أنا بسّ خايف على مصلحتك (وعلى استقراري)!! ـ
حيثُ إنّ الـشيء بالـشيء يُذَكِّر، و"الكلام بيجيب بعضُه"،
وحيثُ إنّني "مبقوق حبّتين"،
أحب ألاّ أترُكَ فكرة التدوينة السابقة-عن سُعاد-دون استرسال في وصف ما يحدُث عندما يُبادرُك الآخرون لا بالسؤال عمّا تعتبره من خصوصيّاتك فحسب، بل باقتراح ما يفيدك ويؤدّي إلى مصلحتك في الحياة عامّةً (الدُنيا والآخرة).
لا أنُكر أنّ مُحمََداً-صاحب طقّ حنك-كتب من قبل عن النُصح والإرشاد بين العباد (إذ كان يعلِّق على هذا)؛ لكنّ النُصح ليس همّي بالتحديد هُنا، بل حين يخاف الآخر على مصلحتك فيُباغتك بالموجة تلو الأخرى من الاقتراحات التي تصل إلى حدّ الزَنّ!
يلوحُ لي أنّ بعضَ الناس لا ينفكّون في الزنّ عليك حتِّ تتّبع طريقتهم وأسلوبَ حياتهم ورُبّما "ملّتهم" في الفكر والعَيشِ وخلافه...
ولأنّ الاختلاف هو سنّة الحياة، ورغم أنّه لا يفسد للود قضيّة، إلاّ أنّه يبدو أنّه يفسد للاتّساق (unifromity) والاستقرار النفسيّ قضيّة...
فكيف يُمكن أن يتحمّل إنسانٌ صالحٌ بنّاء في المُجتمع أن يسلُكَ غيرُه مَسْلكاً آخر؟
كيف يُمكن أن يقبل من اختار الهجرة لأستراليا مثلاً أن يذهب أحدهم لأستراليا ويعود منها دون أن يُهاجر أو حتِّي يسعى لذلك رغم أنّ الفُرَص مُتاحة له؟
الأنكى هو أن يستنكر أحد سُكّان القاهرة-والذي لم يُغادرها أبداً-عودَتَه!!
- "إيه اللي جابك يا منيّل- حدّ يسيب أستراليا؟ حد تجيله فرصة يمشي من الخرابة دي ويرجع؟"
- "يا أخي طب ما تسافر إنتَ!!"
- ".... خلاص بٍقى إحنا اتعوّدنا على الخرابة..."
قرأتُ ذاتَ يومٍ عن رجُل أقلع في مغامرة للإبحار في محيطات العالم أجمع، وكان يخطو خطواته الأخيرة تاركاً مدينته إلى السفينة، فباغته أحد هؤلاء "الخائفين على مصلحته" موضّحاً له أنّه "مجنون رسمي" وأنّه يقدم على مخاطرة غير محسوبة العواقب، وسوف، وسوفَ...
هل يتوقّعُ الناصح الأمين أن يٌغَيِّرَ المُغامرُ خطّته أو يلغيَ رحلتَه أو ينكص َعن فكرةٍ لا شكّ أنّه قضى شهوراً أو أعواماً يدرسها ويبتّ فيها؟
وحتِّى إن كانت فكرةً طائشة.. أيضنّ عليه بابتسامة تشجيعيّة بدلاً من صبّ شلالات الإحباط عليه...
هؤلاء "الخائفون على مصلحة غيرهم" وبالتأكيد "على مصلحتي أنا أيضاً"، يؤرِّقونني بشكل كبير.
أوّلاً أتساءل عمّا يريدون:
هل غاية تفكيرهم أن يسير الجميع المسار نفسه فنصير جميعاً "طبيعيّين" أو بمعنى إحصائيّ نلتزم بمتوسّط منحنى التوزيع abide by the normal in a normal distribution curve وبالتالي نصير جميعاً "في المستوى المتوّسط" (على مثال مستوى الطالب المتوسّط في الثانويّة العامّة)!!!
وحيثُ إنّني "مبقوق حبّتين"،
أحب ألاّ أترُكَ فكرة التدوينة السابقة-عن سُعاد-دون استرسال في وصف ما يحدُث عندما يُبادرُك الآخرون لا بالسؤال عمّا تعتبره من خصوصيّاتك فحسب، بل باقتراح ما يفيدك ويؤدّي إلى مصلحتك في الحياة عامّةً (الدُنيا والآخرة).
لا أنُكر أنّ مُحمََداً-صاحب طقّ حنك-كتب من قبل عن النُصح والإرشاد بين العباد (إذ كان يعلِّق على هذا)؛ لكنّ النُصح ليس همّي بالتحديد هُنا، بل حين يخاف الآخر على مصلحتك فيُباغتك بالموجة تلو الأخرى من الاقتراحات التي تصل إلى حدّ الزَنّ!
يلوحُ لي أنّ بعضَ الناس لا ينفكّون في الزنّ عليك حتِّ تتّبع طريقتهم وأسلوبَ حياتهم ورُبّما "ملّتهم" في الفكر والعَيشِ وخلافه...
ولأنّ الاختلاف هو سنّة الحياة، ورغم أنّه لا يفسد للود قضيّة، إلاّ أنّه يبدو أنّه يفسد للاتّساق (unifromity) والاستقرار النفسيّ قضيّة...
فكيف يُمكن أن يتحمّل إنسانٌ صالحٌ بنّاء في المُجتمع أن يسلُكَ غيرُه مَسْلكاً آخر؟
كيف يُمكن أن يقبل من اختار الهجرة لأستراليا مثلاً أن يذهب أحدهم لأستراليا ويعود منها دون أن يُهاجر أو حتِّي يسعى لذلك رغم أنّ الفُرَص مُتاحة له؟
الأنكى هو أن يستنكر أحد سُكّان القاهرة-والذي لم يُغادرها أبداً-عودَتَه!!
- "إيه اللي جابك يا منيّل- حدّ يسيب أستراليا؟ حد تجيله فرصة يمشي من الخرابة دي ويرجع؟"
- "يا أخي طب ما تسافر إنتَ!!"
- ".... خلاص بٍقى إحنا اتعوّدنا على الخرابة..."
أما صحيح عجايب!؟
قرأتُ ذاتَ يومٍ عن رجُل أقلع في مغامرة للإبحار في محيطات العالم أجمع، وكان يخطو خطواته الأخيرة تاركاً مدينته إلى السفينة، فباغته أحد هؤلاء "الخائفين على مصلحته" موضّحاً له أنّه "مجنون رسمي" وأنّه يقدم على مخاطرة غير محسوبة العواقب، وسوف، وسوفَ...
هل يتوقّعُ الناصح الأمين أن يٌغَيِّرَ المُغامرُ خطّته أو يلغيَ رحلتَه أو ينكص َعن فكرةٍ لا شكّ أنّه قضى شهوراً أو أعواماً يدرسها ويبتّ فيها؟
وحتِّى إن كانت فكرةً طائشة.. أيضنّ عليه بابتسامة تشجيعيّة بدلاً من صبّ شلالات الإحباط عليه...
هؤلاء "الخائفون على مصلحة غيرهم" وبالتأكيد "على مصلحتي أنا أيضاً"، يؤرِّقونني بشكل كبير.
أوّلاً أتساءل عمّا يريدون:
هل غاية تفكيرهم أن يسير الجميع المسار نفسه فنصير جميعاً "طبيعيّين" أو بمعنى إحصائيّ نلتزم بمتوسّط منحنى التوزيع abide by the normal in a normal distribution curve وبالتالي نصير جميعاً "في المستوى المتوّسط" (على مثال مستوى الطالب المتوسّط في الثانويّة العامّة)!!!
يا سادة!
المتوسّط لا يوجد! هي قيمة وهميّة!! العادي والطبيعي هو متوسّط غير العادي وغير الطبيعيّ! لو كانت أطوال مجموعة من الناس ١٥٠، ١٥٥، ١٦٠، ١٦٥، ١٧٥، ١٨٠، ١٨٥، ١٩٠ فمتوسّط أطوالهم (١٧٠) لا يوجد!! لا يمثِّل أيّاً منهم، إِن هو إلاّ رقم وهميّ يمثل ما تتراوح أطوالهم حوله!!
ارحموني...
المتوسّط لا يوجد! هي قيمة وهميّة!! العادي والطبيعي هو متوسّط غير العادي وغير الطبيعيّ! لو كانت أطوال مجموعة من الناس ١٥٠، ١٥٥، ١٦٠، ١٦٥، ١٧٥، ١٨٠، ١٨٥، ١٩٠ فمتوسّط أطوالهم (١٧٠) لا يوجد!! لا يمثِّل أيّاً منهم، إِن هو إلاّ رقم وهميّ يمثل ما تتراوح أطوالهم حوله!!
ارحموني...
ثانياً، أهم فعلاً يخافون على مصلحة "هذا المارق المسكين" أم أنّ خروجه عن المألوف وتعديّه الطبيعيّ وشذوذه عن "المتوسِّط" يزعزع استقرارهم النفسيّ؟
هل خروج حفنة من المجانين إلى مظاهرة وتعرّضهم للضرب والسحل والاعتقال يهدِّد استقرار الهادئين السائرين إلى جانب الحائط (من أمثالي)؟ أنلوم الخارجين أم نلوم أنفسنا؟ ولماذا يجب أن "نلوم"؟
هل اختيار شخص لمهنة نسبة النجاح فيها ٢٪ يعني أنّه حَكَم على نفسه بالإعدام؟ ماذا إن كان يعرف أنّ بمقدوره تماماً أن يكون من هؤلاء الإثنين بالمائة؟ بل من ١ في المليون؟
هل...
هل...*
فعلاً... خوفاً على المصلحة العامّة سنضّحي بالجميع ليعيش المُتَوَسِّط..هل خروج حفنة من المجانين إلى مظاهرة وتعرّضهم للضرب والسحل والاعتقال يهدِّد استقرار الهادئين السائرين إلى جانب الحائط (من أمثالي)؟ أنلوم الخارجين أم نلوم أنفسنا؟ ولماذا يجب أن "نلوم"؟
هل اختيار شخص لمهنة نسبة النجاح فيها ٢٪ يعني أنّه حَكَم على نفسه بالإعدام؟ ماذا إن كان يعرف أنّ بمقدوره تماماً أن يكون من هؤلاء الإثنين بالمائة؟ بل من ١ في المليون؟
هل...
هل...*
ليحيا العادي ويعلو المألوف..
يموت الشعب ويحيا الوطن!
نموت نموت ويحيا الطبيعيّ!
يموت الشعب ويحيا الوطن!
نموت نموت ويحيا الطبيعيّ!
ــــــــــــــــــ
*زهقت بجدّ من سرد أمثلة تحرق الدم، أكملوا أنتم بأمثلة في التعليقات بدلاً من الاعتراض- وبلاش اعتراض لأنّي خايف على مصلحتكُم!!
*زهقت بجدّ من سرد أمثلة تحرق الدم، أكملوا أنتم بأمثلة في التعليقات بدلاً من الاعتراض- وبلاش اعتراض لأنّي خايف على مصلحتكُم!!
5تعليقات:
welcome home :)
أحسست من المقالة السابقة أنك قد بدأت تعاني من أثار العودة إلى القاهرة التي أعرف أنك لم تغادرها ذهنيا، وكنت أعتقد أن ذلك سيخفف من أثار العودة
ولكنني أعتقد أنك لم تتأقلم سابقا وبالتالي ستعاني الكثير من أجل "الحفاظ على مساحتك من الخصوصية" في مجتمعنا
فوطننا ليس مجتمعا نحيا فيه ولكنه مجتمعا يحيا فينا
نحن لا نحيا افرادا في المجتمع، ولكن المجتمع فقط هو الذي يحيا
كل منا مطالب أن يحيا بحسب ما يريد المجتمع، وكل منا يحيا ليتأكد من أن كل من حوله يطبقون ما يريده المجتمع، وكل منا مسئول أن يجبر الأخرين على أن يحيوا كما يريد المجتمع
الضمير الاجتماعي هو الأساس الأول لحياتنا معا
لا تغريك العبارات الرنانة عن أهمية الدين في حياتنا، الضمير الديني بأتي لاحقا للضمير الاجتماعي، فلا تتضايق الأغلبية بما يحيط بها من كذب ونفاق ورشوة وسباب مثلما يعنيها الجهر بافطار الصوم (وليس الافطار) والتغيب عن صلاة الظهر جماعة (حينما يكون الجميع معا في العمل)ولايعني أحد أن يقوم رجل بمعاكسة أنثى في الشارع بقدر ما يعنيه ارتداءها لغطاء رأس من عدمه
أما الضمير القانوني فلا وجود له من الأساس لن تجد من يئنبه ضميره لأنه تخطى اشارة مرور أو ألقى القاذورات في الشارع أو دفع رشوة ليحصل على ما يريد أو تلقى "بقشيش" ليقوم بخدمة ما
يحيا المجتمع ويتحرق الفرد
(الا طبعا فرد واحد العيب في ذاته بيودي للحبس)
فمرحبا بعودتك
hello Rami, Welcome back, I missed ur gr8 articles
i agree with darsh حسست من المقالة السابقة أنك قد بدأت تعاني من أثار العودة إلى القاهرة
yesterday i had a driving experience that let me understood deeply what u wrote
yesterday was the first time in my life to enter SHOBRA driving my own car,
it was a horrible experience... i personnely love the people there ... but driving there gave me a strange feeling...
we are soooooooooooo many in this country .. we are millions in a place that was designed for 100's only.
people are too close (physicaly ) to each others...Roads are too narrow just to let a "vispa" pass but we pass with our cars in these roads ...and in both directions...shouf el efterraa !!!!
the buildings are too close to each other... there is no place to breath alone
What ever road i enter ..there were people staring at me ...they knew i'm a stranger ..they know each others and i was not one of them
in such a society there is nothing called مساحتك من الخصوصية
these people interfer in everything in others lives as others do to their own lives
in such a place ther is no mean for PRIVACY...
and she will always ask SO3AD about her husband ...and she will never feel that she is doing any thing ODD or that she is violating someone's personnel area
I now remember the seen of me7amad sob7y :
- El geran sam3ena ya ADAM
- Ma7na kaman benesma3houm ya 7oureyyaa !!!!!
Welcome back again and sorry for the long comment
Fady Wahba
one Last comment
i was not talking about Shobra only
this is the case in EGypt in general
Fady
Well I believe those average caring people are in everywhere and every time , but those epople usually don't change their society or course of history ,there is always this person who doesn't go with their ideas and this person when he is right and they are wrong makes the great different
they are in all societies,even in religions , do n't they say "there is no dignity for a prophet in his home" ,all prophets saw and met those kind of people who treated them as crazy people who want to destroy their society
it this is one
Two in Egypt there is no privacy at all and if you have this privacy then they will consider you a sick person , who don't like people , I suffered from this in my college years ,already I got few friends and despite being a sociable ,I don't like people to put their noses in everything I do
لقد أثرت قضية تشغلني كثيراً هذه الأيام وبافعل أنا على وشك كتابة تدوينة تحت عنوان ثقافة الأختيار لسرد ما أستطعت أن أصل أليه من خلال فترة طويلة من التفكير العميق والطويل في هذه القضية.
أخيرأً أود أن أرحب بعودتك وأتمنى أن تستمر في أغناءنا بتدويناتك.
Post a Comment
<< Home