في فنون الجَدَل والدَجَل...
حوار عقيم رقم١
جَدَلْ عقيم (رقم ١)
ـ
قال: طبعاً هُناك مُسَلَّمات، يعني مثلاً واحد زائد واحد يساوي إثنين
ـ
قُلت: هذا في النظام العشريّ ، أمّا في النظام الثنائيّ فواحد زائد واحِد يساوي واحد صِفر
١+١=١٠
(انتهت المناقشة لعدم فهمِه ولسخريَتِه مما سميّته النظام الثنائيّ، لكن.. لنَفتَرِض أنّها لم تنتهِ، وأنّها استمرّت على النَحو التالي)
قال: هذا كلام فارغ ونظري! بِغَضّ النظر عن نظام العدّ: القيمة واحدة: جنيه وجنيه جنيهان؛ طفل وطفل طفلان
قُلت: أنت تتحدّث عن الأشياء الماديّة المحدودة المعدودة. إذن هُناك تعريف واتّفاق: الأشياء الماديّة المحدودة المعدودة تُـجمَع. ماذا عن نور+ نور؟ هل يساويان نورَيْن؟
ملح+مياه؟ بيضة+بصل+سمن؟ هل تساوي الأخيرة ثلاثة أم تساوي عجّة؟
قال: فلسفة في فلسفة. من المسلّم به شروق الشمس وغروبها، وهذا يتبع نظام دقيق.
قُلتُ: في كوكب الأرض...
قال: إذن فهذا أمرٌ مسلَّم به في كوكب الأرض
قُلتُ: في زمانٍ معيّن، قد لا يدوم للأبد
قال: آه! قُلتَها بنفسك. لن يدوم. هذا مُسَلَّم به؟
قُلت: هذا أومن به. لا أُسَلِّم به. ثم.. ما هو الأبد؟
قال: اللانهاية
قُلت: وما المُسَلَّم به في قَوْلي: قد لا تدوم الشمس إلى اللانهاية؟
قال: مُسَلَّم به أنّ للشمس نهاية
قُلتُ: هذا تخمين مبني على حقائق علميّة، لا تسليم مبني على عجز عن التفسير، بل هو أيضاً إيمان مبنيّ على تصديق لقولٍ لا إثباتَ تجريبيّ له. ثم.. ما أدراك إن حدثت مفاجأةٌ أطفأت الشمس قبل توَقُّعات نهايتها؟
قال: هذا يؤكّد عَدَم دوامها
قُلْتُ: لكنّك لا تستطيع إثبات دوام اللانهاية!
قال: مُسَلّم به أنّني أراك
قُلتُ: وما معنى الرؤية أصلاً؟
قال: أنت أمامي، هذا مؤكّد.
قُلت: لكنّه ليس مُسَلَّماً به. ثم من أدراك أنّ ما تراني عليه هو ما أنا عليه بالفعل؟ ما أدراك أنّ ما تراه أخضرَ وتسمّيه أخضرَ، هو درجة اللون نفسها التي أعطيها أنا الاسم نفسه؟ لعلّ كلّ إنسان يرى شيئاً مختلفاً ولعلّنا بالاتّفاق نتجاوز الاختلافات الفرديّة التي لا قِبَل لأحد التأكُّد منها.
ولَمْ ينتهِ الجَدَلُ العَقيم...
ولَنْ يَنتهيَ... مادامَ "هو" يتحدَّث في إطار المُطلَق ومادُمتُ "أنا" أتحدّث في إطار "النسبيّ". هو لن يفهم ما معنى النسبيّة، وأنا أظنُّ النسبيّةَ مُطلَقة!
ـ
0تعليقات:
Post a Comment
<< Home