عزيزي الهاكر، اتركني وشأني- هاك الراية البيضاء! ـ
فيلم رعب أعيشه منذ ما يقرُب منذ أسبوع، لو كان بدأ أمس الأوّل مثلاً لظننته "كذبة أبريل" سخيفة بعض الشيء لكنّه بدأ في السابع والعشرين من مارس أو ربما قبل ذلك بيوم، وتزامن ذلك مع سفريّة طويلة عبر المحيط.
صدق كلّ من قال إنّك لا تفهم هذه القصص إلا حين تعيشها، ومهما سمعت من تحذيرات وحواديت، فأنت في النهاية لا تصدّق إلا حين تذوق الكأس المرّة!
الحكاية باختصار أنّني في مساء الجمعة الماضية فوجئت أنّني غير مسموح لي بدخول بريدي الإلكترونيّ (هو حساب "چي ميل" خاص بالعمل-يعني فيه معلومات كثيرة هامة-ومختلف عن الذي أستخدمه في التدوين).
اتّبعت الخطوات اللازمة، وهي اتّباع نظام "جووجل" المزعج الذي يمكن لأي طفل صغير استخدامه لاختطاف حساب آخر: ملأت استمارة لاستعادة حسابي، ومعظم ما بها من معلومات يمكن لأيّ شخص يراسلني منذ فترة وجيزة أن يعرفها (مثلاً: "اذكر خمس عناوين بريد تلقيتها مؤخراً").
عاد إليّ الحساب سريعاً ومعه مفاجأة مدويّة. اكتشفت من رسالة "جووجل لي" أنّ عليّ تغيير سؤال الأمان الخاص بكلمة المرور، وتغيير كلمة المرور نفسها، بل وتغيير عنوان بريدي الثانويّ (ميين اللي غيّرهم أصلاً؟). الأغرب والذي أثار قلقي المستمر منذ لحظتها، هو أنّني وجدت رسالة على بريدي الثانويّ تقول إنّني طلبت (قبل ستّ ساعات من انقطاع الحساب) تغيير كلمة المرور، الأمر الذي لم أقم به.
لوهلة ظننت أنّ قطع الحساب كان سببه ظروف سفري التي ربّما شكّكت القائمين على الحساب إذ ولجته من عدّة أماكن في فترة قصيرة، لكنّ ما اتّضح هو أنّهم ليسوا على هذا القدر من الذكاء ولا الدهاء، بل "شكلهم في الطراوة".
كان ذاك الذي ظننته مخيفاً مجرّد "شكّة دبّوس" مقارنةً بما حدث في الأيام الثلاث التالية: سقط الحساب مرتين في اليومين التاليين/ حوالي عشر رسائل تقول إنّني طلبت تغيير كلمة المرور/ عدد كبير من الزيارات إلى مدوّناتي المهجورة وجميعها من مصادر متقاربة وجميعها آتية من بحث "جوجليّ" عن اسمي بالإنجليزيّة والعربيّة).
فعلاً أنا مش عارف أعمل إيه!
لو عرفتم ما حدث بعد ذلك لتأكّدتم أنّ الأمر ليس عابراً.
بدأت تصلني الرسائل المتتالية على عناوين بريد أخرى لي، وجميعها تقول: "شكراً على طلبك استعادة الحساب؛" وبعد ذلك تقول إمّا: "حاول اتّباع هذا الرابط لتغيير كلمة المرور" أو "عدد محاولاتك لاستعادة الحساب كبير. نعتذر في الوقت الحالي. حاول بعد بضعة أيّام"
في النهاية: "عدد محاولاتك استعادة الحساب زاد عن المعتاد، وهذا مثير للشكوك. لن يمكنننا إعادة فتح الحساب. حاول فتح حساب جديد!"
!!!!! حساب إيه أصلاً؟؟
كل هذا، وحساب بريدي الذي تعرّض للمشكلة الأولى مفتوح (بعد أن عُلِّق ثلاث مرّات في يومين) ولا أفهم أيّ حساب ذلك الذي تتحدث عنه الرسائل؟
هل استخدم الهاكر معلوماتي لفتح حسابات جديدة أم يحاول استخدام عناوين بريدي لاحتلال حسابات أخرى أو لاتهامي أنا بأنّني "سرقت حسابي" الذي سيدعي في ما بعد أنّه حسابه هو؟ (على غرار أنا فتافيت السكّر الحقيقيّة!)
عزيزي الهاكر،
هذه رسالة مفتوحة لك، رغم شكّي أنّك تعرف هذه اللغة (فأوقات المشاكل جميعها أوقات صحيان الأمريكان ونوم المصريين كما أنّ الزيارات المتتالية لمواقعي ومدوناتي جميعها من أمريكا)
هاك رايتي البيضاء! أنا مستسلم منذ البداية فأنا لا أتحمل هذا التوتر بالذات في هذه الفترة الانتقاليّة من عملي وحياتي.
- إن كان هدفك إثبات ذكائك ومهارتك الحَوسبيّة، فأنت ماهر وداهية. سيبني في حالي الله يخليك!
- إن كنت تبحث عن بيانات ماليّة وحسابات بنوك وكروت ائتمان، فهناك احتمالان، إمّا أنّك حصلت عليها بالفعل (قبل أن أمسحها بعد الهجوم الأوّل) أو أنّك لم تحصُل عليها وقد أزلتها من حسابي. سيبه بقى خلاص!
- إن كنت تريد دخول حسابي بأيّ ثمن، أرسل إليّ رسالة من خص مجهول وسوف أستسلم وأرسل لك كلمة المرور وخلاص. بس بلاش شغل الرعب اليومي ده.
- إن كان هدفك مضايقتي وتخويفي فحسب، فأكيد النمرة غلط: غالباً من أعطاك عنواني كان يقصد شخصاً آخر.
- إن كنت بقى من "اللي بالي بالك"-يجعل كلامنا خفيف عليهم-فأكيد هناك طرق تحصل بها على ما تريد من معلومات دون "طرطشة" كالغطّاس الماهر. ساعتها أنت ستعرف ما تريد، وأنا ما كنت سأقلق أو أشعر أو أبلغ السلطات المحليّة كما نصحني جووجل برضه وكما سيحدُث.
على العموم، شكراً لأنّك لفت نظري أنّ لديّ أكثر من ٤٠٠٠ رسالة لم تكُن لديّ منها نُسَخ، وهذه هي الفائدة الوحيدة التي جنيتها من الموضوع: حفظ هذه الرسائل استعداداً ليوم أفتح فيه حسابي فأجد رسالة: "هذا الحساب انتهى من الوجود! اخبط رأسك في الحيط - إمضاء فريق جووجل العبقري!"
ـــــــــــــــــ
بعدُ مكتوبِن: جائزة كُبرى لمن ينجح في الوصول إلى طريقة اتّصال مباشرة مع جووجل من خلال صفحة "المساعدة" المُساعِدة جداً!
صدق كلّ من قال إنّك لا تفهم هذه القصص إلا حين تعيشها، ومهما سمعت من تحذيرات وحواديت، فأنت في النهاية لا تصدّق إلا حين تذوق الكأس المرّة!
كابوس؟
بل ربّما أكثر من ذلك. فعلاً وصلت لمرحلة من القلق والتوتر وربما الخوف أتمنى فيها ألا تأتي اللحظة القادمة. أتمنّى ألا أفتح أيّ صندوق من صناديق بريدي الإلكترونيّة كي لا أقرأ المزيد من رسائل فريق جووجل (أراهن أنّ ليس بهم "آدميّ واحد" بل كلّهم من السيليكون) .الحكاية باختصار أنّني في مساء الجمعة الماضية فوجئت أنّني غير مسموح لي بدخول بريدي الإلكترونيّ (هو حساب "چي ميل" خاص بالعمل-يعني فيه معلومات كثيرة هامة-ومختلف عن الذي أستخدمه في التدوين).
اتّبعت الخطوات اللازمة، وهي اتّباع نظام "جووجل" المزعج الذي يمكن لأي طفل صغير استخدامه لاختطاف حساب آخر: ملأت استمارة لاستعادة حسابي، ومعظم ما بها من معلومات يمكن لأيّ شخص يراسلني منذ فترة وجيزة أن يعرفها (مثلاً: "اذكر خمس عناوين بريد تلقيتها مؤخراً").
عاد إليّ الحساب سريعاً ومعه مفاجأة مدويّة. اكتشفت من رسالة "جووجل لي" أنّ عليّ تغيير سؤال الأمان الخاص بكلمة المرور، وتغيير كلمة المرور نفسها، بل وتغيير عنوان بريدي الثانويّ (ميين اللي غيّرهم أصلاً؟). الأغرب والذي أثار قلقي المستمر منذ لحظتها، هو أنّني وجدت رسالة على بريدي الثانويّ تقول إنّني طلبت (قبل ستّ ساعات من انقطاع الحساب) تغيير كلمة المرور، الأمر الذي لم أقم به.
لوهلة ظننت أنّ قطع الحساب كان سببه ظروف سفري التي ربّما شكّكت القائمين على الحساب إذ ولجته من عدّة أماكن في فترة قصيرة، لكنّ ما اتّضح هو أنّهم ليسوا على هذا القدر من الذكاء ولا الدهاء، بل "شكلهم في الطراوة".
كان ذاك الذي ظننته مخيفاً مجرّد "شكّة دبّوس" مقارنةً بما حدث في الأيام الثلاث التالية: سقط الحساب مرتين في اليومين التاليين/ حوالي عشر رسائل تقول إنّني طلبت تغيير كلمة المرور/ عدد كبير من الزيارات إلى مدوّناتي المهجورة وجميعها من مصادر متقاربة وجميعها آتية من بحث "جوجليّ" عن اسمي بالإنجليزيّة والعربيّة).
فعلاً أنا مش عارف أعمل إيه!
لو عرفتم ما حدث بعد ذلك لتأكّدتم أنّ الأمر ليس عابراً.
بدأت تصلني الرسائل المتتالية على عناوين بريد أخرى لي، وجميعها تقول: "شكراً على طلبك استعادة الحساب؛" وبعد ذلك تقول إمّا: "حاول اتّباع هذا الرابط لتغيير كلمة المرور" أو "عدد محاولاتك لاستعادة الحساب كبير. نعتذر في الوقت الحالي. حاول بعد بضعة أيّام"
في النهاية: "عدد محاولاتك استعادة الحساب زاد عن المعتاد، وهذا مثير للشكوك. لن يمكنننا إعادة فتح الحساب. حاول فتح حساب جديد!"
!!!!! حساب إيه أصلاً؟؟
كل هذا، وحساب بريدي الذي تعرّض للمشكلة الأولى مفتوح (بعد أن عُلِّق ثلاث مرّات في يومين) ولا أفهم أيّ حساب ذلك الذي تتحدث عنه الرسائل؟
هل استخدم الهاكر معلوماتي لفتح حسابات جديدة أم يحاول استخدام عناوين بريدي لاحتلال حسابات أخرى أو لاتهامي أنا بأنّني "سرقت حسابي" الذي سيدعي في ما بعد أنّه حسابه هو؟ (على غرار أنا فتافيت السكّر الحقيقيّة!)
عزيزي الهاكر،
هذه رسالة مفتوحة لك، رغم شكّي أنّك تعرف هذه اللغة (فأوقات المشاكل جميعها أوقات صحيان الأمريكان ونوم المصريين كما أنّ الزيارات المتتالية لمواقعي ومدوناتي جميعها من أمريكا)
هاك رايتي البيضاء! أنا مستسلم منذ البداية فأنا لا أتحمل هذا التوتر بالذات في هذه الفترة الانتقاليّة من عملي وحياتي.
- إن كان هدفك إثبات ذكائك ومهارتك الحَوسبيّة، فأنت ماهر وداهية. سيبني في حالي الله يخليك!
- إن كنت تبحث عن بيانات ماليّة وحسابات بنوك وكروت ائتمان، فهناك احتمالان، إمّا أنّك حصلت عليها بالفعل (قبل أن أمسحها بعد الهجوم الأوّل) أو أنّك لم تحصُل عليها وقد أزلتها من حسابي. سيبه بقى خلاص!
- إن كنت تريد دخول حسابي بأيّ ثمن، أرسل إليّ رسالة من خص مجهول وسوف أستسلم وأرسل لك كلمة المرور وخلاص. بس بلاش شغل الرعب اليومي ده.
- إن كان هدفك مضايقتي وتخويفي فحسب، فأكيد النمرة غلط: غالباً من أعطاك عنواني كان يقصد شخصاً آخر.
- إن كنت بقى من "اللي بالي بالك"-يجعل كلامنا خفيف عليهم-فأكيد هناك طرق تحصل بها على ما تريد من معلومات دون "طرطشة" كالغطّاس الماهر. ساعتها أنت ستعرف ما تريد، وأنا ما كنت سأقلق أو أشعر أو أبلغ السلطات المحليّة كما نصحني جووجل برضه وكما سيحدُث.
على العموم، شكراً لأنّك لفت نظري أنّ لديّ أكثر من ٤٠٠٠ رسالة لم تكُن لديّ منها نُسَخ، وهذه هي الفائدة الوحيدة التي جنيتها من الموضوع: حفظ هذه الرسائل استعداداً ليوم أفتح فيه حسابي فأجد رسالة: "هذا الحساب انتهى من الوجود! اخبط رأسك في الحيط - إمضاء فريق جووجل العبقري!"
ـــــــــــــــــ
بعدُ مكتوبِن: جائزة كُبرى لمن ينجح في الوصول إلى طريقة اتّصال مباشرة مع جووجل من خلال صفحة "المساعدة" المُساعِدة جداً!