يا جماهير الترسو السياسي: تنتخبوا محمد جرجس بطاطا؟
ألا يضحكك مشهد في مسرحيّة -من نوع كوميديا الموقف-يجلس فيه البطل مُعدم الحال واضعاً ساقاً على ساق تكشف عن جورب مثقوب ورقعة واضحة في بنطلونه (أو بنطاله إن شئت أن تتفلحص) ويختلس النظر من خلال نافذة مطعم ذي خمس نجوم، ثم ينتقد رابطة عنق أحد الجالسين لأنّ "موضتها بطلت من سنة"؟!
أفكر في مشهد كهذا كلّما قرأت تغطية صحافتنا المصريّة للانتخابات الأمريكيّة.
أفكّر فيه أكثر عندما أتواجد في الولايات المتّحدة. فقد اعتدتُ تغيير زواياي ١٨٠ درجة من فرط عبوري المحيط عدّة مرات في السنوات الأخيرة. أتأقلم تأقلماً كبيرة مع حال مصر العزيزة، ثم أتأقلم تأقلماً لا بأس به مع الحياة اليوميّة في الولايات الأمريكيّة: فأبدأ مثلاً في التبرّم لو تأخّر الأوتوبيس دقيقتين أو قدّم لي أحد المطاعم طبق طعام بشكل لا يوافق مزاجي!
أعود إلى الموضوع...
أوّل هام: أنا في حالة ترقُّب شديد لما سيحدث في الساعات القليلة القادمة. وأتساءل تلك الأسئلة العاديّة التي يتساءلها متفرجو العالم كلّه إلى جانب عدد كبير من الأمريكان أنفسهم: هل يمكن أن ينتخب الشعب الأمريكيّ رئيساً أسود (ونسبة السود بين الناخبين لا تزيد على ١٢٪- وإن أضفت إليهم اللاتينيين يصير الجميع ٢٧٪ أقل من البيض بكثير)؟
ده مش بسّ أسود.. ده من أب غير أمريكي وجدود من كينينا
مش بس من أب غير أمريكي.. قضى جزءاً من طفولته في إندونيسيا
مش بس أب غير أمريكي.. ده أب مسلم
مش بس مسلم.. ده أعطاه اسم العدوّ اللدود: حسين
قد تتعجّب فعلاً كيف وصل باراك (باراق) هوسين (حسين) أوباما إلى هذا الحد. مجرد وصوله إلى آخر الجولات الانتخابيّة (بكلّ هذه الثقة) إنجاز كبير.
ثاني هام: تعالَ الآن إلى صحافتنا الهُمامة، وشعبنا الناضج ذي الحضارة الضاربة في القدم. يبدو أنّ شعبنا فعلاً أصيب بداء عضال يضم متلازمة أعراض نفسيّة متنوّعة: فها نحن-كالعادة-نضع أنفسنا في مركز الكون ونتحمس لأوباما ثم نغضب عليه ثم نتساءل كيف سيسلك إن صار رئيساً وماذا سيفعل مع العرب- هل سيتبرأ منهم (وهم صاروا كوصمة داخل أمريكا) أم سيحِنّ إليهم (بالمنطق الغريب أنّ أصله الكينيّ أو تربيته في إندونيسيا أو اسمه الثاني يقودان لحنين كهذا)؟ هل سيتعاطف مع أفريقيا؟ هل سينحاز إلى مسلمي العالم أو على الأقل لا يضطهدهم كسلفه اللعين بوش؟ أسئلة طفوليّة خياليّة تعكس قدراً غيرَ معقول من الهروب من الواقع والعيش في عالم مُختَلَق حافل بالمؤامرات والتطلعات والأوهام.
ثالث هام وهو بيت القصيد:
الآن أحاول أن أُجَمِّع كلّ ما سبق وأَجْمَع الخيوط في سؤالي الذي وضعته في عنوان التدوينة:
لنفترض جُزافاً أنّ لنا خياراً في انتخاب رئيس جمهوريّتنا. تعالوا مثلاً نعود إلى مثال سابق في الانتخابات الرئاسيّة الأولى في تاريخنا الحديث، بغض النظر عن أيّة تحفظات عليها (هي الأخرى أثارت أحلام البعض وتصوروا مثلاً أنّ أيمن نور قد يفوز، أو حتّى يتعادل-كما تصوّروا ذات مرّة أنّ مصر قادرة على استضافة كأس العالم):
تصوّر أنّك قبل الانتخابات بشهور، وتعالَ نطبّق الوضع الأمريكيّ الحالي عليها.
ها هو مرشّح رئاسة يجسر أن يضع اسمه على البطاقة. ما اسمه؟
مهلاً... تعالَ نفكّر في مدى جسارته!
أولاً، لنقُل إنّه من خارج المؤسّسة العسكريّة.
ثانياً، مش بس من خارج المؤسّسة العسكريّة، لكنّه من أب غير مصري وجدود غير مصريّين. ماشي! بلاش دي لأنّ هذا ضد الدستور المصريّ ولأنّ مصر ليست أمّة من المهاجرين. طنّشوا دي.
ثالثاً، اللون؟ لنقُل إنّه نوبيّ. الفارق بين البيض والسود في أمريكا من حيث اللون والعرق أكبر كثيراً جداً من الفارق أبناء بحري أو قبلي وبين أهل النوبة المصريّين. هل سيجسر مرشح نوبيّ أن يتقدّم للرئاسة؟ أم سيُتَّهم أنّه سيتآمر مع السودان على مصر أو سيهدم السد العالي أو أيّة تهمة سطحيّة حمقاء؟
رابعاً، تعالَ نقترب من أوباما أكثر.. ماذا لو اسمه الثلاثيّ ليس معتاداً؟
ماذا لو يحمل إبوه اسم العدوّ؟ ولو كان لقبه غير مصريّ بالمرّة؟
أدعوكم في هذه التدوينة لاقتراح أسماء مبتكرة تتشابه مع أوباما.
مثلاً: إسماعيل شمعون طولانا (من أب يهوديّ وأمّ مسلمة لكنّه لم يرَ أباه ويقسم ثلاثاً أنّه مسلم)
أحمد شارون سابارو (شارون؟ يا حفيظ!)
بلاش..
ما رأيك:
هل تنتخب محمد جرجس بطاطا لرئاسة مصر؟
أفكر في مشهد كهذا كلّما قرأت تغطية صحافتنا المصريّة للانتخابات الأمريكيّة.
أفكّر فيه أكثر عندما أتواجد في الولايات المتّحدة. فقد اعتدتُ تغيير زواياي ١٨٠ درجة من فرط عبوري المحيط عدّة مرات في السنوات الأخيرة. أتأقلم تأقلماً كبيرة مع حال مصر العزيزة، ثم أتأقلم تأقلماً لا بأس به مع الحياة اليوميّة في الولايات الأمريكيّة: فأبدأ مثلاً في التبرّم لو تأخّر الأوتوبيس دقيقتين أو قدّم لي أحد المطاعم طبق طعام بشكل لا يوافق مزاجي!
أعود إلى الموضوع...
أوّل هام: أنا في حالة ترقُّب شديد لما سيحدث في الساعات القليلة القادمة. وأتساءل تلك الأسئلة العاديّة التي يتساءلها متفرجو العالم كلّه إلى جانب عدد كبير من الأمريكان أنفسهم: هل يمكن أن ينتخب الشعب الأمريكيّ رئيساً أسود (ونسبة السود بين الناخبين لا تزيد على ١٢٪- وإن أضفت إليهم اللاتينيين يصير الجميع ٢٧٪ أقل من البيض بكثير)؟
ده مش بسّ أسود.. ده من أب غير أمريكي وجدود من كينينا
مش بس من أب غير أمريكي.. قضى جزءاً من طفولته في إندونيسيا
مش بس أب غير أمريكي.. ده أب مسلم
مش بس مسلم.. ده أعطاه اسم العدوّ اللدود: حسين
قد تتعجّب فعلاً كيف وصل باراك (باراق) هوسين (حسين) أوباما إلى هذا الحد. مجرد وصوله إلى آخر الجولات الانتخابيّة (بكلّ هذه الثقة) إنجاز كبير.
ثاني هام: تعالَ الآن إلى صحافتنا الهُمامة، وشعبنا الناضج ذي الحضارة الضاربة في القدم. يبدو أنّ شعبنا فعلاً أصيب بداء عضال يضم متلازمة أعراض نفسيّة متنوّعة: فها نحن-كالعادة-نضع أنفسنا في مركز الكون ونتحمس لأوباما ثم نغضب عليه ثم نتساءل كيف سيسلك إن صار رئيساً وماذا سيفعل مع العرب- هل سيتبرأ منهم (وهم صاروا كوصمة داخل أمريكا) أم سيحِنّ إليهم (بالمنطق الغريب أنّ أصله الكينيّ أو تربيته في إندونيسيا أو اسمه الثاني يقودان لحنين كهذا)؟ هل سيتعاطف مع أفريقيا؟ هل سينحاز إلى مسلمي العالم أو على الأقل لا يضطهدهم كسلفه اللعين بوش؟ أسئلة طفوليّة خياليّة تعكس قدراً غيرَ معقول من الهروب من الواقع والعيش في عالم مُختَلَق حافل بالمؤامرات والتطلعات والأوهام.
ثالث هام وهو بيت القصيد:
الآن أحاول أن أُجَمِّع كلّ ما سبق وأَجْمَع الخيوط في سؤالي الذي وضعته في عنوان التدوينة:
لنفترض جُزافاً أنّ لنا خياراً في انتخاب رئيس جمهوريّتنا. تعالوا مثلاً نعود إلى مثال سابق في الانتخابات الرئاسيّة الأولى في تاريخنا الحديث، بغض النظر عن أيّة تحفظات عليها (هي الأخرى أثارت أحلام البعض وتصوروا مثلاً أنّ أيمن نور قد يفوز، أو حتّى يتعادل-كما تصوّروا ذات مرّة أنّ مصر قادرة على استضافة كأس العالم):
تصوّر أنّك قبل الانتخابات بشهور، وتعالَ نطبّق الوضع الأمريكيّ الحالي عليها.
ها هو مرشّح رئاسة يجسر أن يضع اسمه على البطاقة. ما اسمه؟
مهلاً... تعالَ نفكّر في مدى جسارته!
أولاً، لنقُل إنّه من خارج المؤسّسة العسكريّة.
ثانياً، مش بس من خارج المؤسّسة العسكريّة، لكنّه من أب غير مصري وجدود غير مصريّين. ماشي! بلاش دي لأنّ هذا ضد الدستور المصريّ ولأنّ مصر ليست أمّة من المهاجرين. طنّشوا دي.
ثالثاً، اللون؟ لنقُل إنّه نوبيّ. الفارق بين البيض والسود في أمريكا من حيث اللون والعرق أكبر كثيراً جداً من الفارق أبناء بحري أو قبلي وبين أهل النوبة المصريّين. هل سيجسر مرشح نوبيّ أن يتقدّم للرئاسة؟ أم سيُتَّهم أنّه سيتآمر مع السودان على مصر أو سيهدم السد العالي أو أيّة تهمة سطحيّة حمقاء؟
رابعاً، تعالَ نقترب من أوباما أكثر.. ماذا لو اسمه الثلاثيّ ليس معتاداً؟
ماذا لو يحمل إبوه اسم العدوّ؟ ولو كان لقبه غير مصريّ بالمرّة؟
أدعوكم في هذه التدوينة لاقتراح أسماء مبتكرة تتشابه مع أوباما.
مثلاً: إسماعيل شمعون طولانا (من أب يهوديّ وأمّ مسلمة لكنّه لم يرَ أباه ويقسم ثلاثاً أنّه مسلم)
أحمد شارون سابارو (شارون؟ يا حفيظ!)
بلاش..
ما رأيك:
هل تنتخب محمد جرجس بطاطا لرئاسة مصر؟
Labels: Obama, US elections, أيمن نور, الانتخابات الأمريكية, باراق حسين أوباما, باراك حسين أوباما, غيبوبة, مجتمع طفولي