التعدّدية في الحزب الواحد... والأسرة الواحدة- قراءات في الأهرام... ـ

قُلتُ لنفسي وأنا أقرأ الأهرام:

من الذّي يزعم أنّ مصر ليس فيها تعدّدية؟
قديماً كانت جميع الأمور في يد الاتّحاد الاشتراكي، ثم انبثقت عن الاتّحاد منابر اليمين واليسار والوسط. وهنا وُلِدَت الأحزاب، وبالطبع خيرُ الأمور الوَسَط.

ثمّ...
ثم ها نحنُ نتمتّع بأحزاب كثيرة اليوم، وها هي التعدّدية في كلّ شيء: ما يلبسون.. ما يأكلون.. بل وتتعدّى التعدّدية الطعام والشراب إلى الأفكار السياسيّة والدينيّة ورؤى الإصلاح والإفساد.

ثم...
ها نحنُ نلمح تعدُّديةً جديدة بداخل الحزب الحاكِم، لا بينَ أجيال الشباب (الممثّلة في لجنة السياسات) ومَنْ يُسَمّون بالحرس القديم (الأمانة العامّة الشاذليّة) فحسب، بل أيضاً بينَ رؤية رئيس الحزب (ورئيس الجمهوريّة) ورؤية أمين لجنة السياسات (وابن رئيس الجمهوريّة).

أم..
أم أنّ هذا خطأ مُعتاد في الأهرام؟

اقرأوا معي تتابعاً: ـ

ـ"وقال (الرئيس مُبارَك) في هذا الصدد‏:‏ إن مصر لا تقبل الضغوط‏,‏ ولا يستطيع أحد أن يفرض علينا شيئا‏.‏ وحول مشاركة مصر في قمة أبوجا‏,‏ أكد الرئيس أن اشتراك مصر في القمة الإفريقية‏,‏ وفي المنتديات الدولية والقمم العربية‏,‏ إنما هو من أجل مصلحة مصر والدول الشقيقة والصديقة‏.
وردا علي سؤال حول احتمالات تغيير الدستور‏,‏ قال الرئيس مبارك‏:‏ إن هذه دعوة باطلة الآن‏,‏ ومن يتحدثون عن الانتخاب المباشر والاستفتاء‏,‏ ومحاولة المفاضلة بينهما عليهم أن يدركوا أن الاستفتاء مؤسس علي ترشيح من ممثلي الشعب في البرلمان‏.
وقال‏:‏ إن باب الترشيح للبرلمان المقبل مفتوح لكل أفراد الشعب‏,‏ ولكل الأحزاب الشرعية‏.‏ وعندما سئل الرئيس مبارك عن برنامجه الانتخابي‏,‏ قال‏:‏ إن برنامجي الانتخابي معلن وموجود ومطبق كل يوم‏,‏ فأنا لست جديدا علي الساحة وأعمالي هي برنامجي."
الأهرام-الصفحة الأولى- ٣٠ يناير ٢٠٠٥ (ورد هذا في مَوضعين، نقلتُهما هُنا وهُنا لعجزي عن ملاحقة روابطَ دائمةٍ لجريدة الأهرام)
ـ

‏ "وقال جمال مبارك ـ في مؤتمره الصحفي‏,‏ عقب الاجتماع الثالث للمجلس الأعلي للسياسات أمس ـ إن رؤية الحزب لا تضع الدستور خارج نطاق المراجعة‏,‏ أو أنها تستبعد إعادة النظر فيه‏,‏ وهذا ما أعلنه الحزب في مؤتمره السنوي الثاني‏." الأهرام-الصفحة الأولى-4 فبراير 2005‏

المُعارضة في مصر ظالمة ومفترية جدّاً: لا تعلم أبداً ما يريدون.
وما حكاية رغبتهم في تعديل الدستور هذه؟
لماذا لا يُطالبون أوّلاً بتطبيقه؟

وطوال حديثي.. لم تنبُسْ نفسي ببنت شفة، ولم تُعِرني التفاتاً...
ـ هو أنا قُلت حاجة غلط؟؟؟
ـ