والعبرة من الحدّوتة؟
هناك مدرستان في كتابة القصص والروايات والحواديت الرمزيّة.
ـ مدرستان أم أكثر؟
لماذا هناك دائماً مدرستان في كلّ شيء؟
لنعتبرهُما على الأقل اثنتَيْن، فهكذا يسهُل بدء أيّ حديث نقديّ: بالتقسيم والتصنيف.
المدرستان في القصص والحكاوي والحواديت الرمزيّة هما:
١) مدرسة أسمّيها الهندسيّة/البنائيّة: حيثُ الكاتب "يخطّط" و"يُهَندِس" قصّته بحيث ترمز كلّ شخصيّة في القصّة لشخصيّة في الحقيقة، وكلّ حدث لحدث، وهكذا...
٢) مدرسة أسمّيها الزراعيّة/البيولوجيّة: حيثُ يعبّر الكاتب عن شحنة عاطفيّة أو فكريّة تجتاحه فيلفُظها بلا تخطيط (رغم أنّ كلّ ما بالقصّة قد يكون له مغزى)، وهذا يشابه عمل المزارع الذي يرمي البذار بغرض ما دون تخطيط مُحكم للنتائج ولا يقين بمقدار المحصول.
نادراً ما يفهم المهندسون "عدم دقّة" البيولوچيين، ونادراً ما يتفهّم الأحيائيوّن "دقّة" المهندسين و"حبكة" خططهم المرسومة.
ـ ماذا عن المدرسة العبثيّة حيثُ لا يعرف الكاتب غالباً ما يعني؟ پيراندلّو ويونسكو وتوفيق الحكيم أمتعونا بمثل هذا، لكنّني أحبّ أن أضمّهم للـ"زراعيّين" مؤقتّاً لملاءمة المحتوى المحدود لهذا المقال.
هناك-بالتالي-مدرستان أيضاً من القرّاء... لا قرّاء الحواديت والقصص فحسب، بل حتّى قرّاء المدوّنات.
١) يتساءل قرّاء المدرسة الأولى:
وما العبرة من الحدّوتة؟ يعني أنت قصدك إيه؟ ويا ترى ماذا تقصد؟ (قد يؤرّق هؤلاء القرّاء مثلاً الستّ نعامة، سائلين إيّاها عن هويّة كلّ حيوان في غابتها).
٢) وقرّاء المدرسة الثانية سيقتربون ممّا يقرأون اقتراب المتأمّل إلى مشهد الغروب، والمتذوّق إلى عصير الخرّوب، وسيكوّنون الانطباع، ثم تنغمس القصّة أو التدوينة فيهم فتنضمّ لعناصر إطارهم المعرفيّ... وينمو القارئ والمقروء معاً بشكل غريب سريّ. هؤلاء سيندهشون لـ"هندسة" الكُتّاب والمبدعين المنتمين للمدرسة الأولى، وسينفرون من فضول المتلقّين من أرباب المدرسة نفسها... أيحبّ أحدُكم أن يسأل صديقه أن يتذوّق له قطعة الطعام ثم يبصقها في فمه؟ أم يتصوّر أحدُكُم أن يُقَبِّل صاحِبُه فتاةَ أحلامه ليحدّثه عن مذاق قبلتها؟
يع ع ع ع ع ...
يا ترى هل أدركتَ يا عزيزي القارئ إلى أيّ مدرسة من المبدعين والمتلقّين أنتمي؟
ويا ترى.. يا هلْتَرى...
هل تتساءل الآن عن...
المغزى والعبرة من هذه التدوينة؟؟؟؟؟؟
ـ مدرستان أم أكثر؟
لماذا هناك دائماً مدرستان في كلّ شيء؟
لنعتبرهُما على الأقل اثنتَيْن، فهكذا يسهُل بدء أيّ حديث نقديّ: بالتقسيم والتصنيف.
المدرستان في القصص والحكاوي والحواديت الرمزيّة هما:
١) مدرسة أسمّيها الهندسيّة/البنائيّة: حيثُ الكاتب "يخطّط" و"يُهَندِس" قصّته بحيث ترمز كلّ شخصيّة في القصّة لشخصيّة في الحقيقة، وكلّ حدث لحدث، وهكذا...
٢) مدرسة أسمّيها الزراعيّة/البيولوجيّة: حيثُ يعبّر الكاتب عن شحنة عاطفيّة أو فكريّة تجتاحه فيلفُظها بلا تخطيط (رغم أنّ كلّ ما بالقصّة قد يكون له مغزى)، وهذا يشابه عمل المزارع الذي يرمي البذار بغرض ما دون تخطيط مُحكم للنتائج ولا يقين بمقدار المحصول.
نادراً ما يفهم المهندسون "عدم دقّة" البيولوچيين، ونادراً ما يتفهّم الأحيائيوّن "دقّة" المهندسين و"حبكة" خططهم المرسومة.
ـ ماذا عن المدرسة العبثيّة حيثُ لا يعرف الكاتب غالباً ما يعني؟ پيراندلّو ويونسكو وتوفيق الحكيم أمتعونا بمثل هذا، لكنّني أحبّ أن أضمّهم للـ"زراعيّين" مؤقتّاً لملاءمة المحتوى المحدود لهذا المقال.
هناك-بالتالي-مدرستان أيضاً من القرّاء... لا قرّاء الحواديت والقصص فحسب، بل حتّى قرّاء المدوّنات.
١) يتساءل قرّاء المدرسة الأولى:
وما العبرة من الحدّوتة؟ يعني أنت قصدك إيه؟ ويا ترى ماذا تقصد؟ (قد يؤرّق هؤلاء القرّاء مثلاً الستّ نعامة، سائلين إيّاها عن هويّة كلّ حيوان في غابتها).
٢) وقرّاء المدرسة الثانية سيقتربون ممّا يقرأون اقتراب المتأمّل إلى مشهد الغروب، والمتذوّق إلى عصير الخرّوب، وسيكوّنون الانطباع، ثم تنغمس القصّة أو التدوينة فيهم فتنضمّ لعناصر إطارهم المعرفيّ... وينمو القارئ والمقروء معاً بشكل غريب سريّ. هؤلاء سيندهشون لـ"هندسة" الكُتّاب والمبدعين المنتمين للمدرسة الأولى، وسينفرون من فضول المتلقّين من أرباب المدرسة نفسها... أيحبّ أحدُكم أن يسأل صديقه أن يتذوّق له قطعة الطعام ثم يبصقها في فمه؟ أم يتصوّر أحدُكُم أن يُقَبِّل صاحِبُه فتاةَ أحلامه ليحدّثه عن مذاق قبلتها؟
يع ع ع ع ع ...
يا ترى هل أدركتَ يا عزيزي القارئ إلى أيّ مدرسة من المبدعين والمتلقّين أنتمي؟
ويا ترى.. يا هلْتَرى...
هل تتساءل الآن عن...
المغزى والعبرة من هذه التدوينة؟؟؟؟؟؟
3تعليقات:
lol
والله العظيم ثلاثة لم أتساءل
:هناك كذلك "نوعان" من القراء
قراءٌ يقرأون ما يكتبه الكاتب فلا يدركون الرمز الذي يعنيه بل يدركون ما يرتبط بحالتهم الروحية و النفسية ساعة القراءة
و هناك آخرون يدركون تماماً ما يقصده الكاتب - إن كان يقصد شيئاً- و يتحدون بحالته الروحية أو النفسية اتحاداً خاصاً
!هكذا القراء هم أيضاً جزء من القصة
أنا مع الدوك أفريقانو في رأيه، وكمان أتفق معك في حكاية التساؤل حول هوية الحيوانات أصحابي، وديه حاجة تعباني جداً على فكرة.
Post a Comment
<< Home