هل ضاجعتِ زوجَكِ بالأمس يا سُعاد؟
مِن المُؤَكّد أنّه بالرغم من التغيُّرات الهائلة، الجذريّة والفرعيّة، الكميّة والكيفيّة، التي تعرّضت لها مصر في فترة غيابي (صيف ١٩٩٩-صيف ٢٠٠٦)، فإنّه لا يزال من المُستَبعَد أن نسمَع الحِوار التالي في أحد المكاتب الحكوميّة (والتّي أتردّد عليها بكثرة هذه الأيّام)...
- "نمتي مع جوزِك إمبارح يا سُعاد"؟
- ...؟
- أوعي تكوني بتهملي في الموضوع ده. ده أهمّ شيء للعلاقة الزوجيّة: الجِماع-في الحلال-هو جوهر الاتّصال بين الزوجين. دي كمان أفضل طريقة تحافظي بيها على جوازِك وتضمني بقاء زوجك داخل العش الهادئ.
- بس إنتِ شايفة الموضوع إلزامي كده يا شريفة؟ أنا شايفاها مسألة وقت مناسب...
- مش مسألة إلزامي، لكن مش لازم نهمله ولازم فيه الانتظام.. ده لو ما كانش إلزامي كُنّا عملنا "لزوم ما لا يلزم"!! مش بس علشان تحافظي على جوازك لكن ده أمر إلهي وواجب دينيّ، ده غير إنهّ بيعود عليكِ طبعاً بالنفع والمُتعة (ودي هديّة من الله ومكافأة فوريّة، إوعي تحسّي بالذنب تجاهها) |ابتسامة هُلاميّة ثُنائيّة الأبعاد مُسَطّحة|...
... يستمرّ الحوار التخيليّ معدِّداً فوائد العلاقة الجنسيّة للحياة الزوجيّة والصحّة ومرونة العضلات والمفاصل، وحتّى لتحسين المناعة.. كما يمتدّ إلى حُرمانيّة الامتناع عنه، وإلى كراهة الإعراض عن العلاقة الزوجيّة بحجّج "الفتور" أو "برود المشاعر" أو التعب أو خلافه...
تُجمِعون معي، إِن كُنتم على علمٍ بالمجتمع الوظيفيّ المصريّ (وليس مجتمع المقاهي الشيك ذات الشيشة أو عديمة الشيشة ولا الـ"كافيهات" ذات الـminimum charge)، أنّ المقطع الأعلى غريبٌ مُستَغرب على واقعنا الحاليّ.
وأيضاً، قد تتّفِقون معي وقد تختلفون أنّ من حقّ "سُعاد" أن تشعُر ببعض الضيق، بل التأفُّف، بل الحُنق من تدخُّل شريفة في ما لا يعنيها، ومن اقتحامها أحد أدق تفاصيل حياتها الخاصّة جدّاً بلا نقر على الباب! فليست شريفة صديقةً حميمةً لها، ولا هي طبيبتها النفسيّة... وحتّى لو كانت سُعاد بحاجة إلى نصيحتها، أَلَيسَ من المنطقيّ أن تكون المبادرة إذاً لمن يحتاج النُصح لا لمن يقترحه؟
ما يُدهشني أنا أنّ الكثير من الناس-لا سيّما مَن يرَون الحوار السابق مثيراً للغضب والاستهجان-لا يجدون غضاضةً في أن تسأل شريفة سُعاداً سؤالاً أراهُ أنا على المستوى نفسه من الخصوصيّة والحميميّة؛ ألا وهو:
مربط الفرس في هذه الصورة الكاريكاتوريّة هي في كيفية رؤيتك للصلاة يا من تقرأ هذه السطور!
أنا شخصيّاً أستطيع أن أميّز بين نوعَيْن على الأقل من الصلاة أحدهما ممارسةٌ جَماعيّة لا أرى غضاضة في أن يسأل رفيقٌ رفيقَه بشأنها مستوضِحاً سرّ غيابه بالأمس (وقد اعتادا الصلاة معاً) أو سرّ إعراضه لفترة ما.
لكنّ النوع الآخر من الصلاة، وهو الصلاة الفرديّة/الشخصيّة، أراه شديد الخصوصيّة والحميميّة حتّى أنّ السؤال عنه لا يختلف عن التساؤل عن العلاقة الزوجيّة.
قبل أن تُعاجِلني بلكمة عن البَون الشاسع بين علاقة رجُل بامرأة وعلاقة مخلوق بخالق، أوضِّح أنّ التشبيه ليس في شكل العلاقتَيْن بل في حميميّتهما، وفي كونِِهما شكلَيْن من أرقى أشكال الاتّصال وأكثرها نقاءً وإشباعاً (أو على الأقلّ هذا ما ينبغي أن يكونا عليه).
أمّا ما يغيظني أكثر في الموضوع كلّه، فهو تلك الصيغة الملعونة التي تُلَوِّث الخطاب العام، والتي ابتُلينا بها كردّ فعل لإعلانات التلفاز والفضائيّات، وهي على وزن:
"رشّيتِ فليتّ النهارده؟"
عزيزي القارئ:
- "نمتي مع جوزِك إمبارح يا سُعاد"؟
- ...؟
- أوعي تكوني بتهملي في الموضوع ده. ده أهمّ شيء للعلاقة الزوجيّة: الجِماع-في الحلال-هو جوهر الاتّصال بين الزوجين. دي كمان أفضل طريقة تحافظي بيها على جوازِك وتضمني بقاء زوجك داخل العش الهادئ.
- بس إنتِ شايفة الموضوع إلزامي كده يا شريفة؟ أنا شايفاها مسألة وقت مناسب...
- مش مسألة إلزامي، لكن مش لازم نهمله ولازم فيه الانتظام.. ده لو ما كانش إلزامي كُنّا عملنا "لزوم ما لا يلزم"!! مش بس علشان تحافظي على جوازك لكن ده أمر إلهي وواجب دينيّ، ده غير إنهّ بيعود عليكِ طبعاً بالنفع والمُتعة (ودي هديّة من الله ومكافأة فوريّة، إوعي تحسّي بالذنب تجاهها) |ابتسامة هُلاميّة ثُنائيّة الأبعاد مُسَطّحة|...
... يستمرّ الحوار التخيليّ معدِّداً فوائد العلاقة الجنسيّة للحياة الزوجيّة والصحّة ومرونة العضلات والمفاصل، وحتّى لتحسين المناعة.. كما يمتدّ إلى حُرمانيّة الامتناع عنه، وإلى كراهة الإعراض عن العلاقة الزوجيّة بحجّج "الفتور" أو "برود المشاعر" أو التعب أو خلافه...
تُجمِعون معي، إِن كُنتم على علمٍ بالمجتمع الوظيفيّ المصريّ (وليس مجتمع المقاهي الشيك ذات الشيشة أو عديمة الشيشة ولا الـ"كافيهات" ذات الـminimum charge)، أنّ المقطع الأعلى غريبٌ مُستَغرب على واقعنا الحاليّ.
وأيضاً، قد تتّفِقون معي وقد تختلفون أنّ من حقّ "سُعاد" أن تشعُر ببعض الضيق، بل التأفُّف، بل الحُنق من تدخُّل شريفة في ما لا يعنيها، ومن اقتحامها أحد أدق تفاصيل حياتها الخاصّة جدّاً بلا نقر على الباب! فليست شريفة صديقةً حميمةً لها، ولا هي طبيبتها النفسيّة... وحتّى لو كانت سُعاد بحاجة إلى نصيحتها، أَلَيسَ من المنطقيّ أن تكون المبادرة إذاً لمن يحتاج النُصح لا لمن يقترحه؟
ما يُدهشني أنا أنّ الكثير من الناس-لا سيّما مَن يرَون الحوار السابق مثيراً للغضب والاستهجان-لا يجدون غضاضةً في أن تسأل شريفة سُعاداً سؤالاً أراهُ أنا على المستوى نفسه من الخصوصيّة والحميميّة؛ ألا وهو:
"صلّيتي إمبارح يا سُعاد؟"
وسيعقب السؤال قائمة مثيلة من المزايا والمحاذير، في فضل الصلاة وخطورة تركِها، وفوائدها الرئيسيّة والثانويّة للأرواح والأبدان، دونَ أن تكون الأولى مثلاً مرشدة الثانية أو صديقتها الحميمة أو وليّة أمرِها (وهي ليست قاصراً بأي شكل من الأشكال).مربط الفرس في هذه الصورة الكاريكاتوريّة هي في كيفية رؤيتك للصلاة يا من تقرأ هذه السطور!
أنا شخصيّاً أستطيع أن أميّز بين نوعَيْن على الأقل من الصلاة أحدهما ممارسةٌ جَماعيّة لا أرى غضاضة في أن يسأل رفيقٌ رفيقَه بشأنها مستوضِحاً سرّ غيابه بالأمس (وقد اعتادا الصلاة معاً) أو سرّ إعراضه لفترة ما.
لكنّ النوع الآخر من الصلاة، وهو الصلاة الفرديّة/الشخصيّة، أراه شديد الخصوصيّة والحميميّة حتّى أنّ السؤال عنه لا يختلف عن التساؤل عن العلاقة الزوجيّة.
قبل أن تُعاجِلني بلكمة عن البَون الشاسع بين علاقة رجُل بامرأة وعلاقة مخلوق بخالق، أوضِّح أنّ التشبيه ليس في شكل العلاقتَيْن بل في حميميّتهما، وفي كونِِهما شكلَيْن من أرقى أشكال الاتّصال وأكثرها نقاءً وإشباعاً (أو على الأقلّ هذا ما ينبغي أن يكونا عليه).
أمّا ما يغيظني أكثر في الموضوع كلّه، فهو تلك الصيغة الملعونة التي تُلَوِّث الخطاب العام، والتي ابتُلينا بها كردّ فعل لإعلانات التلفاز والفضائيّات، وهي على وزن:
"رشّيتِ فليتّ النهارده؟"
عزيزي القارئ:
غسلت سنانك إمبارح؟
اتشطّفت يوم السبت؟
هل تَحرِص على غسل ما بَيْن أصابع قدمَيك وقت الاستحمام لتفادي فطر التينيا پيديس؟
أنا بسّ قلبي على مصلحتك...
اتشطّفت يوم السبت؟
هل تَحرِص على غسل ما بَيْن أصابع قدمَيك وقت الاستحمام لتفادي فطر التينيا پيديس؟
أنا بسّ قلبي على مصلحتك...
14تعليقات:
كموظفة حكومية قديمة أقدر أقولك أن السؤال الأولانى بتاعك مش مستهجن زى ما انت متخيل بس الفرق انه بيبقى باسلوب مدارى شوية. فالنصايح الخاصة بالعلاقة الزوجية ووجوبها وحرمانية رفض المرأة لزوجها مهما كانت متعبة والكلام بتاع ان ده أمر ربنا حوارات عادية جدا فى المكاتب الحكومية النسوية اللى هى عبارة عن ستات بس. وعلى فكرة اللى بتسأل أو بيسأل السؤال ده ما بتبقاش حاسة بانها بتحشر نفسها فى اللى مالهاش فيه ولا حاجة بل بالعكس بتبقى شايفة ان ده طبيعى جدا ولا تهدف منه إلا مصلحة التانية وانها تاخد فيها ثواب وكده
ـ " حوارات عادية جدا فى المكاتب الحكومية النسوية اللى هى عبارة عن ستات بس."
ده شيء يصعُب عليّ معرفته بحكم تكويني الكروموسومي فشكراً على تعقيبك؛ لكنّني لا زلت أظنّ أنّ المشكلة بالتحديد هي في قولك "أسلوب مداري"...
أظنّ الحديث عن الصلاة كان أيضاً يتم بهدوء وبأسلوب مداري وفيه بعض الخجل..
المشكلة حين يخرج كحق مكتسب وبالطبع-بالمرّة-ابتغاء للمزيد من الثواب. لا أشكِّك في نوايا الناصح، وفيه رغبته الخالصة في "مصلحة" من يخاطبه..
ما هي دي المصيبة!!
ـ
مش عايز أبان طائفي يا دكتور، لذا من فضلك لا تحمل كلامي على هذا المحمل. من فضلك أكمل النقاش دون شعور بالضيق.
بس أعتقد انه في التصور الاسلامي ،
الصلاة تحمل بعدا جماعيا... في التعاليم الدينية الاسلامية حض كبير على صلاة الجماعة. صحيح ان فيه أحاديث ترسم صورة المتعبد المتهجد وحيدا بالليل، واعلاء من قيمة الخشوع، لكن تظل صلاة الجماعة شديدة الاهمية، الخصوصية الشديدة في العلاقة والتعبد تظل خصوصية جوانية، لكنها دوما مرتبطة بالجماعة وبالتبعية: بالعلنية، وهي مفتوحة المجال، في أي مكان، دون اهتمام بالبعد عن الاعين. وده مختلف عن ذم العلانية والرياء في موعظة الجبل مثلا. كان شيخ يضرب لنا مثلا بقراءة القرآن فيقول لا تقرأ القرآن رياء الناس، ولكن إذا دخل عليك شخص وأنت تقرأ فلا تتوقف خوف الرياء.
لا أعتقد أنّ ثمّة طائفيّة في الموضوع،
فأوّلاً لا أعتقد أنّ بإمكاني أو بإمكانك تحديد ديانة شريفة وسُعاد أو طائفتَيْهما،
وثانياً فإنّ هذا الحوار قد يحدُث بالحرف الواحد في مكتب بالجامعة أو دار الإفتاء أو هيئة الأوقاف القبطيّة أو جمعيّة خيريّة إنجيليّة،
ثالثاً، مع اختلاف أهميّة الصلاة الفرديّة أو الجماعيّة، فلا يزال الشكلان موجودان في معظم العبادات على اختلاف الملل.
أمّا عن جوهر سؤالك، أنا لم أتطرّق للرياء في العبادة بأيّ شكل من الأشكال. لنفترض أنّنا نتحدّث عن الصلاة الجماعيّة مثلاً، هل يحقّ لـ"سين" من الناس أن يسأل "صاداً" كلّ بضعة أيّام إن كان قد صلّى بالأمس أم لا؟ هل يحق لجرجس أن يسأل مارينا زميلته الجديدة في العمل إن كات تذهب للقدّاس كلّ أحد أم تستغل الوقت في المزيد من النوم؟ بالطبع جرجس قد يكون خائفاً على مصير زميلته و"عايز يخدمها"، أو يريد "حمايتها" مثلاً من التحوّل عن دينها في مكتب أكثره من المسلمين- فهل هذا يعطيه الحقّ؟
المشكلة هنا ليست حقيقةً في كون الصلاة شخصيّة أو جماعيّة، بل في كون البعض ينتزعون حقوقاً ليست لهم لمجرّد أنّهم يدعون إلى المعروف أو "يخدمون الآخر"..
أخيراً، فد يكون حولك الآلاف من البشر وقت التعبُّد ومع ذلك فقلبُك في اتّصال بالـ"سماء" لا يمكن وصفه بالكلمات، ثم يأتي أحمق مثلاً ليقطع عليك هذه اللحظة العميقة لينبّهك إلى خطأ "فنّيّ" وقعت فيه (كأن يعطيك جارك كوعاً وأنت مغرق في الدُعاء مغمض العينين، وينبّهك أنّه هذه اللحظة من القدّاس هي لحظة يجب فيها الوقوف أو السجود)...
يا ريت تكتب اسمك أو حتّى اسم مستعار
وذلك لتسهيل متابعة الحوار
ـ
اولا التدوينة قوية جدا يا دكتور -
وانا هقولك يا دكتور مع اني مش عارفة بالظبط دكتور في ايه لكن بعض المعلقين بيقولوا لك يا دكتور تبقى اكيد دكتور ,, ولاني اعرف جيدا ان الدكاترة بيزعلوا إذا اغفل احدهم 10 سنين على الاقل من عمرهم حينما يغفل كلمة دكتور فانا لن اغفلها ..
التدوينة فعلا مميزة ..
مع ان الارتباط بين العلاقة الحميمية بين الزوجين وعلاقة الانسان بربه كانت جديده تماما عليٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍّ لكن اعتقد ان الربط ما بينهم يأتي في حميمية هذه العلاقة والتي لا يحق لاحد كائنا من كان التدخل فيها بأي شكل من الاشكال ..
والحقيقة اني اواجه مثل هذا السؤال كثيرا جدا جدا (السؤال الثاني طبعا)
ويصيبني بضيق شديد جدا .. لاني ارى انه ليس من حق احد حتى مساءلتي عن طبيعة هذه العلاقة .. لان من اهم شروطها اصلا ألا يراك احد (ادخل مخدعك واغلق بابك) ولا ادري لماذا يغفل بعض الناس هذا الامر.
وحينما يأتي من اشخاص مقربين يمكنك بسهولة ان تقول (وانت مالك؟؟ مش شغلك) مثلا لكن حينما يأتي السؤال من اشخاص ذوو سلطة او نفوذ ما داخل المؤسسة الدينية (واقصد النفوذ الروحي) يتحول الامر لضيق لا متناهي ..
ويزعجني جدا حينما املأ (كتيب متابعة الخدمة) داخل الكنيسة وهو امر لا يعرفه غير الاقباط بالطبع .. واكاد افقد اعصابي حينما اكون مطالبة بأن اجيب الزاميا على أسئلة من عينة (آخر مرة صليت فيها / الجزء الذي تقراؤه من الكتاب / هل تتضمن صلاتك جانب تأملي ام تكتفي بتلاوة النصوص؟)
وغيرها من الاسئلة الاجرائية الاخرى ..
تحياتي مرة تانية
ههههههههههههههههه
دكتور، سامحني للصفاقة اللي هارد بيها هنا..
لكن فعلا هحاول أكون صريح معاك، انت قدرت فعلا تقنعني بفكرة معينة، عكس اللي انا أظن انك كنت عايز تعبر عنها!!
دلوقتي أنا بدأت أسأل نفسي، ليه ياترى لو سألت رجل متزوج عن مضاجعته لامرأته يجد انه أمر يضايق؟!
هو انا هاشاركه؟!
دانا بانصحه -لوجه الله- عشان يعيش مع المدام في تبات ونبات هههههههه
لا بجد..إيه السبب العقلاني في ان الشخص يتضايق لما أنصحه بإنه مش لازم يهمل العلاقات الحميمية اللي بينه وبين الكيانات القريبه منه، سواء كانت الزوجة أو الأب، يعني ليه مثلا محدش بيتضايق لما أنصحه ببر أبوه أو والدته؟!
أو سواء كان الله، برضو زي ما نصحت واحد ببر أبوه، وزي ما ناس كتير بتتقبل النصح فعلا لما تحس بصفاء نية الناصح لما بينصح الأزواج بشؤون تخص علاقاتهم الخاصة -سواء جنسيا أو في حياتهم العامة- أيضا الناس بتتقبل لما بينصحهم شخص ما بتحسين علاقاتهم بالله، بالمناسبة لما يحسوا بصفاء نيته، لكن لما يحسوا فيها بتنطيط، زي ما بنقول، فالوضع بيختلف :)
عفوا دكتور، في سؤال على لساني..مش عارف إذا كنت هاتتقبله..
ازي كريم؟!
هههههههههه :)
This comment has been removed by a blog administrator.
ما تصفه شكل شائع من أشكال الأبوية التي اعتاد المجتمع عليها
من حق أي أحد أن يسأل عن أدق تفاصيل حياتك لمجرد أنه يظن أنه قادر على نصحك أو إرشادك، و لأن الجميع يظن كذلك فالجميع يسأل، و ينصح، و يوجّه...
لا أرى أن المشكلة في تعلق السؤال بالصلاة أو بالعلاقة الحميمية، بل في السؤال أصلاً. حتى لو كانت النصيحة عن لون الشعر أو طوله، أو الزي - إسلامي أو باكستاني أو متفرنج - أو حتّى طلاء الأظافر... هل من حق أي أحد أن يوجّه النصح في شيء؟
أما أصل الأبوية فهو التداخل الرهيب بين الناس في مصر. و حتى على المستوى المادي، يعيش معظم الناس في بيوت مكشوف معظمها للجيران بحكم المعمار أو الفضول.
هل تفرعت بعيداً عن الموضوع الأصلي؟
الحاجة اللي فكرت فيها هي العلاقة بين طرفي الحوار، بمعنى لو كانوا اتنين أصحاب وبينهم أساسًا علاقة حميمية ممكن النصيحة أو الخوف أو الاهتمام يكون مفهموم و"مبلوع" لكن فكرة أن كل "من هب ودب" عامل نفسه وصي على الآخرين، أدرى بمصلحتهم، وقادر على منحهم الوصفات الأكيدة للحياة السعيدة، وطريق حديث لمنح صكوك الغفران، وكأن الجميع أصبحوا عالمين ببواطن الأمور ، وبرضه من ناحية تانية تدخل الدين في كل شيء من الطرفين، وارتفاع نسبة التكفير والتحريم ومسميات الخطايا أصبح يشكل مشكلة لناس كثيرة ويخليهم يسألوا أسئلة ساذجة لشخص عادي، بني آدم زيه زيهم، لمجرد أنه برتدي زي معين بيمنحه صفة دينية وقامة روحية ... وحاجة زهق كده، وأنت غسلت اسنانك النهاردة ؟
أنا شايف انه كلام بيست بوي مؤكد لكلامي:)
وزي ما ناس كتير بتتقبل النصح فعلا لما تحس بصفاء نية الناصح لما بينصح الأزواج بشؤون تخص علاقاتهم الخاصة -سواء جنسيا أو في حياتهم العامة- أيضا الناس بتتقبل لما بينصحهم شخص ما بتحسين علاقاتهم بالله، بالمناسبة لما يحسوا بصفاء نيته، لكن لما يحسوا فيها بتنطيط، زي ما بنقول، فالوضع بيختلف
هنا هي المشكلة، هي مش في النصح من حيث المبدأ وإنما في إحساسك انه واحد جاي ناطط في وشك و"يتنطط" هو المشكلة :)
في حين انك لو متفهم فعلا لصفاء نيته "في حال صفاء نيته يعني" فهو جدير بأنك تتقبل منه بشكل عادي جدا :)
الطريق إلى جهنم مفروش بالنيات الحسنة
أحياناً لابد أن نوضح: (مع إنك يا رامي بتكره شرح النكتة)
الانسان أعمق وأعقد من أن يستطيع كل "حسن نية" بكلمتين مكرورتين حتى الملل والزهق والطهقان أحياناً أن تكونا صاحبتا نفع وبغض النظر عن تفاصيل "نية " المتحدث التي لا أفهم علاقتها بالموضوع
وإن كان يا رامي زوال الحرج والخجل والاحترام الذي يجعلك تعف عن الدخول في تفصيلات خاصة "لروح" انسان مالم تكن على قدر كافي من معرفة ظروفه وحياته وعلى علاقة خاصة به لما يحمله التدخل من "فرضية" مهينة- إلى جانب كونها خاطئة - وهي إن الشخص الآخر هو نسخة أخرى من كل النسخ تنطبق عليه نفس الكلمتين الموجهتين لكل عابر على الطريق ابتغاء ثواب ما (ونود أن نوضح، نظراً لجهل الإخوة في الوطن ببعضهم البعض إن هذا مرض اجتماعي لا يخص دين بعينه كما أوضحت المعلقة أعلاه ونتمنى ألا ندخل في مناقشات في غير محلها)، زوال الحرج ذاك هو انعكاس لتحول ما هو موضوعات مفترض أن تكون عميقة إلى موضوعات سطحية، فتصبح الصلاة مثل الطبيخ والعلاقات العاطفية مثل الريجيم والحميمية مثل حالة الجو يستنكف الآخرون من كونك حنبلي بشأن التدخل فيها، كلها أمور سطحية لا مجال للتجربة الخاصة فيها. إيه يعني المشكلة؟ مش هما نفس الكلمتين هأنصح بيهم كل الناس؟ إيه العمق إللي ممكن يكون في الموضوع وأحتاج أعرفه قبل ما أحشر مناخيري؟ مش كل الناس بتنام مع بعض زي بعض؟ وبتصلي زي بعض؟ يعني إيه كل بني آدم مختلف وعنده تجربه خاصة وما يصحش أفترض إن "تجربتي" أو "التجربة العامة" تنطبق عليه؟ هي "ستامبا" كلنا بنمشي عليها، زي مكنة الفراخ، كلنا نسخ مكررة.
لما نعرف يعني إيه "عمق" يا رامي هنعرف ليه ما ينفعش و"عيب" ننصح واحد من الباب للطاق بشأن ربه أو مراته أو تربية عياله وهنتواضع قبل ما ندخل في حياة شخص بالنصح - أياً كانت نياتنا
هناك من الأطباء - وهم الأطباء الحقيقيين - الذين لا يبدأون باسداء النصائح قبل سؤال الشخص عن حياته ونفسيته وظروفه وهناك أطباء ما إن تطرق بابهم حتى يباغتوك: "ما تقوليش إنت حاسس بإيه، أنا هأقولك إنت حاسس بإيه". الأول يعرفون إن كل بني آدم حالة خاصة، حتى على مستوى الفسيولوجي والأخر يعتقدون أن البشر نسخ. الأول يعالجون الانسان والأخر يعالجون الجسد
فلنترجم النصائح فيما هو "عميق" بهذه الطريقة لبعض الوقت
ما تقوليش إنت حاسس بإيه
أنا هأقولك إنت حاسس بإيه
يا داخل بين البصلة وقشرتها ما ينوبك إلا صنّتها
ما ينوب المخلّص إلا تقطيع هدومه
تدخّل فيما لا يعنيك فتسمع ما لا يرضيك
تبدو كلها أمثال تعبّر عن احتياج مجتمعنا أكثر من كونها تعبِّر عن حكمته.
- - يا دكتورة! مش تجيبي بقة عربية أحسن من ديه؟
- أنا فعلاً ناوية أجيب واحدة جديدة...
- يا دكتور! إزاي سايب بنتك كدة؟ مش تعميلّها ريجيم؟
يعود الدكتور إلى بيته ليدّب خناقة مع بنته اللي جابتله الكلام
- إزاي ما تجيبوش عيال على طول؟ الانتظار مش حلو بعدين تتأخروا في الخلفة أو ما تخلّفوش خالص!
كلها جمل سمعتها بنفسي. وفي كل الحالات أذهلتني ثقة المتحدّث الأول في حقّه في التدخل فيما لا يعنيه مثلما أذهلني بالقدر نفسه عدم إدراك المتلقي لحقّه في أن يصيح في وجهه: إنت مال أهلك؟
أنا أعترض على نظرية "النيّة" المدمِّرة. أعتقد أنه ليس من حقّ أي شخص أن يقدّم النصيحة إن لم تطلب منه. الأمر يختلف بين المتزوجبن والوالدين وأبنائهم. فيما غير ذلك ففي اعتقادي إن التخين عارف إنه تخين وده خطر على صحته والمتجوزين عارفين هم ليه مستنيين واللي عربيته كحيانة مش غاوي يزور الميكانيكي كل أسبوع.
ن
عفن القدم الرياضي :-)
جرّبت قاعدات الموظفين قبل كده،، متخيلة ممكن يدور حوار فعلا مثل هذا الذي كتبته وأنيل كمان.
في سنة أولى كلية، جالي تدريب في أحد البنوك، وذهبت أول يوم ولم أكرر الذهاب تاني الحقيقة اتخضيت من اللي كان بيحصل. ع الصبح كده لسه دخله لا بيا ولا عليا..مش فاكرة طبعا الأسامي ده من سنين طويلة..المهم الافطار القوي المتين (بيحصل في كل حتة مش مشكلة) وبعدين موظفة دخلت وبدءوا يباركولها عشان بنتها ولدت وبدأت قصص الولادة وصعوبتها والرضاعة الطبيعية والتعصير (إللي لحد دلوقتي مش فاهمة عصير ايه) والدكتور قالها لا نعصّر كل يوم؟!هو ايه التعصير ده يا ولاد؟
وأمراض النساء والتوليد والأوضاع المختلفة.
خير وألف مبروك للوليد.
i liked it much cos it is one of the issues that are really spread in egypt, that everybody has the right to know everything about anything.
well, thinking about that issue (note i only slept 2 hours this night and i'm waiting in the office to get a reply so till then i'm free), i remembered conversations i had, especially with my parents when i'm abroad (like now). it is not that they want to give me advice, not at all, but sometimes asking me about details about everything, from what i eat till how things are going on. i know that in this case cos i'm away and they miss me, but sometimes i feel it like being attached and string are being pulled, like marionnette, u are free to move but actually someone is controlling ur movement.
the problem is that the concept of freedom is missing, freedom to chose, freedom to do wrong and learn from it, freedom to be just natural, FREEDOM TO LIVE.
also i think that there is a reason not mentioned here, that these questions might be cos there is nothing to talk about (from point of view the society not cos there is not actually issues to discuss, but this how things had turned to).
i think that i began to akharaf, i need to sleeeeep and i have to do some work now (my little rest is finished).
Post a Comment
<< Home