّة)ـ
هناك مَوْجات من التزامنيّة أو توارد الخواطر تشيعُ في المُجتَمَع الصغير الآخذ في النموّ الّذي ينتمي إليه المدوّنون باللُغة العربيّة،
وهذه التزامُنيّة لها تفسير بالطبع، فهي ليست مبنيّة على الصُدفة وحدِها، بل هي نتاج وجود عدد من الأشخاص الذين يكتبون معبّرين عن أنفسهم، ثم يقرأُ كلٌّ منهم بانتظام جُلَّ ما يكتُبُه سائرهم؛ ثم يحدُث أن يمُرّوا بالظروف نفسها على الفضاء الإلكترونيّ (كمُسابقة فُضلى المدوّنات) إلى جانب الأحداث نفسها التي يمرّ بها العالم، ثم الهموم المشتركة التي يتعرضّون لها-ومعظمهم في عامه الأوّل في التدوين-من مُتابعة زوّار مدوّناتهم ومن تحدّيات التحديث والتصميم وتحدّيات التعبير باللغة العربيّة أمام التعبيرات الأسهل (والأدقّ) في العاميّة أو اللغات الأجنبيّة.
ما سَبق محاولةٌ لتفسير مَوجاتٍ من التزامنيّة جعلت المدوّنين باللغة العربيّة يتكلّمون عن إدمان التدوين تارّة (هنا، وهنا)، ثم يتوقّف أكثرهم بُرهةً بعد فترة غزيرة الإنتاج (مثلاً)، ثم يفكّرون في مجتمع للتدوين أو مدوّنات جماعيّة عقب أكثر من حَدَثٍ سأوجزهُم في السطور التالية.
بعضُ التأريخ...
بدأت حركةُ نشاطٍ في التدوين المصريّ بعد أن كتبت "أمينة خيري" في جريدة الحياة مقالاً عن الـ"بلوغرز" المصريين. كان المقالُ بعيداً عن الموسوعيّة أو الشموليّة، لكنّه كان مُقَدِّمةً جيّدة لمن لم يسمع عن المدوّنين.
اكتشفتُ المقال مُصادَفةً أثناء تفحُّصي الدَوْريّ لإحدي خدمات تتبُّع "حركة المرور" في مُدَوّنتي. فوجدتُ أنّ أحدَهم زارَني مُتَتَبّعاً وصلةً لدى مُدَوّنة "نزيف العقل" الممتازة لـ حلمي.
من هُناك عرِفتُ بأمر مقال الحياة، وبمدوّنة الذهن النازف، وكتبتُ ذلك المقال.
ثم بدأ حلمي خطوةً جادّةً بقصّ شريط "حَلَقة المدوّنين المصريّين" (باللغات المختلفة) (رابطُها الدائم في القائمة الجانبيّة على شكل علم مصر)، ثم بعدها وَجَدنا بعضَنا البعض.
نشط بعدها مُحرِّر "طقّ حنك" (محمّد) في التدوين (بعد توقّف طويل) ووضع على عاتقه إدراج كلّ مدوّنة باللغة العربيّة وقعت تحت بصره، موفّراً لنا دليلاً لوصلات قيّمة جدّاً أخذها عنهُ الكثيرون.
أخيراً جاءت مُسابقتان لتساهما بشدّة في التعريف بالمدوّنات العربيّة. مسابقة "أفضل بلوج" الألمانيّة، ثم مسابقة "فُضلى المدوّنات العربيّة". فعرفتُ شخصيّاً من الأولى العديد من مدوّني دُوَل الخليج، ومن الثانية مدوّنين من مُختلِف البلاد، وبالأخصّ تونس والمغرب وسوريا.
مفاجأتا حلمي ومنال وعلاء...
مع بداية فبراير ٢٠٠٥ (ونهاية مسابقة المدوّنات العربيّة)، نال المدوّنون المصريّون هديّتان قيّمتان: أعاد حلمي تنظيم حلقته فقسّمها إلى فئات وأضاف إليها المزيد من المدوّنات؛ ثم حقّق منال وعلاء حُلماً كُنّا نتساءل عنه: كيف نُلاحٍق تحديث المدوّنات؟ هل نجول بينها ليلَ نهار؟ لا.. فقد نفّذ منال وعلاء (الّذين لا أعرفهما-بالمناسبة) أكبر جزء من الحلم المذكور: ديوان للمدوّنات يعرض أوّلاً بأوّل ما تمّ تحديثه في المدوّنات المصريّة (طبعاً لا بدّ من تسجيل المدوّنات هُناك، فالموقع لن يتكَهّن بها). وبقيَ أن نجد وسيلةً لتتبُّع التعليقات أيضاً {رابط هذا الديوان حالياً في القائمة العُليا وقد أغيّر مكانه بحسب تطوّر الأحداث وتغيّر الظروف}.
مشروع مَوْقِع؟
تحدّث صاحب الأشجار في أكثر من مَوْضع عن رغبته في إيجاد موقع مُشتَرَك يأوي المدوّنين جميعاً وتكون أدواتُه أكثرَ احتراماً واحترافاً من الأدوات التي نستخدمها حالياً، لكنّه لن يكون مجّانيّاً.
تخوُّفي الأكبر من تلك الفكرة هو تخوُّف مُزدَوَج:
أوّلاً، التدوين (كما سأناقش في ما بعد) يتميّز بالاستقلاليّة شبه المُطلقة لصاحبه: فالمدوِّن هو الكاتب والمحرّر والناشر والرقيب والمدير. ولهذا فمِنّا من يميل سياسيّاً لليمين أو لليسار، للتجديد أو للأصوليّة، للعلمانيّة أو الدينيّة، للعروبيّة أو الوطنيّة المصريّة، وهكذا... ولا يعوقُنا تعدُّد الاتّجاهات والاهتمامات من التعايُش، والتناقُش، وتبادُل الآراء.
حين سنلتقي في مكان واحد، سنبقى كما نحنُ، لكنّ القرّاء-الذين قد أصيبوا بعُقدة من الصُحُف ذات التوجُّه السياسيّ وما إلى ذلك من مؤامرات وشُبهات مؤامرات-سوف يظنّون الظنون ويحسبون الحِسابات. ونحنُ لن نخشى الظُنون بالطبع (بمثاليّتنا المُعتادة) لكنّها ستكون لها وقعٌ ما: "الناس دي تبع ميين؟"، "دول فيهُم واحد شكلُه مُلحد"، "سمعت إنّ واحد مِنهُم أصولي"، "علماني"، "شيوعي"، "نصراني"، "ناصري"، وهكذا...
ثانياً، كلّ مشروع له تمويل يجلب المتاعب. مَنْ سَيدفع إيجار الموقع؟ وإن دفعه الجميع من سيُدير الميزانيّة؟ وما أكثر المشكلات التي تجلبها النقود الملعونة وتبعاتها. فالقرّاء سيتساءلون أيضاً عن المنابع والدوافع، ولتساؤلاتهم توابع. وماذا سيحدُث حين يتجاوَز عضوٌ في الحلقة بعض الخطوط الحمراء لدى لأجهزة الرقابيّة (الخضراء دائماً في الفضاء السيبرنطيّ).
هاتان المشكلتان لا تُقارَنان أبداً بالمزايا غير المعدودة للتدوين الجَماعيّ. أغلب الظنّ أنّ كلاًّ منّا سيحتفظ بمدوّنته الخاصّة، لكنّنا سندوّن معاً أكثر من مدوّنة مُشتركة. وهذا سيجلب قُرّاءً أكثر، وسيشكّل تأثيراً أوضح في الرأي العام (والخاص)، وقد يتحوّل يوماً إلى صحيفة إلكترونيّة. مَنْْ يعلم؟
على اللحنِ نفسه عزف هؤلاء التنويعات التالية:
ـ ألِف: من المنتديات العربيّة ومجموعات ياهو إلى المدوّنات
ـ صاحب الأشجار: إحنا
ـ طقّ حنك: عن التدوين وأشياء أخرى (١، و٢)
(اقرأ التعليقات أيضاً)
فئات: فبراير شهر التدوين، على هامش التدوين
وهذه التزامُنيّة لها تفسير بالطبع، فهي ليست مبنيّة على الصُدفة وحدِها، بل هي نتاج وجود عدد من الأشخاص الذين يكتبون معبّرين عن أنفسهم، ثم يقرأُ كلٌّ منهم بانتظام جُلَّ ما يكتُبُه سائرهم؛ ثم يحدُث أن يمُرّوا بالظروف نفسها على الفضاء الإلكترونيّ (كمُسابقة فُضلى المدوّنات) إلى جانب الأحداث نفسها التي يمرّ بها العالم، ثم الهموم المشتركة التي يتعرضّون لها-ومعظمهم في عامه الأوّل في التدوين-من مُتابعة زوّار مدوّناتهم ومن تحدّيات التحديث والتصميم وتحدّيات التعبير باللغة العربيّة أمام التعبيرات الأسهل (والأدقّ) في العاميّة أو اللغات الأجنبيّة.
ما سَبق محاولةٌ لتفسير مَوجاتٍ من التزامنيّة جعلت المدوّنين باللغة العربيّة يتكلّمون عن إدمان التدوين تارّة (هنا، وهنا)، ثم يتوقّف أكثرهم بُرهةً بعد فترة غزيرة الإنتاج (مثلاً)، ثم يفكّرون في مجتمع للتدوين أو مدوّنات جماعيّة عقب أكثر من حَدَثٍ سأوجزهُم في السطور التالية.
بعضُ التأريخ...
بدأت حركةُ نشاطٍ في التدوين المصريّ بعد أن كتبت "أمينة خيري" في جريدة الحياة مقالاً عن الـ"بلوغرز" المصريين. كان المقالُ بعيداً عن الموسوعيّة أو الشموليّة، لكنّه كان مُقَدِّمةً جيّدة لمن لم يسمع عن المدوّنين.
اكتشفتُ المقال مُصادَفةً أثناء تفحُّصي الدَوْريّ لإحدي خدمات تتبُّع "حركة المرور" في مُدَوّنتي. فوجدتُ أنّ أحدَهم زارَني مُتَتَبّعاً وصلةً لدى مُدَوّنة "نزيف العقل" الممتازة لـ حلمي.
من هُناك عرِفتُ بأمر مقال الحياة، وبمدوّنة الذهن النازف، وكتبتُ ذلك المقال.
ثم بدأ حلمي خطوةً جادّةً بقصّ شريط "حَلَقة المدوّنين المصريّين" (باللغات المختلفة) (رابطُها الدائم في القائمة الجانبيّة على شكل علم مصر)، ثم بعدها وَجَدنا بعضَنا البعض.
نشط بعدها مُحرِّر "طقّ حنك" (محمّد) في التدوين (بعد توقّف طويل) ووضع على عاتقه إدراج كلّ مدوّنة باللغة العربيّة وقعت تحت بصره، موفّراً لنا دليلاً لوصلات قيّمة جدّاً أخذها عنهُ الكثيرون.
أخيراً جاءت مُسابقتان لتساهما بشدّة في التعريف بالمدوّنات العربيّة. مسابقة "أفضل بلوج" الألمانيّة، ثم مسابقة "فُضلى المدوّنات العربيّة". فعرفتُ شخصيّاً من الأولى العديد من مدوّني دُوَل الخليج، ومن الثانية مدوّنين من مُختلِف البلاد، وبالأخصّ تونس والمغرب وسوريا.
مفاجأتا حلمي ومنال وعلاء...
مع بداية فبراير ٢٠٠٥ (ونهاية مسابقة المدوّنات العربيّة)، نال المدوّنون المصريّون هديّتان قيّمتان: أعاد حلمي تنظيم حلقته فقسّمها إلى فئات وأضاف إليها المزيد من المدوّنات؛ ثم حقّق منال وعلاء حُلماً كُنّا نتساءل عنه: كيف نُلاحٍق تحديث المدوّنات؟ هل نجول بينها ليلَ نهار؟ لا.. فقد نفّذ منال وعلاء (الّذين لا أعرفهما-بالمناسبة) أكبر جزء من الحلم المذكور: ديوان للمدوّنات يعرض أوّلاً بأوّل ما تمّ تحديثه في المدوّنات المصريّة (طبعاً لا بدّ من تسجيل المدوّنات هُناك، فالموقع لن يتكَهّن بها). وبقيَ أن نجد وسيلةً لتتبُّع التعليقات أيضاً {رابط هذا الديوان حالياً في القائمة العُليا وقد أغيّر مكانه بحسب تطوّر الأحداث وتغيّر الظروف}.
مشروع مَوْقِع؟
تحدّث صاحب الأشجار في أكثر من مَوْضع عن رغبته في إيجاد موقع مُشتَرَك يأوي المدوّنين جميعاً وتكون أدواتُه أكثرَ احتراماً واحترافاً من الأدوات التي نستخدمها حالياً، لكنّه لن يكون مجّانيّاً.
تخوُّفي الأكبر من تلك الفكرة هو تخوُّف مُزدَوَج:
أوّلاً، التدوين (كما سأناقش في ما بعد) يتميّز بالاستقلاليّة شبه المُطلقة لصاحبه: فالمدوِّن هو الكاتب والمحرّر والناشر والرقيب والمدير. ولهذا فمِنّا من يميل سياسيّاً لليمين أو لليسار، للتجديد أو للأصوليّة، للعلمانيّة أو الدينيّة، للعروبيّة أو الوطنيّة المصريّة، وهكذا... ولا يعوقُنا تعدُّد الاتّجاهات والاهتمامات من التعايُش، والتناقُش، وتبادُل الآراء.
حين سنلتقي في مكان واحد، سنبقى كما نحنُ، لكنّ القرّاء-الذين قد أصيبوا بعُقدة من الصُحُف ذات التوجُّه السياسيّ وما إلى ذلك من مؤامرات وشُبهات مؤامرات-سوف يظنّون الظنون ويحسبون الحِسابات. ونحنُ لن نخشى الظُنون بالطبع (بمثاليّتنا المُعتادة) لكنّها ستكون لها وقعٌ ما: "الناس دي تبع ميين؟"، "دول فيهُم واحد شكلُه مُلحد"، "سمعت إنّ واحد مِنهُم أصولي"، "علماني"، "شيوعي"، "نصراني"، "ناصري"، وهكذا...
ثانياً، كلّ مشروع له تمويل يجلب المتاعب. مَنْ سَيدفع إيجار الموقع؟ وإن دفعه الجميع من سيُدير الميزانيّة؟ وما أكثر المشكلات التي تجلبها النقود الملعونة وتبعاتها. فالقرّاء سيتساءلون أيضاً عن المنابع والدوافع، ولتساؤلاتهم توابع. وماذا سيحدُث حين يتجاوَز عضوٌ في الحلقة بعض الخطوط الحمراء لدى لأجهزة الرقابيّة (الخضراء دائماً في الفضاء السيبرنطيّ).
هاتان المشكلتان لا تُقارَنان أبداً بالمزايا غير المعدودة للتدوين الجَماعيّ. أغلب الظنّ أنّ كلاًّ منّا سيحتفظ بمدوّنته الخاصّة، لكنّنا سندوّن معاً أكثر من مدوّنة مُشتركة. وهذا سيجلب قُرّاءً أكثر، وسيشكّل تأثيراً أوضح في الرأي العام (والخاص)، وقد يتحوّل يوماً إلى صحيفة إلكترونيّة. مَنْْ يعلم؟
على اللحنِ نفسه عزف هؤلاء التنويعات التالية:
ـ ألِف: من المنتديات العربيّة ومجموعات ياهو إلى المدوّنات
ـ صاحب الأشجار: إحنا
ـ طقّ حنك: عن التدوين وأشياء أخرى (١، و٢)
(اقرأ التعليقات أيضاً)
فئات: فبراير شهر التدوين، على هامش التدوين
0تعليقات:
Post a Comment
<< Home